فقالَ له سيِّدُه: ((أَحسَنتَ أَيُّها الخَادِم الصَّالِحُ الأَمين!
كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ))
تشير عبارة "فقالَ له سيِّدُه" إلى قول السَّيد للخادم الذي اخذ وزنتين شبهه بقوله للذي أَخَذَ الوَزَنات الخَمْس. فالودائع مختلفة في مقدارها، لكن الأرباح واحدة. فالثَّواب واحد بصرف النَّظر عن مقدار الرِّبْح. فنحن بعيدون كل البُعد عن عَالَم التِّجارة. أمَّا عبارة "أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ" فتشير إلى كل من كان أمينا في مواهبه على الأرض له نصيب في مجد السماء، فيدخل العرس الأبدي. وما يجب أن نفهمه هنا أنَّه علينا بألاَّ نحزن لأنَّ مواهبنا أقل، المهم أن نكون أُمناء ونجاهد بقدر طاقتنا، ومن يستخدم مواهبه لمجد الله سيجازيه الله بأن يدخل إلى المجد. كلما زاد الجهاد زادت الثمار، لكن نلاحظ أن النعمة التي حصل عليها كليهما كانت متساوية وهي دخول نعيم السماء، ويعلق القديس أفرام السِّرياني "طوبَى لِمَن يفرحُ الرَّبُّ بتجارتِه" (تراتيل الفردوس، الخامس عشر).