رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكننا أن نزرع روح التنوير بدًال من النميمة في محادثاتنا إن غرس روح التنوير في محادثاتنا هو مسعى نبيل وأساسي لجميع الذين يسعون إلى السير على خطى ربنا. فمن خالل كلماتنا لدينا القدرة على البناء أو الهدم، على الشفاء أو الجرح. فلنتأمل كيف يمكننا أن نغذي ثقافة التواصل الراقي والواهب للحياة داخل مجتمعاتنا. يجب أن نغرس جذورنا بعمق في محبة المسيح. إن محبته هي التي يجب أن تكون الينبوع الذي تنبع منه كلماتنا. كما يذّكرنا القديس بولس في"وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." (1 كو 13: 7). ولا تبحث عن ذاتها، ولا تغضب بسهولة، والا تحتفظ بسجل الاخطاء". عندما نسمح لهذه المحبة أن تتخلل قلوبنا، فإنها تؤثر بشكل طبيعي على كالمنا. يجب علينا أيًضا أن نكون متعمدين بشأن محتوى محادثاتنا. فبدًال من التركيز على أخطاء ونقائص الاخرين، دعونا ندرب أنفسنا على رؤية الخير في إخوتنا وأخواتنا. كما تحثنا "أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا." (في 4: 8). من خلال التركيز على هذه الجوانب الايجابية، ستصبح محادثاتنا بطبيعة الحال أكثر تنويًرا. إن ممارسة الاصغاء النشط هو جانب آخر حاسم في تنمية المحادثات التنويرية. في كثير من الاحيان، نحن سريعون في الكلام وبطيئون في االستماع. ومع ذلك، يرشدنا يعقوب :1 ،19 "الحظوا هذا: على الجميع أن يكونوا سريعين في الاستماع، بطيئين في الكالم، بطيئين في الغضب". عندما نستمع حًقا لآلخرين، ونسعى لفهم قلوبهم ووجهات نظرهم، فإننا نخلق بيئة من االحترام والتعاطف التي لا تشجع على الثرثرة وتشجع الحوار الهادف. يجب أن نتحلى بالشجاعة في إعادة توجيه المحادثات التي تنحرف نحو النميمة أو السلبية. هذا لا يعني أن نتجنب المواضيع الصعبة تماًما، بل أن نتعامل معها بحكمة ومحبة. يمكننا أن نوجه المحادثات بلطف إلى مواضيع بناءة أكثر أو نشجع التواصل المباشر عندما تنشأ مشاكل بين الافراد. للتحدث بكلمات ترفع من شأن الاخرين وتلهمهم. كما يعلمنا (أف 4: 29): لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين من المهم أيًضا أن نتذكر قوة التشجيع. تشجيع بسيطة أن يكون لها تأثير قوي على يوم شخص ما ويمكن أن تحدد نغمة إيجابية لتفاعالتنا المجتمعية. يجب علينا أيًضا أن ننتبه إلى المثال الذي نقدمه، خاصة بالنسبة للاعضاء الاصغر سًنا في مجتمعنا. فالاطفال والشباب هم مراقبون جيدون، ويتعلمون الكثير من الطريقة التي يتواصل بها الكبار من حولهم. من خالل نمذجة الخطاب التنويري، يمكننا أن نساعد في تشكيل جيل جديد يقّدر التواصل البّناء والراقي. يجب أن تكون الصالة جزًءا لا يتجزأ من جهودنا الرامية إلى تنمية المحادثات البناءة. دعونا نطلب من الروح القدس أن يرشد كالمنا ويمنحنا التمييز في تفاعالتنا. كما يعبر "لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي." (مز 19: 14) أخيًرا، دعونا نتذكر أن تنمية روح التنوير هي عملية مستمرة تتطلب الصبر والمثابرة. قد نتعثر في بعض الاحيان، ولكن بنعمة الله ودعم مجتمعنا الايماني يمكننا الاستمرار في النمو في هذا المجال. من خالل التركيز على المحبة والقصد واإلصغاء الفعال والتشجيع والصالة، يمكننا تحويل محادثاتنا من أرض خصبة للنميمة إلى فرص للبناء المتبادل والنمو في المسيح. دعونا نلتزم بهذه المهمة النبيلة، مدركين أن كلماتنا لها القدرة على عكس محبة مخلصنا ونعمته لعالم يحتاج إلى نورها |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كيف يمكننا التمييز بين النميمة الضارة ومشاركة المعلومات الضرورية |
كيف يمكننا أن نزرع ثمرة المحبة في حياتنا |
كان موسى رمزًا للشعب لم يحتذي بحذاء الرب |
جوتشي تصدم عشاق الموضة بحذاء قذر |
عماد التنوير |