22 - 07 - 2016, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
الحِيــرة والبلاد العربية
لقد انتشرت المسيحية المشرقية بين عدة قبائل عربية، من بينها قبائل الحيرة، التي أقامها الفرس امارة على الضفة اليمنى من نهر الفرات، وعرفوا باللخميين او المناذرة، لتكون همزة وصل بينهم وبين العرب، كما كان الرومان قد اسسوا امارة الغساسنة العربية في بلاد الشام، للهدف نفسه. يقال إن الأسرى الرومان، الذين جلبهم هرمز الاول (272-273)، هم بشّروا بالمسيحية. وفي القرن الخامس اصبحت الحيرة ابرشية مشرقية، ولها أسقف اسمه هوشع، اشترك في مجمع اسحق عام 410. بدأت المسيحية تقوى على يد ملكها امرئ القيس الاول، ثم على عهد حفيده، النعمان بن المنذر، وغدت الحيرة من المراكز المهمّة في حركة التبشير بين القبائل العربية. وكان للمناذرة أثر كبير في بناء الديورة مثل: دير اللج، ودير مارت مريم، ودير هند الكبرى، ودير هند الصغرى، ودير الجماجم، ودير عبد المسيح. لقد أدّى تأسيس الكوفة في الإسلام الى أُفول نجم الحيرة. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
الهند
لا نعرف على وجه التدقيق، تاريخ تبشير الهند، لكن بحسب التقليد المتداول، ان الرسول توما هو من بشرها، عبر بلاد ما بين النهرين. ولا يزال مسيحيو أقليم ملابار ينتسبون اليه. كما أن هناك تقليدًا عريقًا مفاده ان توما القناني قننيا، من قنى جنوب المدائن بالعراق، قصد الهند بِمعّية قافلة من العائلات عام 345 وسكن في “Kottayam” ولا تزال هذه الجماعة تسمي نفسها قناناي، ولها أسقف وادارة مستقلة. وتقاليدها شبيهة بعاداتنا المشرقية. كما ان الرحالة قزما Cosmas Indicopleustes يذكر نحو عام 553، انه وجد في الملابار بالهند أسقفًا مرتبطًا بكرسي فارس، وكذلك وجد اسقفًا آخر في جاوا. ولما استولى البرتغال على الهند اقام اليسوعيون اسقفًا من بينهم على الاقليم، وغيّروا الكثير من طقوسهم وعوائدهم، وفُرضت عليهم في مجمع ديامبر1599، طقوس وممارسات لاتينية. واستاء بعض مؤمني الملابار من هذا التغيير، فالتجأوا الى البطريركية الكلدانية عدة مرات لاقامة اساقفة كلدان عليهم، لا سيّما في زمن البطريرك اودو، لكنها باءت بالفشل بسبب إصرار الكرسي الرسولي على ربط كنيسة ملابار مباشرة بروما. امام ذلك التجأ عدد كبير منهم عام 1665، الــى بطريرك السريان الارثوذكس الانطاكي، ملتمسين أسقفًا سريانيًا، ومُوبْدين استعدادَهم لاتباع الطقس الانطاكي، فلبىّ طلبهم، وسموا ملانكار. وتعد كنيسة ملابار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مؤمن، عدا نفوس الكنائس الاخرى. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
الصين
خير دليل على وصول المسيحية المشرقية الى الصين هو النصب الأثري المكتشَف عام 1625 في سيان فو في مقاطعة شانسي، حيث أقيم عام 781، لتخليد ذكرى وصول مبشرين من كنيسة المشرق إلى بلاط إمبراطور الصين سنة 635، هناك نشـروا الإنجيل وأقاموا كنائس وأديار ومدارس. وصار لهم كراسٍ أسقفية يضعها كتاب المجدل في المقام الثاني عشر في جدول أبرشيات بطريركية بغداد. هذا النصب الأثري من الحجر، يبلغ ارتفاعه مترين و26 سم وعرضه 86 سم وسمكه 25 سم. نقش في القسم الأعلى منه جوهرة نفيسة ترمز إلى جوهرة الإنجيل (متى 13-44)، يتوسّطها إطار خماسي تطوّقه حيتّان، وفي قمته صليب على طراز مشرقي أصيل متساوي الإطراف. في الإطار غمامة وزهرة وغصنان صغيران وتسعة رموز صينية تقول: ” نصب تذكاري لانتشار ديانة النور الآتية من مملكة طاشي – شرقنا – في الامبراطورية الوسطى”. تأتي في المتن كتابة صينية متكونة من 1900 رمز وكتابة سريانية بالخط الاسطرنجيلي. تقسم الكتابة الى ثلاثة اقسام: 1-لاهوتي عقائدي، 2-تاريخي، 3-تقريظي. يشير القسم التاريخي الى مجيء مبشّرين من الشرق لنشر الخبر السار على ارض الصين: “أتى من بلاد الشرق، شخص تقي يحمل معه كتبا مقدسة، يدعى ألبن – على الأرجح هي التسمية الصينية لاوراهام / ابراهيم – الى بلاد الصين في عهد الإمبراطور ثايو تسونغ عام 635م، وقد أرسل الامبراطور وزيره الأول، الدوق فانغ هسوانلينغ، ليستقبل الزائر ويقوده الى البلاط والكتب التي كانت بمعيته، ترجمها موظّفو المكتبة الامبراطورية، لان جلالته أحّب أن يطلّع شخصيًا على هذا الدين. فانتشرت شريعة الله في الولايات العشر وتمتعت الإمبراطورية بسلام تام، وكانت المدن ملأى بالكنائس والبيوت مغمورة بسعادة الانجيل”. ثم يذكر مجيء مبشّرين آخرين. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
الخاتمة: “إن امبراطورنا الحالي من السلالة العظيمة (تنغ) الجالس على العرش (780م) أقام هذا الاثر في السنة الثانية من ملكه، في اليوم السابع من الشهر الأول، أي في اليوم الكبير (الأحد 4 شباط 781م) في عهد السيد الروحي الكاهن هنيك شو (البطريرك حنا نيشوع) الذي له السلطة المطلقة على جماعة ديانة النور في الشرق طرًا”. يتبع بالسريانية: “في ايام أبي الآباء مار حنا نيشوع الجاثاليق البطريرك” وثم بالصينية: “كتب من قبل لوهسياسين مدير الاشغال العامة في نسياشو ولاية جكياسنغ”، وبالسريانية: “في سنة 1092 يونانية (781م) مار يزدبوزيد الكاهن وخوراسقف كمدان، ابن المرحوم ميليس، كاهن بالخ، مدينة تاحورستان، أقام هذا النصب التذكاري”.
بعد ذلك تأتي باللغة السريانية أسماء الأشخاص وهم: أسقف وخوراسقف واركذياقون و24 كاهناً وبعض الرهبان وشماس إنجيلي وحوالي اربعين علمانياً. ولنا شاهد آخر على ازدهار المسـيحية المشرقية في أرض الصين حتى القرن الثالث عشر، هو انتخاب مطران بكين يابالاها الثالث بطريركا (1283-1318)، وإقامة رفيقه الراهب صوما زائرًا عامًا. في هذه الحقبة كانت مناطق عديدة من الغرب يلفّها الجهل والوثنية. كفى ان يكون إكليروس كنيستنا وشعبها هم اول من حملوا راية المسيح واسمه الى بلاد الهند والصين والعجم. وأقاموا فيها كنائس وأسقفيات والعديد من الديورة، فطريق الحرير غدا طريق البشارة – الإنجيلية. إستنادا إلى ما تقدم، نقدر ان نحدّد جغرافيًا مواطن السريان المشارقة. شرقًا: ببلاد فارس-إيران، وغربًا بالبحر الابيض المتوسط، وشمالاً بآسيا الصغرى (تركيا)، وجنوبًا بشبه الجزيرة العربية وبلدان الخليج، وخصوصا بلدان الشاطيء الغربي التي كانت تعرف ببيت قطراياي ومن المدن المهمّة: مراغة، اورميا، سوسه، جنديسابور، شوشتر، الأحواز، الرها، نصيبين، دياربكر-آمد، ماردين، المجدل، دهوك – بيت نوهدرا، اربيل، مركا – المرج، عقرة، القوش، نينوى – الموصل، كركوك، حلوان، تكريت، سامراء، عانة، حديثة، الأنبار، بغداد (ساليق وقطيسفون)، حيرة، كشكر، ميشان. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
3-العصر العباسي وحركة الترجمة
ظلّت المسيحية مزدهرة في هذه المناطق، حتى بعد الفتح العربي، وصارت فيها مؤسسات: مدارس وبيمارسانات (مستشفيات) وأديار. يقول الأب هنري لامنس اليسوعي عن انتشار لغة السريان: “من عجيب الأمور ان انتشار لغة الآراميين بلغ في عهد السلوقيين مبلغًا عظيمًا، فأضحت اللغةَ السائدة في كل آسيا الساميّة، أعنى في سوريا وما بين النهرين وبلاد الكلدان والعراق وجزيرة العرب. وكان العرب المسلمون أيضًا يدرسونها لكثرة فوائدها. ولا نظن ان لغة أخرى، حتى ولا اليونانية، جارت السريانية في اتساع انتشارها، اللهم إلا الانكليزية في عهدنا”. أما سليم مطر، فيبيّن مدى تأثير السريانية على العربية قائلا: “اللغة العربية طوّرت نفسها، وكوّنت نَحْوَها من خلال تجربة اللغة السريانية”. قد يكون هذا التأثير حصل، لما اعتنق قسمٌ من الآراميين (السريان) الإسلام، وأصبحوا موالين لإحدى القبائل العربية أو لأحد القادة المسلمين الكبار. عندما جاء العرب المسلمون إلى ما يسمى اليوم بالعراق، كان تقريبًا نصف السكان مسيحيين، يضاف إليهم قسم كبير من سكان إيران. وعرفوا انتشارًا واسعًا كما جاء في مسلة سينغانفو، (الصين) عام 781 التي تخلد مجيء أول فريق من المبشرين المشارقة إليها عام 653. وكان الجاثليــق إيشوعياب الثاني قد رفع اسقفيــة حلوان (في إيران) الى رئاسة أسقفية وكذلك أسقفية هرات (أفغانستان) وأسقفية سمرقند (اوزبكستان) والملابار (الهند) والصين. وهذا يمثل عمق الروح الارسالي لكنيسة المشرق ومدى انتشارها الواسع. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
إنتشرت اللغة العربية بسرعة في البلدان التي احتلّها المسلمون (دار الإسلام). وكان الخليفة الأموي الوليد (705-715) قد أمر بجعلها اللغة الرسمية للإدارة العامّة. وهذا الجو الاجتماعي– الاقتصادي– السياسي جعل المسيحيين يستخدمونها، في حين بقيت اللغة السريانية لغة الأدب والطقوس الدينية. وان أهل الكتاب المسيحيين واليهود والزردوشتيين، عُدّوا أهل ذمة (أي في ذمة الغالبية المسلمة أمام رفضهم الإقرار بنبّوة محمد)، شرط ان يدفع الذكور البالغون الجزية، جزية الرأس التي كانت أحيانا باهظة. فضلا عن ذلك، فُرض عليهم في فترات معيّنة، زيًا خاصًا أو الزنّار، وفي القرن الثاني الهجري أصبحت الضوابط أكثر تقيّدا.
في بداية العصر الأموي قاد كنيسة المشرق بطريرك قيادي فكراً وإدارةً هو إيشوعياب الثالث المعروف بالعظيم (650-658). دعم أولوية الكرسي البطريركي، وقام باصلاحات عديدة منها الليترجيّة. عاونه فيها الراهب الموهوب عنانيشوع. إليهما يعود تنظيم السنة الطقسية وترتيب الصلاة الرسمية ورتب الاحتفال بالأسرار المقدسة. ومن بين عدة رتب قداس “انافورا” إنتقيا ثلاثًا: انافورا اداي وماري التي تعود الى نهاية القرن الثالث وبداية الرابع، ثم الاثنتان الأخريان تعودان الى ثيودورس أسقف مصيصة ونسطوريوس بطريرك قسطنطينية المعدّ أحد قدّيسيها العظام. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
وعندما انتقلت الخلافة الى بني العبّاس، وصار مقرّها في بلاد ما بين النهرين (العراق) وشيّدت بغداد، مدينة السلام عاصمة لها ومركزا للمسلمين عام 762، أسهم المسيحيون إسهامًا واسعاً في الرصيد الحضاري الإقليمي والعالمي مع العرب “أبناء عمومتهم”. شكلوا حالة متميزة في تاريخ التفاعل الثقافي في العالم المعروف انذاك. جميع المصادر التاريخية القديمة والحديثة تعترف بدورهم المرموق في عملية الترجمة والنهضة الكبرى التي قادها الخلفاء العباسيون. فقد قاموا بنقل ما لا يُحصى من الكتب من اللغتين السريانية واليونانية الى العربية. يكفي ان نسجل هنا مثالاً واحدًا لإسهام المسيحيين في إثراء الثقافة العربية في بغداد العباسيين: ان الاديب الشهير حنين بن اسحق العبادي من الحيرة (قرب الكوفة) ولغته الأم السريانية، قام بنقـل 39 كتابًا من اليونانية الى العربية، لكنه في الوقت عينه ترجم 95 كتابا الى السريانية وحدَها. لم يكن المسيحيون مجرد نقلة، بل كانوا عنصر إبداع حقيقي، فقد أضافوا الى ما نقلوه خِبرتهم ومعارفهم، وبلوروا وطوّروا ورفدوا العرب والمسلمين، ومن خلالهم العالم بكل نافع من العلوم كلها.
اشتغل المسيحيون في الإلهيات والفقه والفلسفة والمنطق والطبيعة وما بعد الطبيعة والرياضيات وعلم الهيئة (الفلك) والطب والفيزياء والكيمياء والهندسة والبناء والموسيقى والأدب والزراعة والتجارة. وكان لنشاطهم الاقتصادي والثقافي والتجاري والاجتماعي الأثر البالغ في الدولة الفارسية ثم العربية، وخصوصًا في عصر العباسيين حيث شهدوا نقلة نوعية، اذ اهتم هؤلاء الخلفاء بالعلم والثقافة وراعوا العلماء والمفكّرين وأرسلوا فرقًا لجمع الكتب وترجمتها، وأغدقوا عليهم المال والهدايا كحافز تنافس بين الفرق من أجل إنتاج أوسع. واستفاد العرب من معطيات هذا الإرث الحضاري في ضبط المفردات الفقهية وكذلك الغرب المسيحي انتفع من هذه الترجمات التي نقلت عبر الأندلس وجزيرة صقلية إلى اللاتينية في تكويـــن |
||||
22 - 07 - 2016, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
اللاهوت المدرسي. ومن بين هؤلاء المفكّرين العظام نذكر على سبيل المثال بختيشوع وعائلته في مدرسة جنديشاهبور الطبية، الذي خدم هو وأبناؤه عدة خلفاء، وحنين بن اسحق (+873). فضلاً عن الجاثليق طيمثاوس الكبير (780-832) الذي كان اديبا غزيـــز
الانتاج ومترجمًا بارزا، ناظر الخليفة المهدي حول مسائل دينية: مسيحية واسلامية. وقد نقل مقر كرسيّه البطريركي الى بغداد، وهذا الامتياز أعطي لكنيسته وحدها. ومجموعة الرسائل التي كتبها في شتى المجالات الدينية والفكرية تظهر سعة فكره واقتداره على إدارة الكنيسة والذود عنها. والمُلفِت للنظر ان هذا الإرث الأدبي لم يحتكره الإكليريكيون، بل نجد علمانيين عديدين متكلمين (لاهوتيين) كتبوا في اللاهوت والفقه. وبالرغم من أن السياسة العباسية تسببت في اعتناق مسيحيين عديدين الإسلام، الا ان كنيسة المشرق عرفت انتشارأً واسعًا في بلدان أخرى، وتأسست أسقفيات في دمشق والقدس والإسكندرية وجزيرة قبرص وبلدان الخليج. وسلك رهبان مرسلون طريق الحرير، وحملوا إلى جانب الإنجيل لغتهم السريانية ولترجيّتهم المشرقية. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
4-الحكم المغولي والإتصالات مع الغرب المسيحي
لم تكن أحوال المسيحيين في عصر المغول على وتيرة واحدة. فبعض ملوكهم تقبّل المسيحية وأظهر تعاطفًا مع الكنيسة، وآخرون كالسلطانين أحمد وقازان، إضطهدوهم، وهدموا كنائسهم وأديارهم. من المؤكد ان جهود المبشرين المشرقيين لاقت صعوبات جمّة في الصين والتبت بسبب تقلب الحكومات، بينما لاقت جهودهم نجاحًا وسط الشعوب المغولية. وعندما غزا جنكيزخان هذه المناطق في القرن الثالث عشر، واحتل بغداد عام 1258، كانت المسيحية المشرقية قد انتشرت بين القبائل المغولية، ولدى غزوه الصين عادت المسيحية المشرقية اليها وانتعشت. ويعّد عبديشوع(+1318) قائمة بعشرين رئاسة أسقفية ومئتي أسقفية خاضعة لجاثليق المشرق. ولما جاء تيمورلنك (1396-1405) واعتنق معظم المغول الاسلام، إضطهد المسيحيين ولاحقهم، فاضطرّوا الى اللجوء نحو مناطق كردستان الجبلية. أما المبشرون الغربيون، فقد قدِموا إلى الشرق مع استيلاء الصليبيين على الأراضي المقدسة. وأول لقاء، تمّ بينهم وبين المشرقيين كان عندما جاء رهبان فرنسيسكان وكبوشيون ودومنيكان إلى هذه المناطق: البصرة وبغداد والموصل وآمد، واستمالوا إليهم الناس بواسطة الطب. ومن بين هؤلاء المرسلين البارزين نذكر: وليم أوف ربروك (William of Rubruk +1270) وريكوردو دي مونتي كروجي (Ricordo da Monte Croce +1320) وجيوفانيي دي مونتيكورفينو (Giovanni da Montecorvino +1328). وفي عام 1340 حصل اتصال آخر مباشر عندما انضّم فريق من المسيحيين المشرقيين في قبرص إلى الكنيسة الكاثوليكية، وسُمّوا كلدانًا. وهذا الاتحاد مع كنيسة روما جُدد عام 1445 لما أعلن مطرانهم طيمثاوس أسقف طرسوس ايام البابا اوجين الرابع (1431 -1447)، اتحاده إثر انعقاد مجمع فلورنسا -فيرارا الوحدوي (1438-1445). وحمل طيمثاوس هذا لقب رئيس اساقفة الكلدان المقيمين في قبرص “Archiepiscoporum Chaldeorum, qui in Cypro-sunt” إلا أن هذا الاتحاد لم يدم طويلاً بعد وفاة طييمثاوس 1489، فانصهر المشرقيون في الجماعات الكاثوليكية المحلية اللاتينية والمارونية. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
واتصل الدبلوماسيون المغول بالغرب. والأكثر شهرة من بينهم هو ويكور أو الراهب برصوما الذي كان مساعدا للجاثليق مار يهبالاها الثالث المغولي (1291-1317). أوفده الملك المغولي أرغون خان، إلى الإمبراطور البيزنطي في القسطنطينية، اندرونيكوس الثاني، والى ملك فرنسا، فيليب الرابع، وملك انكلترا، أدور الأول والى البابا نيقولاوس الرابع (1288-1292)، لتشكيل جبهة مشتركة من أجل إنقاذ الأراضي المقدسة. وكانت الحروب الصليبية في أشدها، لكن مساعيه باءت بالفشل. وفي روما احتفل برصوما بالقداس في كنيسة مار يوحنا اللاتراني وبحسب الطقس المشرقي، وحضره البابا وتناول القربان من يديه. وبواسطة برصوما، تعرّفت الدوائر الرومانيةcuria على كنيسة المشرق التي لم تكن معروفة لديهم بشكل جيد من قبلُ. وبعد موت برصوما (10/1/1294) استمرت المراسلات بين الكرسي ألرسولي ويهبالاها ولكن من دون نتائج تذكر. وفي زمن يهبالاها وتحت الحكم المغولي الأول، عرفت كنيسة المشرق انتشارا واسعًا من القدس إلى الصين والهند. وفي بغداد سُمحَ للبطريرك الإقامة في أحد قصور العباسيين. ولكن لم يدم الوضع على هذه الحال، فعندما جاء الخان الثاني غازان، ابن أرغون واعتنق الإسلام رسميًا، ضايق المسيحيين كثيرًا، ودمرت بعض الكنائس أو حولت إلى مساجد، ونهبت دار البطريركية. وبدأ أفول أهم كنيسة مُبشِّرة في القرون الوسطى. وقام خلفه طيمثاوس الثاني (1318-1331) بعقد مجمع لإجراء بعض إصلاحات ولملمة قوى الكنيسة، ويُعدُّ آخر مجمع يذكر لهذه الكنيسة قبل القرن التاسع عشر. وفي العقود الأخيرة من القرن الرابع عشر، مسحت حملة تيمورلانك العسكرية العديد من أبرشيات كنيسة المشرق، وصارت الأبرشيات النائية معزولة عن مركز رئاستها الأم، وامّحت شيئا فشيئا في الصين بعد اندحار المغول.
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|