هذا هو الإله الذي نرجوه الذي يعيد الأرض إلي صورتها الأولي. وأيضًا الله الذي يقف إلي جوار أولاده باستمرار،
الذي رآه يوحنا في رؤياه وهو "في وسط المنائر السبع، وفي يمينه ملائكة الكنائس السبع" (رؤ 1: 20).
فالله ما يزال وسط أولاده، وفي يمينه رعاه الكنائس وقادتها، وهو يقول لنا أغنيته الجميلة
"لا يخطف احد من يد أبي شيئًا" (يو 1: 29).
لنا رجاء في الله الذي قال عنه يوحنا الحبيب في رؤيا:
"أبصرت وإذا باب مفتوح في السماء" (رؤ 4: 1).
فالإنسان الذي يعيش في الرجاء باستمرار ينظر بابًا مفتوحًا في السماء ويري الله واقفًا في هذا الباب
"يقول إنه يفتح ولا احد يغلق" (رؤ3: 7).
الله الذي يسعي لخلاصنا دون أن نسعى نحن، والذي يحبنا أكثر مما نعرف الخير لأنفسنا الله ضابط الكل الذي يقود الكون كله والذي حياة العالم كله في يديه. هو يدبر الأمور حسب حكمته التي لا تحد، نحن نرجو هذا الإله، ونحن نغني مع الرسول قائلين:
"كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رؤ 8: 28).
ونقصد الخير بالمقاييس الإلهية وليس الخير بمفاهيمنا البشرية.
الله هذا صانع الخيرات، هو الذي نرجوه. وهو الذي نعلق كل رجائنا عليه.
وهو الذي نقول له في بعض الصلوات القداس الإلهي
"يا رجاء من ليس له رجاء. معين من ليس له معين".
ونقول في المزمور "الاتكال علي الرب خير من الاتكال علي البشر، الرجاء، بالرب خير من الرجاء بالرؤساء" (مز 118).
الرجاء في مواعيد الله الصادقة والرجاء في الحياة الأبدية الجميلة، في القيامة السعيدة، الرجاء الذي نعلقه لا في أمور العالم، وإنما في ذلك الوطن السماوي، "المدين التي لها الأساسات التي صنعها وبارئها الرب" (عب 11).
الإيمان في حياة أخري جديدة لا تعرف خطية، ولا تعرف أثمًا،
الإيمان في التجديد العجيب الذي نناله في السماء،
حيث ترجع إلينا الصورة الإلهية الأولى، وفي وضع لا يخطئ فيما بعد،
الرجاء في الحرية التي ننالها من الرب، بحيث تكون حرية تفعل الخير فقط، ولا تعود تعرف الخطية بعد،
الإيمان بملكوت الله الذي نعيش فيه في ذلك الأبد، ونعد أنفسنا له من الآن.
هذا هو الرجاء الحقيقي الذي نرجوا فيه ما لا يرى.
لأن الأشياء التي ترى تدخل في العيان، وليس الرجاء.
نحن نرجو ما ننظره بالصبر، وليس ما نراه
كما يقول الرسول "هذا الرجاء المفروض أن ندعو الجميع إليه".