مات الإنسان روحيا حال سقوطه في الخطية، وابتعد عن الله، وحُجب وجه الخالق عن المخلوق. "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع" (إشعياء 2:59). فقد طرد آدم من الجنة وأصبح عاجزا عن اجتياز تلك الهوة السحيقة التي فصلته عن الله مهما بذل من جهد وعرق.
عجز الإنسان عن إدراك الله وفهمه، وعن إنقاذ نفسه من سلطان الخطية، وعن السموّ فوق شهوات العالم، وظن أن اجتياز تلك الهوة التي تفصله عن الله يتم بالأعمال الصالحة، جاهلا أو متجاهلا أن الجسر الوحيد الذي بناه الله للوصول إليه والتقرب منه تعالى هو الصليب. "ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد"، ولكن بنعمة المسيح.
يؤكد لنا الكتاب المقدس أن الدم يكفر عن النفس، ونفس الإنسان ثمينة جدا لا تساويها إلا نفس إنسان بريء. ولكن الجميع أخطأوا وفسدوا وعجزوا بسبب ضعفهم وقصورهم عن التكفير عن خطاياهم. فماذا فعل الله لأجل خليقته؟ "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" وهذا هو كلمة الله الأزلي قد تجسد وبُذل ذبيحة كفارية كاملة عن الخطية.