![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لَصِقَ لِسَانُ الرَّاضِعِ بِحَنَكِهِ مِنَ الْعَطَشِ. الأَطْفَالُ يَسْأَلُونَ خُبْزًا، وَلَيْسَ مَنْ يَكْسِرُهُ لَهُمْ [4]. في المراحل الأخيرة للهجوم على أورشليم حدثت مجاعة مرة، عانى منها بالأكثر الأطفال (مرا 2: 19). هنا ظهر جفاف هذا الشعب، فقد تعاملوا مع أطفالهم الجائعين بجفاف لا نجده في الثعالب والنعام. منظر الأطفال الجائعين وهم يصرخون إلى أمهاتهم، بينما لم تبالِ الأمهات بهم بسبب الضيق هزَّ كيان النبي، وملأ نفسه مرارة. فقدت ابنة صهيون الأمومة الروحية، فلم تعد تُرضع الرُضّع بلبن التعليم النقي، فحل الظمأ بالصغار، ولصقت ألسنتهم بحنكهم. وإن وُجد خبز الروحي لإطعام الأطفال لا تتحرك حتى لكي تكسره وتقدمه لهم. يرى البابا غريغوريوس (الكبير) هنا نبوة عن اليهودية التي كان يليق بها عند مجيء السيد أن تشهد له وتكرز، فتقدم للعالم المسيح خبز الحياة، لكن بسبب حسد القيادات اليهودية تحولت إلى نارٍ خفية مهلكة للنفوس."الأرض يخرج منها الخبز، تنقلب في موضعها بالنار" (راجع أي 28: 5). كان ما يشغل اليهودية أن تعطي خبزًا، إذ اعتادت أن تعد كلمات الناموس أمام الناس. لم يعد أبناء الهلاك قادرون على تفسير هذا الناموس عينه، كما ينتحب إرميا النبي في مراثيه، قائلًا: "الأطفال يسألون خبزًا، وليس من يكسره لهم" (مرا 4:4). لكن هذه "الأرض تنقلب في موضعها بالنار"، إذ تهلك نفسها بجمرة الحسد، عندما ترى معجزات المؤمنين... ألم تكن ملتهبة بلهيب جمر حسدها، عندما رأت معجزات مخلصنا، فقال بعض رجالها: "ماذا نصنع، فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة" (يو 47:11)؟ أو "انظروا، إنكم لا تنفعون شيئًا. هوذا العالم قد ذهب وراءه" (يو 19:12). قيل بعاموس النبي: "هوذا أيام تأتي يقول السيد الرب، أرسل جوعًا في الأرض، لا جوعًا للخبز ولا عطشا للماء، بل لاستماع كلمات الرب" (عا 8: 11). ما هي تلك الأيام التي حدثت فيها المجاعة بسبب رفض ابنه صهيون أن تكسر الخبز وتعطي أطفالها، إلا تلك التي جاء فيها السيد المسيح، الخبز الحيّ، فرفضه رؤساء الكهنة والقادة، وحرموا الشعب من التعرف على شخصه. * يمكن للإنسان أن يحسب شعب إسرائيل غنيًا، إذ لهم التبني والعبادة الإلهية والوعود والآباء. على أي الأحوال صاروا فقراء بسبب خطيتهم ضد الرب. "أما طالبو الرب فلا يعوزهم شيء" (مز 34: 10). لقد صاروا في عوزٍ إلى انتعاش بطريقة معينة، وعانوا من الجوع، لأنهم إذ سلّموا "خبز الحياة" للموت، حلّ عليهم الجوع للخبز. القديس باسيليوس الكبير القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|