رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- القمص صليب حكيم
مصاهرة المخالفين في المذهب والملة والموطن أولًا: مصاهرة المخالفين في المذهب أو الملة ونقصد بها زواج طرف أرثوذكسي بطرف كاثوليكي أو بروتستانتي مختلف معه في المذهب أو بطرف أرثوذكسي آخر مختلف معه في الملة. فهناك فئة من أبنائنا وبناتنا تقبل الاقتران بالمخالفين في المذهب أو الملة. وأيًا كانت الظروف المؤدية بهم إلى ذلك إلا أن هذا الاقتران له أحيانا آثاره عليهم، لأنه وإن كانت المذاهب المسيحية كلها تشترك في حقائق الإيمان الأساسية وتخضع كلها لوصايا الإنجيل، إلا أن الخلافات المذهبية جعلت فارقًا بين البيت الأرثوذكسي والبيت الغير أرثوذكسي في طبيعة الحياة اليومية ذاتها، بل وفي بعض القيم في المعاملات والعلاقات. وعلى سبيل المثال: بمقارنة حياة الأرثوذكسي بغيره نجد أن القبطي الأرثوذكسي لا يفتر فمه طول اليوم عن ترديد أسماء القديسين والشهداء والملائكة والسيدة العذراء، ويطلب شفاعتهم ومعونتهم في كل خطواته، وأمامه في بيته وفي كنيسته وفي حافظته صورهم المقدسة يتأمل فيها جهادهم وقداستهم ويلتمس تشجيعهم ودعاءهم له لينال مجدًا مثلما نالوا ويسعد بأن يأخذ بركتهم وبركة صورهم مستشعرًا بروحه وجودهم معه ومرافقتهم له، ويعطي اعتبارًا كبيرًا لأشخاصهم التي يتمجد المسيح فيها بقوة ويجعلهم أمامه دائما ليتمثل بإيمانهم (عب13: 7). وهناك ثقة بينه وبينهم وصداقة حب تربطه بهم لأنهم كانوا أمثلة للفضيلة وماتوا عن العالم وهزموا الشياطين وجازوا الآلام وكان روح الله يعمل فيهم بالآيات والعجائب في حياتهم وبعد انتقالهم. وإذْ هُمْ في محبتهم له يصلون عنه ويشفعون في مذلته ويهبون لنجدته عندما يطلبهم لذلك لا يستغني عنهم كل حياته. فهو يكرمهم في أشخاصهم وفي أجسادهم لما يتسبب عنها من شفاء الأمراض والبركة لكل من يلمسها بوقار وإيمان تماما كما مست عظام أليشع الميت وأقامته، وكما كانت مناديل وعصائب الرسل تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة. وكمثال ثان: المسيحي الأرثوذكسي يؤمن بقوة علامة الصليب يرشمه على كل شيء وعلى كل ما يملك، فهو يرشمه على ذاته في كل وقت، في دخوله وخروجه، وقبل أن ينام وعندما يستيقظ، ويرشمه على كل ما يأكله أو يشربه، وعندما يبدأ صلاته وعندما ينتهي منها، وعندما يسجد وعندما يقرأ في الإنجيل، يرشمه قبل أن يبدأ في أي عمل وعندما يقابل أي شخص، يرشمه إذا ما صادف أمرًا مخيفًا وعند مواجهته لأية ضيقة، يرشم الصليب لكي يطرد الغضب ويبدد أفكار الشر وميول الخطية ومشورات عدو الخير، يرشمه للبركة وللمعونة وللحماية لأنه بالصليب تُصنَع القوات وتخرج الشياطين، فالصليب سلاح قوي كما قال الكتاب: "كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1كو1: 18). والصليب لا نفتر عن استخدامه لحظة. فهو على صدورنا وعلى أيدينا وعلى بيوتنا وعلى كنائسنا وفوق مضاجعنا وعلى كتبنا وعلى أدواتنا وعلى مقابرنا، وحياتنا كلها مدموغة بالصليب ومستغرقة فيه. وكمثال ثالث: المسيحي الأرثوذكسي ملتزم بالسبع صلوات المزامير الليلية والنهارية ويعتبرها واجبا مقدسا وشركة حياة يومية مع المسيح في آلامه وموته وقيامته ويحس بتأنيب الضمير إن قصر في تأدية هذه الصلوات إذ ينظر إلى ذاته وكأنه خرج عن وصايا الله التي تتكلم عن التسبيح لله سبع مرات في النهار (مز119: 164) والتي حددت صلوات السواعي بأوقاتها (مز55: 17) وكأنه أيضًا تعدَّى تقليد الرسل الذين مارسوا هذه الصلوات (أع2: 1) وخالف تعاليمهم (الدسقولية فصل 10: 50)، وكأنه كسر تقليد الكنيسة في ممارستها لهذه الصلوات منذ البداية كما تؤكده كتابات الآباء وكما تحياه الكنيسة إلى يومنا هذا. هذا من ناحية اعتباره لقانونية هذه الصلوات أما من الناحية الروحية فهو يؤمن بضرورة تأديتها لأنها تسنده وتحفظه في حياته اليومية وتربطه بشخص المسيح وتنظم علاقته مع الله لما تمتاز به من توقيت زمني يذكره بمواعيد العبادة. وهو يحرص على أن يقوم بها كواجب عبودية لله السيد الخالق لكي يتمم خلاصه بخوف ورعدة. وهو يقدمها أيضًا من منطلق محبة صادرة من ابن لأبيه السماوي لكي يتمتع بعطية هذا الخلاص في سعادة وفرح الروح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انا وحدتي معاك لمة واللمة مع الناس وحدة |
للكتاب المقدس رأي واضح في مصاهرة الغرباء |
مصاهرة اخاب |
قبل هشام جنينة مصاهرة الفلسطينيين ورطت هؤلاء |
المصريين الأحرار يهنىء الشعب المصرى والأمة الإسلامية |