رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفصح قيامة والقيامة حياة جديدة والمسيح هو الحياة الجَديدة، بل هو ينبوع كلِّ حياة، ودون المسيح لا حياة جديدة. هذا ما يكشفه المسيح بمثل الكَرْمَة والأغْصَان. تمثّل الكَرْمَة شخص الرّبِّ يسوع المسيح، والأغْصَان هم المسيحيّون؛ أما الكرّام، فهو الآب السّماوي. يعلمنا يسوع التسليم أنفسنا ليّد الآب مثله لتُهذيبهاّ كي نثمر ثمرًا يليق بالآب والابن ونستحق حقًا أن نكون تلاميذ حقيقيين في الكنيسة. يسوع قال لتلاميذه أنّه الكَرْمَة بصفته رأس الكنيسة ونحن أعضاؤه، وبصفته أيضًا وسيط بين الله والنَّاس "لأَنَّ اللهَ واحِد، والوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ واحِد، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ" (1 طيموتاوس 2: 5). من هذا المنطلق، يُعلن لنا يسوع ضرورة العَلاقة الشَّخصيَّة معه لنعطي الثَّمر الذي يُمجّد الآب، وهو الإيمان والمَحبَّة. وهذه العَلاقة مع المسيح هي الأساس لبناء الكنيسة، شعب العهد الجَديد لكي نُصبح نحن أغْصان في الكَرْمَة. صار يسوع إنسانًا واتَّخذ طبيعتنا البشريَّة كالكَرْمَة التي نستطيع نحن أن نكون أغصانها. لو لم يصر الرّبّ يسوع المسيح إنسانًا لَما استطاع أن يكون الكَرْمَة ويعطي هذه النِّعمة للأغصان. طالبنا يسوع قائلا: "اثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم". فهذا الاتَّحاد المُتبادل لا يفيد الكَرْمَة بل الأغْصَان. لا تثبتُ الأغْصَان في الكَرْمَة لكي تُغنيها، بل لتأخذَ منها مبدأ حياتها. كما أنَّ الكَرْمَة تُبثّ في الأغْصَان الطَّاقة المُحْيية كذلك ثبات المسيح في التَّلاميذ وثباتهم في المسيح فيه إفادة مُضاعفة للتلاميذ. وكما أنّ الغُصن مُحتقَر عندما ينفصل عن الكَرْمَة، كذلك هو مُمجَّدٌ عندما يثبت فيها. "مَن لا يَثْبُتْ فيَّ يُلْقَ كالغُصن إِلى الخارِجِ فَيَيْبَس فيَجمَعونَ الأغْصَان وَيُلْقونَها في النَّارِ فَتَشتَعِل" (يوحنا 15: 6). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|