|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
علي ما أري، إن النفوس التي بَلَغَت إليها بشارة روح الله، من رجال ونساء، هي علي ثلاث رُتب (أو دعوات): الرتبة الأولي: هم الذين قبلوا – بناموس الطبيعة والحرية المخلوق فيهم اولاً – ما بَلَغ إليهم من البشري شفاهاً، ولم يتوانوا بل أسرعوا باستعداد الطاعة، كما كان أبونا إبراهيم مستعداً بناموس الطبيعة، فكلمة الله قائلاً: "أخرج من أرضك ومن بني جنسك وادخل إلي الأرض التي أُريك إياها" (تك1:12حسب النص)، ولا تكن ذا قلبين. فاستعدَّ إبراهيم لهذه الدعوة وصار مثلاً للذين يبتدئون. وإلي الآن هذه الدعوة ثابتة لَمن يريد الدخول في هذا الشكل (اي السيرة الرهبانية)، وإذا هم صنعوا هكذا حتي تكون قلوبهم مستعدة أن تتبع روح الله؛ فهم بارتياحِ يقبلون المواعيد. هذه هي صفة الرتبة الأولي. الرتبة الثانية: هم الذين يسمعون الناموس المكتوب، وهو يشهد لهم بالدينونة العتيدة أن تكون للخطاة والمواعيد الصالحة العتيدة أن تكون لمن يسعي صالحاً. وبهذه الشهادات المكتوبة في الناموس تتيقظ نياتهم ويطلبون الدخول في هذه الدعوة، كما قال داود النبي إن "ناموس الرب يحيي النفوس"، وقال أيضاً: "كلامك يُضئ لي وناموسك يعلَّم الأطفال" (مز7:19؛ 130:119 حسب النص). والمكتوب مثل هذا كثير. الرتبة الثالثة: هو الذين كانت قلوبهم قاسية ومدمنون علي فعل الخطايا، فيجلب الله الرحوم عليهم مصاعب وشدائد حتي تتنبه سرائرهم (اي حواسهم الداخلية) ونياتهم لكثرة ما يأتي عليهم، فيندمون ويرجعون ويستعدون ويدخلون إلي هذه الدعوة، ويتوبون من قل القلب، ويقبلون المواعيد كالرتبتين الأولي والثانية. هذه هي الرتب الثلاث (أو الدعوات) التي تُدعَي بها النفوس لكي ترجع إلي الرب حتي تنال نعمة دعوة ابن الله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|