18 - 12 - 2022, 12:38 PM | رقم المشاركة : ( 51 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
لأنكم تحتاجون إلى الصبر أعطى الرب للصبر أهمية عظمى، قائلًا: "لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ" (عب 10: 36). ولكن الناس وقت الضيق يتطلعون لزوال الغَمّ والكَرب سريعًا، متسائلين في ضجرٍ قائلين: إلى متى أبقى ثابتًا في طريق الإيمان متمسكًا بالكمال وسط معاناتي؟! لقد سَخَرت امرأة أيوب من زوجها المتألم المجرّب، وطالبته بالكَفِّ عن تمسكه بإيمانه، ولكنه انتهرها، كقول الكتاب: "فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ، فَقَالَ لَهَا: تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ!.." (أي 2: 9، 10). إن أعظم تجربة يحارب بها الشيطان الإنسان المجرّب، هي تحريضه على الكَفّ عن الثبات في طريق الكمال، وذلك ليُضَيِّع عليه تعبه وجهاده، ولكن الرب أكّد أهمية الصبر حتى النهاية، قائلًا: "... وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ" (مر 13: 13). وطبعًا لا يمكن للإنسان أن يحدد ميعاد انتهاء الضيقة، ولهذا ليس من المنطقي أو المفيد له، أن يضع حدًا أو ميعادًا لينهي ثباته أو تمسكه بإيمانه. لقد حذر القديس يوحنا الحبيب من عدم الصبر إلى النهاية، لأن الصبر لا يأتي بثماره إلا عند انتهاء التجربة، قائلًا: "انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالَ أَجْرًا تَامًّا" (2يو 1: 8). ويحتاج المتألمون والمتضايقون لقوة ونعمة خاصة، ليتمكنوا من الصبر حتى النهاية، ولهذا نصح معلمنا بولس الرسول مَن في ضيقة، بطلب نعمة الله المقدمة له، من خلال الصلاة وكلمة الله، قائلًا: "فَتَقَوَّ أَنْتَ يَا ابْنِي بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (2تي 2: 1). إن معرفة شخص الرب يسوع المسيح تعطي النفس قوة، وتُمَكِنّها من الصبر، لأنه هو المحب الذي يحب إلى المنتهى، وهو القوي الذي يُعين الضعيف ويرفع البائس من المزبلة، وهو الراعي الذي لا يهمل، ولا يترك منتظريه. لقد شبه معلمنا بولس الرسول الرب يسوع المسيح بالمرساة التي يَربُطُ البحارة بها سفينتهم، فيتمكنوا من الوصول إلى الشاطئ بسهولة، وذلك بجذب الحبال التي تربطها بالمرسى، كقوله: "الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ" (عب 6: 19). وقد أوجز الكتاب المقدس وصفةً فعالة، لكل من طال عليه ضيقه. تلك الوصفة تتضمن الصلاة الدائمة (بمواظبة) لأنها تعطي النفس رجاء، والرجاء في الله يفرح النفس، ويعزيها فيخفف عنها ثقلها، فتتمكن بالتالي من الصبر، كقوله: "فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ" (رو 12: 12). |
||||
19 - 12 - 2022, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 52 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
متى رجعت شَدّد إخوتك أخبر الرب يسوع المسيح تلاميذه الاثني عشر بما سيأتي عليهم من ألم وضيق بسبب آلامه المقدسة، وطالبهم بالاستعداد، بالصلاة والسهر، وقد كشف لهم الرب أيضًا معرفته الكاملة بضعفهم في ذلك الوقت، قائلًا: "حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ في فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ" (مت 26: 31). ومع هذا لم يوبخهم الرب على ما سيبدر منهم من خطايا في حقه، لأنه كان يُقَدّر ضعفهم. لقد شجعهم الرب مسبقًا على القيام من ضعفهم، وأعطاهم أملًا بقبوله لهم، بقوله: "وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ" (مت 26: 32). ولما أصَرَّ بطرس الرسول على استحالة وقوعه في خطية الشك، أكد له الرب يسوع أنه سينكره ثلاث مرات، ومع هذا شجعه أيضًا على القيام من سقطته، وليس ذلك فقط بل طالبه بأن يُثبت إخوته عندما يقوم من سقطته، قائلًا له: "وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ" (لو 22: 32). إن وقت الشدة والضيق كفيلان بإظهار الضعف البشري، لأن الضعف هو طبيعة البشر جميعًا، كقول الكتاب: "وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ" (مت 24: 22). ومع كل هذا يلوم ويدين البشر إخوتهم، ويتصيّدون لهم الأخطاء، ويتَناسون أنهم قد يسقطون في خطايا أعظم، مما سقط فيه إخوتهم. تكثر تصرفات الناس التي تكشف عن ضعفهم أثناء معاناتهم، فالبعض يضطربون خوفًا من المستقبل، والبعض الآخر ينكبون على مصالحهم، ولا يراعون باقي إخوتهم في أنانية، وقد يهرب البعض ويتخلون عن أمانتهم وقت الضيق، ويتخلون عن حمل الصليب مفضلين الطريق الواسع، وهكذا... القارئ العزيز... لقد تأثر العالم هذه الأيام بضيقة عامة بسبب وباء فيروس كورونا، الذي أثر على صحة الناس وأرزاقهم، وانكشف ضعف الكثيرين، ولكن الرب ما زال يرفق بالضعفاء، ليقيمهم مرة أخرى. أني أتعجب من رفق الرب، وتعامله الحاني مع الضعفاء، بينما نسرع نحن لإدانة إخوتنا؟! إياك يا أخي أن ترصد ضعف غيرك لتدينه، إن الكتاب يطالبك أن تعتبر نفسك واحدًا من الضعفاء، بقوله: "اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا فِي الْجَسَدِ" (عب 13: 3). فياليتك تشترك مع الرب في تشديد إخوتك، كأمر الكتاب: "لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ" (عب 12: 12). |
||||
19 - 12 - 2022, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 53 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
حفل تكريم تقيم الكليات والمعاهد والمدارس حفلات تكريم للخريجين... أما حفل التكريم هذه المرة فيقام في السماء، ويحضره الجالس على العرش بمجده، والخروف القائم، الذي وُصفَ بالقول: كأنه مذبوح، وعدد الخريجين جمع كثير من كل الأمم، كقوله: "بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ" (رؤ 7: 9). والمدرسة التي تخرجوا منها هي مدرسة الضيقة العظيمة، وزي الحفل المسموح به للحضور هو الثياب البيضاء المُغَسّلة، والمُبَيّضة في دم الخروف. أما المكافأة الممنوحة لهم فهي التواجد في حضرة الله وحلوله فوقهم، ورعاية الخروف لهم، كقوله: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلًا فِي هَيْكَلِهِ... لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ" (رؤ 7: 15-17). إن الضيق مدرسة لإعداد النفس وتدريبها، لتؤهل لملكوت الله، كقوله: "بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا" (2تس 1: 5). القارئ العزيز... لقد تدرب القديسون على الفضائل في مدرسة الضيق، لذلك لا تتعجب إذا وجدت المتألمين يشكرون الله، ولا تتعجب إذا وجدتهم قد غفروا لمن أساء إليهم، ولا تتعجب أيضًا إذا وجدتهم يتمتعون بحالة روحية سامية وعلاقة قوية بالله، ولا تتعجب إذا رأيت وجوههم تَشعّْ بالسلام. إن الصابرين في الضيق هم الذين ثَبَّتوا وجوههم نحو الله، ولهذا يرأف الله بهم، وينقيهم من ضعفاتهم، كقوله: "كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ" (يو 15: 2).. حتمًا سيهبهم الله المكافأة العظمى، لأنهم قرروا الثبات فيه، كقوله: "إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ" (يو 15: 7). هؤلاء المُخلِصون سيطهرهم الله بدمه، ليتمكنوا من الوقوف أمام عرش الله والخروف، كقوله: "وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ" (رؤ 12: 11). إن إله المجد يحل بنعمته العجيبة، وقوته على المتألمين لأنه يجد راحته فيهم، كقول الكتاب: "إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ" (1بط 4: 14). |
||||
19 - 12 - 2022, 03:11 PM | رقم المشاركة : ( 54 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الملائكة تعسكر حول المختارين لقد تميزت حياة يعقوب أب الآباء بالجهاد والسعي الدائم لنوال البركات. فقد تعرض لضيقات ومتاعب كثيرة، ولكن الله لم يتركه، وهو في طريق جهاده، بل كان سندًا وعونًا له، ليحميه من الأخطار. لقد طارد لابان يعقوب، وهو في طريق عودته إلى أرض الميعاد (كنعان) ولكن الله ظهر له في حلم، محذرًا إياه من المساس بيعقوب، قائلًا له: "... احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ" (تك 31: 24). وما كاد يعقوب يطمئن بعد رجوع لابان عنه، حتى اضطرب ثانية خوفًا من ملاقاة أخيه عيسو، الذي كان يطلب قتله. في ذلك الوقت رأى يعقوب جيشًا عظيمًا من الملائكة، فدعا المكان "محنايم" (بالعبري) أي: معسكران. لقد قصد يعقوب بهذه التسمية: أن الملائكة قد كونت معسكر يسير برفقة معسكره (عائلته وعبيده ومواشيه). إن ظهور معسكر الملائكة ليعقوب كان رسالة عملية لطمأنته، وهي لا تخص أب الآباء يعقوب وحده، ولكنها تخص أيضًا كل من يتكل على إله يعقوب، كقول المرنم: "طُوبَى لِمَنْ إِلهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ" (مز 146: 5). لقد تكرر هذا المشهد الرائع من الحماية الإلهية ثانيةً، عندما حاصر جيش أرَام أليشع النبي، وكان النبي وتلميذه وحدهما في الجبل بمدينة دوثان. فاضطرب التلميذ، ولكن النبي طمأنه، قائلًا له: "... لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ" (2مل 6: 16) وصلى النبي لله، ليفتح عيني غلامه، وبالفعل أبصر الغلام جيش ملائكي، يملأ الجبل خيلًا ومركبات نار حول أليشع. أخي الحبيب... لقد أحاط جيش ملائكة الله بأليشع وتلميذه، قبلما يبصر ذلك غلامه. ولكن أليشع كان يعلم بالإيمان مرافقة جيش الله له. فهل لك أيها الحبيب الإيمان الكافي، لكي تدرك قوة ما يحيط بك من معسكر ملائكة الله القديسين؟! ثق يا أخي أن معسكر الملائكة القديسين حال حول شعب الله، وأحباءه السائرين في الطريق إلى كنعان السماوية، وثق أيضًا يا أخي إن الذين معك في الطريق أكثر من الذين عليك. لقد رتبت الكنيسة أن يصلي المؤمنون في نهاية كل صلاة من صلوات السواعي (الأجبية) طلبة يقولون فيها: "احطنا بملائكتك القديسين، لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين، لنصل إلى اتحاد الإيمان، ومعرفة مجدك غير المحسوس وغير المحدود، فإنك مبارك إلى الأبد. آمين". |
||||
19 - 12 - 2022, 03:11 PM | رقم المشاركة : ( 55 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الملائكة تعسكر حول المختارين لقد تميزت حياة يعقوب أب الآباء بالجهاد والسعي الدائم لنوال البركات. فقد تعرض لضيقات ومتاعب كثيرة، ولكن الله لم يتركه، وهو في طريق جهاده، بل كان سندًا وعونًا له، ليحميه من الأخطار. لقد طارد لابان يعقوب، وهو في طريق عودته إلى أرض الميعاد (كنعان) ولكن الله ظهر له في حلم، محذرًا إياه من المساس بيعقوب، قائلًا له: "... احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ" (تك 31: 24). وما كاد يعقوب يطمئن بعد رجوع لابان عنه، حتى اضطرب ثانية خوفًا من ملاقاة أخيه عيسو، الذي كان يطلب قتله. في ذلك الوقت رأى يعقوب جيشًا عظيمًا من الملائكة، فدعا المكان "محنايم" (بالعبري) أي: معسكران. لقد قصد يعقوب بهذه التسمية: أن الملائكة قد كونت معسكر يسير برفقة معسكره (عائلته وعبيده ومواشيه). إن ظهور معسكر الملائكة ليعقوب كان رسالة عملية لطمأنته، وهي لا تخص أب الآباء يعقوب وحده، ولكنها تخص أيضًا كل من يتكل على إله يعقوب، كقول المرنم: "طُوبَى لِمَنْ إِلهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ" (مز 146: 5). لقد تكرر هذا المشهد الرائع من الحماية الإلهية ثانيةً، عندما حاصر جيش أرَام أليشع النبي، وكان النبي وتلميذه وحدهما في الجبل بمدينة دوثان. فاضطرب التلميذ، ولكن النبي طمأنه، قائلًا له: "... لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ" (2مل 6: 16) وصلى النبي لله، ليفتح عيني غلامه، وبالفعل أبصر الغلام جيش ملائكي، يملأ الجبل خيلًا ومركبات نار حول أليشع. أخي الحبيب... لقد أحاط جيش ملائكة الله بأليشع وتلميذه، قبلما يبصر ذلك غلامه. ولكن أليشع كان يعلم بالإيمان مرافقة جيش الله له. فهل لك أيها الحبيب الإيمان الكافي، لكي تدرك قوة ما يحيط بك من معسكر ملائكة الله القديسين؟! ثق يا أخي أن معسكر الملائكة القديسين حال حول شعب الله، وأحباءه السائرين في الطريق إلى كنعان السماوية، وثق أيضًا يا أخي إن الذين معك في الطريق أكثر من الذين عليك. لقد رتبت الكنيسة أن يصلي المؤمنون في نهاية كل صلاة من صلوات السواعي (الأجبية) طلبة يقولون فيها: "احطنا بملائكتك القديسين، لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين، لنصل إلى اتحاد الإيمان، ومعرفة مجدك غير المحسوس وغير المحدود، فإنك مبارك إلى الأبد. آمين". |
||||
19 - 12 - 2022, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 56 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
أصعدني من جبّ الهلاك اشتهرت فلسطين بالآبار التي تحتفظ بمياه الأمطار، والتي تسقط بكثرة في موسم الشتاء، وقد كان الموت عطشًا وجوعًا أو غرقًا هو النهاية المؤكدة لمن يسقط في جب عميق مظلم مملوء بالطين. لقد شبه داود النبي الضيقات الشديدة بالجب السفلي، وشبه الصلاة للنجاة منها بالخروج من الجب، كقوله: "وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي" (مز 40: 2). ألقى أولاد يعقوب أخيهم يوسف في الجب دون رحمة، وصرخ يوسف لله، لينقذه من ضيقة نفسه، التي أتت عليه بسبب شر لا ذنب له فيه... واستجاب الله سريعًا، وأرسل قبائل الإسماعيليين الذاهبين لمصر، فأخرجه إخوته من الجب وباعوه لهم، وهكذا خرج يوسف ليس من الجب فقط، بل أيضًا من أرض إسرائيل.. ولم يعد يوسف الابن المدلل لأبيه الشيخ، بل إنسان مجاهد يتعلم اللغة المصرية، ويكد في العمل، فأنجحه الله في عمله، ثم تَدَرَّج يوسف في سلم الوظائف، حتى صار مدبرًا لبيت أو قصر فوطيفار، ولكن يوسف بعد ذلك أصابته ضيقة عظيمة أخرى، وذلك عندما اتهمته امرأة فوطيفار ظلمًا بمحاولة الاعتداء عليها، فَأُلقِيَّ في السجن. وصرخ يوسف لله مرة أخرى ليُخرِجَهُ من الضيق ولكن الزمن طال، إلى أن تقابل يوسف مع رئيس سقاة فرعون في السجن، ولم يذكر رئيس السقاة يوسف أمام فرعون بعد خروجه من السجن كما كان يوسف يأمل، ولكن الله أخرجه من السجن (الجب السفلي) مرة أخرى عندما طلبه فرعون، ليفسر له الحلم الذي رآه في نومه. لم يخرج يوسف من السجن فقط، لكنه ملك مع فرعون، لأنه صار المدبر لكل أرض مصر. القارئ العزيز... إن الله أخرج يوسف من أرض إسرائيل ليحميه من تدليل أبيه له... ودربه في بيت فوطيفار وفي السجن على العمل وأنجحه، ليصبح مدبرًا صالحًا لمصر أو للعالم كله... وخلصه من ظلم امرأة فوطيفار له ومن السجن أيضًا. فلا تخف يا أخي إن شابهت يوسف الصديق. فإن تسبب الأشرار في وقوعك في الضيق (الجب السفلي)! تذكر، ولا تنس وعد الله، القائل: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ..." (رو 8: 28). لا تخف من فخاخ الأشرار، ولا تحزن إن أُلقيت في جب سفلي وأنت بريء، لأن قدرة الله العجيبة التي رفعت يوسف البريء من الجب السفلي إلى المجد العظيم لن تتركك.. وسيعطيك الله أكثر جدًا مما تتوقع، كقوله: "وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا" (أف 3: 20). |
||||
19 - 12 - 2022, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 57 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
المختومين على جباههم يتخذ الشيطان من الشدة فرصة ليشنَّ حربه على الناس، لعله يُضعف إيمانهم بالله. إن الخوف من الجوع أو الألم أو الموت أو الخسارة أو غيرها، هي أسلحة الشيطان الفتاكة في حربه على بني البشر، ذلك لأنه بعد أن يخيفهم يوهمهم بأنه سيخلصهم إذا أطاعوه، ولكنه يهلكهم بالخطية، وبالانفصال عن الله ينبوع الحياة. لقد خاف بطرس الرسول، لئلا يكتَشف رؤساء الكهنة أنه تلميذ للرب يسوع المسيح، فأنكر. بينما ثَبُتَ يوحنا الحبيب للنهاية، وخاف البعض وقت الاضطهاد وأنكروا الإيمان تحت تهديد الموت والتعذيب، بينما ظل شهداؤنا في ليبيا ثابتين على إيمانهم حتى الموت، وسيسجد البعض لصورة الوحش في آخر الأيام عندما يهددهم أتباعه في أرزاقهم، كقول الكتاب: "وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ" (رؤ 13: 17). ولكن الكتاب أخبرنا عن آخرين غالبين، قائلًا: "وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ" (رؤ 12: 11). إننا لا ننكر أن المؤمنين قد ينتابهم مشاعر الخوف مثل باقي الناس، لكن الأمر يختلف وقت الضيقة، لأن أولاد الله في ذلك الوقت قادرون أن ينتصروا بنعمة الروح القدس، حسب وعد الرب يسوع المسيح. لقد أكد معلمنا بولس الرسول هذه الحقيقة، قائلًا: "فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ... تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رو 8: 38، 39). وقد كشف معلمنا بولس الرسول أيضًا، أن الرب يسوع المسيح هو سر نصرتنا الفائقة، قائلًا: "وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو 8: 37). إن الله يضمن لأحبائه الثبات فيه إلى النهاية بنعمة روحه القدوس. القارئ العزيز... سيُخَلِّص الرب يسوع الذين له، لأنه قد سبق وختمهم على جباههم، كقوله: "وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرَّ عُشْبَ الأَرْضِ، وَلاَ شَيْئًا أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً مَا، إِلاَّ النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ" (رؤ 9: 4). إن ختم الله لعبيده على جباههم علامة وضمان نصرتهم، وثباتهم ضد قوى الشر والظلمة.. فاطمئن يا أخي لأن الشيطان لن يكون له سلطان على المختومين على جباههم. أما الأشرار الذين يحاولون أن يُخلصوا أنفسهم بالخضوع لإبليس فسيهلكون، لأنهم تبعوا إبليس الوحش الدموي المفترس، الذي قيل عنه: "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ" (يو10: 10). |
||||
21 - 12 - 2022, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 58 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الثبات في المسيح يتطلب منك... كان ثبات القديس إسطفانوس ساعة استشهاده أمر مذهل يصعب إدراكه بالمقاييس البشرية. لقد ركع القديس ليصلي، بينما كان عشرات أو مئات الجاحدين الغاضبين يقذفونه بالأحجار من كل جانب. ومن العجيب أن القديس أصرَّ وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة على الركوع على ركبتيه (كما تعود من قبل) ليعطي الله المجد والكرامة اللائقة به، ثم صلى مستودعًا روحه الطاهرة بين يدي الله، كقوله: "ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ" (أع 7: 60). لم يكن اهتمام القديس مركزًا على آلامه، أو على ما سيحدث له جراء هذه الأحجار المندفعة نحوه بقوة.. ولم يبدو عليه أي مظهر للغيظ من هؤلاء الظالمين المحيطين به، ولكنه طلب لهم غفرانًا، ولكن ما هو سر ثبات القديس إسطفانوس؟! إن سر ثبات القديس هو الرب الذي وعد، قائلًا: "... بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ" (1بط 5: 10). لقد انفتحت السماء، لتكشف لنا سر ثبات الشهيد العظيم، وهو رؤية الشهيد للرب يسوع المسيح، واقفًا عن يمين الآب كما ذكر سفر الأعمال، ومن الملاحظ أن الرب الذي صعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب، قد ظهر هذه المرة واقفًا، لأن الوقوف؛ يشير لعمله واهتمامه بتثبيت حبيبه القديس إسطفانوس الشهيد. لقد كان لهذه الرؤيا قوة وفاعلية عظيمة في ثبات القديس. وقد وعد الرب، أن يَثبُتُ في المُخلِصين الذين يثبتون فيه، وأعطى مثالًا لذلك بغصن الكرمة، قائلًا: "اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ" (يو15: 4). القارئ العزيز... إن الثبات في الرب يتحقق بالجهاد لتكوين علاقة حية قوية مع الله، وأيضًا بالجهاد في حفظ الوصايا، وهو أمر لا يمكن أن يؤجل لوقت الضيق، لأن الرب أمرنا بالسهر والاستعداد الدائم. ثق يا أخي أن الرب لن ينسى أولئك الذين تعلقوا به، وجاهدوا ليثبتوا في حفظ وصاياه، كقوله: "لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ" (رؤ 3: 10). |
||||
21 - 12 - 2022, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 59 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
السلام من مانح السلام يعاني الناس البعيدون عن الله من الاضطراب والقلق والخوف على الدوام، بسبب تضخيمهم للمشاكل والمتاعب التي تقابلهم في حياتهم اليومية، فإن خفت حدتها في حياتهم، نجدهم يتخيلون ما سيأتي به الزمن من مصاعب وأتعاب مستقبلية أخرى، ويضطربون لها مقدمًا. وهكذا هم لا يهنئون بحياتهم على الدوام، إن من يفقد سلامه يحيا في عذاب، ولا يمكنه أن يرى أو يتمتع بما حوله من خير، وعلى عكس ذلك من يتمتع بالسلام يحيا في راحة، ويمكنه أن يفرح وسط الضيق والشدة. لقد صور سفر الأعمال عظمة السلام والفرح، الذي تمتع به معلمنا بولس الرسول ورفيقه سيلا، وهما مسجونان في فيلبي عندما أخذا يسبحان الله، بعدما ضربا بالعصي، وألقيا في السجن الداخلي. لقد كانا يتمتعان بسلام الله العجيب، ولهذا تأثر المسجونون بحالة السلام القلبي التي كانت تملأ قلبيهما، كقول الكتاب: "وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا" (أع 16: 25). إنَّ الرب يسوع هو مانح السلام وحده لأنه ملك السلام. وهو قد أتى لكي يمنح سلامه للعالم المضطرب بالمخاوف، كقوله: "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ" (يو 14: 27). لقد بددت ظهورات الرب يسوع المسيح بعد قيامته المقدسة مخاوف أحبائه وتلاميذه، وملأت قلوبهم سلامًا. ومن أمثال تلك الظهورات ظهوره لتلاميذه في العلية في أورشليم، وقوله لهم: "سَلاَمٌ لَكُمْ"، وأيضًا ظهوره للمريمات عند القبر، ولتلميذي عمواس في الطريق، ولسبعة من تلاميذه على بحيرة طبرية، وظهوره أيضًا لتلاميذه في الجليل وهكذا... إن الرب يسوع المسيح ما زال حتى الآن على استعداد لإظهار ذاته لأحبائه، ليمنحهم سلامه، كوعده الصادق: "اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي" (يو 14: 21). ولكن هل نحن نحبه ونتعلق به، ونلقي همّنا عليه مثل أسرة لعازر، الذي أقامه الرب من الأموات، عندما أرسلت الأختان إليه، قائلتين: "... يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ" (يو 11: 3). إن سلامَ الرب هبةٌ ثمينةٌ ليس لها مثيل؛ لأنه يبدد كل قلق، ويعطي للنفس راحة لا مثيل لها، فيا ليتنا نقف أمام الله بانتظام في الصلاة، لنمتلئ من ذلك السلام العجيب، الذي قيل عنه: "وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (في 4: 7).. |
||||
21 - 12 - 2022, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 60 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
حصنًا للبائس في ضيقه يحتفل اليهود كل عام بعيد المظال، الذي فيه يسكنون في مظالٍ لمدة سبعة أيام، لأن الله ظَلَّل عليهم بحمايته ورعايته لهم في البرية، وقد لجأ داود النبي إلى خيمة شهادة الرب في مدينة نوب، فأعطاه أخيمالك الكاهن الأعظم خبز الوجوه ليأكل، وأعطاه أيضًا سيف جليات الفلسطيني، لذلك ترنم داود بالمزمور، قائلًا: "لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ. عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي" (مز 27: 5). وقد شبه إشعياء النبي حماية الله للبشر من شر التجارب بمظلةٍ، قائلًا: "لأَنَّكَ كُنْتَ حِصْنًا لِلْمِسْكِينِ، حِصْنًا لِلْبَائِسِ فِي ضِيقِهِ، مَلْجَأً مِنَ السَّيْلِ، ظِّلًا مِنَ الْحَرِّ، إِذْ كَانَتْ نَفْخَةُ الْعُتَاةِ كَسَيْل عَلَى حَائِطٍ" (إش 25: 4). وقد شبه أيضًا الرب يسوع المسيح نفسه في رقة حنانه، ورعايته، بالدجاجة التي تجمع وتحتضن فراخها تحت جناحيها، قائلًا: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!" (لو 13: 34). وشبه الله أيضًا شدة قوته في حماية ورعاية لكنيسته في سفر الرؤيا، بالنسر القوي، الذي يستخدم جناحيه في حماية فراخه، قائلًا: "فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ" (رؤ 12: 14). وحدد الوحي الإلهي الملجأ والحصن الذي يجب أن يلجأ إليه الإنسان وقت الشدة، قائلًا: "اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. أَقُولُ لِلرَّبِّ: مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ. لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَاءِ الْخَطِرِ بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ" (مز 91: 1-5). وقد لجأ أب الآباء يعقوب إلى الله ملجأه وحصنه بالصلاة، وهو خائف ومضطرب من مقابلة أخيه عيسو، الذي كان ينوي قتله، فظهر له في هيئة رجل فطلب منه أن يباركه، قائلًا له: "لاَ أُطْلِقُكَ حتى تُبَارِكْنِي" وقد مدحه الوحي الإلهي على صراعه وجهاده في الصلاة، قائلًا: "جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا" (هو 12: 4). أخيرًا... حدد القديس يعقوب الرسول، كيفية الخلاص من شر الضيقات، بالصلاة والتضرع لله، قائلًا: "أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ" (يع 5: 13). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا-القس بيشوي فايق-عظة قداس الاحد |
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق |
صانع الخيرات |
يا صانع الخيرات |
كتاب رسالة تعزية للراهب كاراس المحرقي |