عشرة دروس من مدرسة التجارب
"ولكن كل تأديب في الحاضر لا يري أنه للفرح بل للحزن وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر السلام" عب (12: 11).
التجارب نصيب كل البر ولا يخلو أحد منها. وإذا فتشت جميع مراتب النوع الإنساني تجد الجميع يئنون تحت أثقال بلايا متعددة وتجارب متنوعة.
والتجارب وأن كانت مرة إلا أن من يقبلها ويتحملها بصبر ويتدرب بها يجد فيها أخيراً دروساً سامية نافعة في الطاعة والصبر والتهذيب، تكون له ثمر بر للسلام. وأما الذين يدعون التجارب تمر دون أن ينتفعوا منها فتظل نفوسهم متوجعة تحت عجلاتها القاسية. فطوبي لمن يؤدبه الرب ويقبل تأديبه.
واليك عشرة فوائد تنتج من التجارب:
أولا - أنها نافعة أحياناً لمجد الله نظير المولود أعمي الذي لما سأل التلاميذ السيد عنه قائلين هل أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمي؟ أجاب السيد لا هذه ولا أبواه لكن لكي يظهر مجد الله يو (9: 1-2) ونظير موت لعازر الذي قال عنه السيد أن هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد أبن الله به يو (11: 4) وكما قال السيد لبطرس الرسول مشيراً إلي آية ميتة كان مزمعاً أن يمجد الله بها يو (21: 19). فهذه التجارب وأن كانت في حد ذاتها مرة إلا أن الله تعالي قصد أن يتمجد بها. وما أمجد تلك الوسائط التي يتخذها الله لمجده. ومن ذا الذي يكون مستحقاً لنيل شرف وسيم كهذا حتى يتمجد الله به.