منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 01 - 2014, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 61 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

خطورة الآية الواحدة

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
الإنسان الحكيم لا يأخذ آية واحدة من الإنجيل ويقيس عليها حياته في حرفية. إنما يعرف متى يستخدم هذه الآية في حينها الحسن؟ ومتى تضاف إليها آيات أخري ليتضح المعني؟
وكنا قد ضربنا مثلًا في الكآبة والفرح، نكمله الآن...
في بعض الأحيان يستفيد الناس من دموعك، كإنسان روحي يهتم بخلاص نفسه، وله عواطف حساسة.
وفي أحيان أخري، إذا كنت كئيبًا تشيع في الناس القلق وربما تشيع فيهم التساؤل أيضًا...
ولذلك فكثير من القادة يحتفظون بدموعهم لحياتهم الخاصة. وأما أمام الناس فيكونون بشوشين.
ويفعلون هذا حرصًا على مشاعر الناس، لئلا يتبعوا بتعبهم. وكذلك لكي يفرحوا الآخرين حتى في ضيقهم.
ولقد أعجبتني كثيرًا عبارة قال فيها أحد الأدباء:
ما أنبل القلب الحزين الذي يخفى حزنه ليغنى أغنية مع القلوب الفرحة.
ولهذا ليس من الحكمة أن يضع إنسان تدريبًا روحيًا لنفسه، ينفذه بلا إفراز، وبلا مراعاة للظروف المحيطة به، مما يسبب له كثيرًا من المشاكل.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 02:57 PM   رقم المشاركة : ( 62 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الإفراز في التداريب الروحية


كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
الحياة الروحية ليست مجرد قيود ونواميس، إنما هي ثبات الروح في الله، بحب وحرية.
إنسان يضع لنفسه قانونًا أنه لا يضحك هذا الأسبوع، لأن الضحك يقوده إلى الفتور، ثم تحدث مناسبة مجاملة أو فرح، ويظل فيها عابسًا وجادًا مما يسئ إلى علاقته بالآخرين. فهل يسمي هذا ثباتًا في التداريب، أم هو عدم إفراز.
التدريب الروحي لا يجوز أن يكون جافًا وحرفيًا بلا فهم... والتداريب ليست قيودًا وسلاسل.
والذي يسلك في حياة روحية سليمة، بطريقة حكيمة، يعرف كيف يفعل الشئ من أجل الله، ويعمل عكسه تمامًا من أجل الله أيضًا. فلكل مجال ما يناسبة ومعلمتنا بولس الرسول يقول عن تدريباته بالنسبة إلى الشئ وعكسه:
تدريب أن اشبع، وأن أجوع. أن استفضل، وان أنقض (فى4: 12).
إن أولاد الله يأخذون روح الحياة، ولا يأخذون نصوصًا وحروفًا.
يعرفون متي يفعلون الشئ، ومتى يفعلون عكسه بضمير مستريح، مثلما قال الكتاب:
إلى العكس. بكاء مع الباكين. وفرحًا مع الفرحين (رو12: 5).
إذن لكل شيء تحت السموات وقت كما قال سفر الجامعة: للبكاء وقت. وللضحك وقت... للسكوت وقت (جا3: 1 7).
كل شيء في مناسبته، يكون خيرًا، حسبما يليق، بحكمة...
والحكيم يعمل الشئ المناسب في القوت المناسب، دون أن تقيد نفسه بحالة معينة تستمر معه مدى الحياة
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:01 PM   رقم المشاركة : ( 63 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الحكمة بين الطيبة والحزم
البعض يستخدم الطيبة أو الوداعة وحدها. والبعض يحبون الحزم والسلوك والقوى كمنهج حياة. أما الحكمة فتقول:
استخدم الحزم حينما يلزم الحزم لحسم الأمور. واستخدم الوداعة حينما تحسن الوداعة.
وفي وداعتك لا تكن لينًا بطريقة تتعبك... وفي حزمك لا تكن عنيفًا بطريقة تتعب غيرك. والسيد المسيح استخدم الوداعة والحزم.
كان وديعًا ومتواضع القلب. فقيل عنه إنه "لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (متى12: 19، 20).

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وكان حازمًا حينما وبخ الكتبة والفريسيين بشدة وقال هم " ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون.." (متى23)...
وكان السيد المسيح حازمًا حتى في توبيخه لتلميذه القديس بطرس...
فقد قال له في إحدى المرات... " اذهب عنى يا شيطان..أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس" (متى16: 23).
إلى هذا الحد كان السيد المسيح الوديع حازمًا في هذا الموقف. وبنفس الوضع قال للقديس بطرس حينما احتشم من غسل رجليه " إن لم أغسلك لا يكون لك معي نصيب" (يو13: 8).
إذن هناك مواقف تحتاج إلى حزم. ومن أمثلتها تطهير الرب للهيكل.
إن السيد المسيح الطبيب الوديع الذي قال للمرأة الخاطئة " أذهبي ولا أنا أدينك" (يو8: 11). أنقذها ممن يدينوها، نراه هنا يطرد الباعة، ويفتل سوطًا، ويقلب موائد الصيارفة، ويأمر برفع أقفاص الحمام من هناك.
وهنا في حزم الرب، نراه لم يتخذ موقفًا واحدًا مع الكل: إنما تصرف بدرجات مع كل مجال بما يناسبه.
موائد الصيارفة قلبها. ولم يقلب أقفاص الحمام. هناك من وبخهم بالكلام، ومن طردهم. وموقف فتل له سوطًا... إذن كل شيء تم بإفراز، حسبما يستلزم الموقف.
فإن كنت تحب الوداعة والطيبة: ورأيت أمامك شخصيًا يأخذ موقفًا حازمًا لا تقل: إنني قد أعثرت. وقد تحطمت المثاليات أمامي...
هنا تبدو خطورة الفضيلة الواحدة. فالحياة الروحية ليست فضيلة واحدة مع إهمال غيرها. إنما هي حياة متكاملة فيها كل الفضائل. ومن جميعها يتكون نسيج روحي واحد.
وفي بعض المواقف يكون عدم الحزم خطية كما حدث مع عالي الكاهن.
لقد عاقبة الله عقوبة شديدة، ونزع الكهنوت من نسله، وذلك لأنه لم يكن حازمًا في تربية أولاده، حقًا أنه نبهه إلى أخطائهم. ولكنه لم يتصرف في ذلك بحزم. إنما كان لينًا في توبيخه.. (1صم3: 12 14).
لذلك لسنا نعجب من الحزم الذي تصرف به القديس بطرس مع حنانيا وسفيره (أع5: 1 11).
إنه حكم عليها بالموت، ولم يعطها فرصه التوبة. لأن الحزم وقتذاك كان لازمًا لبنيان الكنيسة في بدء حياتهم لا يدخل إليها التسيب وتدخل إليها الخيانة والكذب. وهكذا قيل بعد. عقوبة حنانيا وسفيره " فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة".
وهنا نرى ملاحظة هامة وهي لزوم الخوف أحيانًا كما يلزم الحب تمامًا وليس من تعارض...
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:02 PM   رقم المشاركة : ( 64 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

والكتاب يقول بدء الحكمة مخافة الله (أم9: 10). إذن الخوف ليس خطأ روحيًا، ولكنه مرحلة روحية والذي لا يخاف قد يصل إلى حياة الاستهتار واللامبالاة كما قيل عن قاضي الظلم إنه كان " لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا" (لو18: 2).
وفي التربية قد يلزم الخوف مع بعض الأشخاص وفي بعض مراحل السن وبغيره قد تفسد التربية.
فالابن الذي لا يخاف والدية، قد يسلك باستهتار دون رادع. وربما يصير مرارة نفس لوالديه.
وكذلك التلميذ الذي لا يخاف أساتذته ما أسهل أن يتحول إلى طالب مشاغب ويضيع وقت زملائه، ويضيع أعصاب أستاذه.


كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
ومع ذلك نقول إن الخوف مرحلة ينمو فيتحول إلى حب ومهابة...
لذلك لا يجوز لأب أو لأستاذ أن يتعبه ضميره إذا وبخ إبنًا أو تلميذًا... ولا يقل في نفسه ولا في اعترافاته إنني أخطأت إذ وبخت غيري وفقدت وداعتي!!
بل الأجدر أن يوبخه ضميره إذا لم يكن حازمًا وقت الحزم...
والحكمة ترسم حدود التوبيخ، بحيث يكون من مسئول وصاحب سلطان وبحيث يكون بطريقة روحية سليمة.
فالقديس بولس الرسول اضطر أن يوبخ أهل غلاطية الذين بدأوا بالروح وكلموا بالجسد (غل3: 3)
والغيرة المقدسة تلزم الإنسان أحيانًا أن يكون نارًا تلتهب.
وفي هذه الحالة المفروض أن يفهم الإنسان الروحي موقف الوداعة في ظل الغيرة إنها موضوع طويل. ولكننا نقول هنا: لكل شيء تحت السموات وقت. ومع ذلك يمكن أن يتصرف الإنسان بغيره دون أن يفقد وداعته.
ولكن من الخطأ أن يفقد الإنسان الغيرة المقدسة بمفهوم خاطئ للوداعة.
إذن ينبغي أن نفهم الوداعة فهمًا سليمًا بحيث لا نظن أنها طراوة في الطبع، أو حالة من عدم الحركة.. البعض قد يرى إيليا مثالًا للغيرة المقدسة، وأرميا النبي من ناحية أخرى مثالًا للوداعة وللدموع...
ولكن أرمياء النبي كان مثالًا للغيرة والدفاع عن الحق: فما كان رجل دموع فقط. والذي يقرأ سفر ارميا يلمس هذه الحقيقة.
وكان داود النبي مثالًا للشجاعة والقوة والغيرة، وفي نفس الوقت كان رجل دموع، يبلل فراشة بدموعه (مز6)، ويبكى لموت أبشالوم ولموت شاول ويوناثان...
إن الأم التي تحنو على أبنها حنوًا خاطئًا تفسده به، ليست أمًا حكيمة وهي تحتاج إلى فضيلة الافراز...
فتعرف ما معنى الحنو الحقيقي؟ وما هي حدوده؟ وما مدي اتصاله بالتربية السليمة؟ وبأبدية أبنها وروحيا ته...
إن الآب السماوي كان يحب ابنه الوحيد، ومع ذلك بذله للموت من أجلنا وعلى الصليب " سر أن يسحقه بالحزن " كذبيحة إثم لأجلنا،إذ وضع عليه إثم جميعنا (أش53: 1 6).
والطبيب الحكيم يعرف متى يستخدم المشترط؟ ومتى يستخدم البتر؟ ومتى يستخدم والمهدئات...
ولذلك يقال عن الطبيب إنه " حكيم " وبعد، إن موضوع الإفراز قد يشمل الحياة الروحية كلها. وإن تكلمنا عنه سنتكلم عن جميع الفضائل.
ولعلنا نكتفي بما ذكرناه حاليًا كمجرد أمثلة.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:03 PM   رقم المشاركة : ( 65 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أهمية العمل الإيجابي في مقاومة الخطية
كل إنسان في بناء حياته الروحية يواجه أمرين هامين: أحدهما هو مقاومة الخطية في غيره من الناس. لكي يشارك في نقاوة المجتمع الذي يعيش فيه. إنها حياة صراع ضد الخطية والشيطان. تمثل الجانب السلبي من الحياة الروحية.
أما الجانب الإيجابي في الحياة الروحية، فهو بناء النفس والروح بالفضيلة والحياة مع الله ومذاقه بالفضيلة والحياة مع الله ومذاقه الملكوت. فيذوق محبة الله والتمتع بعشرته في حياة مقدسة.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
إن الذي يجعل حياته كلها مقاومة للخطية، لاشك أنه يتعب كثيرًا، لأن حياته ضائعة في صراع مع الخطية التي قال عنها الكتاب إنها " طرحت كثيرين جرحي، وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26) وفي صراع مع الشيطان الذي هو عدو قاس وشرير لا يرحم. وفي نفس الوقت هو مختبر للنفس البشرية على مدي الآف السنين. يعرف ضعفاتها ونقائصها. ويعرف كيف يسقها...
لاشك أن هذا العمل السلبي شاق وصعب. وقضاء الحياة فيه أمر يرهق النفس ارهافًا قد لا تحتمله.
فالصراع مع أجناد الشر الروحية ليس أمرًا سهلًا. لأن الشيطان وإن كان قد فقد طهارته ونقاوته وقداسته السابقة. إلا أنه لم يفقد طبيعته كملاك. بكل ما في هذه الطبيعة من قوة وبكل ما لها من إمكانيات...
ماذا إذن؟ هل يترك الإنسان هذا الجانب السلبي؟ هل يترك مقاومة الخطية؟! كلا، بلا شك فإن هذا يكون استسلامًا لها...؟
والرسول يعاتب أمثال هؤلاء ويقول " لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4).فالمفروض في الإنسان أن يقاوم الشيطان والخطية والجسد بكل ما له من قوة، وبكل ما منحه الله من نعمة، ويستمر صامدًا إلى آخر نسمة من حياته.
أنما السؤال هو: لماذا تكون مقاومة الخطية صعبة؟ لماذا قال كثير من الآباء إن الحياة الروحية تبدأ بالتغصب وقهر النفس؟
إنها تكون هكذا صعبة إن كانت خالية من العمل الإيجابي... إن كانت مجرد صراع... " الروح يشتهي ضد الجسد، والجسد يشتهي ضد الروح. وهذان يقاوم أحدهما الآخر (غل5: 17). ولماذا هذا الصراع؟ ذلك لأن محبة الله لم تدخل إلى القلب، ولم تستقر فيه بعد وكيف تدخل محبة الله إلى القلب؟... تدخل بالعمل الإيجابي.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 66 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

فائدة العمل الإيجابي
إنك بكل هذا العمل الإيجابي، تقيم توازنًا داخل نفسك بين تأثيرات العالم عليك والتأثير الروحي.
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
أما أن يأتي الشيطان ليحاربك. فلا يجد حولك انجيلًا، ولا مزمورًا، ولا صلاة ولا هذيذًا ولا تأملات روحية ولا اجتماعات، ولا أصوامًا، ولا مطانيات، ولا اعتراف، ولا تناول... فماذا يكون حالك إذن؟ وكيف تستطيع أن تقاوم الخطية بلا سلاح؟!
تكون حينئذ مثل مدينة يحاربها العدو، وهي بلا جيش، بلا أسلحة، بلا تحصينات...! خذ هذه قاعدة. وضعها أمامك: كل إنسان تجده ساقًا في الخطية، لابد أن تكون قد مرت عليه فترة، وهو بعيد عن العمل الإيجابي، سواء من جهة الوسائط الروحية، أو من جهة العمل الإيجابي في حياة الفضيلة ومحبة الله...
وهكذا تكون الخطية قد أتته، وهو غير مستعد لها. أو اتته وهو في حالة ضعف أو فتور. انظروا إن الرب قد قال:
" صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت" (متى24: 20).
" في شتاء " في حالة البرودة الروحية ولا " في سبت " في وقت لا تعمل فيه عملًا من الأعمال. وكلا الأمرين يذكرانا بالبعد عن العمل الإيجابي الروحي...
لذلك كن متيقظ القلب باستمرار. وليكن زيتك في مصباحك. وكما قال الرب في هذا الاستعداد. وكلا احقاؤكم ممنطقة، ومصابيحكم موقدة" (لو12: 35). اهتم بالعمل الإيجابي الروحي الذي يمنحك قوة لمقاومة الخطية. املأ مخازنك من الروحيات. لكي لا تقوى عليك السنوات العجاف بكل ما فيها من جوع وقحط. واحتفظ بحصاتك في مقلاعك. حتى إن ظهر أمامك جليات. يمكنك أن تتقدم إلى الصف وأنت تقول في ثقة " اليوم يحسبك الرب قي يدي" (1صم17: 46).
ولا تقصر جهادك على مقاومة السلبيات فقط، فإنها عمل مضن. وإنما بالعمل الإيجابي تنال قوة يمكنك بها التصدي للخطية. وليكن الرب معك...
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:14 PM   رقم المشاركة : ( 67 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أهمية العمل الداخلي
الحياة الروحية ليست مجرد ممارسات خارجية تعمل بالجسد. إنما المقياس الروحي لها يتوقف على مدي روحانية الإنسان من الداخل، من حيث دوافعه ونياته، ومشاعر قلبه وحالة فكرة... ولا ننسي قول الرب في ذلك: "يا إبني اعطني قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أم4: 23).
الفضائل إذن تبدأ في القلب. ومن القلب تخرج لتظهر في الأعمال الظاهرة وكل عمل خارجي فاضل بدون القلب لا يحسب فضيلة على الإطلاق.
ولقد رفض الله كل عبادة تقدم إليه دون أن تكون نابعة من قلب نقي. وقال موبخًا اليهود هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (مز7: 6).
لذلك لا يصح أن تهتم بالفضائل الخارجية، ولا أن تكتفي بذلك.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
ولنضرب مثالًا لذلك: مقاومة الغصب. إنسان يريد أن يترك الغضب، فيدرب نفسه على أن يهدئ ملامحه، ويهدئ حركاته، ويبعد عن الصوت العالي، وعن الصوت الحاد، ويبدو هادئًا، بأعصاب هادئة بعيدة عن الانفعال. ولكن كل هذا هدوء خارجي. وربما يكون قلبه من داخل في أتون من نار، مملوءًا من الغضب، المكبوت في داخله، وحسن طبعًا أنك لا تثور، حتى لا تخطئ بلسانك وتفقد علاقاتك بالآخرين. ولكن...
وهدوء القلب يأتي بتدريبه على الاحتمال، وعلى الوداعة، ومحبة الآخرين، وعلى لوم النفس أيضًا. وهكذا تقنع نفسك من الداخل، حتى لا يتحرك قلبك حركة خاطئة، مهما كانت غير ظاهرة للآخرين.
ولعل هذا يذكرنا بقول الآباء عن: معنى تحويل الخد الآخر...
ما معني من لطمك على خدك الأيمن حول له الآخر أيضًا؟ (متى5: 39).
قال بعض الآباء كما في كتاب المعاهد ليوحنا كاسيان إن اللطمة الأولي هي من الخارج، على الخد أي إهانة خارجية، تقابلها بتحويل الخد الآخر، الذي هو اللطمة الداخلية، بتوجية اللوم إلى نفسك، بأن تقول لنفسك: أنا استحق كل هذا بسبب خطاياي. فاللطمة الثانية تأخذها من قلبك في الداخل.
وحتى إن أخذنا وصية تحويل الخد الآخر بالمعني الحرفي وليس بالمعني الرمزي يوافق ما حدث لداود النبي لما تعرض " شمعي ابن جيرا " لسبه وإهانته حينئذ أراد قائد جيش داود أن يقتل شمعي بن جيرا، فمعنه داود النبي قائلًا: "دعوه يسب، لأن الرب قال له سب داود.. لعل الرب ينظر إلى مذلتي" ((2صم 16: 5 12).
وهذا أيضًا يوافق قول القديس الأنبا أنطونيوس الكبير "إذا وبخك أحد من الخارج، فوبخ نفسك من الداخل" وذلك لكي يصير هناك توازن في داخلك وخارجك، حتى لا تتعب..
فالبعض يحتمل من الخارج في هدوء ظاهري بين داخله وخارجه...
ولكن بالعمل الروحي الداخلي ينجو من هذا التناقص، إما عن طريق الاتضاع بلوم النفس وتذكر خطاياه.. وإما عن طريق الفرح بالدخول في شركة آلام المسيح (في3: 10). وهكذا يشعر بفرح في الآلام، مثلما حدث مع الآباء الرسل الذين بعد أن جلدوهم " ذهبوا فرحن.. لأنهم حسبوا متسأهلين أن يهانوا من أجل أسمه" (أع5: 41). ننتقل إلى نقطة أخري وهي:
العمل الداخلي في التوبة.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:14 PM   رقم المشاركة : ( 68 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الوصول إلى محبة الله
وكيف يصل إلى ذلك؟
يصل إلى ذلك بالعمل الإيجابي الروحي الذي يوصله إلى محبة الله. ومحبة الله تجعله لا يخطئ. لأن المحبة لا تسقط أبدًا" (1كو13: 8). وكما قال القديس يوحنا الرسول إن الله محبة. والذي يثبت في المحبة يثبت في الله، والله فيه" (1يو4: 16) " ولا يستطيع أن يخطئ، لأنه مولود من الله" (1يو3: 9). حاول إذن أن تملأ قلبك من محبة الله، حينئذ تكون محبته في داخلك كنار ملتهبة، تحرق كل شهوات الخطية وكل آثارها وكل أفكارها.
فما هو العمل الإيجابي الذي يوصلك إلى كل هذا؟
فكر كثيرًا في الله. وتفكيرك في الله يلد محبته في قلبك. ومحبته تجعلك تفكر فيه بالأكثر. وكل من الأمرين يوصل إلى الآخر ويقويه...
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وإذ ما أكثرت التفكير في الله. وفي سمائه وملائكته، وفي كلامه ووصاياه، وفي الأبدية السعيدة معه، وإذا ما أكثرت التفكير في صفات الله الجميلة، وفي معاملات الله للناس، حينئذ ستنشغل بالله. ومشغوليتك به ستجعلك تفكر فيه بالأكثر وتفكيرك فيه سيزيد محبتك له. وهكذا تدور الدائرة.
تفكيرك في الله هو العمل الإيجابي الأول في حياتك الروحية... أي أن يكون الله أمامك باستمرار، تتذكره كل حين، وكما قال داود النبي محبوب هو أسمك يا رب. فهو طول النهار تلاوتي" (مز119).
وتفكيرك في الله يقدس فكرك. ويلد في قلبك مشاعر روحانية. وفي كل ذلك تستحي من أن تفكر في شيء خاطئ. ولا يسهل عليك أن تخل بأفكارك المقدسة أي فكر نجس. أو حتى أي فكر عالمي. وتشجيع للاستمرار في فكرك الإلهي.
والتفكير في الله يوصلك إلى نقاوة القلب، لأنه لا شركة مطلقًا بين النور والظلمة.
وهنا تتعود الصلاة. وتتعود أيضًا الهذيذ والتأمل. وتشعر بأنك في حضرة الله باستمرار. وفي هذا الحضور الإلهي لا يجرؤ الشيطان أن يتقرب إليك. وإن اقترب سرعان ما يتركك. لأنه لا يجد له مجالًا فيك. ولا يجدك متفرغًا له. ويري أن طرقك لا توافق طرقة... وحتى إن حاربك بشئ. تكون حربة ضعيفة. لأنك مشغول بالله...
لهذا تكون كل حرب الشيطان لك مركزة في إبعادك عن الانشغال بالله، وليس في محاربتك علنًا بالخطية...
فإن استطاع أن يبعدك عن عملك الإيجابي الذي هو الانشغال بالله حينئذ يتدرج خطوة أخري فيحاول إلقاءك في السلبيات... وحتى في تلك الحالة تكون قد اكتسبت قوة عملك الروحي السابق تستطيع أن تقاوم بها محاربات الشيطان. وفي هذه الحالة يحاربك الشيطان وهو يحترمك، وهو يخافك، ويحترس منك، فلا تنزل عليك بكل ثقله.
أما الإنسان البعيد عن العمل الإيجابي. فهو فريسة سهلة للشياطين. وهم لا يخافونه. إذ يعرفون أنه بلا قوة في الداخل تقاومهم. قلنا إن العمل الإيجابي يشمل محبة الله، ويأتي عن طريق التفكير في الله، وعن طريق الهذيذ والتأمل والانشغال بالله. وماذا ايضًا:
إن القراءة الروحية نافعة جدًا كعمل إيجابي يشغل الفكر بالله، ويقدم له كذلك مادة للتأمل وللصلاة. إنها تذكرني برفع البخور. الذي يعد المذبح لتقديم القرابين عليه.
فالقراءة توجد فكرك في جو روحي وتذكرك بالله وقديسيه. وكلمة الرب فعالة، تعمل فيك، وتعطي حرارة لروحياتك، وتدفعك بقوة إلى طريق الرب، كما أنها تعطيك استنارة في الفكر، وتلد فيك مشاعر روحانية، وتقوي عزيمتك على السير في طريق الله...
ومثل القراءة الروحية في فاعليتها، الاجتماعات الروحية أيضًا.
بكل ما فيها من صلوات وقراءات، وتراتيل وألحان وجو روحي نافع لربط الإنسان بالله. يضاف إلى ذلك ما فيها من كلمات روحية نافعة. كل ذلك يوجدك في بيئة روحانية، يشعر الشيطان أنه غريب عنها...
والصدقات الروحية نافعة جدًا. إنها من العمل الإيجابية التي تقوي بها قلبك وتجذبك إلى الله.
وصديقك الروحي، هو الصديق الذي كلما تراه، تذكر الله ووصاياه، وتتبكت على خطاياك، وتأخذ منه قدوة حياة الفضيلة.
إن الخطية لم تستطع أن تدخل في حياة لوط وأسرته. حينما كان لوط يعيش مع أبينا إبراهيم. ولكنها وجدت مجالًا حينما ابتعد لوط عن هذه الصداقة الروحية وسكن في سادوم. يعذب نفسه بأخطاء سكانها.
والتناول من أهم الأعمال الإيجابية بتأثيراته العميقة في النفس، وربما يصحبه باستمرار من توبة واعتراف.
وقد قال السيد المسيح عمن يتناول " يثبت في وأنا فيه" (يو6: 56). نقول في صلوات القداس الإلهي نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا"..
فما هو الذي لك من كل هذا العمل الإيجابي؟ وماذا لك أيضًا من جهة التداريب الروحية التي تدرب بها نفسك على حياة الروح وثمار الروح. والتي تجعلك منشغل الفكر كل يوم بأبديتك وكل ما تتطلبه من أعمال... ثم ماذا أيضًا عن محاسبة النفس. وتبكيتها على كل نقص وكل خطأ... وماذا عن المطانيات والصوم والسلوك في حياة الروح...؟
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 69 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

العمل الداخلي في التوبة

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
التوبة من خارج هي ترك الخطية والبعد عنها وعن كل مسبباتها. ولكن قد يترك الإنسان الخطية، ولا تزال في قلبه رغبة من نحوها. فهل نسمي هذه توبة؟! كلا، بل لابد أن يكون هناك عمل داخلي، داخل القلب، حتى يصل الإنسان إلى كراهية الخطية. وتكون هذه هي التوبة الحقيقية. حيث في قلبه شهوة الحياة مع الله، بدلًا من شهوة المادة والجسد...
وهنا نود أن نشرح المعني الروحي للمطانيات أي السجود.
في الميطانية يسجد الإنسان، ينحني وتلصق رأسه بالأرض أي التراب. هذا هو العمل الخارجي الظاهر. ولكن هناك عملًا داخليًا يجب أن يصاحب انحناء الجسد، وهو أن تنحني النفس من الداخل، في انسحاق بتركها لكبريائها، كما قال داود النبي " لصقت بالتراب نفسي" (مز119). قال أخ لأحد الآباء " أحيانًا اضرب المطانية للأخ معتذرًا، فلا يقبلها مني!". فأجاب الأب " ذلك لأنك تفعل ذلك بكبرياء".. أي أن الجسد قد انحني، بينما النفس مازالت في كبريائها، لم تلصق بالتراب...
التوبة إذن سواء في التصالح مع الله والناس، هي عمل داخلي، في إقناع النفس تمامًا بهذا الطريق، ورغبته فيه، وندمها على ما سبق...
وكل هذه أمور تتم في الداخل، وليس الأمر مجرد ترك العثرات من الخارج لأنه لو أحاطتنا العثرات كلها من الخارج، فلن تستطيع أن تضرنا بشيء، مادام القلب منتصرًا في الداخل. وصدق القديس يوحنا ذهبي الفم حينما قال " لا يستطيع أحد أن يضر إنسانًا، ما لم يضر هذا الإنسان نفسه"...
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 70 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,313

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

العمل الداخلي في التربية وفي الخدمة
كثيرًا ما يقف الوعاظ على المنابر، ويندون بأزياء النساء وبعدها عن الحشمة، كما يندون بطول شعر الشباب وما شابه ذلك. وكل هذه أمور خارجية، قد يبعد عنها النساء والشبان عن طريق الضغط عليهم، وتبقي مع ذلك قلوبهم غير نقية.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
والحل هو العمل الداخلي، بإدخال محبة الله ومحبة العفة إلى قلوب هؤلاء وأولئك، وإقناعهم بأن جمال الروح أهم بكثير من جمال الجسد...
حينئذ سيتركون ما هم فيه، عن اقتناع وبكل رضي، ويحبون الحشمة ويسلكون فيها بكل جدية... ليس لمجرد الطاعة وليس عن خوف، وإنما بنقاوة قلب. وحينئذ لا يحتاجون إلى رقيب، ولا إلى توبيخ. ولا يقعون في تناقض...
وهذه هي التربية الحقة التي تعتمد على العمل الداخلي في الإقناع، وفي غرس المبادئ السامية داخل النفس.
ربوا أولادكم إذن من الداخل، وليس من الخارج.
أعملوا بر وحياتكم داخل قلوبهم، قبل أن تستخدموا العصا من الخارج اغرسوا داخلهم محبة الله أولًا. وثقوا أن محبة الله أقوي من العصا بكثير. وثقوا أن محبة الله تستطيع أن تطرد كل خطية بهدوء من القلب. نقوا أولًا داخل الكأس والصفحة كما أمر المسيح له المجد لكي يكون خارجها أيضًا نقيًا (متى23: 26).
والعمل الداخلي هدفه الانتصار على النفس أولًا، والوصول إلى تنقية النفس بعد ذلك.
ويستلزم هذا إقناع النفس بالطريق السليم. ولكي تقتنع لابد من الفهم الحقيقي للأمور. فتفهم ما معني الحياة وما هدفها؟ وما معنى الحرية وما حدودها؟ وما معني القوة؟ وما معني الجمال؟ وما معني الرجولة؟ بل ما هو المفهوم الحقيقي للدين وأساليب التعامل بين الناس؟
إننا في التربية لا نسير الناس بالعصا، إنما بالإقناع وبالفهم السليم.
وتبقي بعد هذا تقوية أرادتهم وكل هذا عمل داخلي، في القلب والفكر.
ما أسهل من الخارج أن نعاقب وأن نضرب. ولكن هل هذه هي التربية؟! كلا، وإن أتت هذه الطريقة بنتيجة، فغالبًا ما تكون مؤقتة تزول بعد حين، بزوال الضغوط الخارجية.
وهل الذي يخضع لهذه الضغوط يكون له أجر عند الله؟! أي أجر وهو مسير يسير في الفضيلة خارجيًا وبغير أرادته؟!
العمل الداخلي إذن له اتجاهان: عملنا داخل أنفسنا، وداخل أنفس الناس. ننتقل إلى العمل الداخلي بالنسبة إلى وسائط النعمة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب معالم الطريق الروحى لقداسه البابا شنوده الثالث مسموع
كتاب معالم الطريق الروحىً لقداسه البابا شنوده
معالم الطريق الروحي للبابا شنودة الثالث
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 01:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025