رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* اذكري يومكِ الأخير، فإنك بالتأكيد لن تختلفين عن كل بقيَّة النساء فتعيشين (هنا) إلى الأبد. اذكري تلك الكارثة، حشرجة الموت وساعته، كلمة الله الرهيبة، إسراع الملائكة في طريقها، ارتعاب النفس خائفة. اذكري لحظة الاحتضار حين تتألَّم النفس بسبب الشعور بالخطيَّة، حزينة على تلك الحياة الحاضرة مع ضرورة وجودها في الحياة الطويلة (الأبديَّة)... صوِّري لي- كما تتخيَّلين - نهاية الحياة البشريَّة عندما يأتي ابن الله في مجده مع ملائكته "يأتي إلهنا ولا يصمت" (مز 50: 3). يأتي ليدين الأحياء والأموات، ويعطي كل واحد حسب أعماله، فعندما يبوِّق ذلك البوق المرعب يخرج كل أولئك الذين رقدوا عِبْر الأجيال، فيأتي الذين صنعوا الصالحات إلى قيامة الحياة، وأما الذين صنعوا السيِّئات فإلى قيامة الدينونة (يو 5: 29). تذكَّري رؤية دانيال كيف أوضح يوم الدينونة أمامنا "كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي... وعرشه لهيب نار، نار متَّقدة نهر نار جرى وخرج من قدَّامه ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدَّامه فجلس الدّين وفتحت الأسفار..." (دا 7: 9-10). سيعلن علنًا أمام الناس والملائكة الصالحات والسيِّئات، الأمور العلانيِّة والخفيَّة، أعمال الكل وأقوالهم وأفكارهم. إذن ماذا يفعل أولئك الذين يعيشون حياة شرِّيرة؟! أين تختبئ تلك النفوس التي ينفضح خزيها أمام الجميع؟! بأيّ جسد يحتمل هؤلاء ما لا يُحتمل من الآلام في النار التي لا تُطفأ والدود الذي لا يموت، في أعماق الهاوية حيث الظلمة والرعب والنحيب المر والعويل والبكاء وصرير الأسنان الذي بلا نهاية؟! هناك لا يوجد مجال للانطلاق من هذه الويلات بعد الموت، فلا نصيحة ولا وسيلة للهروب من الألم. القديس باسيليوس الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|