v ما حاجتك أن تصرخ قبل الحكم؟ جيد أن تلتزم بالصمت ما دام الديان منتظر؛ حسن ألاَّ ترد الشتيمة بالشتيمة، لئلا نُحسَب نحن أيضًا بين المستخفّين بالغير.
هكذا يليق بنا أن نمتثَّل بذاك الإنسان (أيوب) الذي دحض المُهاجِمين له بصمته. بالحق أعلن عن قوة روحه، إذ لم تؤثر الشتائم فيه، وأوضح براءة ضميره، لأنه لم يُبالِ بالاتهامات الموجَّهة ضده، إنما ضحك عليهم كما لو كانت غريبة عنه.
بالحقيقة، متى وُجِّهت ضدنا تعييرات، ونرغب في تبرير أنفسنا، نغتاظ ونريد النقمة، بهذا نُقَدِّم تأكيدًا (للاتهامات)، إذ يقول الكتاب: "لنبتعد عن الشتيمة، خذ ثوبك بعيدًا، لأن إنسانًا مؤذيًا عابر". وهكذا تلتزم بالصمت حتى يعبر ولا يثور فيحرق ثوبك، إذ مكتوب: "لا توقد جمر الخاطئ، فقد تحترق بنار لهيبه" [10]. لهذا القديس يصمت حتى إن إساء إليه خادم؛ والبار يصمت إن سبّه فقير؛ والبار يضحك إن صبّ خاطئ تعييراته؛ والرجل البار يبارك إن لعنه شخص ضعيف.
التزم داود بالصمت عندما لعنه شمعي بن جيرا (2 مل 16: 5-14). وأيوب ضحك (أي 19: 7) LXX، وبولس بارك، إذ قال: "نُشتم فنبارك" (1 كو 4: 12).
القديس أمبروسيوس