![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وإِنَّي أَقولُ لَكم. اِسأَلوا تُعطَوا، اُطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم. عِبَارَتَا "تُعْطَوْا" وَ"يُفْتَحْ لَكُمْ" فَهُمَا بِصِيغَةِ ٱلْمَجْهُولِ فِي ٱللُّغَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ: δοθήσεται ὑμῖν، καὶ εὑρήσετε، وَهِيَ طَرِيقَةٌ شَائِعَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى عَمَلِ اللهِ نَفْسِهِ دُونَ ذِكْرِ ٱسْمِهِ مُبَاشَرَةً. أَيْ إِنَّ ٱلْفَاعِلَ ٱلضِّمْنِيَّ هُوَ اللهُ. وَمِنْ خِلَالِ هَذَا ٱلْأُسْلُوبِ، "يُعلِنُ يَسوعُ بِشَكلٍ رَسميٍّ وَواضِح أَنَّ اللهَ يَستَجيبُ الصَّلاةَ، ويُكرِّرُ هذا التَّأكيدَ ثلاثَ مرّاتٍ، لِيُظهِرَ ثَباتَ وَعدِ اللهِ وسَخاءَه. فالأَمرُ لَيسَ مُجرَّدَ احتمالٍ أو رَجاءٍ ضَعيف، بَل هو وَعدٌ مُؤكَّدٌ يَخرُجُ مِن فَمِ السَّيِّدِ نَفسِه، لِمَن يُؤمِنُ بِعُمقِ الصَّداقةِ مَعَ الآب، وَلِمَن يَعرِفُ كيفَ يَنتَظِر، وَلِمَن يَعلَمُ أَنَّ اللهَ لا يُخيِّبُ الرَّجاء." كما يقول الكتاب: "ٱلَّذِينَ يَنتَظِرُونَ ٱلرَّبَّ يُجَدِّدُونَ قُوَّتَهُم، يَرفَعُونَ أَجنِحَةً كَالنُّسُور، يَركُضُونَ وَلا يَتعَبُونَ" (إشعيا 40: 31). ويُعلِّق القدّيس أوغسطينوس: "إنَّه يُبطِئُ في الاستجابةِ، لا لِيَرفُضَ العَطِيَّة، بَل لِيُوقِظَ فينا الرَّغبة، لأنَّ اللهَ لا يُعطينا ما نَطلُبُه فقط، بَل يُعطينا أن نَفهَمَ ما نَحتاجُه فعلًا." وَيُعَلِّقُ ٱلْقِدِّيسُ يُوحَنَّا ٱلذَّهَبِيُّ ٱلْفَمِ قَائِلًا: "لَيْسَ فَقَطِ ٱلَّذِينَ يَسْأَلُونَ يُعْطَوْنَ، بَلْ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَ وَيَقْرَعُونَ، لِأَنَّ ٱلصَّلَاةَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ بِحَرَارَةٍ وَجِدٍّ؛ فَاللهُ لَا يَسْتَجِيبُ لِلْكَلِمَاتِ ٱلْبَارِدَةِ، بَلْ لِقَلْبٍ مُشْتَعِلٍ بِٱلْإِيمَانِ". اللهُ يَسْتَجِيبُ دَائِمًا، وَلَكِن لَيْسَ دَائِمًا كَمَا نُرِيدُ: أَحْيَانًا تَكُونُ ٱلْٱسْتِجَابَةُ: "نَعَمْ"، وَأَحْيَانًا: "لَا"، وَأَحْيَانًا: "ٱنْتَظِرْ"، وَلَكِنَّهَا دَائِمًا ٱسْتِجَابَةٌ نَابِعَةٌ مِنْ حِكْمَةٍ إِلَهِيَّةٍ تَفُوقُ إِدْرَاكَنَا. فَٱلْمُثَابَرَةُ تُكَوِّنُ ٱلْعِلَاقَةَ. لَيْسَتِ ٱلصَّلَاةُ وَسِيلَةً لِلْحُصُولِ فَقَطْ، بَلْ هِيَ أَيْضًا وَسِيلَةٌ لِلتَّقَرُّبِ مِنَ ٱللَّهِ. فَكَمَا تَنْمُو ٱلصَّدَاقَةُ مِنْ خِلَالِ ٱللِّقَاءِ وَٱلْحِوَارِ، تَنْمُو عِلَاقَتُنَا بِٱللَّهِ مِنْ خِلَالِ مُثَابَرَتِنَا فِي ٱلصَّلَاةِ. لمن يؤمن بعمق الصداقة مع الآب، لمن يعرف كيف ينتظر، لمن يعلم أن الله لا يُخيّب الرجاء. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|