رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خضوع للشر (2: 2) نحن هنا كما في ملخّص عن بداية روم حيث يدلّ بولس على شموليّة الخطيئة في العالم، خطيئة الوثنيّين وخطيئة اليهود، قبل أن يصل إلى برّ الله في يسوع المسيح. لا تذكر أف البرّ، ولكنها تبرز "رئيس هذا العالم". هنا في آ 2 كما في آ 1 يكلّم الرسول الوثنيّين الذين حالتهم حالة الخطيئة والموت وخضوع لسلطان هذا العالم المقيم في الفضاء بين الأرض والسماء. "سلكتم فيها قبلاً". إن الماضي تسيطر عليه القوّات التي تختلف عمّا في 1: 21 (فوق كل رئاسة وسلطان وقوة)، فلا تبدو كأنها قوى في الكون وحسب، بل كأنها دافعة إلى الشّر. لقد تبدّلت هويّتها وبان وجهها المرتبط بإبليس. إختلفت أف عن سائر أسفار العهد الجديد فعكست نظرة انتشرت في العالم اليهودي المتأثّر بالحضارة اليونانية. أمّا الموضوع الأساسي فنجده في "صعود أشعيا" (كتاب منحول) حيث نشاهد المحطّات التي تتوزّع "الطريق" بين الأرض والسماء. بقدر ما نرتفع، بقدر ذلك ندخل في أثير ينيره المجد. ولكن يجب قبل ذلك أن نمرّ في منطقة مليئة بالأخطار. هناك الهواء الذي يشرف على الأرض ويغمرها بالظلمة، والكون (كوسموس) يصير هذا العالم لأنه انقطع عن الله وسار في طريقه الخاص" (نتذكّر "العالم" عند يوحنا). هذا ما يفسّر التسميات الثلاث لقوى الشرّ، وكل تسمية تقابل صورة الله، صورة المسيح، صورة الروح. * "ايون" هذا العالم. كلمة "ايون" تعني الدهر، العالم، مسيرة الأجيال. بدت هنا شخصاً حياً، فدلّت على قوّة تتجاوز قوى البشر، قوّة ذات طابع مكاني وزمانيّ، تضمّ في داخلها كل الاتجاهات في عالم يعادي الله. لهذا ترجم البعض "إله هذا العالم". لسنا فقط مع كلمة "ايون" يا زمان ومكان على مستوى الكون (كوسمولوجي). بل أمام قوّة "شخصيّة". ولكن هذا "الايون" ليس إلهياً ولا أزلياً. فحسب 1: 4 و3: 9، الله هو خالق كل شيء. إنّ استعمال "ايون" في أف يعكس التنوّع في المعنى. في 1: 21، نحن أمام تعارض معروف بين هذا العالم والعالم الآتي. في 3: 21، كان لـ "ايون" معنى ليتورجي ورثه من المجمع ليدلّ به على الأبديّة (دهر الدهور). في 2: 7؛ 3: 9، 11، تُستعمل اللفظة في صيغة الجمع على مستوى الزمان أكثر منه على مستوى المكان. ولكننا لا نستطيع أن نفصل هذه الصورة (فكرة الوقت وشروطه) عن القوّة التي تمثّل. أما هنا (2: 2)، فصيغة المفرد والتوازي مع "القوات" (ارخونتا) ومع "الروح" (بنفما)، تدلّ على هذا الدهر والنشاط الذي فيه ليعارض عمل المسيح. * "رئيس قوّات الهواء". يرى الأقدمون أن "الهواء" يمتدّ بين الأرض والقمر. وحسب أف، إنه موطن القوى المعادية التي تقف بين الله والبشر. نحن هنا قريبون من يو 12: 31؛ 14: 30 (رئيس هذا العالم؛ نقرأ عند اغناطيوس الأنطاكي: رئيس هذا "ايون"). فهذا "الهواء" هو موطن الشياطين مع أمير على رأسهم. أخذت أف الصورة من عالم الجليان، ولكنها لم تفرط في التوسّع كما فعلت أسفار الرؤى في العالم اليهودي. * "الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية". قد نكون هنا أمام الهواء (الروح والريح: كلمة واحدة في العبرية) الموبوء. وقد يرتبط الروح (بنفما) ارتباطاً أفضل بـ "الرئيس" الذي ينبثق منه فيحرّك الخطأة. نتائجه هي حاليّة. هي الآن. كل هذا سيجد جوابه في المصالحة التي تتمّ هي أيضاً "الآن". "أبناء المعصية". هذا تعبير ساميّ يدلّ على العصاة، على الخطأة، كما في الأدب القمراني. نتذكّر هنا المقطع الشهير عن "الروحين". "إن أمير النور يتسلّط على كلّ أبناء البرّ الذين يسيرون في طريق النور. أما ملاك الظلمة فيسيطر على أبناء الفساد الذي يعيشون في الظلمة. كل تمرّدات أعمالهم تقع تحت سلطانه". يجتمع المخيّمان الواحد تجاه الآخر: من جهة أبناء الظلمة، ومن الجهة الأخرى أبناء النور. يسمّى هؤلاء أبناء الحقّ (8 مرّات)، أبناء السماء والرضى والعهد والبرّ والفضيلة والجماعة الأبديّة. ويسمّى أولئك أبناء الفساد والهاوية والذنوب وبليعال، ولكنهم لا يسمّون أبناء المعصية. وتتوقّف اللغة الكوسمولوجيّة (بالنظر إلى الكون) مع المخاطب الجمع (أنتم). مع آ 3 تبدأ اللغة الأخلاقيّة (خاصة بالقدّيس بولس) مع المتكلّم الجمع (نحن). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|