19 - 07 - 2016, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المسيحية والعرب
جزيرة تيران: مما جاء في المراجع خبر أسقف تيران. وتيران جزيرة عند مدخل خليج العقبة اشتهرت في القرون الأولى بجماركها وسلطتها على التجارة البحرية عبر البحر الأحمر. ومما يروى عنها أنها سقطت في السنة 470 في يد عربي اسمه امرؤ القيس قدم إليها من المناطق الخاضعة لفارس فاحتلها وطرد موظفي الروم منها ثم ما لبث أن أوفد أسقفاً اسمه بطرس إلى الأمبراطور لاوون ليقدم خضوعه ولينال منه لقب فيلارخوس عرب البتراء. وتذكر المراجع أن الأمبراطور استدعى هذا الزعيم إليه ومنحه السلطة على جزيرة تيران ومناطق غيرها. ثم عادت الجزيرة إلى حكم الروم المباشر بنزول القائد رومانوس فيها عام 498 ولكنها احتفظت باسقفيتها. فإننا نقرأ في أعمال مجمع أورشليم المحلي المنعقد عام 536 عن أنسطاسيوس أسقف تيران. ولعله كان خاضعاً لكنيسة سيناء.
|
||||
19 - 07 - 2016, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المسيحية والعرب
حمير: لا نعلم بالضبط متى وصلت المسيحية إلى اليمن. ولكننا نقرأ أن الأمبراطور قسطنديوس أوفد في السنة 356 بعثة يرأسها الراهب الآريوسي ثيوفيلوس لتفاوض في حرية الإتجار وحرية المعتقد ولتنشر رسالة السيد المخلص. وأفلح ثيوفيلوس فيما يظهر وأنشأ كنيسة في عدن وفي ظفر. ولا نعلم بالضبط ما إذا كان هذا الراهب نجح في تأسيس كنيسة ثالثة في هرمز عند مدخل الخليج الفارسي. ويؤكد ثيودوروس القارئ أن المسيحية لاقت نجاحاً في حمير في عهد انسطاسيوس الأمبراطور (491-518) وأن المسيحيين في هذا البلد البعيد خضعوا لأسقف يرشدهم ويدبر أمورهم ولعل هذا الأسقف هو سلوانس عم يوحنا الذيكرينومينوس.
|
||||
19 - 07 - 2016, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المسيحية والعرب
نجران: ولا يختلف اثنان في أن نجران كانت أهم مواطن المسيحية في الجنوب. ولعل الفضل في اعتناق أهلها المسيحية يعود إلى كنيسة أنطاكية. فقد جاء في كتاب السيرة لابن هشام (طبعة أوروبة 20-22) وفي تاريخ الرسل والملوك للطبري (طبعة أوربة جـ1 ص 919) أن قافلة عربية أسرت راهباً سورياً اسمه فيميون فنزلت به إلى نجران فهدى أهلها طريق الصواب. ويذكر ياقوت كعبة في نجران يقال لها البيعة بناها بنو عبد المدان بن الديان الحارثي على بناء الكعبة فعظموها مضاهاة لكعبة مكة. وكان فيها أساقفة “معثمون”.
وكانت اليهودية قد تسربت إلى بلاد اليمن من جراء خراب أورشليم. وكان آخر ملوك حمير ذونواس يرى في المسيحية ما يذكره بالأحباش ومطامعهم في اليمن. فأوقع بالنصارى في السنة 523 مذبحة نجران ثم جمع من نجا منهم وخيرها بين القتل واليهودية. فاختاروا الموت استشهاداً. فخدَّلهم اخدود النار. {وروى بعض المحدثين أنه مما جاء في سورة البروج من القرآن “قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود”. ومما جاء في الطبري أيضاً أن دوس ذا ثعبان أفلت ولجأ إلى امبراطور الروم يستنصره على ذي نواس وأن يوستينوس قال له: “نأت بلادك عنا فلا نقد أن نتناولها بالجنود ولكني سأكتب إلى نجاشي الحبشة وهو أقرب ملوك -النصرانية- إلى بلادك”.} ويروى أيضاً أن النجاش انتصر على ذي نواس مرتين متواليتين في السنة 523 وفي السنة 525. وهنا رب معترض يقول كيف اضطهد يوستينوس أصحاب الطبيعة الواحدة في بلاده ثم تعاون معهم في الحبشة واليمن. والجواب أن صاحب القسطنطينية كان يعتبر نفسه حامي ذمار النصرانية في كل المسكونة. |
||||
19 - 07 - 2016, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المسيحية والعرب
انتشار المسيحية في قلب الجزيرة: يستدل من أقدم المراجع العربية الإسلامية أن أفراداً وجماعات من قبائل هُذيم وعُذرة وجُذام وجُهينة وبلي وبهرا وطيّ وحنيفة دخلوا في المسيحية قبل الإسلام وأن بعض هؤلاء لم يسلم إلا بعد وفاة محمد. وأقرب هذه القبائل للمدينة بنو هُذيم وكانوا فقراء ضعفاء. أما بنو عُذرة فإنهم نزلوا وادي إضم في شمالي الحجاز وعرفوا برقة عواطفهم وطهارة عشقهم. وكانت منازل جهينة بين المدينة والعقبة وفي سيناء حتى الفرما. وجاءت منازل بلي بين المدينة وتبوك. ومن مسيحية قضاعة بهرا وكانت منازلهم بين بلي وبين مشارف الشام. وتاخمت لخم حدود الشام. أما منازل بني طيّ وبني حنيفة فإنها كانت في قلب الجزيرة وإلى شرق المدينة.
وتمر العصور ويبقى حسُّ هذا العهد مسموعاً في ما تبقى من أدب. فهذا حنظلة الطائي يفارق قومه وينسك ويبني ديراً بالقرب من ضفة الفرات. وفيه يترهب حتى يموت. وذاك قس ابن ساعدة يتقفّر القفار ولا تكنّه دار يتحسّى بعض الطعام ويأنس بالوحوش والهوام. وينظم بعضهم الشعر فيزهد في الدنيا ويدعو إلى النظر في الكون والاعتبار بحوادثه. |
||||
19 - 07 - 2016, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المسيحية والعرب
وصول المسيحية إلى مكة: لا يختلف اثنان فيما نعلم في وصول المسيحيون من الأحباش إلى مكة وإقامتهم فيها لأغراض يقضونها. وإذا كان هؤلاء من “طبقة العبيد” وكانت منازلهم بعيدة عن الكعبة متاخمة للصحراء وكان ما يتحدثون به من قصص دينية لا يتصل بسمع أمجاد قريش وأشراف أهل البلد. فأمية ابن أبي الصلت الذي كان ينظر في الكتب ويقرأها ويلبس المسوح تعبداً وورقة ابن نوفل الذي عرف الإنجيل ونقل بعضه إلى العربية! وماذا نقول في القريشيين الأربعة ورقة ابن نوفل وعبيد الله ابن حجش وعمثان ابن الحويرث وزيد ابن نفيل الذي “خلصوا نجيّاً فقال بعضهم لبعض تعلموا والله ما قومكم على شيء لقد أخطئوا دين أبيهم ابراهيم ما حجر نظيف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع” فأما ورقة ابن نوفل فاستحكم في النصرانية واتبع الكتب من أهلها حتى علم علماً من أهل الكتاب. وأما ابن جحش فإنه هاجر مع المسلمين إلى الحبشة ثم تنصر ومات نصرانياً. وكذلك ابن الحويرث فإنه لجأ إلى قيصر وتنصر. وابن نفيل لم يدخل في يهودية ولا نصرانية ولكنه فارق دين قومه واعتزل الأوثان. (السيرة لابن هشام ج 1 ص178-179 ط. محيي الدين عبد الحميد).
خطباء المسيحيين: ولم يفد أبو طالب مالاً كثيراً من رحلته إلى الشام فأقام في مكة. وأقام محمد قانعاً بنصيبه. فإذا جاءت الأشهر الحرم ظل بمكة مع أهله أو خرج وإياهم إلى الأسواق المجاورة بعكاظ ومجنة وذي المجاز، يستمع لإنشاد أصحاب المذهبات والمعلقات ويصغي غلى خطب الخطباء ومن بينهم اليهود والنصارى الذين كانوا يأخذون على إخوانهم العرب وثنيتهم ويحدثونهم عن الإنجيل والتوراة ويدعونهم إلى الحق…… (حياة محمد لمحمد حسين هيكل ص77). كتب بواسطة المؤرخ أسد رستم |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الشعانين بين الشرق والغرب |
أنطونيوس والعرب |
الحكمة في الشرق والغرب |
النسر عند العرب والغرب |
الفرق بين الغرب والعرب |