رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خَلِّصْ شَعْبَكَ، وَبَارِكْ مِيرَاثَكَ، وَارْعَهُم وَاحْمِلْهُم إِلَى الأَبَدِ. يتحول داود من إنسان يستغيث بالله ويطلب معونته ليخلصه من أعدائه، إلى ملك مسئول، وشفيع عن شعبه يطلب لهم الخلاص. فهو باتكاله على الله اطمأن وشعر بالنصرة المؤكدة. وارتباطه بجماعة المؤمنين جعلته لا يطيق أن ينال الخلاص وحده، بل يريد أن كل المؤمنين ينالون الخلاص. فهذا يؤكد وحدانيته مع شعبه وكملك يسلم المسئولية كاملة لله بكل ثقة في إخلاص الله لشعبه. إنه لا يكتفى بطلب الخلاص لشعبه، ولكن بدالة حب يطلب من الله أن يباركهم أيضًا، فيعطيهم البركات المادية والروحية؛ ليتمتعوا بعشرته. إن الخلاص الذي يطلبه داود من الله لشعبه يشمل أمرين: أ - الخلاص من الأعداء، أي الأمم المحيطة بهم. ب - الخلاص من الأعداء الروحيين، أي الشياطين وكل ما يتصل بهم من خطايا. بدالة يقول داود لله أن المؤمنين به هم شعبه وهو إلههم المسئول عنهم، الذي لا يمكن أن يتركهم. بل هم ميراثه، أي أفضل ما يقتنيه؛ لأن الله قال "لذاتي مع بني آدم" (أم8: 31). الطلب الثالث الذي يطلبه داود من الله لشعبه، هو رعايتهم. وهذا يشمل أمورًا كثيرة أهمها: أ - إشباعهم ماديًا. ب- كفايتهم روحيًا بمعرفته والالتصاق به، وتغذيتهم بجسده ودمه في كنيسة العهد الجديد. ج - حمايتهم. د - إرشادهم في كل خطواتهم؛ حتى يصلوا إلى الملكوت. الطلب الرابع والأخير في شفاعة داود من أجل شعبه، هى أن يحملهم الله. وهذا يمثل حب على أعلى مستوى، فيكون شعب الله بين يديه، ويعبر بهم برية هذا العالم حتى يصلوا إلى الحياة الأبدية. وعندما يحملهم يمتعهم بعشرته، وهذا شيء يمتد من الأرض إلى السماء، أي يدوم إلى الأبد مع المؤمنين بالله. إن حمل الله لشعبه يعنى رفعهم عن التعلقات المادية وعن كل خطية، فيصيرون سماويين، روحانيين، محبين للفضائل. ويرفعهم بالأكثر أثناء الضيقات، فيشعرون بالسلام مهما كانت الآلام. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|