![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أمور فوق العقل!! وهكذا أيضًا في تقديم ابنه إسحاق ذبيحة كانت مسألة فوق العقل. بل نستطيع أن نقول إن كل شيء يختص بالطاعة هو دائمًا فوق العقل، "لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَانِ" (2كو5: 7). لكن الطاعة هي برج حصين وهي سياج يحمى الإنسان من كل العثرات. يحيا مطمئنًا ساكنًا في ظل إله السماء، وبين جناحيّ القدير. ويشعر أنه في حماية صلوات الآخرين عنه ورضاهم وبركة الطاعة التي تشبَّه بها السيد المسيح الذي "َإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ" (فى2: 8). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إبراهيم وحياة التسليم كان أبونا إبراهيم يسلك بالإيمان وكان الله يعمل في حياته.. يقول لله: "يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟" (أع9: 6). هناك إنسان يتعامل مع الله ويريد أن الله ينفذ له طلباته الخاصة سواء كانت صالحة أو خاطئة. أما من كان مثل أبينا إبراهيم الذي كان أداة طيِّعة في يد الله، هذا الإنسان يصير كقيثارة يعزف عليها الروح القدس أجمل النغمات. يشترك معه الله بطريقة إلهية فتتحول حياته إلى سلسلة من المعجزات كل يوم، ويرى كيف يعمل الله ويستجيب. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سلام واطمئنان الإيمان هكذا خرج إبراهيم، وكما يقول الكتاب: "بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي" (عب11: 8)... فالإنسان الذي يعيش حياة الإيمان يعيش مطمئنًا بصورة عجيبة جدًا، يشعر بسلام كامل وطمأنينة. يؤمن أن الله لن يسمح في حياته بأي شيء، إلا إن كان هذا لخيره ولمصلحته، مادام ليس له هدف إلا إرضاء الله وتنفيذ وصاياه المقدسة. ![]() الأمر الوحيد الذي يجعل الإنسان مبلبلاً في أفكاره وغير مستقر ولا يشعر بطمأنينة، هو أن يكون غير مقتنع بينه وبين نفسه أن ينفذ مشيئة الله. جَرِّب أن تختبر تنفيذ مشيئة الله في حياتك بأمانة كاملة مهما كان الثمن ومهما كانت التكاليف. فيكون الأمر الذي يقوله الله نافذًا دون نقاش، وسوف تشعر بالسلام والطمأنينة والفرح العجيب الذي يغمر حياتك. ولكن ليس معنى هذا أن حياتك سوف تكون سهلة ومفروشة بالورود إن أنت نفذت الوصية؟ لكن وإن كانت هناك أتعاب وضيقات لكن نتيجة هذه الأتعاب ستكون فرحًا وتهليلاً ومسرة. كيف ذلك؟ عندما عبر إبراهيم من أرض حاران، وربما مر على دمشق لأن منها اتخذ رئيس عبيده الذي هو أليعازر الدمشقي،ووصل إلى أرض كنعان ثم جاء إلى مكان شكيم، عند بلوطات ممرا، هذا الوادي كان خصبًا وغنيًا بأشجار التين والزيتون والكروم وأرض مملوءة خيرًا. لم يكن هناك شيء يعكر صفو حياة إبراهيم في الأرض التي دخل إليها، إلا أنه وجد الناس هناك يعبدون الأوثان في الغابات، والأرض ممتلئة بالعبادة الوثنية كما يقول الكتاب "وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ" (تك12: 6). وإذ بدأ يشعر بالمخاوف لما وجد أناسًا وثنيين لا يعرفون الله، ومن الممكن أن يهلك في وسطهم. في هذا الوقت تدخل الله ليطمئنه، ولذلك "َظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ" (تك12: 7). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ![]() يقول الكتاب: "وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ" (عب11: 6). إن بداية الطريق والحياة مع الله أو الخروج وراء الله وتبعيته هي حياة التسليم بثقة الإيمان. فالدرس الأول الذي يتعلمه الإنسان هو الاتكال على الله وحياة التسليم، يعيش الإنسان بطريقة روحية، والله يتصرف في حياته بطريقة إلهية. بهذا الأسلوب يمكن للإنسان أن يبتعد عن أخطاء كثيرة جدًا، يبتعد عن خطايا الإدانة، كما يقول الكتاب عن السيد المسيح "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" (1بط2: 23). يبتعد عن الشتيمة وعن الصدام مع الآخرين. هذا معنى "يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" أي أنه يكون واثقًا تمامًا أنه يوجد إله ضابط للكل، ويرى كل شيء، وبذلك يشعر الإنسان بأبوة الله المستمرة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النمو في معرفة الله ![]() الإنسان في حياته الشخصية ينمو في فهم مقاصد الله، يفهم ماذا كانت حكمة الله في أعماله؛ ليس فقط في حياته الشخصية بل في كل ما يحدث حوله.وهكذا ينمو في معرفة الله... ليتنا نحن أيضًا ننمو في معرفة الله. ولا تكون معرفتنا عن الله دائمًا مفاهيم جامدة محددة، لا يمكن أن تتغير.. لابد أن نختبر الله كل يوم جديدًا في حياتنا، كما قال القديس أغسطينوس {آه.. تأخرتُ كثيرًا في حبك أيها الجمال الفائق في القدم، والدائم جديدًا إلى الأبد}. بمعنى: أنت يا رب باستمرار جديد، ولا تكون قديمًا أبدًا مع أنك أنت هو قديم الأيام، لكنك ستظل جديدًا باستمرار، ومذاقك حلو وصورتك جميلة ومشرقة ومحبوبة في نظر الخليقة التي تفهمك والتي تعرفك والتي تطيعك، والتي تفتح قلبها لكي تنسكب فيه أنهار محبتك.. هذا هو النداء الذي ترنمت به الخليقة في سفر الرؤيا: "وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ وَتَرْنِيمَةَ الْحَمَلِ قَائِلِينَ: عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ" (رؤ15: 3)، "وَسَمِعْتُ آخَرَ مِنَ الْمَذْبَحِ قَائِلاً: نَعَمْ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! حَقٌّ وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ" (رؤ16: 7). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كان إبراهيم كارزًا عملاقًا ![]() من الواضح أن إبراهيم في كل موضع كان يذهب إليه كان يترك أثرًا. لقد أثر إبراهيم في حياة الخدام الذين له، وهذا نجده واضحًا في قصة أليعازر الدمشقي خادم إبراهيم الذي كان يصلى لله وينذر له ويضع علامات، ويتعامل مع الله على مثال ما تعلمه من سيده إبراهيم رغم أنه ليس من نسل إبراهيم (انظر تك24). وكل العبيد وكل التابعين له قادهم إبراهيم إلى حياة الإيمان، ليس فقط نسله إنما حتى الجو المحيط به كله استطاع أن يؤثر فيهم. لم يكن فقط إنسانًا عابدًا لله، ولكنه كان يشيع تأثيرًا في المحيطين به وفي كل الأشخاص الذين له. من أجل ذلك عندما قال له الرب أن يختتن وأعطاه وعد الختان قال له ليس فقط أنت وأولادك لكن كل الذين في بيتك والغريب والكل. بل استطاع إبراهيم أيضًا أن يؤثر في أشخاص كثيرين خارج إطار الحياة والجماعة المحيطة به، فقد ترك أثرًا بالنسبة لفرعون ملك مصر (انظر تك 12: 10- 20)، كذلك ترك أثرًا بالنسبة لأبيمالك ملك جرار (انظر تك20). في كل موقع كانت يد الله تعمل معه، فكان إبراهيم كارزًا عملاقًا يكرز بالله إله إبراهيم؛ يهوه خالق السماء والأرض، يكرز بعبادته كما كرز من قبل في مدة وجوده في ما بين النهرين في أور الكلدانيين، وكما كرز في أرض حاران هكذا استمر يكرز إلى نهاية حياته. لم يكن مجرد إنسانًا اختاره الرب فقط، لكن كان يدعو باسم الرب كما كتب عنه "ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ" (تك12: 8)، كما قيل قبلاً عن أنوش الذي حينما جاء "حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ" (تك4: 26)،وكما كتب عن نوح "حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ (2بط2: 5). فكان إبراهيم أيضًا كارزًا للبر، لم يكن رجل الإيمان فقط ولكنه رجل الكرازة والمناداة باسم الرب. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أرض جديدة وسماء جديدة ![]() لقد استخدم الله إبراهيم كوسيلة إيضاح، فبالرغم من أنه عاش في زمن كانت فيه الأمور الروحية ليست واضحة كما في العهد الجديد، لكنه عاش حياة غربة فعلاً، وخرج من وطن إلى وطن آخر أخذ به وعدًا، ولكنه لم ينَله بل نظره من بعيد وصدق الوعد. وانتقلت آماله من أرض موعود بها هنا في هذا الزمان الحاضر إلى أرض جديدة وسماء جديدة يسكن فيها البر.. من أجل ذلك حتى آماله أن يكون له نسل، وآماله أن يكون له أسرة، تحولت إلى أمل في إتمام الخلاص في مجيء السيد المسيح. لقد ارتقت عاطفة الأبوة عند إبراهيم، من عاطفة أب جسدي له ابن ونسل؛ إلى عاطفة شخص يرى في هذا النسل رجاء البشرية في الخلاص الأبدي. هكذا قال عنه الكتاب: "وَلَكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَناً أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيّاً. لِذَلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً" (عب11: 16). الحديث عن إبراهيم حديث أمره يطول، فهو شخصية غير عادية؛ هو أبو المؤمنين جميعًا سواء كانوا يهودًا من نسله أو من الأمم الذين ليسوا من نسله. لكن هو دُعى أب الإيمان وأب لجمهور من الأمم، وحياته مثلاً يُحتَذَى به في الإيمان. لقد رأى المواعيد من بعيد، ويوم أن قدّم ابنه ذبيحة؛ رأى الصليب والقيامة، ورأى الفداء بعين الإيمان وبروح النبوة. وإن كان الفداء لم يتحقق بعد لكنه آمن به ورقد على الرجاء.. لذلك يقول الكتاب "وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا" (عب11: 13). اذكر باستمرار إنك غريب على الأرض وإنك راجع إلى وطنك السماوي (قداسة البابا شنوده الثالث) |
||||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|