رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يا ابني لا تبرح هذه من عينيك. احفظ الرأي والتدبير. فيكونا حياة لنفسك ونعمة لعنقك. حينئذ تسلك في طريقك آمنًا ولا تعثر رجلك. إذا اضطجعت فلا تخاف، بل تضطجع ويلذ نومك. لا تخشى من خوف باغت، ولا من خراب الأشرار إذا جاء. لأن الرب يكون معتمدك، ويصون رجلك من أن تُؤخذ" [21-26]. تكررت كلمتا "لا تبرح" في هذا السفر (أم 21:3؛21:4) وهي تعني ثبوت الحكمة في داخل القلب حتى لا ينحرف عن الحق، بل يسير القلب كالسفينة في مسار الطريق الملوكي. وقد استخدم القديس اكليمنضس السكندري هذا التعبير في حديثه عن المرأة: "لا تلبس الأزياء المبهرجة حتى لا تنزلق بعيدًا عن الحق". إذ يضع المؤمن وصية الرب وحكمته نصب عينيه، واثقًا في غنى نعمته المجانية يطلب تدبيرًا روحيًا لحياته في الرب، بهذا يسلك الطريق الآمن، إذ يتمتع بالبركات التالية: · حياة النفس، فلا تكون ميتة بلا إحساس. · كرامة في عيني الله، حيث يصير موضع سروره. · يسير في أمان بالرغم من مقاومة العدو له، فإنه يَدكُّ بقدميّ المسيح النحاسيتين (رؤ15:1) كل حجرٍ مقاومٍ. · لا يخشى من مخاوف المستقبل القريب أو البعيد، إذ يُدرك أن حياته في يديّ إله محب حكيم وقدير، كل لحظة من لحظات عمره مضبوطة بيد أبيه السماوي. · إذ يضطجع ينعم بنوم عميق، ليس نوم الكسل والتراخي، بل نوم الثقة واليقين في عمل الله معه. يُدرك أن الله يهتم به حتى في أحلامه، فيجدها سماوية عذبة. كثيرون إذ ينامون يخشون ألا يستيقظوا، أما المؤمن الحقيقي فينام مطمئنًا أنه إن استيقظ ووجد نفسه في حضرة الرب يترنم: "قلبي مستعد يا الله، قلبي مستعد". وإن استيقظ ليجد نفسه في هذا العالم، يمجد الله في كل شيء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|