رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مغامرة بتول (لو 1: 26- 38) إن بداية حدث البشارة المريميّ، يجعلنا في حيرة دائمًا عندما نقرأ: «وفي الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة. إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم» (لو 1: 26- 27). يبدأ الله مغامرته الغير متوقعة من النّاصرة والّتي أطلق عليها "مغامرة البشارة"، بالفعل من النّاصرة، يبدأ مسار جديد لا يعكس التيار البشريّ نهائيًا. يفاجئنا هذا الإختيار الإلهيّ الذّي لا يتمّ بُناء على الـمكانة الإجتماعيّة أو اللّقب الرسميّ الـمُعتمد بين علماء الشريعة وكهنة الهيكل. والمفاجأة أنّ هذا الإختيار الإلهي لا يوجه للربانيين ولا للّاهوتييّن باختصار، يسرد لوقا في روايّته الّتي ينطلق فيها السيد الرّبّ مع شعبه من خلال صَّبِيَّةَ صغيرة، وهذا الأمر مثير جدا بالنسبة لربانييّن عصرها ومعلّميّ الشريعة إذ كان بدلاً من تعلّيم الشريعة لإمرأة كان من الأفضل حرقها في زمن إختيار الله لمريم! ومن هنا يأتينا التناقض بين المشروع الإلهي والمشروع البشري. فالآن نعلم بوضوح حقيقة السبب الّذي لمّ يجعل الله يتكلم في القِدم مع النساء! فالله، قبل إختياره لمريم، لمّ يجد مكانًا له بين أولئك الّذين أَهَلّوا ذاواتِهم لخدمته سواء بالإنتخاب أم بالإختيار! لذا فالرّبّ، من جديد، يبحث عن مكان ما وشخصيّة ما ليجدد عهده من خلال ولادة إبنه الإلهي وبدء روايّة جديدة معه! مغامرة البشارة، هي بدء لروايّة حبّ مجانيّة وبلا شروط إلهيّة! هذا ما تقدمه لنا شخصية مريم الصَّبِيَّةَ اليّوم؛ فهيّ إمرأة عصرها الـمُحبوبة مِن الرّبّ ويطلب منها من خلال ملاكه جبرائيل أنّ تتعاون معه في بناء خلق جديد للبشريّة، مؤسس على قبولها لولادة إبنه الإلهي في عالمنا البشريّ، من خلال موافقتها على مشروع جديد يمر عَبر مسارات غالبًا ما تكون غير رسميّة لا تنتمي للشريعة، ولمّ يُطلع عليها كهنة الهيكل أو علماء الشريعة، وغالبًا ما تكون مسارات ثانويّة، ولكنها روايّة تحمل لنا الخير والسعادة بل لكلّ البشريّة بنسائها ورجالها. هذا الإختيار يتميز بحقيقة العيش من خلال توسع المخطط الإلهي ومشاركة البشر بشكل أكثر جديّة في مشروعه الخلاصي. وهذ يكشف لنا كيف أنّ الصغير الـُمتناهي، وهي مريم، تندمج مع العظيم اللامتناهي من خلال مغامرتها قائلة: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ» (لو 1: 38). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا بتول مكرمة صلّي لأجلنا يا بتول ممدوحة صلّي لأجلنا |
مغامرة الرّبّ (اش 7: 10- 14) |
مغامرة غير متوقّعة |
مغامرة الايمان |
الحياة مغامرة |