05 - 10 - 2018, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
هل كما يقول كثير من الشُراح حسب اعتقادهم المبني على مضوع الذبائح، أنه قدم من ثمار الأرض ولم يُقدم ذبيحة دموية؟؛ ثم أمام هذه الفرضية نتساءل: من أين له الذبيحة إن لم يكن راعياً؟ وهل كان الرب في حاجة إلى أن يروي ظمأه بقطرات دم ذبيحة من هابيل؟ أم أنه – كما يقول البعض – ينتظر ذبيحة كفاريه عن قايين كما قبلها من هابيل، بالرغم من أن النص لم يتكلم نهائياً ولو حتى بالإشارة البعيدة عن أي تقدمة تخص خطايا ولا كفارة من الأساس، بل تكلم عن تقدمة شكر وتمجيد لله وهي موجوده في سفر اللاويين بعد ذلك بزمان طويل، وهي مقننه بتقديم البكور من كل شيء لأنها مكرسه ومخصصه لله كنوع من أنواع الشكر العملي المقدم لله، وهنا نفس ذات الموقف، فكل واحد فيهما قدم من بكر عمله، فالراعي قدم من أبكار غنمه وأفضلها، والزارع قدم من أبكار أرضه، بمعنى ان كل واحد قدَّم من بكر عمل يديه وتعبه ليمجد ويشكر الله على ما أعطاه معترفاً به رباً وسيداً. |
||||
05 - 10 - 2018, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
في ضوء وحدة الكتاب المقدس يقول: أن الله لا ينظر للعينين بل ينظر إلى القلب (1صموئيل 16: 7)، ولا يُفرِّق بين إنسان وإنسان بحسب التقدمات؛ لذلك نجد الإجابة واضحة في الكتاب المقدس كشمس النهار، ولا تحتاج لأي جهد أو استنتاج، وهي أن الله قبِلَ ذبيحة هابيل ولم ينظر إلى قايين وقربانه، وذلك لأن هابيل قدمها بإيمان وشهد له أنه بار، لأن بدون إيمان قلبي واعي لا يُمكن إرضاء الله بأي حال من الأحوال ومهما ما كانت أنواع التقدمة وتفوقها وعظمتها، حتى لو الإنسان قدم ذبائح الدنيا كلها وما فيها متمماً كل الناموس والوصايا حسب الشكل القانوني لها: أن جعت فلا أقول لك لأن لي المسكونة وملأها. هل آكل لحم الثيران أو أشرب دم التيوس.. أذبح لله حمداً وأوفِ العلي نذورك (عهودك).. وادعني في يوم الضيق أنقذك فتُمجدني. (انظر مزمور 50)
ليبدأ الله به مع كل إنسان على وجه الأرض، وهو التعليم الصحيح الذي انطلق منه وبدأ يُعلِّم به الإنسان بعد موقف قايين وهابيل، وهو أن كل شيء يُقدم لله ينبغي أن يكون من أفضل ما عند الإنسان، مُقدَّم من قلب طاهر ونفس مستنيره بإيمان حي عامل بالمحبة، وهذا ما يكشفه هذا الحدث الجلل الذي منه أنطلق التعليم في الكتاب المقدس والذي شُرح على مدى أسفاره ليثبت هذه الحقيقية، وممكن الرجوع لهذه الآيات الهامة للغاية: [1صموئيل 16: 7 + 1صموئيل 15 + مزمور 5: 12 – 15 +مزمور 51: 16 – 19] |
||||
05 - 10 - 2018, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
انطلاقاً من قبول أو تخصيص إعلان مُميز لحقيقة معينة يريدون إثباتها بأية طريقة ممكنة، وهي نية سليمة وليس المقصود بها الابتعاد عن النص، ولكن إثبات فكرة معينة أو إظهار حقيقة معينة، تجعل الشارح يربط آيات لا تتناسب مع بعضها البعض لكي يقنع سامعيه أو القارئ له بالفكرة التي يُريد أن يطرحها ويُرسخها في الأذهان، حتى تكون بذلك مقنعة جداً، وهنا يخرج عن القصد والتعليم الإلهي في الحدث نفسه، ويُعطي الحدث بُعداً آخر غير مقصود به على الإطلاق، مع أنه – في الأساس – يُريد أن يثبت فكرة صحيحة وليس خاطئة على الإطلاق تؤكدها مواقف ونصوص أُخرى مختلفة، ومع ذلك أخطأ في إعلان القصد الإلهي من وراء الحدث نفسه. |
||||
05 - 10 - 2018, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
(في أجزاءه المختلفة ونصوصه المنفصلة، مهما ما كان هاماً، بل ويعلن أمور حقيقية لا غش فيها مؤكدة في مواضع أخرى ومواقف مختلفة)، أن يلحق الضرر بمعنى القيمة السامية لشهادة الكتاب الموحدة. أو يخرج عن القصد من الحدث أو الموقف أو الآية ويضفي عليها معنى آخر بعيداً تماماً عن القصد منها، وهذا ما يُسمى التأويل، أي تأويل ما ليس في النص نفسه بل وما لا يحتمله.
من وجهة نظر متحيزة أو حتى مما فهمناه واستنتجناه بمجهودنا وتفكيرنا الشخصي، تكون بالضرورة غير كاملة ولا تُظهر فكر الله الكامل والغرض من الحدث أو الموقف أو الآية، كما رأينا مثالاً في أول موقف وحدث في الكتاب المقدس وهو تقدمة هابيل وقايين، ومن هُنا نفهم لماذا يحدث خلافات في الشروحات، بعضها نستطيع ان نقبله والبعض الآخر غير مقبولاً بالمرة، لأن بعضاً من الشراح والمُعلمين لم يلتزموا بوحدة الكتاب المقدس، بل كان لهم تأملات شخصية مثبته بوحدة الآيات خارج معناها العام، مع أن تأملهم ليس فيه خروج عن الإيمان بل يعلن حقائق إيمانية هامة، ولكنها – بالرغم من ذلك – لا تتناسب مع الشرح السليم في وحدة الكتاب المقدس ككل، وهذا يختلف عن الشراح والمفسرين الملتزمين بوحدة النص بغرض إعلان قصد الله كما هو دون زيادة أو نُقصان، وهؤلاء هم الملهمون من الله بالروح القدس الذي يسوقهم للشرح حسب قصد الله وتدبيره الخلاصي للنفوس. |
||||
05 - 10 - 2018, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
الوحي الإلهي والإلهام (الإعلان الإلهي بالوحي والإلهام)
لنكتب معلومة جديدة أو فكرة عظيمة نلفقها ونتحدث عنها، لكي نؤكد على أن الكتاب المقدس موحى به من الله، بل هي خبرة نجتازها عملياً وعلى مستوى واقعنا اليومي المُعاش، حينما ندخل في علاقة مع الله الحي ونمتلئ بالروح، لأن الوحي والإلهام بالروح القدس، وليس حسب أفكار الناس حتى لو كانت حسنة جداً ورائعة بل وفي منتهى الدقة، لذلك حينما ينطق الأنبياء بالإلهام الإلهي، إلهام موحى به من الله، فينطقون بقوة كلمة الله من فمه وباسمه، بصورة كلمات بشرية في واقع إنساني، يفهمها الإنسان حسب لغة عصره ليستوعب مقاصد الله وماذا يُريد منه على وجه التحديد، إذ أنهم يتعلمون من الله بالروح القدس، وينطقون بنفس ذات الروح عينه حسب إلهامه. |
||||
05 - 10 - 2018, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
ولندقق فيما هو مكتوب بنفس ذات الإلهام عينه
ليُعلمنا ويشرح لنا كيف ننطق بكلمة الله ونكرز بها ونعيشها اليوم كما هي بحسب إلهام الروح ذاته وبشخصه، بنطق الله الذي منه الحياة تنسكب فينا، فنحيا به ونتحرك ونوجد لا على مستوى نظري ومعلومة، بل خبرة وحياة في واقعنا اليومي المُعاش: · فقال موسى للرب:أستمع أيها السيد، لستُ أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك، بل أنا ثقيل الفم واللسان. فقال له الرب: من صنع للإنسان فماً أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى أما هو أنا الرب. فالآن أِذهب وأنا أكون مع فمك وأُعلمك ما تتكلم به. (خروج 4: 10 – 12) · لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر، ولا من عظماء هذا الدهر الذين يُبطلون. بل نتكلم بحكمة الله، في سر الحكمة المكتومة، التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا؛ كما هو مكتوب: ما لم تر عين ولم تسمع أُذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن مَن مِنَ الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله.ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية، بل بما يُعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات. ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحيا. وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يُحكم فيه من أحد. لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح؛ لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (1كورنثوس 2: 6 - 16؛ 2بطرس 1: 21) |
||||
05 - 10 - 2018, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
مستتر فيها قصد الله وتدبيره الأزلي، مُعلن بالتدريج في الزمن للإنسان حسب قامته ونموه، لذلك اختار الله أُناس عينهم وساقهم بروحه ونطق على أفواههم بإلهام عالي خاص ليُعلن قصده للإنسان ليحيا به على المستوى العملي، لكي يتم قصده وتدبيره في الإنسان على مر العصور ليوم إعلان مجيئه في ملء مجده ومجد أبيه والروح القدس، لذلك الكتاب المقدس لا ينبغي أن نتعامل معه على مستوى الكلمات منحصرين في الحرف أو الرمز أو التاريخ والفكر أو حتى الألفاظ والتعبيرات، لأنه بطبيعته حي بكونه ينبض بروح الحياة ذاته، أي الروح القدس روح الإلهام كما رأينا معاً في الآيات السابقة؛ فالله حي لأنه في ذاته الحياة، ولأنه حي أعطى حياه لكل من يأتي إليه ويقبله ويقبل إلهام الروح ويدخل في سرّ كلمته التي تعبر عن حياته، والرب نفسه أعلن هذا بفمه قائلاً: [بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فترونني، إني أنا حي فأنتم ستحيون] (يوحنا14: 19) |
||||
05 - 10 - 2018, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
فحينما ألتقي بكلمة الرب التي تحمل حياة الله
في ملئها وأدخل في سرّ إنجيل الخلاص، يُكشف لي بالروح الحياة التي تنبض في الكلمة، فأقبلها كقوة حياة بالإيمان، واستعد لتنفيذ الوصية بالروح وأحيا بها لأنها روح وحياة: الروح هو الذي يُحيي أما الجسد فلا يُفيد شيئاً، الكلام الذي أُكلمكم به هو روح وحياة. (يوحنا 6: 63)
وهذا ما تؤكده رسالة كورنثوس الأولى كما رأينا، ويلزمنا هنا من إعادة مركزة على شرح بعض الآيات باختصار لا من أجل الإعادة في حد ذاتها والتكرار، بل لكي ننتبه إلى الطريقة التي ينتقل بها الحق من فكر الله إلى ذهن الإنسان بإلهام الروح، وبما يُعلمه أيضاً، فيقول القديس بولس الرسول الملهم بالروح في كورنثوس الأولى الإصحاح الثاني (9 – 16):
|
||||
05 - 10 - 2018, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
طبعاً لو انحازنا للفكر العام، سنقول على كل كاتب قصة أدبية أو غيرها من الأعمال التي تبدو أمامنا عظيمة جداً وقد برع كاتبها في التصوير، أنه إنسان مُلهم يستطيع من خلال الحوادث اليومية يكتب قصص بطريقة أدبية يوصل بها تعليم أو فكر للناس بشكل يا أما مباشر في صورة أحداث واقعيه مُعاشه، أو غير مباشر بالرمز والتمثيل والتشبيه، وهذا الإلهام يختلف تماماً عن الإلهام الإلهي في الكتاب المقدس، رغم استخدام نفس ذات الأدوات مع ما يزيد عليها من نبوءات وغيرها...
ويتوقف إلهامه على ذكاءه وفطرته وفطنته الخاصة مع خبرته الشعورية، لأن كل إنسان أخذ صورة من الله منطبعة في شخصيته منذ بداية تكوينه، لذلك يستطيع الكثيرين أن يكتبوا بفكر مُلهم قصص وأشعار وغيرها من الصور الأدبية المختلفة والمتباينة، وقد تنفع الكثيرين وتعلمهم أمور فاضلة كثيرة وتزرع مبادئ جميلة يحتاج إلها الفرد على مستواه الشخصي أو المجتمع ككل على مستواه العام، وبالطبع – هذا كله – يختلف من مكان لآخر ومن حضارة لأخرى، ومن فكر لفكر، ومن عصر لعصر ومن حضارة لأخرى.. الخ. |
||||
05 - 10 - 2018, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
ولكننا أن أردنا أن نتعرف على معنى الوحي
فأننا نجد في سفر أيوب يقول عن الوحي: [نسمة (وحي) القدير تُعقلهم] (أيوب 32: 8)، وهُنا تعني الكلمة "×*ض°×©ض¸×پ×ض¸×”أنفاس breath" وتُظهر بذلك أن الله هو المُبدع لذكاء الإنسان ومُلهمه. وفي تيموثاوس الثانية 3: 16 يقول: "كل الكتاب موحى به من الله"، والكلمة التي استخدمها القديس بولس الرسول بالنسبة لكلمة موحى أو الوحي هي (خ¸خµدŒد€خ½خµد…دƒد„خ؟د‚ أنفاس breathe الله God-breathed).
هو روح حياة الله، الروح القدس، روح الآب، روح الابن، وهو منحة شخصية من الله الحي الذي وحده من يُعبر عن ذاته ويُعلنها؛ فالوحي منحة تحمل تلك الدرجة من التأثير الإلهي القوي بمساعدة ذات طابع لهُ سلطان خاص، إذ يحمل قوة كالنار، ويحمل في داخله الحياة، فالوحي قوة تشتعل في الأنبياء وتلاميذ الله الأخصاء بيها يُعبَّروا عن ما يُريده بصورة كلمات بشرية ممسوحة بمسحة الروح لتكون معبرة لدى كل إنسان عن مشيئة الله وتنقل له حياته وقوة نعمته، فأنفاس الله هُنا تشتعل في كيان حامل رسالة الله ليتكلم بها لذلك مكتوب: [وقام إيليا النبي كالنار وتوقد كلامه كالمشعل] (سيراخ 48: 1)؛ ويقول الرب في أرميا: [أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تُحطم الصخر] (أرميا 23: 29) |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بعض القواعد الهامة لفهم نبوات الكتاب المقدس |
ما هو مفهم الجزية في الكتاب المقدس؟ |
مدخل الى الكتاب المقدس |
ما هي البيئة المناسبة لفهم كلمة الله في الكتاب المقدس؟ |
أنا لا أفهم شىء من الكتاب المقدس ! |