منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 07 - 2014, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

موت الزوجة

رباط العائلة أمتن الروابط وهو أساس كل نظام، والعلاقة بين الزوجين وثيقة العرى ومقدمة على كل العلاقات النسبية زمنًا وطبعًا لأن الله تعالى هو الذي رتبها وكنها وفضلها على كل الأنساب بقوله: يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد مت (19: 5، 6) والمحبة بين الزوجين شبهت بمحبة المسيحللكنيسة اف (5: 25) فالزوجة للزوج جسده. والزوج الصالح يتخذ امرأته صديقته وحبيبته وخزانة أسراره، مفرجة همومه ومدبرة أموره وهى تعزيته في كل أحواله يسر بعشرتها، ويغتبط بمحبتها. إذا مرض عالتها وإذا تألم تألمت لأجله، وإذا تعب حملت معه أتباعه.
وبما أن الوقت متسلط على الجميع ولا ينجو أحد منه. فكثيرا ا يشهر سيفه ويقطع ذلك الرباط، ويفرق بين الحبيب وحبيبته، وبمقدار محبة وألفة الزوجين يكون الألم والحزن لفراق أحدهما عن الآخر، وكيف تنقطع علاقة مقدسة كهذه دون أن يتقد القلب بنار الأسى. ومن يقطع عضو من جسده ولا يتألم. أن موت الأحباء مصيبة ثقيلة على القلب، وربما أن فقد الزوجة من أثقل المصائب، فلذلك يفتقر الزوج إلى أوفر عزاء من الله، ولكن ان ترك نفسه للأحزان واستسلم للدموع والبكاء سقط إلى وهدة اليأس والضرر.
ومن أصيب بمثل هذه المصيبة لا يجد عزاءه إلا في الإيمان. فان الكافر لا يجد عزاء في شيء. لأنه لا يؤمن بشيء ولا يستند على صخر الدهور الأبدي. ومتى تأمل المؤمن عرف أن زوجته وحبيبته لم تمت ولكنها نائمة، ولم تفقد ولكنها في السماء، خلعت عنها الجسد الترابي وصعدت روحها إلى مسكنها الأبدي، انه سيلتقي بها يوما ما في حياة لا فراق فيها ولا دموع. ومتى واظب على درس كلمات الوحي وتمسك بالإيمان وأكثر من الصلاة طلبا للعزاء الإلهي يشعر بالراحة والاطمئنان ويمتلئ قلبه بالصبر والخضوع لأحكام مشيئة الله وفي ذلك كل العزاء والسلوان، ولكن إذا أكثر من الضجر والاعتراض والتذمر والشكوى فلا يجديه ذلك سوى زيادة الألم.

كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
نعم أن القوة البشرية ضعيفة أمام آلام الحياة ونكد الدنيا، وما أقل اصطبار الإنسان على احتمالها، ومن يجتاز في الحياة متحملا أثقالها على كاهله دون أن يسقط مرار قبل وصوله أول رحلة من سيره، ولكن لنعلم أن الله لا يدعنا نحمل عبء الحياة ومتاعبها وأحزانها وحدنا بل يضع النيران على أعناقنا ويحمله معنا ويخفف عنا الأحمال. لا يتركنا ولا ينسانا، وبينما نظن أنه بعيد عنا يكون هو أقرب إلينا من نفوسنا، وكلما أحاطت بنا غيوم الحيرة والارتباك ازددنا تعليما بدرس الثقة بالله والاتكال عليه وحده والخضوع لعنايته وليس لنا الحق أن نعرف أيضًا كل تصرفات الله معنا كما لا يستطيع الولد الصغير أن يعرف تأديبات وتصرفات أبيه معه. غير أن لنا في مواعيده الأمينة أن لا يتركنا عند الضيق والتجربة، ولا يهملنا في أوان الحزن والشدة بل في أشد الأهوال وأصعب الأحوال يلقى في قلوبنا ملء الإيمان ويهبنا العزاء الوافر ويصدق علينا قوله لبطرس: لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع بك ولكنك ستفهم فيما بعد يو (13: 7) هكذا نحن لا نفهم أعمال الله معنا في زمن الافتقاد والبلوى. ولكن إذا صبرنا والتصقت قلوبنا به حينئذ تتجلى لنا محبته ويفيض علينا عزاءه، لقد أجاز الرب شعبه إسرائيل في البحر. ثم أدخلهم إلى البرية. ثم جاء بهم إلى أرض الموعد، وهكذا يقود الله شعبه مرارا كثيرة ويجيزهم في الماء والنار والجبال والقفار ويأتي بهم أخيرًا إلى الراحة. فطوبى لمن يخضع لمشيئته ولا يتذمر على عنايته وأعماله.
ما نقدر أن نمنعه، وما لا نقدر أن نمنعه، لا يجب أن نتذمر منهما. فما نقدر أن نمنعه لا داعي للتذمر منه طالما في أيدينا منعه. أما ما لا نقدر أن نمنعه فماذا ينفعنا التذمر إذا إلا زيادة الوجع والألم. فالطاعة والخضوع والصبر أولى بكثير من الضجر والشكوى.
إن المخلص له المجد كان أعظم مثال للطاعة فقد كانت حياته لجة آلام وأحزان من المذود إلى الصليب. وقد قال في أهول أوقاته لأبيه "لتكن لا إرادتي بل إرادتك" لو (22: 42) فهل يليق بنا أن نتذمر متى شاء الرب اقتيادنا بالتجارب لتهذيب نفوسنا ورجوعها إليه. قال الرب اخترتك في كور المشقة اش (48: 10) وهل في يدنا أن نختار نصيبنا؟ وهل في قدرتنا رفع ما يضعه الرب على أعناقنا؟ ومن منا يستطيع أن يرفع صوته ضد من بيده أمرنا؟ هو الرب يفعل ما يشاء، ولا يوجد من يمنع يده أو يقول له ماذا تفعل وهو قادر أن يخفف ألمنا ويملأنا عزاء،فان الفاخوري لا يترك آنيته في النار حتى تحترق، وكذا البستاني فانه إذا نزع بعض أشجاره فانه بذلك يحافظ على جزوعها وأصلها. فطوبى للنفس التي تقول من عمق قلبها بتسليم كامل "لتكن لا إرادتي بل إرادتك".
لا يحدث أمرًا إلا وقد سمحت به عناية الله. وطالما نؤمن بحكمته وصلاحه. فما بالنا لا نتركه يتصرف فينا كيف شاءت مسرته، لكن إذا تركنا الإيمان وبعدنا عن كلام الله وأسندنا مصائبنا إلى علل طبيعية جدًا، خسرنا عزاء الإيمان حين نبتدئ نقول لو عملنا كذا وكذا لما حصل كذا. فهذه كلها تعللات باطلة لا أساس لها سوى الظن الباطل وحكمة الإنسان الواهية، وليس وراءها سوى زيادة الألم والإفراط في الحزن. ولنا في صلاتنا "لتكن مشيئتك" خير معز ودليل قوى على الخضوع لأحكام الله في كل ما يجريه معنا كل يوم، ونحن نعلم أن مشيئته مقدسة وعادلة. إن الصحة والقوة والثروة والأحباء والأطفال وكل خير نملكه ما هو ألا هبات من الله تعالى، له أن يستردها أو يبقيها بحسب إرادته، ويزيدها أو ينقصها كما يوافق صلاحه. وكثيرا ما يرى أن كفة خيرات الدنيا رجحت على كفة خير نفوسنا وأننا علقنا قلوبنا على أمور زائلة. فيخطف منا بعض تلك الهبات حتى نلتصق به وحده وتعود نفوسنا لاجئة إليه، وفي حماه نجد كل الأمن والعزاء.
الحزن على فقد الأحباء شأن الطبيعة البشرية، والبكاء وسكب الدموع من دلائل رقة القلب، ومن لا تدمع عيناه ويبكى لفراق أحبائه فقد تجرد من خصائص الطبع البشرى. إن التصلب والجفاء علامة جمود القلب وقساوته، ألا ترى يسوع رب الكل وخالق الجميع بكى عند قبر حبيبه لعازر وبكى على أورشليم؟ فالبكاء ليس خطية حين حلول المصائب والأحزان لأن من شأن الدموع تخفيف الحزن، أبلغ الألم ما تخمد معه العين ويسكن في الأحشاء دون أن يجد له منفذا للخروج. فلا يخطئ من يذرف جموعه لفراق أحبائه، وإنما الخطية في التذمر على عناية الله، والحزن الشديد الذي بلا رجاء.
فيا أيها المحزون المتألم ابك ولكن لا تيأس. أطلق لطبيعتك أن تظهر عاطفتها ولكن لا تتذمر على تلك اليد المباركة التي لطمتك. احزن ولكن ليس كالباقين الذين لا رجاء لهم. نعم بالموت فارقت من تحب فراقا طويلا ولكن أذكر أن الحياة قصيرة ولابد من مفارقتها اليوم أو غدا. إن ما له نهاية قصير وسيكون لقاء بهد هذا الفراق، لقاء دائم وبقاء أبدى. فان كنت تبكى من فارقت فاذكر أنه في جوار الرب الذي ستمسح يده المباركة كل دمعة من عينيك. اطلب عزاءك منه فهو قادر أن يعزيك ويضمد جراحك وسوف يجمع شمل من تفرقوا أمام عرشه المجيد. فيلتقي كل منا بمن يحب، حيث لا دموع ولا بكاء ولا فراق إلى الأبد.
ما رأيت إنسانًا فقد زوجته إلا وسمعت منه روايات وأحاديث عن حلاوة عشرتها وصدق إخلاصها وشدة وفائها، وكيف كانت مثالا للتضحية والأمانة فيا أيها الزوج الذي ماتت زوجته. إن كانت من فقدت على مثل هذه الخصال فلا تدع تذكاراتها سببا لأحزانك، بل اجعلها موضوعا لتعزياتك بأنها انتقلت إلى السعادة العلوية والراحة السرمدية. اذكر أتعابها الماضية وأن الله تعالى أراحها سريعا من آلام هذه الحياة المملوءة بالأوجاع. وان كانت تحبها محبة حقيقية فبارك الله على نصيبها السعيد الذي نالته. وان شئت أن تراها يوما فانسج على منوالها وسر في طريق الله الموصلة إلى المجد. ولتكن هذه التجربة التي أصابتك نذيرا لك ببطلان هذه الدنيا. اعلم أن فرصة هذه الحياة القصيرة أننا لسنا إلا في دار غربة وأننا سائرون نحو الأبدية. فأسرع في الرجوع إلى الله وارفع قلبك عن محبة هذا العالم وضع كل ثقتك وأملك في السماء عالما أننا ما دمنا في هذا الدار فنحن عرضة لنوائب عديدة وأرزاء الأحزان ووادي الدموع. واتخذ من هذا المصاب درسًا آخر هو أن ترحم المصابين المتألمين أمثالك الذين يئنون تحت أثقال بلاياهم، فلست وحدك المتألم والحزين ولا بيتك فقط هو محط الحزن وعبء أحزان مختلفة الأشكال متنوعة الصنوف. وأنه من الواجب على كل إنسان أن يشترك مع الآخرين في آلامهم ويواسيهم في ضيقاتهم ومصائبهم.
وان كان لك أولاد فاذكر كيف أنه تضاعفت عليك الواجبات. فاجتهد لتعوضهم ما خسروا بمحبتك لهم وعنايتك بتربيتهم. فسيكون قرة لعينيك وستراهم يوما كأغصان الزيتون حول مائدتك، واحذر من أن محبتك لهم وزيادة شفقتك عليهم خوفًا من انكسار قلوبهم تجعلك تتراخى في تربيتهم وتطلق لهم زمام أنفسهم وتعرض عن تقويمهم، فانتبه لذلك وحذره كل الحذر. وكن قدوة لهم في التصرفات. ومهد لهم طريق الصلاح. وعلمهم من مثالك ما يجعلهم رجالاً فضلاء أتقياء. وبذلك تعيش في الدنيا سعيدًا. وتجمع أنت وأفراد عائلتك معا أخيرا بالمجد في دار النعيم حيث الحياة الأبدية والمجد الذي لا يزول.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:14 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

موت الزوج

ما قلناه عن موت الزوجة يمكن أن يقال عن موت الزوج لأن العلاقة واحدة. والرجل للمرأة رأسها. وأي جسد فقد رأسه ولم يتوجع. فلا تلوموا الزوجة إذا بكت وأذرفت دموعها كيف تشاء، ومن يقدر أن يمنع دموعها عن الجريان. ولكن يوجد واحد فقط الذي يقدر أن يسمح دموعها ويحول بكاءها إلى أنهار تعزيات، هو لذلك الحنون الذي تحنن على الأرملة وقال لها "لا تبكى" لو (7: 13) لا تزجروها ولا تمنعوها عن البكاء، ولكن ضعوا أمامها تعزيات الرب. دعوها تقرأ كلمات الله فهي وحدها القادرة أن تكفكف عبراتها. وفي الفصول الواردة في هذا الكتاب كثير من الحقائق الإيمانية التي تعزينا في غربة هذه الحياة. وتعلمنا احتمال آلام الحزن والصبر على الضيقات. وإلقاء نفوسنا بين يدي الروح المعزي القادر أن يملأها بعزائه وسلوانه.
أيتها الزوجة الحزينة، إن بكيت وأكثرت من سكب الدموع فلا ينفعك من ذاك شيء غير زيادة الأسى. وان تضجرت وتذمرت على عناية الله فلا تحصدين إلا مضاعفة الحزن وتضيفين عليه اليأس وفقد الإيمان. نعم أن الحزن شديد والضيق مر. ولكن لنا من الله ما يخففه عنا... وذلك بالإيمان والصلاة وتلاوة كلامه المقدس. ولكن إذا مزجنا ضيقاتنا بعقاقير الضجر، وفقدنا الإيمان، وازددنا حزنا وبعدت عنا كل تعزية. عار على المؤمن أن يجزع في زمن الضيق. وما دمنا نعرف أن أرادة الله لابد أن تتم فلماذا لا نخضع لها؟ هل الحزن والبكاء يغيران شيئا من مشيئته. الدموع تجرى وحدها مع التسليم لله في أحكامه وقضائه. عالمين أن شدة الحزن خطية ضد الإيمان والرجاء. ولذلك قال الرسول بولس (لا أريد أن تجهلوا أيها الأخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضا معه" 1 تس (4: 13، 14).

كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
قد انتقل زوجك وخلص من أتعاب الدنيا ودخل بيت راحته الأبدي. وأي محب يود رجوع حبيبه إلى ميدان الكفاح بعد أن غلب وانتصر. قد فاز الجندي ووضع عليه الملك أكليل المجد وأمسكه غصن النصر. فهل نتمنى أن يترك كل ذلك ويعود من جديد إلى الحرب ويكون عرضة للنيران الأعداء وهدفا لسهام التجارب. لقد أعيد المنفى إلى وطنه ودخل بيت أبيه. فهل نحزن ونشتهى رجوعه إلى دار الغربة ليقاسمنا ويلات هذه الدنيا ويتورط في فخاخها ويسير بين أشواكها، يأكل من خرنوبها، يتألم بمصائبها. مرض احد الأتقياء بحمى خبيثة ويئس الأطباء من شفائه. وأخيرًا رجوا له الشفاء ولما أبلغوه ذلك قال لهم "لم تعزوني بهذا بل مزقتم قلبي فكأنكم تقولون لغريق حملنه الأمواج إلى الميناء الآمين انك ستعود إلى حيث كنت لتبتلعك الأعماق".
اعلمي أيتها الزوجة أن زوجك الذي فارقك انضم إلى صفوف القديسين وهو يطرب الآن بعشرة الملائكة وسكان السماء،ولو تأملت خساسة هذه الدنيا وأمجاد النعيم، وقارنت بين هذه وتلك، وبين حياة الأرض الزائلة وحياة الملكوت الأبدية لعدت كل شيء في الدنيا خسارة ونفاية بالنسبة لدقيقة واحدة من دقائق النعيم. فدعي إذن رجائك في الله. وآمني بأنك سترين زوجك في القيامة المجيد وثقي بأن جسده الذي رقد واستراح سيعود أبهى مما كان ويقوم في عدم فساد. ليتك تقولين: ليستريح جسدك أيها الراقد الحبيب في ضريحه بسلام. ولتتمتع نفسك بالخلود أمام الله فانك قد سبقتنا وسنلتقي بك يوما في حياة لا فراق فيها إلى الأبد.
إن التجأت أيتها الزوجة إلى رحمة المسيح وطلبت عزاءه يمنحك العزاء الوافر والسلام الكامل. لقد أصبحت أرملة وفقدت بعلك. ولكن لا تنسى أن المسيح من شدة محبته للكنيسة سمى نفسه بعلا لها فهو يعرف مقدار حزنك ومرارة نفسك ويعلم ما تفتقرين إليه من التعزيات ولا تجدين العزاء إلا فيه. فإذا أطلقت لنفسك وجرت دموعك فلا تدعى الدموع تحجب قلبك عن رؤية المسيح بل اسمعي صوته يقول: "أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد. أتؤمنين بهذا" يو (11: 25، 26) وان قلت لقد ترك لي أطفالا أصبحوا أيتاما بلا أب فاعلمي أن الله هو أبو الأيتام وقاضى الأرامل واسمعي مواعيده تعالى: الرب يحفظ الغرباء. يعضد اليتيم والأرملة مز (146: 9) وهوذا قوله: اترك أيتامك أنا أحييهم وأراملك على ليتوكلن ار (49: 11) وقول هوشع النبي: بك يرحم اليتيم (14: 3) وقول المرنم إليك يسلم المسكين أمره. أنت صرت معين اليتيم... لحق اليتيم والمنسحق لكي لا يعود أيضا يرعبهم إنسان من الأرض مز (10: 14، 18) وقول الحكيم: لا تدخل حقول الأيتام. لان وليهم قوى هو يقيم دعواهم عليك أم (23: 11) الرب يقلع بيت المتكبرين ويوطد تخم الأرملة أم (15: 25) وقول حزقيال النبي لا تسئ إلى أرملة ما ولا إلى يتيم. إن أسأت إليه فإني إن صرخ إلى أسمع صراخه فيحمى غضبى وأقتلكم بالسيف فتصير نساؤكم أراكل وأولادكم يتامى حز (22: 22-24) فهو الصانع حق اليتيم والأرملة تث (10: 18) كراع يرعى قطيعه. بذراعه وجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات اش (40: 11) قالت صهيون: قد تركني الرب. سيدي نسيني. هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها، حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك اش (49: 14، 15).
ألا تجدين في كل هذه المواعيد الإلهية تعزيات وافرة على ترملك! وان كنت فقدت زوجك وأصبح أولادك أيتاما بفقدان أبيهم الجسدي فلهم الأب السماوي أبا وقاضيا وهو الذي يعتني بالجميع. فضعي اتكالك عليه تجدين فيه كل شيء. قال إسرائيل ليوسف عند موته: ها أنا أموت ولكن الله سيكون معكم ويردكم إلى أرض آبائكم تك (48: 21) وقال يوسف لإخوته: أنا أموت ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الأرض تك (50: 34).
فليكن كلام الله تعزيتك. والإيمان قوتك. والرجاء سندك. لقد اتحدت مع زوجك على الأرض بالمحبة والإخلاص ولا يزال رباط المحبة بينكما وثيقا إلى الأبد أنظري بعين الإيمان إلى الوطن الأبدي الذي ذهب إليه زوجك وهناك ستلتقين به بعد هذه الحياة، وتعرفينه وتتيقنين أنه ل يمت بل انه حي، وقد سبقك إلى المجد في النعيم الخالد.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

موت الوالدين

"أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني " مز (27: 10).
أن الله تعالي هو مصدر الوجود وموجد كل موجود، قرر بأن يكون الوالدون علة ثانية لوجودنا في هذا العالم. ولا يخفي أن الولد صورة أبيه ورسم جوهره. ومن يستطيع أن ينسي محبة والديه وما كابداه من الأتعاب لأجله. ومن يثق بمحبة الأرض أكثر من محبتهما وإخلاصهما. فكيف لا يتمزق القلب أسي وحزناً لفراق أحدهما وخسارة تلك المحبة الطاهرة والعواطف التي لا يوجد أسمي منها.
متى ظهرت علامات الشيخوخة والهرم علي الوالدين ووهنت قواهما خفقت قلوب الأولاد الصالحين خوفاً عليهما ويتمنون طول أيامهما. ويشتهون لو أمكن أن تعبر عنهما كاس الموت. ولكن الموت لا يرحم شيخاً ولا يشفق عي شاب، كلنا رهن المنون، فمتى امتدت يد الموت واختطفت أحدهما فتعزيتنا أنه قام بما عليه من واجب في هذه الحياة. وتعب من الجهاد في أيام غربته علي الأرض وأصبح مشتاقاً إلي راحته الأبدية والانضمام إلي صفوف القديسين الذين يرحبون بقدومه فينتظر الانطلاق من الدنيا وهو يبارك الله ويقول مع سمعان الشيخ: الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك لو (2: 29، 30) ولسان حاله يقول لأولاده ما قاله داود لابنه سليمان: أنا ذاهب في طريق الأرض كلها فتشدد وكن رجلاً. احفظ شعائر الرب إلهك، إذ تسير في طريقه وتحفظ فرائضه ووصاياه وأحكامه وشهاداته لكي تفلح في كل ما تفعل وحيثما توجهت 1مل (3: 2، 3) وحينئذ يتم عليه ما قاله الرب لإبراهيم: أما أنت فتمضي إلي آبائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة تك (15: 15) وقد اسلم إبراهيم روحه بشيبة صالحة. شيخاً وشبعان أياماً وأنضم إلي قومه تك (25: 8).

كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
أما إذ كان ذلك الولد قد فارق الحياة وهو لم يبلغ سن الشيخوخة فعزاؤنا في التسليم لقضاء الله وأحكامه. وما هي الحياة في هذه الدنيا سوي تعب وجهاد. ولا فرق بين من يعيش فيها كثيراً أو قليلاً. لأن العبرة ليست بطول الحياة بل بما يعمله الإنسان فيها من الواجبات. وقد قضي الراحل الغاية من وجوده. وعلينا في هذه الحالة أن نبارك الله الذي خلصه من أتعاب الدنيا ونقله إلي دار الراحة والسعادة،ولنا في كلام الله وما نرجوه في الحياة الأخرى خير معز لنا في مثل هذه الأوقات، طالما نعلم بأن المنتقل إلي الله ورقد جسده في قبره علي رجاء القيامة فنتعزى ونرجو لقاءه في القيامة مع صفوف الأبرار ومواكب القديسين.
وإذا كنا في شدة ألحاجه إلي ذلك المنتقل وإلي محبته وعنايته فعلينا أن نرفع ألحاظنا إلي أبينا السماوي فنجد فيه كل ما نحتاجه من المحبة والعناية، ونقول مع داود: "أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني" فطوبي لمن يتكل علي عناية الله ويضع كل رجاءه فيه فانه يعيش تحت ظل عنايته آمنا مطمئنا.
كم من والدين ماتوا وتركوا أطفالاً صغاراً، وتمتلئ قلوبنا حزنًا عندما تقع العين عليهم، مفكرين في من يعتني بهم ويعولهم بعد والديهم. ولكن لو رفعنا قلوبنا إلي الله وعلمنا بان الله أقام نفسه أبًا ومحاميًا وقاضيًا وعونًا للأيتام وأنه تعالي يعتني بعم عناية خاصة. باركنا الله علي حنوه ورحمته، وما تطرق إلي قلوبنا أي فكر يضاد الإيمان، ولكن بعض ضعفاء الإيمان يقولون أن ذلك الوالد كان يسعي ويهتم بخير أولاده. فمن يعولهم من بعده؟ وتملأ هذه الأفكار قلوبهم ولكم الإيمان يهمس في آذانهم قائلاً: "انظروا إلي طيور السماء، أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلي مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها، ألستم أنتم بالحري أفضل منها... تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو، لا تتعب ولا تغزل ولكن أقول لكم أنه ولا سليمان بكل مجده كان يلبسه كواحدة منها. فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا، أفليس بالحري جدا أن يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان مت (6: 26-30) فالله تعالي الذي يعتني بالعصافير والغربان ويعول فراخها ويكسو عشب الحقل بذلك الجمال، لا يترك صغار أولاده يحتاجون. وأن كان الوالد يعتني بخير أولاده الزمني، فالرب السماوي يلاحظ حياتهم ووجودهم وأرواحهم.
فيا أيها الأولاد يا من فارقهم والدوهم: دعوا الرب يضمكم إليه واقتربوا منه يقترب إليكم، وهو يدعوكم قائلاً "تعالوا إلي وأنا أريحكم" التصقوا به واتحدوا معه فتشعرون بمحبة أسمي من محبة والديكم لكم لأنه كما يترأف الأب علي البنين يترأف الرب علي خائفيه مز (103: 13) قال المرنم: أيضاً كنت فتي وقد شخت ولم أر صديقاً تخلي عنه ولا ذرية له تلتمس خبزا. اليوم كله يترأف ويقرض ونسله للبركة مز (37: 25، 26). لا تخف لأني معك لا تتلفت لأني إلهك قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري... لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك اش (41: 10، 13) قال الرب: بالبكاء يأتون وبالتضرعات أقودهم أسيرهم إلي أنهار ماء في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها لأني صرت لإسرائيل أبا وأفرايم هو بكري ار (31: 9) وأكون لكم أبا وانتم تكونون لي بنين وبنات ويقول الرب القادر علي كل شيء 2كو (6: 18) فأسكنوا في مساكن الله العلي واستريحوا في ظل القدير وقولوا له الآن يا رب أنت أبونا. نحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك اش (64: 8) فإنك أنت أبونا وإن لم يعرفنا إبراهيم وأن لم يدرنا إسرائيل أنت يا رب ولينا، منذ الأبد أسمك. اش (63: 16).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

الباب الرابع: الحزن وزيارة المقابر


  • عدم الإفراط في الحزن
  • زيارة القبور
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

عدم الإفراط في الحزن

"لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم " 1 تس (4: 13).
الحزن والبكاء شأن الطبيعة البشرية. ومن يقدر أن يوقف جريان دموعه أمام جثة حبيب أو عزيز له. وقد رأينا في الكتاب أن يوسف وقع علي وجه أبيه وبكي عليه وقبله تك (50: 1) وأخوته وأقاربه صنعوا مناحة سبعة أيام. تك (50: 10) وداود بكي بكاء عظيما لموت ابنه أمنون 2 صم (13: 36) وناح علي ابنه العاصي أبشالوم 2 صم (18: 33) بل رب المجد نفسه يسوع المسيح بكي علي لعازر يو (11: 35) ومن لا يبكي في مثل هذه الأوقات ويذرف دموعه فهو قاسي القلب متصلب الإحساس. فالحزن والبكاء بحسب ما تقتضيه الطبيعة جائز وغير ممنوع. ولكن البكاء بإفراط وترك النفس للحزن بلا عزاء أمر غير جائز عقلًا ودينًا. ويحذرنا الرسول عنه بقوله: ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الأخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. لأنه أن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضاً معه". وبهذه الآية ينبهنا الرسول بأن لا نجهل أن الذين انتقلوا إنما هم رقود في المسيح، وكما قام المسيح سيقومون هم أيضاً. فأن السيد له المجد قال عن موت لعازر: "أنه نام" وعن الصبية التي أقامها "أنها نائمة" وبما أن المسيح أباد سلطة الموت وكسر شوكته وصيره واسطة للاجتياز من هذه الحياة إلي الحياة الأخرى، ومعبرا من عالم الأتعاب إلي عالم الراحة. فلا داعي إذا للإفراط في الحزن ما دمنا نؤمن أن وراء هذا العالم عالما آخر مجيدًا ينتقل إليه المؤمنون.
جاء في أخبار القديسين أن أحد الصيادين وجد سائحاً وهو في حالة احتضاره يرتل ترتيلًا شجيًا بنغمة مطربة، فاقترب منه الصياد وقال له: كيف أن رجلًا مثلك في حاله الذل والتعاسة يرنم في ساعة الموت مثل هذا الترنيم؟ فأجابه السائح: أعلم يا أخي أنه ليس بيني وبين إلهي سوي هذا الحائط المنهدم وأشار إلي جسده. فكما أراه مائلًا إلي السقوط أعلم أنه قد دنا وقت اقترابي إلي إلهي، وتركي زمن غربتي، واستيطاني عند الرب إلهي لأتمتع به إلي الأبد.

كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
وجاء أيضاً في سيرة أحد الآباء النساك في برية الأسقيط أنه لما جاء وقت احتضاره كان فرحًا، ومن شدة فرحه كان يضحك، بينما كان الحاضرون حوله يبكون. فسألوه ماذا يضحك؟ فأجابهم وأنتم لماذا تبكون مع مشاهدتكم إياي منطلقًا من التعب والعناء إلي الراحة والنعيم في السماء.
قال الحكيم: نهاية أمر خير من بدايته.... ويوم الممات خير من الولادة جا (7: 8، 10) لأن الإنسان يولد للدخول في عالم مملوء بالتعب. ولكن بالموت يولد ميلادا جديدا ويحيا حياة أبدية. وما أكبر الفرق بين حياة يعقبها موت. ولكن بالموت يولد ميلادا جديدا ويحيا حياة أبدية. ولو أمكن لنا أن نسمع أحد المنتقلين لسمعناه يقول لنا: لا تبكوا عليً. أنا لم أمت بل كنت مائتا وأنا الآن حي وسأحيا مع المسيح إلي الأبد. لم أمت بل انتقلت من الموت إلي الحياة. فلماذا تحزنون؟ أتبكون علي سعادتي التي حصلت عليها. أتحزنون علي مجدي وفرحي الذي لا ينطق به. وراجتي التي لا يعبر عنها. لقد نجوت من بحر هذا العالم المتلاطمة أمواجه. وخلصت من مشاهد الحياة الملآنة بالشقاوات. لقد تركتكم وعاشرت القديسين والملائكة، أنا الآن في نور لا يغيب. وسلام لا يشوبه كدر. وفرح لا يعتريه انزعاج. فأن كنتم تبكون فأبكوا علي أنفسكم لأنكم لا تزالون تحت أخطار أمواج العالم وبين تيارات الأحزان وعواصف البلايا، وما أنا فقد بلغت الميناء بسلام.
لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم ومن هم هؤلاء الباقين؟ هم الكفرة الذين لا يؤمنون، الذين لا رجاء لهم بحياة أخري ولا يعتقدون بالقيامة. ويظنون أن النفس مائته وتنحل مع الجسد. فهؤلاء يحق لهم أن يبكوا ويولولوا لأنهم لا يرجون لقاء من فارقوهم وينظرون إلي الموت كأنه آخر شيء قطع بينهم وبين أحبائهم، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.فمتى مات لهم أحد أحبائهم لا يجدون أمامهم أملًا يرتاحون إليه. ولا يظنون انه بقي لفقيدهم اثر. فيتملكهم الحزن ويسود عليهم اليأس إذ ليس أمامهم سوي البكاء فيسكبون الدموع بقدر ما شاءوا. وكيف يتعزي غير المؤمن لأنه لا يقدر أن يعزي نفسه. ولا يقدر غيره أن يعزيه. وكل العزاء في الإيمان والرجاء. وهو لا يؤمن ولا يرجو.
أما نحن فنؤمن أن المسيح مات وقام. فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم أيضاً معه. فمن فارق الحياة وهو مؤمن إيمانا حيا بالمسيح لم يمت بل هو حي وأن كان جسده رقد، فعلي رجاء أن يقوم ثانية في القيامة.
جهل الوثنيون حقيقة القيامة فاعتقدوا أن لموتاهم راحة في القبور وظن بعض الفلاسفة أن الموت نوم بلا أحلام، ولكن الإنجيل هو الذي أنار الحياة والخلود. فيمكن لأصغر مؤمن وهو يجتاز الموت أن يقول: "إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك معي " مز (23: 4) لذلك نجد أن كل رجال الله قد نظروا إلي الموت كصديق حميم، وكطريق يوصلهم إلي الحياة الأبدية. قال بولس الرسول لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح.... لي اشتهاء أن وأكون مع المسيح ذلك أفضل جداً في (1: 21، 23) لأننا أن عشنا فللرب نعيش، وأن متنا فللرب نموت. فأن عشنا وأن متنا فللرب نحن رو (14: 8) وقال قرب انتقاله: فأني أنا الآن اسكب سكيبًا ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرا قد وضع لي أكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً 2 تي (4: 6 - 8).
كتب القديس أغناطيوس وهو ذاهب للاستشهاد إلي أهل رومية حتى لا يصدوه ولا يمنعوه عن الموت، ومن ضمن كلامه قوله: "إن كنتم تحبونني محبة مخلصه دعوني أمضي لأتمتع بإلهي. فهذه فرصة لي للاتحاد به لا يكون لي أوفق منها.... ولكن إن جنحتم إلى محبة جسدية فتكونون نظير أعداد عديمي المعروف جذبتموني من ميناء سعادتي الطوباوية وطرحتموني في عمق بحر عجاج متلاطم الأمواج، حيث يلزمني الدخول إلي مضمار الجهاد بأتعاب كثيرة من جديد فيما بين العواصف وتحت المخاطر التي لا يحصي عددها. إلي أن قال: ليت الوحوش تزداد نهما فأن أسنانها ليست إلا كرحي فإنها أن طحنت القمح لا تفنيه بل تصيره دقيقا. فلتسحقني فأصيد قرصًا نقيًا معدًا للسماء " وقال القديس بوليكربوس الشهيد حين ربط بوتد للحريق " دعوني من الوثاق فأن من وهبني قوة الإتيان إلي النار هو يعطيني صبرًا علي احتمال اللهيب مطلقًا" وقال القديس كبريانوس " لا يخاف هذا الموت إلا من أجتاز منه إلي الموت الثاني. ولما سمع القضاء عليه بالموت. قال اشكر الله لتحريره إياي من سجن هذا الجسد " والقديس باسيليوس لما تهدده الوالي بالاستيلاء علي أملاكه والعذاب والنفي والقتل قال له: لا يخشي فقد المال من لا يملك شيئا ولا النفي من يحسب السماء وطنه الحقيقي، ولا العذاب من يسلم الروح بضربة واحدة، ولا الموت من يري انه الطريق الوحيد إلي حضرة الله وقال القديس يوحنا ذهبي الفم في رسالته الثانية إلي قورياقوس وهو منفي من المملكة أوكسيا الأريوسية " أني لما خرجت من المدينة لم أعد افتكر بشيء بل أخذت أحدث نفسي هكذا: أن نفتني الملكة فالأرض بكمالها للرب، وأن أحبت أن تنشرني فقد نشر أشعياء من قبلي، وأن أرادت أن تلقيني في البحر فأذكر يونان، وأن شاءت أن ترجمني فلي أسوة باسطفانوس أول الشهداء. وأن رامت أن تقطع رأسي فرفيقي يوحنا المعمدان، وأن أثرت أن تغتصب مالي ورزقي فعريانًا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود".
من يقرأ هذه الأقوال ولا يتحمس؟ من يري أتعاب الدنيا ويقابلها بسعادة الحياة الأبدية ولا يستهين بالموت؟ ويري أنه المعبر الوحيد الموصل إلى الراحة، فلماذا إذا نحزن ونبكي علي المنتقلين وقد فازوا بعربون السعادة فيليق بالمؤمن أن مات له أحد أحبائه أن يتعزى بإيمانه ورجائه، وإن بكي فلا إفراط، وأن حزن فلينظر إلي الرجاء المنتظر فيمتلئ قلبه بالعزاء.
نعم أن الطبيعة البشرية من شانها الحزن وتأتي بالدموع، ولكن الإيمان يمسحها ويقف جريان ينابيعها. فإذا مات لأحد أبوه أو أمه نضطر إلي البكاء، ولكن إيمان يعلمه أن له آبا في السماء يشفق عليه أكثر من أبيه فيذكر قوله: كما يترأف الأب علي البنين يترأف الرب علي خائفيه... أما رحمة الرب فإلي الدهر وإلي الأبد علي خائفيه وعدله علي بني البنين مز (103: 13، 17) وإذا مات أخوه أو أخته أو أحد أقاربه أثارت الطبيعة عوامل الحزن ولكن الإيمان يمسح دموعه ويريه انه بقيت له نسبة اسمي وهي أن المسيح أخوه الأكبر: من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي مت (12: 50) وإذا مات صديقه الذي يحبه يجد في المسيح أو في محب وأخلص صديق أنتم أحبائي أن فعلتم ما أوصيكم به يو (15: 14) وأن مات من كان يعوله ويعضده قال "أنا مسكين وبائس. الرب يهتم بي. عوني ومنقذي أنت يا الله لا تبطئ" مز (40: 17) فإذا نظر المؤمن إلي الأرض لا يجد تعزية، ولكن إذا تطلع إلي السماء يجد فيها نعم العون والعزاء قال المرتل: آبت نفسي التعزية. أذكر الله فأئن مز (77: 2، 3).
إذ عرفت ذلك رأيت أن تلك المناحات المرة التي يعملها بعض الناس علي موتاهم والتي نجد فيها النساء ينحن ويلطمن علي خدودهن ويأتين بالنائحات والنادبات لإثارة إشجانهن، ومخالفة للعقل وللدين ومضادة لإيمان والرجاء وغير لائقة بالمسيحيين بل هي علامة الجهل ودليل اليأس. قال الرب لا تجرحوا أجسادكم لميت لا (19: 28) أنتم أولاد الرب إلهكم. لا تخمشوا أجسامكم ولا تجعلوا قرعة بين أعينكم لأجل ميت. لأنك شعب مقدس للرب إلهك تث (14: 1، 2) فيا أيها المؤمن يا من لا تجهل حظ الراقدين لماذا تحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم. أرفع عقلك إلي فوق وثق بأن من فقدته أنتقل إلي سعادة السماء وآمن بأنك ستلتقي به يوم القيامة، وحينئذ تخف أحزانك وتكثر تعزياتك.
وما أحسن ما قاله القديس يوحنا ذهبي الفم في هذا الصدد وإليك بعض أقواله النفسية. قال: "ينبغي أن لا نندب ولا ننوح علي أمواتنا بعد أن حقق لنا سيدنا له المجد قيامة الأموات. فما بالنا نبكي بحرقة ونتخذ النائحات والنادبات، وقد قهر سيدنا يسوع المسيح الموت وأنتزع ملكه وسلطانه ما بالك يا هذا تنوح نوحًا مزعجًا وتكابد أحزانًا وهمومًا وغمومًا، وقد صار موتنًا نومًا عارضًا".

كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
ولقد كان يجب أن نضحك علي الخارجين عنا الذين ينكرون قيامة الأموات، فما بالنا نجعل الخارجين عنا يضحكون علينا لأنهم يقولون أن المسيحيين لو كانوا يصدقون بقيامة الأموات كما يزعمون لما كانوا يأتون علي موتاهم مثل هذه الأعمال. ما بالك أيتها المرأة تندبين بالبكاء والعويل، وتكثرين من الحزن والنحيب، وتستدعين النادبات، وتخدشين وجهك، وتنهشين ساعديك، وتقطعين شعرك وتلطمين وجهك ولا تسمعين قول سيدنا: ط أن الصبية لم تمت لكنها نائمة " إلا تنظرين حياتها بعد الموت الذي دعاه نوما. فإن قلت فلماذا لا يقيم لي ابنتي الآن كما أقام تلك. قلت أن كان عملك هذا علي الموت والحاضر. فما الفائدة في أن تعيش مدة ثم تموت ثانية. وأني أقول لك ولسائر المؤمنين. أما تعلمون يا هؤلاء إننا في الدنيا معذبون مسجونون نكابد أحزانا وهموما يطول شرحها. فما بالنا نندب علي من خلصه الله من موطن الآفات ونبكي علي من رفعه من مرارة الأتعاب والهموم. لا ينبغي لنا أن نحزن علي أمواتنا بل يجب أن نسر لنقلهم من أرض الشقاء إلي دار النعيم حيث لا غم ولا حزن ولا آسف ولا هم ولا تنهد. بل نعيم الملكوت الذي لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر علي قلب بشر. فإن قلت أن الحزن طبيعة لازمة لنا فكيف تخرج الطبيعيات عن التصرف بما يقتضيه وضعها. قلت أن الذنب ليس للطبيعة الحيوانية بل لعقل صاحبها المتصرف بها. لأنك لو ثقفت عقلك وروضته بالنظر في الناموس دائما، لغلب الطباع الجسمية وقهرها وفعل ما تقتضيه البصيرة العقلية. أخبرني يا هذا ما الذي تراه في الدنيا من السعادة حتى تحزن علي النازحين عنها. أليس دائما تري أضدادك محيطين بك من كل جانب وأنت متقلب بين أنواع الآفات وأصناف المصائب. تارة تطلب ما لا تجده وتارة تفقد الموجودات التي تهواها، وتارة تشكو ثقل الأمراض والأوجاع، وتارة قلة المكاسب، وتارة تتوجع لألم الأقرباء والأحباب. وتارة تشكو مشقة الكبر. وتارة تشتهي الموت من شدة الضيقات والآلام. وتارة تنزعج حواسك لوقوع بعض المصائب كالغلاء وقيام الأعداء وحدوث الزلازل وتواتر الحروب والفتن: فلماذا لا نصبر علي فراق الأحباء، ونسر بانتقالهم من دار الشقاء والهموم. نحسن ظننا بالله في الاجتماع بهم هناك. وإذا رأيت أيتها المرأة أن الذي أعطاك الأولاد هو الذي أخذهم إليه ليعطيهم أكثر مما عندك. وأنك سائرة إلي الاجتماع بهم عن قليل. فلماذا تندبين وتحزنين؟ فإن قلت إني أرملة وحيدة وليس لي سند ولا معين. قلت كيف تقولين هذا وقد رجع أمرك إلي ربك أب الأيتام وقاضي الأرامل. ألا تسمعين قول بولس الرسول: أن الأرملة رجاؤها الله وحده ولو علمت حقيقة العيشة الحاضر لأعرضت عن هذه ورغبت في المسارعة إلي تلك.
فسبيلنا أن ننهض عقولنا ونظهر سرائرنا ونجتهد في الانتقال إلي ملكوت ربنا الذي له المجد إلي الأبد أمين.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:39 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

زيارة القبور

«إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى الْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ»" (إنجيل يوحنا 11: 31).
من عوائد الأمم قديمًا وحديثًا إكرام الأحباء بعد الموت. وكان الشرقيون القدماء يبدون إكرامًا مقدسًا لموتاهم. ويقدمون وقارًا واحترامًا لقبورهم. واعتبروا إهمال أمور الدفن من أكبر المصائب التي يكرهونها لأعزائهم ويتمنوها لأعدائهم. ولا يزال جميع البشر حتى الآن يبدون الإكرام للمدافن التي تضم رفات أعزائهم. ويعتنون كثيرا ببنائها وتزيينها لأنهم يعتبرونها المكان الذي يضم عظامهم بعد انتهاء الحياة، وكل ذلك دليل على محبة البشر لأعزائهم وعدم نسيانهم بعد الموت. لان المحبة لا تقف عند حد الموت بل لا يزال كل منا يذكر من كان يحبه وفارقه في هذه الدنيا، وفي الحقيقة أن المدافن التي رقد فيها أحباؤنا لا تزال محبوبة لدينا. وكلما وقفنا أمامها تذكرنا عشرة وصداقة الذين عاشوا معنا وأخيرا أصبحوا سكتن تلك اللحود. والذهاب إلى القبور أحيانا لذكرى أحبائنا لا يعد من الأمور المستهجنة بل بالعكس فإننا بتلك الزيارة يمكننا أن نستفيد غير ذكر أعزائنا أمورا كثيرة نذكر منها:
أولا - نتعلم احتقار أباطيل العالم. وزوال كل مجد يخصه. حيث نرى هناك أن كل مجد دنيوي وكل مرتبة عالمية. وكل شهوة وكل لذة. وكل آمال الإنسان التي يؤملها في الدنيا. قد انتهت في ذلك القبر. وأن ذلك الإنسان الذي كان يتكلم بالأمس قد أصبح جثة هامدة أعدت طعاما للدود قال أحد الحكماء وهو يرثى الملك اسكندر الكبير "ها هوذا الذي كان بالأمس يطأ الأرض بقدميه فالآن قد وطأته الأرض تحتها. أمس لم تكن الأرض بجملتها كافية لمرغوباته ولان تكفيه فقط سبعة أشبار منهل ليدفن فيها بالأمس كان يقود على وجه الأرض عددًا عظيمًا من الجيوش والعساكر. والآن أنفار قلائل من الحمالين تحمله إلى قلب الأرض" ففي القبور نقف بخشوع وورع ونرى نهاية كل شيء في الدنيا ومن لا يتخشَّع عندما يتأمل أن جسده سيعود يوما مل مأكلا للدود والحشرات فبحق دعا القديس يوحنا ذهبي الفم القبور "مدرسة التواضع". فهي كذلك لأننا نتعلم منها الاتضاع والحكمة وزوال بطلان كل شيء دنيوي.

كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
ثانيا - نتعلم قيمة الزمن الذي نحن فيه لنصرفه فيما يرضى الله إذ القبر الذي نحن ذاهبون إليه والأبدية التي سنسير لا يمكن لأحد أن يعمل فيها شيئا وليس هناك إرشاد ولا تنبيهات ولا خطب ولا عظات بل ما دمنا في الحياة يجب أن نذخر ما ينفعنا وينير لنا تلك الطريق. قال السيد ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل (يو 9: 4) فلنعرف أننا دخلنا إلى العالم عراة. ونذهب إلى القبر عراة من كل شيء، ولا يستطيع أحد أن يأخذ معه شيئا، وحينئذ لا ينفع المال ولا الجاه ولا المراتب الرفيعة. شيء واحد يبقى معنا هو ما عملنا من التقى والخير.
ثالثا - نتذكر أننا تراب والى التراب نعود وأننا مائتون ولابد أن نفارق العالم يومًا ما، فان المغرور المغرم بشهوات العالم وطالب المجد الباطل وباقي المخدوعين بحب الدنيا عندما يتأملون نهايتهم تقف أطماعهم ولو قليلا وربما استفادوا من ذكر الموت ما ينبههم عن غفلتهم ويفيد حياتهم الروحية. وفي ذكر الموت فائدة كبرى وهو أهل لأن يكون موضوع تأمل الإنسان مدة الحياة. فان من يذكر نهايته تحسن بدايته وتستقيم حياته. وقد كان الفلاسفة الوثنين والأتقياء في كل زمان يهتفون بذكر الموت. قال أبيكتيتوس الفيلسوف Epictetus: أديموا التفكر في الموت لأن هذا الفكر يمنعكم أن تفتكروا أبد فكرا دنيئا أو تشتهوا شيئا بإفراط الرغبة والشوق. وقال أفلاطون: "انه بقدر ما يتعمق الإنسان في التثبت بفكر الموت ويتوغل في التأمل فيه بقدر ذلك تتسع حكمته" وروى عن الملك فيلبس أبى الإسكندر الكبير: أنه أمر أحد خدامه وأن يكرر له في كل صباح ثلاث مرات هذه الكلمات "اذكر يا فيلبس أنك بشر وأنك بالموت ستترك كل شيء" وجاء عن الملك مكسيميليانوس الأول أنه صنع نعشا لنفس قبل موته بأربع سنين وحيثما توجه كان ينقله معه ليكون مذكرًا له بالموت، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.وكثير من ملوك الشرق كان لهم من جملة أعلام وعزتهم الملوكية كتاب من ذهب يحملونه باليد اليسرى القريبة من القلب اسم "البر" وهذا الكتاب مملوء ترابا وغبارا وكانوا يشيرون به إلى أن الإنسان مائت. وكان من عادة الأحباش عند تتويج أحد ملوكهم أنهم يحملون أمامه وعاء مملوء ترابا وجمجمة ميت. وقد وجد على مكتبة أحد الفضلاء جمجمة كتب عليها على لسان الميت هذه الكلمات يخاطب بها كل من يقرأها: "كما أنت الآن قد كنت أنا أيضا" ومن يتأمل في جمجمة وعظام الإنسان دون أن يسفك تشامخه وينحط ترفعه.
كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
ما أكثر الفوائد التي نربحها بمثل هذه التذكارات والتأملات، فالذهاب إلى القبور إذا ليس أمر جائز فقط بل هو مناسب ومفيد. نعم إن هناك تستعر نار أحزاننا في ضلوعنا وتقطر أجفاننا بالدموع عندما نذكر الذين كنا نحبهم، ولكن عندما نتأمل أن أولئك الذين وثقنا بهم وتعلقت قلوبنا بمحبتهم ورأينا أن تلك الثقة عادت بالخيبة وان لا شيء إلا ويغيره الزمان، وان أولئك الراقدين قد هدأوا من أتعاب الدنيا، وأننا لا نزال في معترك الحياة نقاسى آلامها، وأن المستقبل في ظلمات الريب، ولا نعلم ما يخبئه الزمان. حينئذ نغبط الذين رقدوا بسلام. وان بكينا هناك فلا نخطئ وإنما الخطأ في البكاء بلا رجاء. لأن الدموع إذا مزجت بروح الثقة والتسليم أعقبتها التعزية والله تعالى يحصى عبرات شعبه ويمسحها من عيونهم.
فإذا ذهبنا إلى القبور وبكينا هناك أحباءنا وذكرنا محبتهم فلا يجب أن ننسى التأمل في آخرتنا. بل يحسن جدًا أن نجعل تلك الزيارة وسيلة لاجتناء الفوائد الروحية لنفوسنا حيث نسمع من تلك الرموز العظات البليغة. عظات بدون ضجة أصوات ولا دوى كلام. منابرها القبور وخطباؤها الأموات وعاظ بلغاء لا يهابون كبيرًا ولا يخشون غنيًا ولا وجيهًا. حيث نسمع أصواتًا من تلك الجماجم الجامدة والعظام البالية تنادى باطل الأباطيل الكل باطل ولو أمكن لعظامهم أن تكلمنا لقالت لنا: كما أنتم الآن فقد كنا نحن قبلا مثلكم. كما أنتم أحياء تنظرون وتسمعون وتتكلمون، تذهبون وتعودون، تقفون وتمشون، تأكلون وتشربون. كنا نحن أيضا كذلك وأصبحنا كما ترون. لقد صمتت ألسنتنا وكلت عيوننا وهمدت التي أنتم واقفون عليها وتمشون فوقها إلا من رفات أجسادنا. فقفوا بورع لا اختيالًا على رفات العباد. لا تغلقوا قلبكم على شيء من أمور الدنيا الغرور فسوف يلحقكم ما لحقنا، وسف تصيرون كما صرنا. وسيكون مالكم كمالنا. من له أذنان للسمع فليسمع.
هنا يتساوى الجميع، الصغير كالكبير، الغنى كالفقير، السيد كالعبد العظيم كالحقير، المتكبر كالمزدرى به. هنا تبطل الميزات التي مَيَّزَت البشر.. هنا يبطل انقسام البشر إلى أسياد وعبيد، كبار وصغار، هنا ينتهي مجد الإنسان. هنا تبطل القوة والعظمة الدنيوية. هنا تزول نضارة الشباب وينتهي حد الشيخوخة. هنا تفنى اللذات وتنقضي المسرات، وتقف حدود الرغائب والشهوات. هنا نهاية كل شيء. الرتب والمناصب، الصيت والمجد والسؤدد. فقولوا للمفتخرين لا تفتخروا، وللأشرار لا ترفعوا قرنا ولا تتكلموا بعنق متصلب مز (75: 4) قولوا للمتكبر هنا أن كبرياءه تسقط. ولمن لم يشبع من الشهوات هنا سيرى خداع غرور، أن صرف حياته في الآثام هنا سيعرف أنه خسر كل شيء باطلا. ولمن صرف حياته في طاعة الله وخدمة بنى الإنسان أن أتعابه ستنتهي هنا ثم تبدأ راحته هناك وتتفتح أمامه أبواب السعادة ويتمتع بالسلام، ويشرق له فجر النهار الأبدي وينال شبع سرور.
لقد سلكنا هنا مطمئنين هادئين. أجسادنا هنا، أرواحنا في السماء وانتهى زمن جهادنا، وما عدنا نسع أصوات الشرور التي تزعج بنى آدم وارتحنا من الآلام التي تُعَذِّب البشر كل يوم، فلا ترى الشقاوات والتعاسات المحيطة بالإنسان، ولا نشاهد زحام الحياة وتنازع البقاء، وقتالات البشر وحروبهم على أمور فانية، وما عُدنا نرى صور الرذائل التي كنا نراها من الوحوش الآدمية والحيوانات البشرية والذئاب المفترسة. لقد خلصنا من مشاهدة مناظر الدناءة والخسة السائدة في الكون. لأن هنا يبطل الظلم ويزول الظالم ويرتاح المظلوم، وتنتهي الهموم والغموم، ومن شاء أن يتعلم التواضع ويدرس الفضائل ويقضى حياة طيبة ونهاية سعيدة. فليتعلم أول درس منا هنا. ومن كان غافلا لاهيا ساهيا فليفطن إلى النهاية وليتعلم أن هنا آخرة كل حي. فطوبى لمن يقول "لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ" (سفر العدد 23: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

الباب الخامس: آيات مختارة من الكتاب المقدس للتعزية في أوقات الضيقات
كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس



  • آيات عن المشقات والتأديبات
  • آيات عن النعمة ضد التجارب
  • آيات عن المساعدة في الضيق
  • آيات عن الخلاص من الضيق
  • آيات عن تعزيات الله
  • آيات عن أن الموت نهاية كل حي
  • آيات عن المساعدة في الموت
  • آيات عن السعادة بعد الموت
  • آيات عن القيامة المجيدة
  • آيات عن السعادة الأبدية والمجد في السماء
  • الإشارة إلى بعض فصول الكتاب التي يناسب قراءتها في أزمنة الضيقات والأحزان
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

آيات عن المشقات والتأديبات



  • "فَاعْلَمْ فِي قَلْبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (تث8: 5).
  • "هُوَذَا طُوبَى لِرَجُل يُؤَدِّبُهُ اللهُ. فَلاَ تَرْفُضْ تَأْدِيبَ الْقَدِيرِ" (أي5: 17).
  • "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا رَبُّ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ13 لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ الشَّرِّ، حَتَّى تُحْفَرَ لِلشِّرِّيرِ حُفْرَةٌ" (مز94: 12، 13).
  • "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ" (أم3: 12).
  • "صَالِحٌ أَنْتَ وَمُحْسِنٌ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ... خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ... قَدْ عَلِمْتُ يَا رَبُّ أَنَّ أَحْكَامَكَ عَدْلٌ، وَبِالْحَقِّ أَذْلَلْتَنِي" (مز119: 68، 71، 75).
  • "وَأَرُدُّ يَدِي عَلَيْكِ، وَأُنَقِّي زَغَلَكِ كَأَنَّهُ بِالْبَوْرَقِ، وَأَنْزِعُ كُلَّ قَصْدِيرِكِ" (أش1: 25).

    كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
  • "هأَنَذَا قَدْ نَقَّيْتُكَ وَلَيْسَ بِفِضَّةٍ. اخْتَرْتُكَ فِي كُورِ الْمَشَقَّةِ" (أش48: 10).
  • "لِذلِكَ هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ، وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا. فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ، وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ. فَتَقُولُ: أَذْهَبُ وَأَرْجعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ، لأَنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ" (هوشع2: 6، 7).
  • "وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي" (رو5: 3، 4، 5).
  • "وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ" (1كو11: 32).
  • "لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا" (2كو4: 16، 17).
  • "لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هذَا يَؤُولُ لِي إِلَى خَلاَصٍ بِطَلْبَتِكُمْ وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (في1: 19).
  • "يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ.
  • "إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟... لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ" (عب12: 5، 6، 7، 10، 11).
  • "إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ" (رؤ3: 19).
  • "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.
  • وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ... طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (يع1: 2، 3، 4، 12).
  • "مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ­ إِنْ كَانَ يَجِبُ ­ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1بط1: 6، 7).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

آيات عن النعمة ضد التجارب


  • كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
    "لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا" (1كو10: 13).
  • "يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ" (2بط2: 9).
  • " وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو8: 37).
  • " فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ" (2كو12: 9)
  • "لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ" (عب2: 18).
  • "أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ" (1يو4: 4).
  • "حَسَنٌ أَنْ تَتَمَسَّكَ بِهذَا، وَأَيْضًا أَنْ لاَ تَرْخِيَ يَدَكَ عَنْ ذَاكَ، لأَنَّ مُتَّقِيَ اللهِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا كِلَيْهِمَا" (جا 7: 18).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 07 - 2014, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس

آيات عن المساعدة في الضيق


  • "وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ" (مز9: 9).
  • "انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ" (مز27: 14).
  • "إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي" (مز27: 10).
  • " إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَه... أَمَّا خَلاَصُ الصِّدِّيقِينَ فَمِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، حِصْنِهمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ" (مز37: 24، 39).
  • "اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَار" (مز46: 1، 2).
  • "أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ" (مز55: 22).
  • "أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي" (مز31: 7).
  • "فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ" (خر3: 7).
  • "الَّذِي فِي مَذَلَّتِنَا ذَكَرَنَا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ" (مز136: 23).

    كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
  • "اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ" (مز145: 14).
  • "مَنْ مِنْكُمْ خَائِفُ الرَّبِّ، سَامِعٌ لِصَوْتِ عَبْدِهِ؟ مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ؟ فَلْيَتَّكِلْ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلهِهِ" (أش50: 10).
  • "لأَنَّ السَّيِّدَ لاَ يَرْفُضُ إِلَى الأَبَدِ. فَإِنَّهُ وَلَوْ أَحْزَنَ يَرْحَمُ حَسَبَ كَثْرَةِ مَرَاحِمِهِ" (مرا3: 31، 32).
  • "لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأُخَلِّصَكَ. وَإِنْ أَفْنَيْتُ جَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ بَدَّدْتُكَ إِلَيْهِمْ، فَأَنْتَ لاَ أُفْنِيكَ، بَلْ أُؤَدِّبُكَ بِالْحَقِّ، وَلاَ أُبَرِّئُكَ تَبْرِئَةً" (إر30: 11)
  • "لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي... أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ، حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ" (ميخا7: 8، 9).
  • "صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ" (ناحوم1: 7).
  • "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (مت11: 28).
  • "قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يو16: 33).
  • " لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا" (2كو1: 5).
  • "مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِين َمُضْطَهَدِينَ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِين" (2كو4: 8، 9).
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب عزاء المؤمنين - الأرشدياكون حبيب جرجس
كتاب الكنز الأنفس - الأرشدياكون حبيب جرجس
كتاب الصخرة الأرثوذكسية - الأرشدياكون حبيب جرجس
كتاب الصخرة الأرثوذكسية للإرشيدياكون حبيب جرجس
بيان المتنيح حبيب جرجس عن صدور كتاب مارمرقس


الساعة الآن 05:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024