رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العزلة الشريرة 1 الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ. 2 اَلْجَاهِلُ لاَ يُسَرُّ بِالْفَهْمِ، بَلْ بِكَشْفِ قَلْبِهِ. 3 إِذَا جَاءَ الشِّرِّيرُ جَاءَ الاحْتِقَارُ أَيْضًا، وَمَعَ الْهَوَانِ عَارٌ. "المعتزل يطلب شهوته بكل مشورة يغتاظ" [ع 1]. يحدثنا الرسول يهوذا عن هؤلاء المعتزلين الذين في تشامخ يتعالون عن إخوتهم، ويطلبون تحقيق شهواتهم وملذاتهم. "هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم لا روح لهم (ليس لهم الروح القدس)" (يه 19). هؤلاء يعتزلون الحق الإلهي والجماعة المقدسة لمجد أنفسهم أو لإشباع شهواتهم، وليس لمجد الله، هؤلاء عنيدون متعصبون لأفكارهم الذاتية. ما يشغل فكر هؤلاء المعتزلين هو إبراز مهارتهم أو ذكائهم أو عملهم، وليس بنيان نفوسهم وتقدمهم حتى في دراستهم لكلمة الله. هؤلاء المعتزلون لحساب ملذاتهم، يرفضون الحكمة الحقيقية، خلاف المعتزلين الشر ومشاركة الأشرار شرورهم لأجل نقاوتهم في الرب خلال عضويتهم الكنسية. وكما يقول الرسول بولس: "لذلك أخرجوا من وسطهم، واعتزلوا يقول الرب، ولا تمسوا نجسًا فأقبلكم، وأكون لكم أبًا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء" (2 كو 6: 17-18). * هؤلاء (المعتزلون) هم الذين يفصلون المؤمنين الواحد عن الآخر، وذلك بتأثير عدم إيمانهم. هؤلاء لا يستطيعون أن يميزوا المقدسات من جانب والكلاب من جانب آخر. القديس إكليمنضس السكندري القديس أغسطينوس يليق بالمؤمن أن يعتزل الشر نفسه، ليس بألا يرتكبه فحسب، بل ولا يسمح لفكره بالحوار معه.*سأل إخوةٌ شيخًا بخصوص القولين السابقين قائلين: "هل إذا لم يكمِّل الإنسان الأفكار النجسة تبطُل"؟ فقال الشيخ: ”إنه يقصد ليس أن لا يتممها بجسده فحسب، بل أيضًا أن لا يتناقش معها، لأن أنبا بيمين يعلم أن الأفكار لا تكمل بالفعل إلاّ بالتفاوض معها وطاعتها، فإذا ترك الإنسان السبب والعلّة المؤدّية إلى الفعل فهو ينعتق من الأفكار ويغلبها، وهكذا بعد زمنٍ من الجهاد يتنقّى قلبه ويستنير ذهنه ويخلص من الأوجاع ويفرح بالله". *سأل أبّا أمون الذي من "رايثو" أنبا بيمين عن الأفكار النجسة والشهوات الباطلة التي تهاجم الإنسان، فقال له أنبا بيمين: "من اختصاص الشيطان أن يزرعها فينا، أما عملنا نحن فهو أن لا نقبلها". فردوس الآباء * يا أولادي، فِرُّوا من الخطية واصبروا إلى الموت في حفظ وصايا الرب، ولا تقبلوا مشورة العدو من جهة كسر أي وصية مهما كانت صغيرة، لأنّ كسر أي وصية صغيرة كانت أم كبيرة يُغضِب الله. إنني أريد أن تكون نفوسكم، يا أولادي، مسكنًا دائمًا لله حتى تتفكّروا على قريبكم بالخير دائمًا ولا يكون فيكم مَنْ يذكر الشر لأخيه أو يتحرك بالبغضة عليه، فإنّ القلب الذي يتفكّر بالشر والبغضة لا يمكن أن يكون مسكنًا لله.القديس مقاريوس الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|