إن أفكار الله ليست كأفكارالناس ,فلو أنه ولد إبنا بكرا لعائلة ملكية بين الناس لكان يذاع الخبر بذلك رسميا فى كل المملكة لاسيما بين أكابرها وشرفائها وينتج فرح عمومى ,أما البشارة بولادة المسيح فبلغت الفقراء قبل الكل ونرى أن الملائكة الأطهار كانوا مهتمين بتلك الحادثة العظيمة التى تمت فيها مقاصد الله جميعها وتعلق عليها أمر الكون ولم يولد لهم بل لنا كما ورد فى العبرانيين 2: 16 16لأَنَّهُ حَقّاً لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ.رعاة الغنم كانوا ناس فقراء يمارسون واجباتهم بعيدا عن تآمر الملوك وليس لهم أقل أشتراك فى مشروعات الناس وطمعهم فى المجد الفانى ولم يكونوا من الذين لهم موضع فى منازل هذا العالم وكما يقول السيد المسيح فى متى 11: 8 8لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ.يعنى الرعاة لم يكونوا فى بيوت الملوك وكانت حالتهم تشبه حالة يسوع المسيح نفسه ,فإليهم أولا أبلغت البشارة بحضور الرب فى الأرض ,ولم يكن إله أسرائيل يطلب العظماء بين شعبه بل من أذل غنمه الإسرائيلى ,الحقيقة كان للرب مكان فى قلوب هؤلاء الرعاة الذين لم يظهر لهم ملاك الرب فقط بل أيضا مجد الرب أضاء حولهم ,نعم لقد جاء الله فى مجده ونعمته إلى هؤلاء الرعاة وبدلا من الخوف الذى ملأ قلوبهم أعطى لهم أن تمتلىء قلوبهم بفرح السماء ,كما ذكرت أن الأختلاف بين أفكار السماء وأفكار الأرض جعل الرعاة يخافون لأن الناس معتادون على سوء الظن من جهة السماء وكأنها مصدر البلايا والعداوة لهم فأن أى ظهورسماوى يظهر لهم فى وقت معين يمتلئون خوفا مع أنهم كان يجب عليهم أن ينظروا منها كل عطية صالحة وكل موهبة تامة,وكانت هناك علامة دالة على على ظهور الله فى الجسد أعطاها الملاك لهم وهى طفل مقمط مضجع فى مزود ,والحقيقة لا يوجد شىء أضعف من طفل صغير غير قادر على شىء إلا البكاء فقط ولكن أضعف شىء بين البشر يدل على حدوث أعظم أفعال الله وهى التجسد ,هذا الطفل ينطبق عليه القول فى مزمور 22: 9- 10 9لأَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنّاً عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي. 10عَلَيْكَ أُلْقِيتُ مِنَ الرَّحِمِ. مِنْ بَطْنِ أُمِّي أَنْتَ إِلَهِي ,إن النعمة التى كانت مشرقة على العالم لم تكن لتلقى تقديرا وتكريما من العالم ولكن الناس وضعوها فى أقل الأماكن أعتبارا ,وقد رأينا تسبحة الملائكة الجند السماوى