* لقد كان المسيح عجيبًا في حياته وإنسانيته. قال عنه إشعياء النبي: «نَبَتَ قُدَّامه كفَرخ وكعرق من أرض يابسة» (إش53: 2). وحقًا في شخصه الفذ الفريد تجسم الكمال. ودعنا نتتبع هذا الفكر فيما يلي: على أرض امتلأت بالفساد والنجاسة كان هو القدوس. فبينما تشارك جميع البشر في طبيعة إنسانية ساقطة، تميَّز هو بإنسانية قدوسة. قال عنه الملاك «القدوس المولود منك». إنه الوحيد الذي وُلِدَ بلا خطية، وعاش بلا خطية «لم يعرف خطية»، و«لم يفعل خطية». وقد «أُظهر ليرفع خطايانا وليس فيه خطية». «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات». عبَرَ في عالم ملوَّث بالخطية ولم تتسخ قدماه. وقف يتحدى كل الأعداء قائلاً: «من منكم يبكتني على خطية؟» (يو8: 46). وفى مشهد الصليب نقرأ عن سبع شهادات أنه بار. وحتى في القبر مكتوب عنه «لن تدع قدوسك يرى فسادًا».