منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 12 - 2024, 10:21 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,143

القداسة صفة الصفات في الله وجوهر طبيعته








القداسة صفة الصفات في الله وجوهر طبيعته


فهو - تبارك اسمه - قدوس في محبته، قدوس في سلطانه، قدوس في قدرته ... وهكذا. ومن الطبيعي، بل واللازم واللائق، أن يكون من لهم علاقة به هم “قديسين”، ليس فقط على المستوى الشرعي (المقام) بل أيضًا على المستوى العملي (الحالة)؛ ولعل التحريض المتكرر في الوحي في كلا العهدين 7 مرات «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» (لا 11: 44، 45؛ 19: 2؛ 20: 7، 26؛ 1بط1: 15، 16) يؤكد ذلك.
إذًا فالقداسة العملية ليست ترفًا بل ضرورة. صحيح أننا نعيش في عالم ملوث أدبيًا، لكن المؤكد أن «قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى» (2بط1: 3). وإن كانت الأيام الأخيرة لها طابعها الصعب في هذا المجال (2تي3: 1-9؛ يه4-8)، لكن علينا أن نتذكر أنه في أشر الأيام وأنجس الأماكن أمكن للقديسين أن يحيوا بالقداسة حيث وُجد عزم القلب (انظر يوسف تك39؛ دانيال 1: 8، وغيرهما).
نعم هناك تحديات ضخمة تواجه كل من يريد أن يحيا بالقداسة في هذا العالم عمومًا، وفي أيامنا خصوصًا، لكن هناك يقينًا معونات أعظم. دعنا فيما يلي نمر على أهم التحديات، ثم نتناول في إيجاز أبرز المعونات.
أولاً: أهم التحديات: ونلخصها فيما يقدمه هذا العالم الحاضر الشرير الذي نحيا فيه:
1- شهوة الجسد:
إن ما يقدمه العالم اليوم من إغراءات وإيحاءات نجسة في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإباحية، بل وفي الشوارع أحيانًا، يُمثِّل تحديًا، لكل مَنْ يبتغي القداسة، التي ينبغي أن نتذكر أنها صفة إيجابية في الأساس، كما أنها توَّجُّه فكري. بمعنى أن القداسة لا تعني فقط عدم النجاسة (سلبيًا)، بل هي مشغولية فكر بالمسيح وأموره (إيجابيًا)؛ ذاك الذي صار لنا من الله «قَدَاسَةً» (1كو1: 30).
إن الحسم والعزم فيما نرى ونقرأ ونسمع هامَّان للغاية. مع الوضع في الاعتبار أن ما لا يَرى فيه إنسان العالم إثمًا، ربما هو ليس كذلك في المقاييس الإلهية. فيجب أن نمتنع عن كل “شِبْهِ شَرٍّ” (1تس5: 22).
2
- شهوة العيون: ولأن العالم الذي نعيش فيه صار مُبهِرًا للعيون بدرجة غير مسبوقة في كل منتجاته واختراعاته عمومًا، ولأن العين لا تشبع من النظر (جا1: 8)، فإن التحدي هنا هو الرغبة المحمومة في تملُّك الكثير مما لا نحتاج، سواء امتلكنا الإمكانيات لذلك أم لا، مما يدفعنا للخروج عن إطار مشيئة الله، وعندئذ تتبدل الأولويات حيث تأخذ الروحيات مكانة متأخرة، وتُصبح الرغبات والطموحات - لا اللوازم والاحتياجات - محولاً للعيون عن الرب وأموره، مستنزفًا للوقت والطاقة. والنتيجة: الخروج - ربما دون وعي - عن إطار القداسة بمفهومها الإيجابي الشامل الذي ذكرناه قبلاً. ناهيك عن اتِّباع بعض السلوكيات العالمية المرفوضة، للحصول على الإمكانيات المادية المطلوبة لامتلاك مثل هذه الرفاهيات العالمية.
3
- تعظم المعيشة: وهذه إن تملَّكت علينا، أطاحت بنا بعيدًا عن حياة القداسة. فلو صار هذا الطموح العالمي سائدًا على حياتنا، ربما وجدنا أنفسنا نتبع نفس الأساليب العالمية في “الوصولية” من كذب وغش ونفاق، وغيرها مما يعرفه جيدًا كل مَنْ له احتكاك بمجالات العمل الزمني المتنوعة، بأشكال وصور مختلفة. والواقع أن الرغبة في “العلو” نفسها هي رغبة غير مقدسة. وذلك يختلف تمامًا - بالطبع - عن أن أمانة المؤمن قد تصل به إلى مناصب عالية، إذا كان ذلك حسب مشيئة الرب الصالحة.
ثانيًا: أبرز المعونات: ونوجزها في ثلاث بركات أساسية:
1- حتمية الخلوة الفردية:
الخلوة امتياز وحتمية لشركة عميقة ووثيقة غير مُعطلة مع الرب، تضمن عيشتنا بالقداسة العملية مهما كانت الأجواء التي تحاصرنا ملوثة «مِنَ النَّهْرِ يَشْرَبُ فِي الطَّرِيقِ، لِذلِكَ يَرْفَعُ الرَّأْسَ» (مز110: 7).
2
- أهمية العلاقات الأسرية: كتعويض عن جفاف العالم الأناني، وبالأخص للزوجين اللذين عليهما الاهتمام بتعميق علاقة أحدهما بالآخر، مع تحدي ساعات العمل الطويلة الملزمة لكل طرف مع زملاء وزميلات العمل (أو حتى الخدمة)، تجنبًا لتجارب الشيطان الخطيرة (1كو7: 5). نفس الشيء بالنسبة للأولاد الذين قد يفشلون في حياة القداسة - لاسيما في مرحلة المراهقة - إن لم يكن هناك جو أسري صحي ملؤه الحب والحكمة والتفاهم.
3
- ضرورة الشركة الأخوية: في جو الكنيسة المقدس، وهو يُذكرنا بل ويدفعنا لحياة القداسة في مواجهة ما نراه حولنا يوميًا من علاقات مشوهة ومبادئ عالمية، تقف على النقيض التام من المبادئ الإلهية المقدسة.
الخلاصة: إن حياة القداسة هي أروع وأجمل حياة يمكن أن تُعاش على وجه الإطلاق، وبإمكان كل مؤمن ومؤمنة أن يستمتع بها باستمرار، حيث رضى الرب، وأفراح الروح القدس، والاستخدام الإلهي، وحياة الثمر المؤثر في الآخرين، مهما كانت التحديات. صحيح أنها حياة مُكلّفة في أجواء ملوثة، لكنها حياة تستحق أية تضحيات. وقد اقترب يوم مغادرتنا لهذا المشهد الفاسد برمته حيث “إثر الخطايا ينمحي والشر سيغيب، وفي النهار الأبدي نُساكن الحبيب” الذي يقينًا لن ينسى حياة الأمانة والتكريس لأي منا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هل مريم هى أم طبيعته البشرية فقط وليست أم طبيعته الإلهيـة؟
لم يكتشف بعد أحد أو سيكتشف ما هو الله في طبيعته وجوهره
الله يطيل أناته، لأن هذه هي طبيعته
ابن الله: الذي طبيعته إلهية
الله بيحبك ﻷن طبيعته الحب


الساعة الآن 09:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025