نموذج يوم كامل في حياة الرب يسوع
† في إنجيل القديس مارمرقس الإصحاح الأول، يعطينا مارمرقس نموذج ليوم كامل في حياة السيد المسيح. من أول النهار لآخره. وكان ذلك اليوم يوم السبت. ومنه نعرف كيف أن السيد المسيح كان يقضي اليوم كله في الخدمة.
† وإن كان هذا نموذج ليوم في حياة السيد المسيح فهو على منواله كل أيام تجسده وكل حياته على الأرض.
†السيد المسيح بدأ هذا اليوم بأن ذهب إلى المجمع في الصباح وظل طوال اليوم في المجمع يعلم (خدمة).
ويجب ألا نستهين بالمجهود الذي يبذل في خدمة التعليم. ويفهم جيدًا ما أقوله من سبق له أن وقف ليعلم الناس ولو لمدة ساعة واحدة، يعرف حجم التعب الذي يبذل للوقوف للتعليم لمدة ساعة واحدة فقط. ولو وقف إنسان ليعلم لمدة ساعتين مثلًا قد يصل لحد الإعياء.
فما بالك السيد المسيح الذي مكث اليوم كله في الهيكل يعلم.
† ثم أتي من بهم أرواح شريرة إلى المجمع فشفاهم.
† وعند الغروب ترك المجمع وذهب ليستريح في بيت بطرس فوجد حماة بطرس أخذتها حمى شديدة فشفاها.
† وبعد غروب السبت (أي بدأنا في يوم الأحد) قدموا إليه كل المرضى بأمراض مختلفة الذين في المدينة حيث تجمعوا عند بيت القديس بطرس.
† وعندما نقول عن السيد المسيح أنه يشفي المرضى، أيضًا يجب ألا نستهين بالمجهود الذي يبذله السيد المسيح في الشفاء، فلا تظنوا أنه يلمس المريض فيشفى.
† فالمسيح كان يئن وهو يشفي الأمراض والذي لاحظ هذا ونقله إلينا مارمرقس، حيث يقول لنا في إنجيله عندما تكلم عن شفائه للرجل الأصم الأعقد:
"وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ" (إنجيل مرقس 7: 34).
† فالخدمة بالنسبة للسيد المسيح لم تكن على بساط سحري يضع يده على الناس فتشفى. بل يقول الكتاب:
"لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا" (سفر إشعياء 53: 4).
فوقوف المسيح ليشفي المرضى يعني منتهى الإعياء للسيد المسيح، كل مريض يشفيه كان يأخذ مرضه.
† فمارمرقس لاحظ ونقل لنا كيف أن السيد المسيح يبذل كل طاقته وكل وقته للخدمة، لأن هذه هي النقطة هي التي جذبت مارمرقس للسيد المسيح فركز عليها لأنها طبيعته الخاصة التي وجدها في السيد المسيح بصورة كاملة.
† فيسوع المسيح هو الخادم المثالي.
† وبعد انتهاء يوم السبت المفروض أن يستريح الرب يسوع. ولكن نجد مارمرقس يقول في إنجيله: "وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ" (إنجيل مرقس 1: 35).
الخلاصة:
† فمارمرقس قدم يسوع المسيح الخادم المثالي الذي:
1) كل قوته للخدمة
2) كل وقته للخدمة
3) خدمة في انكار للذات تمامًا.
†† مارمرقس قدم المسيح الخادم الذي ينكر نفسه في الخدمة:
† من الممكن أن الإنسان يخدم ويتعب عندما يجد في المقابل مدح وتشجيع.
† لكن السيد المسيح كان يخدم في منتهى الإنكار للذات والذي لاحظ هذا ونقله لنا مارمرقس.
†† فمعظم المعجزات التي ذكرها مارمرقس، يقول فيها أن المسيح كان يقول لمن شفاه لا تتكلم عن ما حدث لك. والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا:
† في إنجيل مرقس (إصحاح 1) عندما أخرج الشيطان نجده يقول "لم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه"،
† في إنجيل مرقس (إصحاح 1) عندما شفي الرجل الأبرص قال له: "انظر لا تقل لأحد"،
† في إنجيل مرقس (إصحاح 3) عندما شفي المرضى يقول: "أوصاهم كثيرًا ألا يظهروه".
† في إنجيل مرقس (إصحاح 7) عندما شفي الأصم الأعقد يقول: "أوصاهم ألا يقولوا لأحد".
خدمة في إنكار للذات وفي بذل وفي تضحية.
الخلاصة:
† فمارمرقس قدم يسوع المسيح الخادم المثالي الذي:
1) كل قوته للخدمة
2) كل وقته للخدمة
3) خدمة في انكار للذات تمامًا.
† ومارمرقس كان يتعلم من السيد المسيح.
† كما يحدث عندما يكون شخص يحب الكرة مثلًا ويجلس مع لاعب مشهور فيظل يراقبه ليرى ويحفظ كل حركاته. لأن هناك هواية مشتركة بينهما. هكذا أيضًا على مستوى الروح، مارمرقس محب للخدمة جدًا، وأمامه صورة المسيح الخادم المثالي، فكان يلاحظ السيد المسيح بتركيز شديد ليتعلم منه كيف يخدم؟ وما هو أسلوبه في الخدمة؟ وكيف يعطي كل مجهوده ووقته للخدمة.
† فمارمرقس محب للخدمة كما قال بولس الرسول "نافع لي للخدمة" لذلك تكلم عن المسيح الخادم.