المسيح بحسب إنجيل مارمرقس

[بشرى النهيسى]

مسيح مارمرقس في الطقس، المثل، المعجزة


مسيح مارمرقس في الطقس:
العلية الكبيرة المفروشة المعدة" المذبح الذي يزينه ويفرشه أبونا قبل كل قداس تشبهًا بمارمرقس.

مارمرقس كلمنا عن النمو الروحي:
† مارمرقس كلمنا عن النمو الروحي في "مثل" و"معجزة".



أولًا: المثل في (مر4: 26- 29)
وَقَالَ: «هكَذَا مَلَكُوتُ اللهِ: كَأَنَّ إِنْسَانًا يُلْقِي الْبِذَارَ عَلَى الأَرْضِ، وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ،لأَنَّ الأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَوَّلًا نَبَاتًا، ثُمَّ سُنْبُلًا، ثُمَّ قَمْحًا مَلآنَ فِي السُّنْبُلِ. وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ الثَّمَرُ، فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ الْمِنْجَلَ لأَنَّ الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ». (إنجيل مرقس 4: 26-29)

† مارمرقس هو الوحيد في البشيرين الأربعة الذي ذكر لنا هذا المثل عن النمو الروحي.

† وعبارة "الرجل ينام ويقوم ليلًا ونهارًا والبذر ينمو وهو لا يعلم كيف." يدل أن النمو الروحي يكون تدريجي. وقد أكد مارمرقس هذا المعنى في معجزة شفاء الأعمى.


ثانيًا: معجزة شفاء الأعمى (مر8: 22- 26)
وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ، وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ: هَلْ أَبْصَرَ شَيْئًا؟ فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا عَلَى عَيْنَيْهِ، وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحًا وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيًّا. فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلًا: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ، وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ» (إنجيل مرقس 8: 22-26).

وهذه المعجزة تشير إلى التدرج في النعمة. فعمل النعمة تدريجي.

[بشرى النهيسى]

عمل النعمة من خلال خدمة مارمرقس في إيمان أبوه أرسطوبولس



النقطة الأخيرة التي أود التكلم عنها هي عمل النعمة من خلال خدمة مارمرقس في إيمان أبوه أرسطوبولس:
† معروف أن أرسطوبولس قبل الإيمان على يد مارمرقس. والسؤال هو هل كان إيمان أرسطوبولس بعد أم قبل القيامة؟

يقال أنه قبل الإيمان بعد القيامة وبدون أي برهان.

† ولكن الإجابة على هذا السؤال نجدها في إنجيل مامرقس إصحاح 14 في قصة الإعداد للفصح حيث يقول الكتاب المقدس:

"فَأَرْسَلَ (السيد المسيح) اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ. وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا»" (إنجيل مرقس 14: 13-15).

† ورب البيت الذي تتكلم عنه الآيات هو "أرسطوبولس" أبو مارمرقس وهذه القصة حدثت في السنة الثالثة لخدمة المسيح. وفي ذلك الوقت كان اليهود قد أعلنوا جهارًا رفضهم للمسيح وكانوا يريدون القبض عليه.

† فهل يعقل أن أرسطوبولس وهو رجل يهودي، يقبل المسيح المرفوض من الهيكل ورؤساء الكهنة ويسمح له بالدخول بيته وأكل الفصح في بيته هو وتلاميذه دون أن يكون قد قبل الإيمان؟! إطلاقًا هذا لا يمكن أن يحدث، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. لا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا كان قد آمن بالمسيح عن يقين كامل.

إذًا أرسطوبولس قبل الإيمان بالمسيح على يد مارمرقس في حياة السيد المسيح.

[بشرى النهيسى]

- شخصية السيد المسيح كما قدمها مارمرقس




شخصية السيد المسيح كما قدمها مارمرقس هي:
† مارمرقس أظهر لنا السيد المسيح وهو يصلي. فهو يقدس الصلاة.

† مارمرقس فقط هو الذي أظهر لنا المسيح الذي يقدس العمل وهو الذي حكى لنا ما قاله الناس عندما رأوا السيد المسيح حيث قالوا: أليس هذا هو النجار بن مريم.

† السيد المسيح اهتم باحتياجات الناس ومشاعرهم في دفء علاقاته وفي نظراته لهم وفي لمساته للمرضى، كانوا يقدمون إليه الأطفال فيحتضنهم.

† أيضًا مارمرقس أظهر اتضاع السيد المسيح وخدمته للناس في منتهى الإنكار للذات فهو لا يحب الإعلان عن نفسه.

وهذا الأمر هام ينبغي أن نتعلمه من السيد المسيح يا إخوتي. كم أتمنى أن نكف عن الاهتمام بالمظاهر والإعلان عن النفس في الكنيسة فلا داعي للتظاهر. يجب أن نعلم أن السيد المسيح لا يحب التظاهر أو التفاخر. كان عندما يحيطه التمجيد يهرب. عندما كان يشفي مريض كان يقول له لا تقل لأحد. وأوصاهم كثيرًا. عندما أقام ابنة يايرس ألا يقولوا لأحد. والوحيد الذي ذكر هذا الأمر هو مارمرقس.

† مارمرقس أيضًا كان يتشبه بالسيد المسيح في إنكاره لذاته، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. لذلك لم يحزن مارمرقس عندما تجاهلته الكنيسة عبر العصور. أكثر إنجيل أهمل كان إنجيل مارمرقس. آبائنا لم يهتموا بشرحه. واكتفوا بشرح متى ولوقا ويوحنا وقالوا مارمرقس اقتبس منه متى واقتبس منه لوقا فيكفي هذا. كثيرًا ما همش إنجيل مارمرقس وقد قبل مارمرقس هذا لأنه لا يحب الإعلان عن نفسه بل هو دائم الإنكار لذاته ويعلم أن إكليله فوق عند المسيح.

†ولكن نحن عرفانًا بالجميل لهذا الرجل وإحساسنا أننا مدينين له وأننا تعلمنا منه الكثير نقول له هذه باقة حب نقدمها لك بكل فرح وكل الشكر لك وللمسيح الذي أرسلك كي ما تنقلنا من الظلمة للنور ولإلهنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

[بشرى النهيسى]

[Mary Naeem]

رووووووووووعة يا استاذنا
ربنا يفرح قلبك

[بشرى النهيسى]

شكرا للمرور الجميل
الرب يفرح قلبك

[walaa farouk]

ميرسي علي مشاركتك الجميلة
ربنا يفرح قلبك

[بشرى النهيسى]

شكرا للمرور الغالى
الرب يباركك