منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2017, 11:10 AM   رقم المشاركة : ( 271 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

سأل أنبا إشعياء الأنبا مقاريوس قائلاً: «قل لي كلمةً». فأجابه الشيخُ: «اهرب من الناسِ». فقال أنبا إشعياء: «وما هو الهروبُ من الناس»؟ فأجابه الشيخُ: «هو جلوسك في قلايتك وبكاؤك على خطاياك».
ومرةً طلب منه أخٌ أن يقولَ له كلمةً، فقال له: «لا تصنع بأحدٍ شراً، ولا تدن أحداً، احفظ هذين وأنت تخلص».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:10 AM   رقم المشاركة : ( 272 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قيل عن القديس مقاريوس إنه صار كملاكٍ أرضي، فكما أنَّ اللهَ يستُرُ زلاتِ العالمِ، كذلك كان مقاريوس يسترُ النقائصَ التي يراها.
قال الأب مقاريوس: «إن نحن ذَكرنا السيئاتِ التي تحلُّ بنا من الناسِ، فإننا نقطع قوةَ ذِكرِ اللهِ من قلوبنا، وإن نحن ذكرنا شرورَ الشياطين نبقى غيرَ مجروحين».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:10 AM   رقم المشاركة : ( 273 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قالت الأمُ سارة: «إن أنا طلبتُ أن أصنعَ إرادةَ كلِّ الناسِ، فإني سوف أوجد تائهةً على بابِ كلِّ أحدٍ، فينبغي لي أن أحفظَ قلبي نقياً مع كلِّ أحدٍ، وأنا مبتعدةٌ عن كلِّ أحدٍ».
أخبروا عن شيخٍ أنه كان جالساً في قلايته، فأتاه أحدُ الإخوةِ في الليلِ، وأراد الدخولَ إليه، فلما بلغ البابَ سمع صوتَه من داخلٍ وهو يقول: «يكفي، يكفي، حتى متى؟ اذهبوا الآن من قدامي». ثم سمعه يقول: «تعالَ تعالَ يا صديقي». فلما دخل إليه قال: «لمن كنتَ تتكلم يا أبي»؟ قال له: «لحسياتي الرديئة كنتُ أطردُ، وللصالحاتِ كنتُ أدعو».
حدَّث شيخٌ قائلاً: إني خرجتُ دفعةً من قلايتي وجُزتُ بقلايةِ شيخٍ قديسٍ، فسمعتُه وأنا خارجها يخاصمُ خصومةً شديدةً، ويقول: «حتى متى؟ كيف من أجلِ كلمةٍ واحدةٍ ذهب كلُّ هذا»؟ فلما سمعتُ صوتَ الخصومةِ، ظننتُ أن عندَه إنساناً يشاحنه، فقرعتُ البابَ لأصلحَ بينهم، ولما دخلتُ لم أجد أحداً سوى الشيخِ وحده، فسألتُه بانبساطٍ وقلتُ له: «يا أبي، مع من كنتَ تتخاصم»؟ فقال لي: «كنتُ أخاصمُ فكري، لأني قد استظهرتُ أربعةَ عشرَ مصحفاً (أي حفظتُها عن ظهرِ قلبٍ)، وسمعتُ خارجاً كلمةً واحدةً قبيحةً، فلما بدأتُ أصلي، جاءت تلك الكلمةُ، ووقفتْ قدامي، وأبطلتْ تلك المصاحفَ كلَّها، فمن أجلِ ذلك كنتُ أخاصمُ فكري».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:10 AM   رقم المشاركة : ( 274 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال شيخٌ: «إذا أنتَ غطَّيتَ عيني الدابةِ، دارت الرحى، وإذا لم تغطِ، لا تدور، كذلك الشيطانُ، إذا تُرِكَ ليغطي عيني الإنسانِ، فهو يَضَعُهُ في كلِّ خطيةٍ، وما دامت عينا عقلِ الإنسانِ مكشوفتين، فإنه يهربُ من كلِّ عثراتِ الشياطين».
قال شيخٌ: «إذا قمتَ باكرَ كلَّ يومٍ، أمسك لك أمراً يَجلِبُ الصلاحَ، واحفظ وصايا اللهِ بطولِ روحٍ، بمخافةِ اللهِ، بالصبرِ على الأحزانِ، وبالحبسِ وبالصلواتِ، بالتنهدِ، بضبطِ اللسانِ، بحفظِ العينينِ، بقلةِ الغضبِ، وألا تحسبَ نفسَك شيئاً، بل تجعل فكرَك تحتَ كلِّ الخليقةِ، بجهادِ الصليبِ، بالتوبةِ والبكاءِ، بسهرِ الليالي، بصبرٍ صالحٍ، بالجوعِ والعطشِ، وذلك لتستحقَ الدعوةَ السمائيةَ، بنعمةِ ربنا يسوعَ المسيحِ له المجد».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:10 AM   رقم المشاركة : ( 275 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قيل عن أنبا قاسيانوس: إنه أخذ مرةً تليساً، ومضى إلى الأندر مع الحصَّادين، وقال لصاحبِ الأندر: «أعطني قمحاً». فقال له: «لماذا لم تأتِ لتحصدَ، فكنتَ تستحقَ أن تأخذَ». فقال له الشيخُ: «هل إذا لم يحصد الإنسانُ لا يأخذ أجرةً»؟ قال: «لا يأخذ». فما كان من الشيخِ إلا أن انصرف، فقال له الإخوةُ الذين عاينوا ما حدث: «لماذا فعلتَ هكذا يا أبانا»؟ فقال لهم: «سُنَّةً صنعتُها لنفسي وهي: إن لم يعمل الإنسانُ ويتعب، فلن يأخذَ أجرَه من اللهِ».
كان لراهبٍ ثوبٌ جيدٌ، فتصدَّقَ به على مسكينٍ، وبعد يومٍ مرَّ الراهبُ بالمدينةِ، فأبصرَ ثوبَه على زانيةٍ، فحزِنَ جداً، فتراءى له ملاكُ الربِّ وقال له: «لا تحزن لأجلِ أنَّ ثوبَك لَبستْهُ زانيةٌ، لأنك ساعةَ دَفعتَهُ لذلك المسكينِ لبسه المسيحُ، وإن كان ذاك قد أعطاه لزانيةٍ، فهو يحملُ إثمَه على نفسِه».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:11 AM   رقم المشاركة : ( 276 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال أنبا قاسيانوس: إنَّ أنبا موسى أوصانا بألا نكتمَ أفكارَنا بل نكشفُها لمشايخ روحانيين لهم معرفةٌ وتمييزٌ، وليس لمن طالَ عمرُه، وشابَ شعرُه، لأن كثيرين قصدوا أهلَ كبرِ السنِ، وكشفوا لهم عن أفكارِهم، وحيث أنه لم يكن عندهم معرفةٌ، فعِوضَ العلاجِ طرحوهم في اليأسِ، وهذا ما حدث لأخٍ من البارزين في الجهادِ، إذ أنَّه لما تأذَّى بالزنى نتيجة كثرةِ القتالِ الواقع عليه، ذهب إلى أحدِ المشايخ، وكشف له عن أفكارِه، وكان الشيخُ عادمَ المعرفةِ، فتضجَّرَ منه وقال: «أيها الشقي، إذ قد توسختْ حواسُك بهذه الأفكارِ، على أيِّ شيءٍ تتَّكل»؟ فلما سمع الأخُ قولَه، حزن جداً ويئس من خلاصِه، وترك قلايته، ومضى قاصداً العالمَ، ولكن حدث بتدبيرٍ من اللهِ أن التقى به شيخٌ آخر، فلما رآه عابساً مضطرباً سأله عن حالهِ قائلاً: «ماذا بك يا ولدي»؟ فقال له الأخُ: «يا أبي إني تأذَّيتُ بأفكارِ الزنى، فمضيتُ إلى الشيخِ فلان، وكشفتُ له أمري، فبحسب جوابهِ لي، ليس لي رجاءٌ في الخلاصِ». فلما سمع الشيخُ قولَه، أخذ في تسكينِ روحِه، وابتدأ يتملَّقه قائلاً: «لا يغمك هذا الكلام ولا تيئس نفسُك من الخلاصِ، فها أنا بالرغمِ مما بلغتُه من هذا السنِّ وهذه الشيبةِ، فكثيراً ما أتأذى بهذه الأفكارِ، فلا تحزن من هذا الاشتغال الذي لا يبلغ جهادُنا فيه مقدارَ ما يأتينا من رحمةِ الله ومعونتِه، لكن هَبْ لي يومَك هذا وارجع إلى قلايتك». فأطاع الأخُ كلامَ الشيخِ ورجع معه إلى قلايتِه. أما الشيخُ الذي ردَّه إلى قلايتِه، فإنه أتى إلى قلايةِ ذلك الشيخِ الذي يأَّسه ووقف خارجها وسأل اللهَ بدموعٍ كثيرةٍ قائلاً: «أنا أطلبُ إليك يا ربي وإلهي أن تصرفَ هذا القتالَ عن هذا الأخِ، وتسلِّطه على هذا الشيخِ الذي يأَّسه، وذلك ليجربَ في شيخوختِه ويتعلمَ في كبرِ سنِّهِ ما لم يتعلمه في طولِ زمانهِ، ليشعر بأوجاعِ المجاهدين المقاتَلين فيتوجَّع لوجعِهم، وبذلك يحصلُ على منفعةِ نفسِه». فلما أتم الشيخُ صلاتَه، نظر رجلاً أَسودَ واقفاً بقرب قلايةِ الشيخِ وهو يصوِّب نحوه سهاماً ويجرحه، وإذا بالشيخ يقومُ لساعتهِ سكراناً، ويخرج من قلايته، فيسلك الطريقَ التي سلكها الشابُ الذي يأَّسه، مريداً أن يعودَ إلى العالمِ. فلما علم الشيخُ بما عزم عليه ذلك الشيخُ، استقبله وقال له: «إلى أين أنت ذاهبٌ أيها الأبُ، وما سبب هذا الاضطراب الذي اضطرَّك للخروجِ من قلايتِك»؟ أمَّا هو فتوهَّمَ أن الشيخَ قد عرفَ بحالِه، ومن الخجلِ لم يَرُدَّ عليه جواباً. فقال له ذاك: «ارجع إلى قلايتِك، ومن الآن كن عارفاً بضعفِك، واعلم بأنك إلى هذه الغايةِ لم تُجرَّب بعد، إما لأن الشيطانَ كان غافلاً عنك، أو لاستهانتهِ بك لم يتجرد لقتالِك، ولذلك نجوتَ، وها قد ظهر الآن أنك غيرُ أهلٍ أن تُعدَّ من المجاهدين، لأنك لم تقدر أن تصارع يوماً واحداً، فما أصابك اليوم كان نتيجةً لتصرفِك مع ذلك الشابِ الذي أتاك، وقد آذاه عدوُنا كلِّنا، فبدلاً من أن تعينَه وتشجعَه، ألقيتَه في اليأسِ، ولم تفكر فيما قاله الكتابُ: خلِّصوا المَسوقين إلى الموتِ، شجِّعوا صغيري الأنفس. ولم تذكر أنه مكتوبٌ عن سيدِك: قصبةً مرضوضةً لم يكسر، وسراجاً خاملاً لم يُطفئ. فمن اليومِ واظب على الصلاةِ والدعاءِ، ليصرفَ اللهُ عنك هذه الضربةَ التي أصابتك، لأنه قال: أنا أضربُ وأنا أشفي، وأنا أُميتُ وأنا أُحيي، وهو الذي يُحدر إلى الجحيمِ ويُصعد». ولما قال القديسُ هذا، صلى إلى اللهِ فانصرف عن ذلك الشيخِ ما كان قد نزل به من القتالِ، ووعظه قائلا: «يجب أن تسألَ اللهَ في كلِّ وقتٍ أن يعطيك لسانَ أدبٍ لتعرفَ ماذا ينبغي أن تقولَه في وقتِه».
سُئل أنبا يوحنا رئيس الكنوبيون عند نياحته:« قل لنا كلمةً يا أبانا». فقال: «إني لم أُكمِّلَ هوايَ قط، ولم أُعلِّم أحداً شيئاً لم يسبق لي عمله».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:11 AM   رقم المشاركة : ( 277 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال شيخٌ: «من يغلبُ الأسدَ ليس بشجاعٍ، كذلك من يقتل اللبؤةَ ليس بجبارٍ، أما من يخرج من هذا العالمِ وهو نقي من عيبِ النساءِ فهذا هو الغالب».
أخٌ أغضَبَه أخوه، ولما دخل قلايتَه، استحى أن يصليَ للهِ بسببِ الوجعِ المتقد في قلبهِ، ولكنه لما تطارح قدامَ اللهِ قائلاً: «يا سيدي، لقد غفرتُ لأخي من كلِّ قلبي». فللوقتِ جاءه صوتٌ يقول له: «قد أخذتَ شبهي، إذن فصلِّ لي بدالةٍ».
قال شيخٌ: «إن من لا يقبل الإخوةَ جميعَهم بمساواةٍ بل يفرز، فلن يستطيعَ هذا أن يكونَ كاملاً».
قال شيخٌ: «الشيطانُ فتَّالُ حبالٍ، فأنت تدفعُ له الخيوطَ وهو يفتلُ. هذا ما قاله من أجلِ مساعدتنا للأفكارِ».
سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «إذا بَذَرَ فيَّ الشياطين فكراً نجساً، أو غوايةَ الليلِ بالجنابةِ، يمنعونني من أن أصليَ قائلين لي: إنك نجسٌ». أجاب الشيخُ قائلاً: «إذا وضعت الأمُ الصبيَ على الأرضِ متمرغاً في وسخِهِ، فإنه عندما يرى أمَّه يرفع يديه ووجهَه نحوها وعيناه ممتلئةً دموعاً، فتتحنن أمُّه عليه وتضمه إليها، وتُصعِدَه على صدرِها، وتُقَبِّله، ولا تنظر إلى شيءٍ من وسخِهِ. كذلك نحن يا أخي، إذا ما أغوتنا الشياطين فلنُسرع صارخين نحو اللهِ باكين بين يديه، فإنه يقبلنا من وسطِ نجاساتنا ويطهرنا له دفعةً أخرى».
قيل: حدث مرةً أن اتفق ثلاثةُ شيوخٌ على أن يخرجوا معاً إلى البريةِ لعلهم يجدون رجلاً متعبداً للهِ، ولما ساروا ثلاثةَ أيامٍ، وجدوا مغارةً، فأتوْا إليها، فأبصروا نفساً خارجةً من جسدِها، وهي تُساقُ إلى جهةِ الغربِ، فبكوا لذلك قائلين: «يا ربُّ، كيف أنَّ متوحداً كهذا، وفي هذا المكانِ من القفرِ، تُساقُ نفسُه إلى الغربِ»؟ فجاءهم صوتٌ قائلاً: «إن لهذا الشيخِ في هذه المغارةِ أربعين سنةً، وقد فكَّر في قلبهِ قائلاً: إنه لا يوجَد راهبٌ آخر مثلي. فلهذا السببِ تُساقُ نفسُه إلى الغربِ». فقال الشيوخُ: «بالحقِّ إنَّ الكبرياءَ تُهلِكُ جميعَ ثمرِ الراهبِ».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:11 AM   رقم المشاركة : ( 278 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

سأل بعضُ الإخوةِ شيخاً قائلين: «هل الاسمُ يُخلِّصُ أم العملُ»؟ فقال لهم الشيخُ: أحدُ الشيوخ القديسين اشتهى أن يُبصِرَ نفسَ بارٍ، ونفسَ خاطئٍ وقتَ خروجِهما. فابتهل مصلياً إلى اللهِ زماناً، وإذ لم يشأ الربُّ الصالحُ أن يُحزِنَه لأجلِ تعبهِ، فأصدر إليه صوتاً يقول له: «امضِ إلى المدينة وأنا أريكَ». فقام الشيخُ بسرعةٍ وتوجَّه إلى المدينةِ، وكان هناك ناسكٌ كبيرٌ له اسمٌ عظيمٌ، وكان في شدةِ الموت، ولعظم اسمهِ بَطُلَ سوقُ المدينةِ في ذلك اليوم، وبكى الناسُ قائلين: «إن اللهَ بصلاةِ هذا القديسِ يصنعُ الرحمةَ للعالمِ». وأعدُّوا أكفاناً فاخرةً ومصابيحَ كثيرةً وأطيابَ للجنازةِ. فلما قربت ساعتُه، نظر الشيخُ فأبصرَ خازنَ جهنم قد أقبل وبيده خطافٌ يشبه الحديد المغلي بالنار، فوقف على رأسهِ، وسمع صوتَ الربِّ يقول «لا ترحم هذه النفسَ لأن ذلك الإنسانَ لم ينيحني على الأرضِ ولا يوماً واحداً». وفيما الشيخُ يريدُ الرجوعَ إلى قلايته، عَبَرَ ببعضِ أزقةِ المدينةِ، فرأى راهباً صغيراً مطروحاً على الأرضِ في خرقٍ باليةٍ وهو في شدةِ الموتِ، وليس أحدٌ يهتمُ به. فجلس الشيخُ عنده، ولما أتت ساعتهُ، نظر الشيخُ وإذا بملاكين جليلين قد انحدرا لأخذِ نفسِهِ، فمكثا وقتاً طويلاً ينتظران، ولكن تلك النفسَ لم تشأ الخروجَ من جسدِها، فنظر الملاكان إلى السماءِ وقالا: «يا ربُّ، ماذا تأمر عبيدَك من أجلِ هذه النفسِ، لأنها لا تشاء مفارقةَ جسدها»؟ فأرسل إليها الربُّ داودَ وكلَّ منشدي السماءِ، فلما قالوا: «ارجعي يا نفسي إلى موضعِ راحتكِ فإن الربَّ قد أحسنَ إليكِ»، وأيضاً: «كريمٌ أمام الربِّ موتُ قديسيه». فمن الفرحِ خرجت نفسُ ذلك الأخِ متهللةً.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:11 AM   رقم المشاركة : ( 279 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قيل عن شيخٍ إنه أقام سنين كثيرةً ناسكاً، لا يأكل سوى خبزٍ وملحٍ فقط، مرةً في كلِّ أسبوعٍ، حتى لصق جلدُه بعظمِهِ، وفي بعضِ الأيامِ زاره شيخٌ آخر، فلما رآه متعباً جداً قال له: «يا أبي إنك قتلتَ نفسَك وحدك بكثرةِ التعبِ، فكلْ شيئاً قليلاً من الإدامِ لترجعَ إليك قوتُك. فلم يشأ، فكرَّر عليه قائلاً: كُلْ ولو قليلاً من الفاكهةِ». فأجابه الشيخُ: «لماذا تضطرُّني إلى الكلامِ، لأني حتى ولو أكلتُ الرمادَ مع الطعامِ لا أستطيعُ أن أُرضيَ اللهَ، لأني عالمٌ بما حصل لنفسي أنا شخصياً، إذ حدث مرةً وأنا راقدٌ، إذ أُخذتُ إلى موضعِ الحكمِ، وكان كثيرون قياماً من ههنا ومن ههنا، وكنتُ واقفاً بخوفٍ شديدٍ، فقلتُ: اذكر يا ربُّ تعبي. وبقولي هذه الكلمة عوقبتُ فوراً، إذ قال للقيامِ: أخرجوا هذا. فدنا مني واحدٌ وأدخل يدَه في فمي، وقطع لساني، وجعله في يدي، فاستيقظتُ وأنا مرتعدٌ، فوجدتُ يدي مطبوقةً ففتحتُها ظانّاً أنها ممسكةٌ بلساني». فلما سمع الشيخُ هذا الكلامَ أمسك عنه.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:11 AM   رقم المشاركة : ( 280 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال شيخٌ: «لو كنا حكماءَ ونجعل أنفسَنا جهلاءَ، فإننا نستريحُ ونتنيح». فقال له أخٌ: «وكيف يجعلُ الإنسانُ نفسَه جاهلاً وهو حكيمٌ»؟ قال له الشيخُ: «إذا أنت قلتَ كلمةً في وسطِ الإخوةِ، وكانت تلك الكلمةُ حقاً وصواباً، ويتفقُ أن يقومَ آخر ويقول كلمةَ كذبٍ وغيرَ صائبةٍ، فإنك إن أبطلتَ كلمتَك الصائبةَ، وأقمتَ كلمةَ أخيك الكاذبةَ، فتكونَ حكيماً وقد جعلتَ نفسَك جاهلاً من أجلِ اللهِ».
سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «ماذا أفعلُ يا أبي، فإنَّ الخوفَ يتبعني إذا لحقتني أفكارٌ»؟ فقال له الشيخُ: «إنَّ جندي الملكِ إذا خرج للحربِ قبالة الأعداءِ، فكلما رموه وجرحوه ينهضُ مسرعاً لمقاتلتهم دفعاتٍ كثيرةً، فما لم يترك الحربَ ويهرب فإن الملكَ لن يغضبَ لأجلِ أنهم جرحوه، بل بالحري يفرح له بالأكثرِ، لكونِه قبل الجراحَ في سبيلِ مقاتلةِ أعداء سيدِهِ، هكذا أنت أيضاً، كلَّما هاجمتك الأفكارُ، انتصب بالأكثرِ لمقاتلتها».
كان لرجلٍ شريفٍ غريمٌ، فلبثَ يطالبه عشرَ سنين ولم يجبه، وكان الدائن بطيبهِ يصبر، وكان له صديقٌ، فقال له: «إني متعجِبٌ منك كيف لم تحنق منه لأن لك زماناً وأنت تطالبه وهو لا يجيبك». فقال له: «إنك تعجب لأني أطلتُ روحي عليه عشر سنين، وهو ذا اللهُ أكثرَ من خمسين سنةً، يطلبُ إليَّ أن أحفظَ وصاياه، وحتى الآن لم أجبه، ولم أصنع هواه، وهو بطيبهِ يصبرُ عليَّ، فإن كنتُ وأنا الإنسانُ لم أُجِب اللهَ وهو لا يغضبُ عليَّ، فليس بعجيبٍ إن كان إنسانٌ مثلي لا يجيبُني، وأطيلُ روحي عليه».
نَهَبَ إنسانٌ شريرٌ مالَ أحدِ الحكماءِ، فلم يغضب عليه، فقيل له: «لماذا لم تغضب على الذي نهب مالَك»؟ فقال: «إني شبَّهتُهُ بالموتِ، لأنَّ الموتَ ينتزعُ كلَّ إنسانٍ من مالِهِ ولا يغضبُ عليه أحدٌ».
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بستان الرهبان كامل مسموع
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان
تحميل كتاب بستان الرهبان كامل مسموع
كتاب بستان الرهبان لبيلاديوس
كتاب بستان الرهبان


الساعة الآن 08:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024