18 - 09 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نقاوة القلب
كذلك تنبع سلسلة أفكار من الشيطان وذلك بسبب حسده لنا، راغبًا تدميرنا إما بمباهج الخطية او بهجماته السرية فهو يخدعنا بحِيَله الخبيثة، مظهرًا الشر كما لو كان خيرًا، ومعلنًا ذاته في صورة ملاك نوراني (كو 14:11).
ويخبرنا الإنجيلي: “فحين كان العشاءُ وقد أَلقَى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلّمهُ” (يو2:13). ويقول بطرس لحنانيا: “..لماذا ملأَ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس..” (أع 3:5). وجاء في سفر الجامعة “إن صعدَتْ عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك..” (جا 4:10). وهذا أيضًا ما قيل ضد آخاب في الكتاب الثالث للملوك عن الروح غير المنظور “..اخرج وأكون روح كذبٍ في أفواه جميع أنبيائهِ..” (1 مل 22:22). وتصدر الأفكار من ذواتنا إذ بطبيعتنا نتذكر ما نفعله أو فعلناه أو سمعناه. ويقول عن ذلك الطوباوي داود: “تفكرت في أيام القدم السنين الدهرية. اذكرُ ترنميْ في الليل. مع قلبي أناجى وروحي تبحث” (مز 5:77، 6). مرة أخرى يقول: “الرب يعرف أفكار الإنسان أنها باطلة” (مز 11:94)، “أفكار الصدّيقين عدل..” (أم 5:12). وفي الإنجيل يقول الرب للفريسيين: “لماذا تفكرون بالشرّ في قلوبكم؟!” (مت 4:9). |
||||
18 - 09 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نقاوة القلب
20- تمييز الأفكار
يلزمنا أن نراعى بكل حرص هذا الأمر المثلث الجوانب، فلنختبر الأفكار التي تهاجمنا ببصيرة وحكمة، لندرك ما هو مصدر الفكر وأسبابه منذ بدايته. وبهذا يمكننا أن نأخذ في اعتبارنا هل نخضع له وذلك حسب نوع مقترحه، فنكون كالصيارفة الحكماء كما يعلمنا بذلك الرب. إذ هم بمهارتهم وخبرتهم يميزون الذهب النقي الخالص الذي تنقى بالنار كما ينبغي، وبمهارتهم لا ينخدعون بقِطع النحاس المغشاة بطبقة خفيفة من الذهب والتي تبدو ذات قيمة عظيمة… إنهم بذكائهم ومهارتهم يدركون تمامًا العملات المزيفة التي يصكها كبار المخادعون… هكذا يلزمنا أولاً أن نختبر بكل حرص كل فكر يدخل إلى قلوبنا وكل تعليم نتلقنه لنرى ما إذا كان قد تنقى بنار الروح القدس الإلهي السماوي، أو ينتمي إلى ضلال الهراطقة، أو هو ثمرة كبرياء الفلسفة البشرية التي ليس لها إلا سطحيات التديّن. نستطيع أن نعمل هذا إن سلكنا بنصيحة الرسول القائل “أيها الأحباءُ لا تصدّقوا كلَّ روحٍ بل امتحنوا الارواح هل هي من الله…” (1 يو1:4). ينخدع البعض بهذا النوع، فيغويهم حُسن التنسيق، والتعاليم الفلسفية التي تخدع لأول وهلة بما فيها من بعض المعاني الورعة التي تتفق مع الدين، وذلك كما يخدع بريق الذهب ناظريه. هؤلاء تجذبهم المظاهر، لكن سرعان ما يشعرون أنهم في الواقع قد خرجوا فارغي اليد، ويسقطون في اليأس ويكونون كمن قد انخدعوا بالنقود النحاسية المغشوشة. |
||||
18 - 09 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نقاوة القلب
هذه الأفكار أو التعاليم، إما أن تجذبهم إلى الانهماك في العالم، أو تسقطهم في أخطاء الهراطقة، وتنحدر بهم إلى الكبرياء الباطل…
ومن جهة أخرى يلزمنا أن نحرص لئلا يوضع أمامنا تفسير خاطئ للذهب النقي الذي هو الكتاب المقدس فننخدع… وقد استخدم الشيطان هذه الوسيلة لكي يخدع بها سيدنا ومخلصنا الذي بدا ربنا كأنه إنسان عادي، إذ بتفسيره (الشيطان) المضلل حاول أن يفسد ما يفهمه الصالحون (مت4). لقد حاول أن يثبت تفسيره… فلفت أنظارنا إلى الأقوال القيِّمة التي للكتاب المقدس محرفًا تفسيرها لنفهمها فهمًا خاطئًا يختلف كليةً عن المعنى الحقيقي… كذلك يحاول أن يخدعنا بالتزييف، كأن يحثنا على الانشغال ببعض أعمال الرحمة (بطريقة غير سليمة). وهو بهذا يظهر كأنه يتكلم بفكر الآباء الحقيقي، فيقودنا إلى الرذيلة في شكل الفضيلة، فيخدعنا بالأصوام أو الأسهار الطويلة، أو الصلوات الزائدة عن الحد، أو القراءات الغير مناسبة، وبهذا يجذبنا إلى نهاية سيئة. وأيضًا يغوينا بأن نسلم أنفسنا إلى الاعتناء بالآخرين والافتقاد الروحي، وهو بهذا ينتزعنا عن وجودنا الروحي في الدير، ولينزع عنا سر الهدوء الملازم لنا، ويقترح علينا أن نأخذ على عاتقنا الاهتمام بضيقات النساء المتدينات اللواتي في عوز وإشباع احتياجهن. فإذا ما ارتبك الراهب وسقط في أمر كهذا يجعله قلقًا بهذه الأعمال والاهتمامات الضارة. كذلك عندما يحرص الراهب أن يشتاق إلى وظيفة كهنوتية مقدسة، بحجة تعليم الناس وحبه لربح النفوس، وهو بهذا يجذبنا بعيدًا عن التواضع والتدقيق في حياتنا. هكذا يقدم لنا كل الأمور التي تعترض خلاصنا ولا تتناسب مع عملنا، غير أنه يخفيها بغطاء، أو يحجبها بحجاب من الشفقة والدين، لكي يخدع بسهولة من تنقصهم المهارة والحرص. |
||||
18 - 09 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نقاوة القلب
إنهم يقلدون عُملة الملك الحقيقي، إذ يظهرون هذه الأعمال مملوءة شفقة، لكن لم يصكها الذين لهم هذا الحق، أي لا تتفق مع فكر آباء الكنيسة الجامعة، ولا يحصلون عليها من المكتب العام المخصص بتسليمها، إنما تصك خلسة بخداع شيطاني ويدسونها لغير الماهرين والجهلاء…
وإذ تبدو في البداية نافعة ولازمة، إلا أنه بعد ذلك تبدأ تتغلغل داخل سلامة عملنا وتضعف كل كيان هدفنا بعدة أساليب. لذلك حسنٌ أن تقطع هذه الأفكار وتبعد عنا، وذلك كما لو كانت عضوًا فاسدًا، الذي وإن بدا لازمًا لكنه مضر لنا. فإنه من الأفضل أن نكون بدون هذا العضو من وصية ما، أي أننا لا ننفذها ونبقى في سلام وأمان وندخل ملكوت السماوات هكذا عن أن نخطئ في كل الوصايا عن طريق خداع الشيطان الذي يقدم لنا أن ننفذ وصية ما، وبواسطتها يحرمنا من نظامنا الدقيق وترتيبنا، وهكذا تصير لنا خسارة تفوق في أهميتها أي ضرر لاحق، وتدفع بكل جهادنا السابق وكل جسد أعمالنا إلى الحرق في نار جهنم (مت 8:18). قيل عن هذه الأنواع من الخداع “تُوجَد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت” (أم 25:16). وأيضًا “ضررًا يُضَرُّ من يضمن غريبًا..” (أم 15:11). فالشيطان يخدعنا بأخذه مظهر القداسة… |
||||
18 - 09 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نقاوة القلب
21- مثال: انخداع الأب يوحنا
لقد سمعنا عن الأب يوحنا الذي كان يقطن في[2]Lycon، وقد انخدع منذ فترة قصيرة. فقد أنهك جسده وأعياه، وإذ صام يومين وفي اليوم الثالث بينما كان ذاهبًا ليأخذ بعض القوت ظهر له الشيطان في صورة سوداء قذرة وسقط تحت قدميه قائلاً: “عفوًا. فإني سأقوم لك بهذا العمل”. فانخدع الرجل العظيم بمكر الشيطان وحسب أن هذا العمل لا يتناسب معه بسبب زهده. فازداد في الصوم متظاهرًا بإنهاك قوى جسده وصار في حالة ملل كان في غنى عنها، وهكذا أضر الرجل روحه وانخدع بالعملة المزيفة… كما سبق أن أشرنا أنه يلزم على الصراف الحكيم أن يختبر وزن العملة فيتحقق الفكر الذي يخطر علينا، ويضعه على ميزان قلبه ويزنه بميزان دقيق. فقد يكون العمل (الذي يبثه الفكر) مملوء بالخير للجميع أو مثقلاً بمخافة الله ونقيًا وكاملاً في ظاهره، لكن في باطنه تفاخر وزهو بشري أو غرور… يلزم وزن الفكر بالميزان العام أي اختباره بأعمال وبراهين الرسل الأنبياء النقية كاملة الوزن، نابذين بكل تدقيق وجهاد الأعمال غير الكاملة المزيفة ناقصة الوزن. |
||||
18 - 09 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نقاوة القلب
23- طرد الأفكار المزيفة
قوة التمييز هذه هامة لنا من جوانب أربعة من جهة موضوع حديثنا: أولاً: أن ندرك إن كان معدنها ذهبًا نقيًا أم مجرد مغطاة بالذهب. ثانيًا: يلزمنا أن نستبعد الأفكار التي تعهد إلينا بأعمال مزيفة خاصة بالدين، كما لو كانت عملة مزيفة، صكت بغير حق، وتحمل صورة مزيفة للملك. ثالثًا: بنفس الطريقة يلزمنا أن تكون لدينا القدرة على تمييز تلك الأفكار التي تشرح ذهب الكتاب المقدس الخالص، شرحًا خاطئًا وهرطوقيًا، فتظهر صورة مخادعة لا صورة الملك الحقيقي. رابعًا: يجب علينا أن نرفض أيضًا الأفكار التي استنفذت وزنها وفقدت قيمتها بسبب الغرور، فلم تعد بعد تصلح في ميزان الآباء بكونها عملات خفيفة جدًا وزائفة… لذلك يلزمنا أن نتجنب ما قد حذرتنا منه الشريعة الإلهية بكل قوتنا حتى لا نخسر جزاء كل أعمالنا. “لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون” (مت19:6). فإن قمنا بعمل ما ناظرين إلى المجد البشرى، فإننا نعلم أنه كما يقول الرب نكنز لأنفسنا كنزًا على الأرض، وبالتالي نخفيه في الأرض وندفنه فيها، فيهلكه الشيطان، ويتلف بصدأ المجد الباطل أو يفسد بسوس الكبرياء فلا ننتفع منه بشيء. يلزمنا أن نفتش باستمرار كل غُرفنا الداخلية في القلب، ونقتفي آثار كل ما يدخل فيها، وندقق في بحثها لئلا تدخل إحدى الحيوانات المفترسة. إنني أنطق بهذا خشية أن يدخل أسد أو تنين خلسة تاركًا آثارًا خطيرة وتكشف لغيرها طريق الدخول إلى مخابئ قلبنا، وذلك بسبب إهمالنا في تمييز أفكارنا. لذا يجب أن نقلب أرض قلبنا بمحراث الإنجيل يوميًا، بل كل ساعة، أي أن نتذكر صليب المسيح على الدوام، فنحطم في قلوبنا كل عرين للحيوانات المفترسة المهلِكة ونزيل موضع اختباء الثعابين السامة. |
||||
18 - 09 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نقاوة القلب
23- وعده بأن يحدثنا عن “التمييز”
وإذ رأي الشيخ اندهاشنا والتهاب قلبنا بكلمات حديثه، وشوقنا المتزايد، توقف قليلاً عن الكلام… ثم أضاف قائلاً: “يا أولادي. أنه من أجل غيرتكم في سماع النقاش الطويل وبسبب شغفكم كانت تلك النار تمدكم باللذة والاشتياق نحو مناظرتنا. ومن هذا أتبين بوضوح تعطشكم نحو التعلم عن الكمال. إنني أود أن أحدثكم شيئًا عن عظمة “التمييز”، والنعمة التي تحكم الإنسان وتجعله يقتني كل الفضائل، غير مبرهن عليها بالأدلة اليومية إنما بتأملات الآباء وفكرهم. وإنني أتذكر أنه عندما كان يسألني أحد بتنهد ودموع للحديث عن هذا الأمر، كنت أنا نفسي أجد شوقًا للحديث معه عن بعض التعاليم التي لم يكن في استطاعتي أن أنظمها… وبهذا رأينا بوضوح أن نعمة الله تلهم المتحدث بالكلام حسب احتياج السامعين وغيرتهم. والآن لا أستطيع إلا أن أنهي حديثي لأن الليل كاد ينتهي، تاركًا الحديث من أجل أن تستريح أجسادكم… ولنترك تكملة ترتيب المناظرة إلى النهار أو الليل المقبل… |
||||
18 - 09 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نقاوة القلب
ملخص المبادئ
1 نقاوة القلب تعني ملكية القلب للَّه وحده، أي حبنا للَّه وانشغالنا به وتأملنا فيه على الدوام. وهو الترمومتر الدقيق لقياس مدى إخلاص العبادة وتزييفها. 2 العبادة من صوم وصلاة وصدقة ونسك… غايتها نقاء القلب الذي هو طريق الملكوت. وكل وسيلة من وسائل العبادة – مهما بلغ قدرها – تفقد كيانها بل وتضلل الإنسان وتخدعه إذا لم يكن هدفها نقاوة القلب. 3 الإنسان في هذا الجسد الضعيف يبغي كمال النقاوة، يفرح روحيًا قدر ما يقترب منها، ويلزمه أن يحذر لئلا ينحرف عنها، وذلك بفضل عمل الروح القدس الساكن فيه والذي يهبه روح الحكمة أو التمييز (الإفراز) مع الجهاد في خطوات عملية منها: ا- الاهتمام بحياة التسبيح للَّه والشكر لأن هذا هو عمل أبناء الملكوت. ب- التأمل في عظمة الخالق ومحبته وعنايته بنا. ج- التأمل في الصليب كينبوع لا ينضب نرى فيه حب الله اللانهائي واهتمامه بنا. د- القراءة المستمرة والتأمل الدائم في الكتاب المقدس. ه- السهر والصوم والصلاة بقصد رفع العقل عن الأرضيات. و- التمييز بين مصادر كل فكر، لأن أفكارًا كثيرة تبدو مقدسة وهي مضللة، مثال ذلك: أفكار تحث الراهب على الخدمة في العالم وخاصة أثناء الصلاة، وتشوق الكاهن المتزوج للرهبنة، انشغال الإنسان بخطيته بصورة تفقده سلامه الداخلي وتجعله قانطًا كئيبًا مدفوعًا نحو اليأس، والتفكير في مراحم الله وحنانه أثناء استهتارنا وجعل ذلك ستارًا لعدم التوبة… |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نقاوة القلب |
نقاوة القلب تعني نقاوة العين |
نقاوة القلب ( "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله") |
نقاوة القلب |
نقاوة القلب |