|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحبُّ كسرِّ مُقدَّسِ «يُؤكِّد المسيحُ أنَّ الزَّواجَ هو سرٌّ مُقدَّسٌ مُتعلَّقٌ بوجودِ الإنسانِ في العالمِ المحسوسِ الحاضرِ لا ينتمي إلى الحقيقةِ الإسكاتولوجيّةِ "للعالمِ المُقبلِ"[10]؛ ومع ذلك، فإنَّ الإنسانَ المدعوَ أنْ يشارك في هذا الحدثِ الإسكاتولوجيّ مِن خلالِ قيامةِ الجسدِ، هو ذاته الإنسانُ ، ذكراً و أُنثى، المُرتبطٌ بأصلُ وجوده في العالمِ المحسوسِ الحاضرِ بالزواج كسرٌّ مُقدَّسٌ أساسيّ مُتعلَّقٌ بسرِّ الخلقِ نفسه». (ص.391) «إنَّ هذا الشكلَ الأصيلَ والأساسيّ للزَّواجِ سوف يتجدد، عندما يتقبّل الزَّوجان زواجهما كسرِّ مُقدَّسٍ مِن أسرارِ الكنيسةِ، مُدركين العمقَ الجديدَ الخاصَ برضى الله ومسرته بالإنسانِ، الأمرَ الذّي تمَّ كشفه وافتتاحه بسرِّ الفداءِ، عندما قيل "أيها الأزواج أحبوا زوجاتكم مثلما أحبَّ المسيحُ الكنيسةَ وجاد بنفسه مِن أجلها ليقدِّسها مُطهِّراً إياها بغسلِ الماءِ وبالكلمةٍ" (أف 5/ 25-26). يتم تجديدُ تلك الصُّورةِ الأصيلةِ والأساسيّةِ للزَّواجِ كسرٍّ مُقدَّسٍ، عندما يتحد الزَّوجان المسيحيان بخضوع متبادل "خاضعين بعضكم لبعض في مخافةِ المسيح" (أف 5/ 21)- واعين بالعمقِ الأصيلِ لـ"افتداءِ الجسدِ" أته بواسطةِ الزواج والنعمةِ المُصاحبةِ له كسرٍّ مُقدَّسٍ، يخترق الحب ببعديه الأساسيين الروحي والخلاصي إلى حياةِ الزَّوجين وكما ظهر المعنى الزَّوجيّ للجسدِ في بُعديه كذَّكر وأُنثى، لأولِ مرةٍ في سرِّ الخَلقِ، على أساسِ حالةِ البراءةِ الأصليّةِ للإنسانِ، حيث يربطه القدِّيسُ بولس في رسالةِ أفسس بالمعنى الفدائيّ، يتم تأكيده وتوثيقه في سر الزواج المسيحي، ويُصبح بمثابةِ "خلقٍ جديدٍ"». (ص. 394) |
20 - 09 - 2014, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: روحانيّة الحب الزوجيّ 2
الحبُّ الزَّوجيّ ليتورجي[11] «يجب أنْ يكونَ الزَّوجان في لحظةِ زواجهما الواحدِ بالآخرَ، كزوجٍ وزوجةٍ، "جسداً واحداً"؛ وعليهما أنْ يتعهدا معاً بشكلٍ مشتركٍ أنْ يُعيدا قراءةَ "لغةِ الجسدِ" في حالته، مِن خلالِ مصدره الإلهيّ. وبهذا الشَّكلِ، تُصبح "لغةُ الجسدِ" لغةَ الليتورجيا: فيَظهر فيها أقصى عمقٌ ممكنٌ مِن خلالِ اتصالها بسرِّ "أصلِ الخليقةِ" ويمكن القولُ إذن إنَّه مِن خلالِ كلا الزَّوجين تُصبح "لغةُ الجسدِ"، سواء في البُعدِ الذَّاتيّ لحقيقةِ القلوبِ البشريّةِ، أو في "البُعدِ الموضوعيّ" لحقيقةِ حياةِ الشَّركةِ، لغةَ ليتورجيا». (ص. 440-441 ) «في اللحظةِ التّي ينال فيها الزَّوجان سرَّ الزواج المُقدَّسِ، ولكونهما خادمي السِّرِّ[12]، يؤسس كلاهما، كرجلٍ وامرأةٍ، العلامةَ المرئيّةَ الفيّاضةَ والواقعيّةَ للسِّرِّ نفسه». (ص. 398) "انتهى هنا كلامُ البابا" |
||||
20 - 09 - 2014, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: روحانيّة الحب الزوجيّ 2
روحانيّةُ الحبِّ الزَّوجيّ[13] لقد حملتني رِسالتي الرَّعويّةُ في سنوات كهنوتي الأولى أنْ أتكرَّسَ لخدمةِ الشَّبابِ، وخاصةً في مُرافقةِ المُقبلين منهم على الزواج. وعندما أفكر اليومَ في العدد الكبير من المجموعاتِ التّي رافقتها، وأنظر في الجديّةِ التّي تمَّ بها إعدادهم وفي الطَّريقةِ التّي يحيون بها اليومَ حياتهم الزوجية، وأتأمل في أطفالهم وسخاء أولئك الوالدين تجاه أولادهم ومسئوليتهم الحاضرة، يبدو كأنه لا مثيلٌ لهذا في واقعِ المحيطِ الحاليّ. فمرةً عندما شرحتُ هذه المسيرةَ التّي قطعها ولا يزال يقطعها هؤلاء الأزواجُ، تبيَّن لي أنَّ الكثير منهم يعتقدون أنَّ مسيرتهم هذه تنتمي إلى عالمِ الخيال والأساطيرِ، عالمٍ غيرِ واقعيّ؛ ولكنْ واقع حياةُ هذه العائلاتِ يتكلّم مُعلناً صدقَ المسيرةِ. والآن، كدارس مهتمٍ بدراسةِ اللاهوتِ والتَّبشيرِ في العالمِ المُعاصرِ، أشعرُ بالضَّرورةِ المُلّحِةِ في أنْ أبدأ بالكتابةِ لطلابي كلِّ ما أمكنني تعلَّمه وفهمه ولكلِّ الشَّبابِ الذين يتأهبون لنوالِ سرِّ الزواج ولكلِّ زوجيّن نلتُ النعمةَ أنْ أكونَ الأبَ الرُّوحيّ لهما. فإني مؤمن أنَّه من الأهمية بمكان أنْ نبين في كلِّ مجالٍ مُتاحٍ، روابطَ التَّواصلِ القائمةَ بين الحياةِ اليوميّةِ والحياةِ الرُّوحيّةِ واللاهوتِ. وقد شجعني على البدايةِ في هذا كتابة التَّأملِ ذي الطابع اللاهوتيّ ما وجدته في التَّعليمِ المسيحيّ لقداسةِ البابا يوحنا بولس الثَّاني مِن نورٍ لاهوتيّ وروحيّ فيما يخص الكثير من الاعتباراتِ التّي كنتُ أُعدُّها حول مثلِ هذه الخبرةِ الحياتيّةِ؛ فمِن خلالِ تعاليم قداسته تمَّ تنظيمُ المحاورِ الأساسيّةِ لهذا التَّأملِ، التّي حاولتُ أنْ أصيغها في قالب اللاَّهوتِ الشَّرقيّ. لقد كنتُ واعياً تماماً بأنَّ الحديثَ عن الحبِّ الزَّوجيّ هو نقطةٌ صعبةٌ وشائكةٌ ومُؤلمةٌ، ولكن شعرتُ أيضاً بأنَّ المخرجَ مِن المأزقِ "الأخلاقيّ" لا يكمن في تغيرِ الخطوطِ الأساسيّةِ لتعليمِ الكنيسةِ المُؤيَّدِ على مرِّ العصورِ. ولذلك فقد بحثتُ باستمرارٍ عن أعماقٍ جديدةٍ وعن طُرقٍ قصيرةٍ كامنةٍ في حكمةِ الحياةِ الحقيقيّةِ التّي تمتلكها الكنيسةُ وتحرسها على مرِّ تاريخها، مُقتنعاً بأنَّ الرُّوحَ القدسَ يَهبُ كنيسته النعمةَ الضَّروريّةَ حتى يوجدَ بها في كلِّ الأوقاتِ أولئك الذين ينتمون لهذه الحكمةِ التّي تنيرُ المؤمنين في مسيرةِ تقديسِ حياتهمِ. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
روحانيّة الحياة الرهبانيّة: |
روحانيّة الحب الزوجيّ |
قراءة في الحبّ.. قبس من وحي روحانيّة القديسة تريزيا |
روحانيّة الرسول |
الإنسان قبـل الحب شيء... وعنـد الحب كل شيء... وبعـد الحب لا شيء |