تؤكد الحكمة مرة ومرات: "هذه الشريعة تملأ البشر بالحكمة" [25]، إنها أشبه بأربعة أنهار تفيض على المسكونة في المشارق والمغارب والشمال والجنوب [25-26]. تعليمها يشرق كالنور ويفيض كالنيل [27] أي يفيض على مصر وأثيوبيا، أو على الأمم.
تُشبِّه الحكمة نفسها كقناة تحوَّلت إلى نهرٍ، والنهر تحوَّل إلى بحرٍ [30] ينطبق هذا على حكمة الله المتجسد ربنا يسوع الذي كان كقناة صغيرة بتجسده في رحم القديسة مريم، فجعل من القديسة جنة مقدسة، وإذ خدم أكثر من ثلاث سنوات في إسرائيل صار الإيمان به كنهرٍ، فاض بمياه حُبِّه على التلاميذ والرسل وكل الذين آمنوا به وحملوا ثمر الروح المُفْرِح، وإذ أرسل روحه القدوس انطلقت الكنيسة تشهد وتكرز في كل الأمم والشعوب والألسنة بالإيمان بالمُخَلِّص بحرًا عظيمًا! واضح أن الرسول بولس وهو يتحدث عن تجسد الابن في رسالته إلى فيلبي (في 2: 5-11) كانت عبارات هذا الأصحاح في ذهنه.