منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 01 - 2014, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
7- نشكر الله أيضا ، لأنه لم يعاملنا بحسب خطايانا 0
وهذا ما ذكره داود النبى فى المزمور ( 103 ) الذى بدأه بقوله ( باركى يا نفسى الرب ، وكل ما فى باطنى ليبارك اٍسمه القدوس 0 باركى يا نفسى الرب ، ولا تنسى كل احساناته ) اٍلى أن قال ( الرب رحيم ورؤوف ، طويل الروح وكثير الرحمة 000 لم يصنع معنا حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب آثامنا 0 لأنه مثل أرتفاع السموات على الأرض ، قويت رحمته على خائفيه 0 كبعد المشرق عن المغرب ، ابعد عنا معاصينا ، كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه 0 لأنه يعرف جبلتنا ، يذكر أننا تراب نحن )
( مز 103 : 8 14 ) 0 وهكذا نصرخ للرب فى صلواتنا قائلين ( كرحمتك يارب ولا كخطايانا ) والعجيب أن الله يفعل ما هو أكثر :
فلا يكتفى بعدم معاقبتنا ، اٍنما أيضا يصنع معنا اٍحسانا !
كم من مرة ونحن فى عمق الخطايا نطلبه فيستجيب ، بكل حب ، كأننا لم نخطئ اٍليه ولم نكسر وصاياه ! اٍنه يخجلنا بمحبته وحنانه ، ونسيانه للإساءة ، ومقابلتها بالإحسان ! ألا نشكره كثيرا من أجل كل هذا ؟!
اٍن الذى يتأمل خطاياه ، وكم هى بشعة ، يتعجب من حنو الله فى تعامله معه ، كيف أنه يطيل آناته عليه ، ولا يطبق عليه ما تستحقه هذه الخطايا من عقوبة أمام العدل الاٍلهى 00
كم من خطايا تبدو أبسط من خطاياك بكثير ، نالت عقوبات شديدة جدا 0 والأمثلة عديدة ومتنوعة :
حنانيا وسفيرا ، كذبا على بطرس الرسول فى اٍخفاء جزء من المال ، فكانت النتيجة أنهما وقعا ميتين للتو ، دون أن تعطى لهما حتى فرصة للتوبة 000 ومع ذلك كم من أناس يكذبون مرارا كل يوم ، وقد يكذبون على كهنة ورؤساء كهنة 0 والله صابر لا يعاقبهم 0 راجع نفسك فى هذه النقطة ، وأشكر الله 0
والسيد المسيح يقول من قال لأخيه يا أحمق ، يكون مستحقا نار جهنم ( متى 5 : 22 ) وكم من مرة نقول هذه العبارة ، أو ما يشابهها فى المعنى 000 ثم نعترف بالخطأ ، ويغفر لنا الله ، ولا تلحقنا نار جهنم 000
هيرودس الملك مجده الناس ، وقالوا ( هذا صوت اٍله ، وليس صوت اٍنسان ) وسكت
( ففى الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط مجدا لله 0 فصار يأكله الدود ومات )
( أع 12 : 22 ، 23 ) ونحن كم يمجدنا الناس أحيانا ونسكت ، ولا يعاقبنا الله بشئ ألا نشكر الله على عدم معاقبته ؟!
زكريا الكاهن مجرد أنه استصعب أن يكون له ولد وهو شيخ ، عاقبه الله بأن بقى صامتا تسعة أشهر حتى ولد الصبى 0
ونحن ألا نخطئ كل يوم خطايا أكثر من زكريا الكاهن ، ومع ذلك فلا عقوبة !
ألا نشكر الله اٍذن على أنه لم يستخدم معنا عدله الاٍلهى ( ولم يجازنا حسب خطايانا ) ؟! فلنحسب خطايانا التى نرتكبها كل يوم ، وربما كل ساعة ، ويقابلها الله بصبر عظيم 00 ! ومع ذلك ها نحن نحيا ، وطول أناة الله مازالت صابرة علينا ، لكيما تقودنا اٍلى التوبة 0

فلنشكر الله اٍذن على أحتماله العجيب 000
الناس لا يحتملوننا فى القليل ، وهم معرضون للخطأ مثلنا والله الكلى القداسة والصلاح ، والكلى العدل ، يحتملنا فى أمور خطيرة جدا تتكرر منا كل يوم ، ومع ذلك لا نشكر ! بل نحن أنفسنا ربما لا نقدر أن نحتمل غيرنا فيما هو أقل بكثير من الأمور التى نخطئ فيها اٍلى الله ، ويحتملنا 000 بل ويحتمل الله جميع الخطايا ، التى يخطئ بها جميع الناس ، فى جميع البلاد ، فى كل حين ، فى الماضى والآن وفى المستقبل 0 ولم يضرب العالم بضربات قاسية ، مثلما فعل قبلا فى الطوفان وحرق سدوم 000 ومع ذلك لا نشكره !!
ألا تركع حاليا وتقول ( أشكرك يارب لأنك أحتملتنى ، ولا تزال تحتملنى ، وتحتمل عدم شكرى ) ! حقا يارب أنك طيب وحنون 0 وما أصدق قول داود النبى عنك :
( يارب ، من مثلك ؟! ليس لك شبيه بين الآلهة ، ولا مثل أعمالك ) ( مز 71 : 19 )
( مز 86 : 8 ) 0
جميل هو التأمل فى معاملات الله ، سواء لك أو لغيرك 0 وجميل هو التأمل فى صفاته الجميلة 0 اٍنك تتغنى بها فتشكره عليها 0 تشكره لأنه حنون ، ولأنه طيب ، ولأنه محب ، ولأنه غفور ، ولأنه طويل الأناة ، ولأنه ( يعرف جبلتنا ، يذكر أننا تراب نحن )
( مز 103 : 14 ) ويعاملنا هكذا
8- أشكر الله أيضا على اٍحساناته ورعايته :
أشكره على اٍحساناته اٍليك ، واٍلى كل أحبائك وأصحابك وأقاربك ومعارفك ، واٍلى باقى الناس 0 أشكره على اٍحساناته اٍلى الأسرة واٍلى الكنيسة واٍلى الوطن 000 اٍحساناته العامة والخاصة 0
أجلس بينك وبين نفسك ، وأستعرض حياتك منذ ولدت :
كم مرة طلبت من الرب طلبا ، فاستجاب لصلاتك ، وأعطاك سؤل قلبك ؟ كم ضيقة أنقذك منها ؟ كم امتحانات أنجحك فيها ، وكنت تشعر أنك غير مستعد لها ؟ كم مرض شفاك منه أو أنقذك من الاٍصابة به ؟ كم مشكلة حلها لك ؟ كم قضية كانت نتيجتها فى صالحك ؟ كم خطية ارتكبتها ولم يسمح أن تنكشف للناس ؟ كم باب رزق فتحه أمامك ؟ كم عمل قمت به ووفقك فيه ؟ كم مرة كان معك فى خدمتك وفى نشاطك ؟ كم أعطاك نعمة فى أعين الآخرين كم عثرة أنقذك منها ؟ وكم خطية كدت تقع فيها وأنتشلتك النعمة ؟ كم وكم وكم 000؟؟؟
أتستطيع أن تحصى إحسانات الله اٍليك ؟! لست أظن هذا ممكنا 000 !
فكم بالأكثر لو أضفت اٍليها اٍحساناته اٍلى أحبائك ، واٍحساناته العامة التى شملتك وشملت غيرك أيضا 000 والخيرات التى أتتك حتى بدون صلاة وبدون طلب ، واٍنما من فرط نعمته وافتقاده وحبه 000 كل ذلك ضعه أمامك ، وقد عنه شكرا فى كل تفاصيله 0 وبخاصة الأمور التى كانت معقدة جدا ، ولم يكن أحد يستطيع حلها سوى الله ، وقد كان 000سجل كل هذا ، حتى لا تنساه 0000
9- أشكره على الصحة التى يمنحك اٍياها :
من منا يشكر الله لأنه يبصر ؟ لكنه اٍذا مرضت عيناه ، وبدأ يعالجها ، ويبدأ حينئذ يشعر بنعمة البصر التى لم يشكر عليها من قبل 0 كذلك من من الناس يشكر الله على أنه يمشى حسنا على قدميه ؟ ولكنه لا يذكر ذلك ، اٍلا اٍذا حدث له كسر فى رجله ، واحتاج اٍلى عصا يتوكأ عليها 0 حينئذ يدرك أن مجرد المشى على قدميه كان أمرا يحتاج اٍلى شكر 000 حقا ما أصدق قول الحكيم :

الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء ، لا يحس به اٍلا المرضى 0
فنحن من عادتنا أننا لا نشعر بقيمة الشئ الذى عندنا ، اٍلا اٍذا فقدناه 000 وهكذا لا نشكر الله على أن أجهزة جسدنا سليمة ، اٍلا اٍذا اختل واحد منها 0 فلا أحد يشكر الله على معدة سليمة تهضم الطعام جيدا 0 ولكنه اٍذا مرضت معدته ، ونقص بعض من عصاراتها ، أو أصيب بقرحة فى المعدة ، حينئذ يشكر الله على كل يوم تقوم فيه معدته بعملها الطبيعى ، أو تعمل دون أن تتألم ، أو بدون دواء ؟ أشكر الله اٍذن على صحتك ، لأن كثيرين يشتهون الحالة التى أنت فيها ، ولا يجدونها 000
10- وكما تشكره على الصحة ، أشكره أيضا على المرض
ذلك لأن المرض ليس شرا فى ذاته ، لعازر المسكين كان مثقلا بالأمراض ، وكانت الكلاب تلحس قروحه 000 لكن كل هذا لم يكن شرا فى ذاته ، ولم يفصله عن الله ، بل بالعكس كان لفائدته 0 فعندما اتكأ فى أحضان إبراهيم ، قدم عنه تقريرا أنه ( استوفى بلاياه على الأرض ، لذلك هو يتعزى ) ( لو 16 : 25 )
هكذا فلتشكر الله على المرض ، لأنك قد تستوفى به البلايا ، وتأخذ نصيب لعازر المسكين قال القديس باسيليوس الكبير :
( اٍنك لا تعرف ما هو المفيد لك : الصحة أم المرض )
القديس بولس الرسول أعطى شوكة فى الجسد ن لمنفعته الروحية ( لئلا يرتفع من فرط الإعلانات 0 وقد طلب من الله ثلاث مرات أن يفارقه هذا المرض ) ( 2كو 12 : 8 ) ولكن الله لم يستجب صلاته ، بل قال له ( تكفيك نعمتى )
طبعا نحن بضعفنا البشرى نطلب الصحة 0 ولكننا لا نعرف ما هو المفيد لنا 0000
ربما يتعبنى المرض على الأرض ، ولكنه يساعدنى على دخول الملكوت 0
هكذا اٍذا كان استغلالى له حسنا 0 ومن الناحية الأخرى ما أكثر ما تكون القوة الجسدية ضارة لمن يستخدمها بطريقة خاطئة ! المهم اٍذن هو الصحة الروحية 0
حكى فى بستان الرهبان عن أحد النبلاء الأثرياء ، أن كانت له اٍبنة وحيدة مريضة مشرفة على الموت 0 فطلب من أحد الآباء القديسين أن يصلى من أجلها لكى تشفى 0 فحاول القديس أن يعتذر بكافة الطرق ، ولكن الرجل ألح عليه 0 فصلى القديس وعاشت الفتاة ، اٍلا أنها سلكت فى سيرة شريرة أضاعت كرامة أبيها ، لدرجة أنه عاد اٍلى القديس مشتهيا أن تموت هذه الاٍبنة الوحيدة 0000 !!
عجيب أن كثيرين لا يذكرون فى المرض سوى أوجاعه :
دون أن يذكروا بركات المرض وفوائده ! بل أن البعض قد يصل اٍلى حالات من الضيق والتذمر ، وقد يعاتب الرب ويقول لماذا يارب فعلت بى كل هذا ؟ أما أنت فلا تكن هكذا 0
اٍنما فى مرضك أشكر الله على البركات التى حصلت عليها نتيجة لهذا المرض :
قل له أشكرك يارب على هذا المرض ، الذى أعطانى فرصة أعمق للصلاة ، أو الذى أعطانى توبة ، ومنحنى تواضعا وانسحاق قلب وشعورا بضعفى 0 أشكرك يارب على هذا المرض الذى جعلنى أشعر بمحبة الناس وسؤالهم عنى 0 أشكرك لأن المرض منحنى فترة خلوة قضيتها على الفراش ، وكانت لازمة لى ، على الأقل لأفحص نفسى ، ولأنفرد بك 0





نشكر الله أيضا ، لأنه سترنا , وأعاننا ، وحفظنا وقبلنا اٍليه ، وأشفق علينا وعضدنا ، وأتى بنا اٍلى هذه الساعة 000
هذا ما تعلمنا الكنيسة أن نشكر الله عليه ، فى صلاة الشكر التى نرددها مرات فى صلوات الساعات ( فى الأجبية ) كل يوم 000 وكل كلمة من كلمات الشكر هذه ، تحتاج اٍلى تأمل خاص 0
وقد نشرنا لك عنها كتابا خاصا ، اٍسمه ( تأملات فى صلاة الشكر ) صدر منذ سنة 1964 وأعيد طبعه عدة مرات ، فيمكنك الرجوع اٍليه 0
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

المزيد من مجالات الشكر
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
11ـ أشكر الله أيضا على الخير الذى تراه ، والخير الذى لا تراه 0000
تشكره على الخير الذى تراه بالعيان ، والخير الذى تراه بالاٍيمان 0 اٍن الله كما يدعونا أن نعمل خيرا فى الخفاء ، وهو يرى هذا الذى فى الخفاء ويجازينا علانية
( متى 6 : 4 ، 6 ) كذلك هو أيضا يعمل من أجلنا كثيرا من الخير فى الخفاء ، يجب أن نشكره عليه علانية 0
كثير من الخير الذى تتمتع به الآن ، كان يعده لنا الله من سنوات طويلة ، ونحن لا نعلم 0 وهو لا يزال يعد لنا خيرا ، ستظهر نتائجه فى المستقبل ، فنشكر عليها حينئذ 0 وهو يعمل خيرا من أجلنا الآن وفى كل لحظة ، ولكننا لا نبصر 000 !
بل كل عمل صالح نحن نعمله يد الله فيه ، ولولا ذلك ما أستطعنا أن نعمل شيئا صالحا على الاٍطلاق 000
أليس هو القائل ( بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئا ) ( يو 15 : 5 ) هو اٍذن العامل فينا ، والعامل معنا 0 هوذا القديس بولس الرسول يقول ( لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة ) ( فى 2 : 13 ) اٍذن مجرد أن نريد شيئا يسر الله ، هذا أمر يجب أن نشكر الله عليه ، لأن هذه الاٍرادة الصالحة التى لنا هى من عنده 0 وكوننا نعمل عملا صالحا ، وهذا أيضا من عنده 0 ويجب أن نشكره عليه 0000
12 ـ وهنا يجب أن نشكر الله على النعمة العاملة فينا :
اٍن النعمة من الأمور الأساسية التى يجب أن نضعها فى قائمة شكرنا لله 0 هوذا القديس بولس الرسول يقول ( ولكن بنعمة الله أنا ما أنا 0 ونعمته المعطاه لى لم تكن باطلة ، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ، ولكن لا أنا ، بل نعمة الله التى معى ) ( 1كو 15 : 10 ) ألا يستحق الله منا كل شكر على هذه النعمة العاملة فينا ؟!
نشكره اٍذن على شركة الروح القدس فى حياتنا 0
هذه التى هى جزء من البركة الممنوحة لنا ( 2كو 13 : 14 ) نشكره لأنه جعلنا هياكل لروحه القدوس ، كما قال الرسول ( أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم )
( 1كو 3: 16 ) روح الله هذا الساكن فينا ، هو الذى يبكتنا على خطية ( يو 16 : 8 ) وهو الذى يعلمنا كل شئ ( يو 14 : 26 ) ويرشدنا اٍلى جميع الحق ( يو 16 : 13 ) وهو الذى يعطينا قوة فى الخدمة حتى نشهد لله فى كل موضع ( أع 1 : 8 ) ألا نشكر كل حين على عمل الروح فينا 0



فاٍن عملنا فى وقت ما عملا صالحا ، فلنشكر الله على ما عملنا ، لأنه هو الذى عمله عن طريقنا 0
خطأ كبير هو ، أننا بدلا من شكرنا لله نفتخر ونشكر أنفسنا ، كما لو كنا بقوتنا أو بتقوانا قد عملنا عملا 0 هذا الفخر هو الذى يمنع عمل النعمة فينا ، حتى لا نصير أبرارا فى أعين أنفسنا ( أى 32 : 1 ) وهكذا نحزن الروح القدس 000 ليتنا اٍذن نذكر قول القديس بولس الرسول ( 1كو 1 : 31 ) :
( من أفتخر فليفتخر بالرب ( 2كو 10 : 17 ) 0
لأنه هو الذى يمنح الاٍرادة والقوة والمعرفة ، ولولاه ما كنا نستطيع أن نعمل شيئا 0 اٍن كان القديس يقول ( لا أنا ، بل نعمة الله التى معى ) ( 1كو 15 : 11 ) فماذا نقول نحن الضعفاء العاجزين 0 كل ما نستطيع أن نعمله هو أن نشكر الله ونرجع الفضل اٍليه 0 وحينئذ يزداد عمل النعمة فينا ، ويتكاثر الثمر جدا 0000
13 ـ أشكر الله أيضا لأجل الفداء العظيم الذى قدمه لنا :
يوجد أمر عظيم جدا ، يتصاغر أمامه كثير من الأمور السابقة ، ويحتاج اٍلى شكر طوال الليل والنهار 0000 وهو الخلاص العظيم الذى قدم لنا على الصليب ، ولولاه لهلكنا جميعا
من منا يشكر سيدنا يسوع المسيح ، لأنه صلب من أجلنا ؟ لأنه تجسد وسكب دمه لأجلنا ؟ اٍن حكم الموت الذى وقع على البشرية ما كان ممكنا لأحد أن يخلص منه ، بدون تجسد الاٍبن وصلبه وموته 0
لقد أنقذنا المسيح بموته 0 اٍذ مات عنا 0 فمن منا كل يوم وكل ليلة ، يذكر صليب المسيح ويشكره لأنه دفع الثمن نيابة عنا ، وبدون هذا الثمن ، ما كان ممكنا أن تنفع الأعمال الصالحة ولا التوبة ، ولا أى شئ آخر 0
مات المسيح عنا ، وأصبحنا ( متبررين مجانا بنعمته ) ( رو 3 : 24 )
أفلا نشكر اٍذن على الخلاص المجانى الذى نلناه ؟
هذا الخلاص الذى لم نبذل فيه جهدا ، والذى دبره الله هكذا ، دون أن نطلبه 000 !
وما كنا مستحقين مطلقا 000 ( ولكن الله بين محبته لنا ، ونحن بعد خطاة مات
المسيح لأجلنا ) ( مات فى الوقت المعين لأجل الفجار ) (رو 5 : 8 ، 9 )
( البار لأجل الأثمة ) ( 1بط 3 : 18 ) أى حب أعظم من هذا ، وأى بذل ؟ أما ينبغى أن نضع هذا الخلاص أمامنا باستمرار ، ونشكره عليه ؟
الكنيسة تذكرنا بهذا الأمر فى مناسبات متعددة ، لكيلا ننساه 0
فى كل سنة تقيم لنا أسبوع الآلام ، أسبوع البصخة ، ويوم الجمعة العظيمة ، بذكرياته العميقة المؤثرة ، حتى لا ننسى صليب الرب ، بل نذكر ونشكر 0 فهل يكفى هذا التذكار السنوى ؟ كلا ، لأننا ننسى 0 ماذا تعمل الكنيسة اٍذن ؟ جعلت كل يوم جمعة فى الأسبوع صوما لنتذكر فيه صليب المسيح ، لأننا ننسى ، وبالتالى لا نشكر عليه 00 فهل يكفى هذا التذكار الأسبوعى ؟ كلا 000 لذلك وضعت لنا الكنيسة صلاة الساعة السادسة من النهار ، لكى نتذكر هذا الفداء العظيم ، وتمتلئ قلوبنا شكرا 0
فى كل يوم نشكر الله ، لأنه أعطانا خلاصا هذا مقداره 0
وهذا نوع من الشكر الجماعى ، للكنيسة كلها ، يردده جميع المؤمنين معا ، اٍذ يقولون فى الساعة السادسة من كل يوم ( بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب ، لتنجى الذين خلقتهم من عبودية العدو 0 نصرخ اٍليك ونشكرك ، لأنك ملأت الكل فرحا ، لما أتيت لتعين العالم 0 يارب المجد لك )
14 ـ نشكر الله أيضا ، لأنه أعطانا أن نعرفه :
وهكذا يقول الأب الكاهن فى صلوات القداس الغريغورى ( أعطيتنى علم معرفتك ) ويقول أيضا ( أرسلت لى الناموس عونا ) فهل نحن نشكره على هذه البشارة المفرحة فى الاٍنجيل وكل ما فى الكتاب المقدس من فكرة عن الله وعمله ، ومعاملاته مع الكل ، وصفاته المقدسة ؟
واٍن كنا حينما تقرأ علينا فى الكنيسة عظة لأحد القديسين ، نرتل له لحنا نشكره فيه ( لأنه أضاء عيون قلوبنا بتعاليمه النافعة ، فأى شكر نقدمه على هذه الذخيرة العظمى التى تركها لنا أباؤنا القديسون الأنبياء والرسل ، الذين تركوا لنا كل وصايا الله وناموسه ونبوءاته
( مسوقين من الروح القدس ) ( 2بط 1 : 21 )
لقد عرفنا الله فى كتابه ، ورأيناه فى اٍبنه 0
( الله لم يره أحد قط 0 الاٍبن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر ) ( يو 1 : 18 ) وبه قد عرفنا الآب 000 وهو نفسه قال للآب ( أيها الآب البار ، اٍن العالم لم يعرفك 0 أما أنا فعرفتك وعرفتهم اٍسمك ، وسأعرفهم ، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به ، وأكون أنا فيهم ) ( يو 17 : 25 ، 26 )
مبارك هو الله الذى أعطانا أن نعرفه ونعرف طرقه 0
ونعرف وصاياه أيضا وتعاليمه ، ونعرف أنبياءه وقديسيه 0 نشكره على هذه المعرفة التى لا نستحقها 0 ونشكره لأنه أعطانا أن نعرف ( ما لابد أن يكون ) ( رؤ 1: 1 ) وأعطانا فكرة عن سمائه وملائكته وملكوته 0 ونقلنا بهذه المعرفة اٍلى مستوى عال من فوق هذا المستوى الأرضى الذى نعيش فيه 000
15 ـ نشكره أيضا من أجل وعوده لنا :
نشكره من أجل النعيم الأبدى الذى يعده لنا فى أورشليم السمائية مسكن الله مع الناس ، حيث يسكن معنا ونكون له شعبا ( رؤ 21 : 2 ، 3 ) وهو قد وعدنا قائلا ( آتى أيضا وآخذكم اٍلى ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنت أيضا ) ( يو 14 : 3 ) ووعدنا أيضا بما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ، ما أعده الله للذين يحبونه )
( 1كو 2 : 9 ) وأن نجلس معه فى عرشه كما يجلس هو مع الآب فى عرشه
( رؤ 3 : 21 ) ووعدنا أن نأكل من المن المخفى ، ونأكل من شجرة الحياة
( رؤ 2 : 17 ، 7 )
هذه وعود ى الأبدية ، ومعها وعوده لنا على الأرض :
نشكره على وعده أن يكون معنا كل الأيام واٍلى أنقضاء الدهر ( متى 28 : 20 ) وقوله لنا ( حيثما أجتمع اٍثنان أو ثلاثة باٍسمى ، فهناك أكون فى وسطهم ) ( متى 18 : 20 ) ونشكره على وعوده لنا بالحفظ ، وقوله ( أما أنتم فحتى شعور رؤؤسكم جميعها محصاه ) ( متى 10 : 30 ) وقوله لكل واحد منا ( هوذا على كفى نقشتك ) ( أش 49 : 16 )
16 ـ نشكره لأنه دعانا أبناء له وأحباء :
هكذا قال القديس يوحنا الحبيب ( أنظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتى ندعى أولاد الله )
( 1يو 3 : 1 ) وعلمنا الرب أن نصلى قائلين ( أبانا الذى فى السموات ) (متى 6 : 9 ) وقال لنا أيضا ( لا أعود أسميكم عبيدا 000 لكنى قد سميتكم أحباء ) ( يو 15 : 15 ) بل سمانا أيضا خاصته ، وقيل عنه اٍنه ( أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم حتى المنتهى ) ( يو 13 : 1 )
وأعتبر علاقتنا به كعلاقة الغصن بالكرمة ، وعلاقة الجسم بالرأس ، وعلاقة العروس بعريسها 0
فقال ( أنا الكرمة وأنتم الأغصان 0 الذى يثبت فى وأنا فيه هذا يأتى بثمر كثير )
( يو 15 : 5 ) وقال القديس بولس الرسول عنه اٍنه ( رأس فوق كل شئ للكنيسة التى هى جسده ) ( أف 1 : 23 ) وأيضا ( لأن الرجل رأس المرأة ، كما أن المسيح أيضا رأس للكنيسة ) ( أف 5 : 23 ) وقال أكثر من هذا ( لأننا أعضاء جسمه من لحمه وعظامه )
( أف 5 : 30 ) وعندما ذكر أن الكنيسة هى عروس المسيح قال ( اٍن هذا السر عظيم )
( أف 5 : 32 ) ويوحنا المعمدان أيضا قال عن المسيح والكنيسة
( من له العروس فهو العريس ) ( يو 3 : 29 )
نشكر الله أيضا ، أنه فى ظل هذه العلاقة : جعل علاقته بنا ، هى علاقة حب بلا خوف 0
وقال اٍن الوصية الأولى هى تحب الرب اٍلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ومن كل فكرك )
( متى 22 : 27 ) وقال القديس يوحنا الرسول ( فى هذا هى المحبة : ليس أننا نحن أحببنا الله ، بل أنه هو أحبنا ، وأرسل اٍبنه كفارة عن خطايانا ) ( 1يو 4 : 10 ) وقال أيضا ( الله محبة 0من يثبت فى المحبة ، يثبت فى الله ، والله فيه ) ( لا خوف فى المحبة ، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف اٍلى خارج ) ( 1يو 4: 16 : 18 )


  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

فضيلة الإيمان تتعلق بالشكر

إن حياة الشكر مرتبطة بفضائل أخرى تسبقها وتندمج معها. ومن أهم هذه الفضائل الإيمان.. وأقصد بالذات الإيمان بالله في صفات معينة بدونها لا يمكن الوصول إلى حياة الشكر، وفي مقدمة ذلك:
الإيمان بالله كصانع للخيرات، ومحب للبشر على كل شيء.
فهو يحبك كإنسان، أكثر مما تحب نفسك، ويهتم بك من كل ناحية أكثر من اهتمامك بنفسك، ولذلك هو يصنع معك خيرا باستمرار، ولابد كمحب للبشر أن يصنع معك خيرا، حتى دون أن تطلب وهو قادر أن يعطيك كل ما يلزمك وما ينفعك، مهما كانت العقبات والعوائق. هو قادر على كل شيء.
وهو أيضا ضابط للكل، يرقب كل ما يحدث..
ويحفظك من كل شر، يحفظ نفسك، يحفظ دخولك وخروجك (مز 121)
فالحرية التي وهبها الله للناس، لا تعنى أنه تخلى عن إدارته للكون، وترك كل إنسان يفعل كما يريد بلا ضابط. إنما الله يعطى الحرية ويراقب ويلاحظ كل شيء، ويدبر الأمور بحسب مشيئته الصالحة، ويغير ما يراه محتاجا إلى تغيير. ويوقف بعض الأمور، ولا يسمح بأمور أخرى، وكل هذا يحتاج إلى شكر
هنا تشكر الله على تدبيره للكون وحفظك من الأشرار.

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
ويزول منك الخوف، وتشعر بالاطمئنان إلى حماية الله.. لأن الشر الذي تخشاه، إنما يأتيك من مصادر ثلاثة: أما من الناس الأشرار، وأما من الشياطين، وأما من نفسك، أي من حريتك الشخصي التي تضر بها نفسك. والله كضابط للكل، يهيمن على كل هذه المصادر، وما أكثر ما أوقفها لأجل خلاصك، سواء كنت تدرى أو لا تدرى. فالله لا يمنح الحرية المطلقة لأحد، وإلا هلك العالم..! استمع إلى داود النبي يتغنى:
لولا أن الرب كان معنا، حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء، عند سخط غضبهم علينا (مز 124).
أشكر الرب إذن، لأنه يحميك من الناس الأشرار (فلا يقع بك أحد ليؤذيك) (أع 18: 10)،وان أصابك سوء في يوم من الأيام، فثق أن ذلك لفائدتك، وسينتهي بخير، وتنال من ورائه بركة. لذلك أشكر الرب على كل ما يأتيك، حتى من الشر الذي سيخرج الرب منه خيرا. هذا من جهة الناس الأشرار. وأيضا..
حتى الشياطين ليسوا أحرارا حرية كاملة فيما يعملون..
إن الله لم يتركهم لهواهم، وإلا لأفسدوا وأهلكوا الأرض كلها..! أمامنا مثل واضح في تجربة أيوب الصديق، وكيف أن الشيطان كانت حريته محدودة. اذ كان يقترح أمورا. والله يسمح له أو لا يسمح. ويضع له حدودا وقيودا معينة. وقال له أولا (هوذا كل ماله في يدك. وإنما إليه لا تمد يدك) (أى 1: 12) وفي المرة الثانية سمح له أن يمد يده إلى جسد أيوب، دون عقله ونفسه) (أى 2: 6).
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
أشكر الله إذن، الذي قيد حرية الشيطان..
وهذا الأمر يمنحك السلام القلبي، فلا تخاف من الشياطين، ولا من أعوانهم من الناس الأشرار. والسلام وعدم الخوف نعمة أخرى تشكر الله عليها، وتقول في ثقة.
(إن كان الله معنا، فمن علينا؟!) (رو 8: 31) وهكذا تعيش في اطمئنان دائم. وهذا الاطمئنان هو أيضا نعمة، تحتاج إلى شكر.
الإنسان المؤمن يعيش إذن في سلام واطمئنان وثقة بعمل الله وعدم الخوف. وتتحول حياته بهذا الإيمان إلى شكر دائم.
وهذا الإيمان الذي سبب له الشكر، هو أيضا نعمة تحتاج إلى شكر.
انه ينام في حضن الله مطمئنًا، شاكرًا عنايته، مهما كانت الظروف المحيطة به ضاغطة وذلك لأنه ينظر باستمرار إلى عمل الله، وليس إلى الظروف الضاغطة. ويقول مع داود النبي، في ملء الإيمان (إن سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرا لأنك أنت معي) (مز 23).
قد تقف ضد هذا الإيمان رؤيتنا البشرية القاصرة.
تقف ضد الإيمان، وبالتالي لا تسمح بوجود الشكر، بل قد تسبب القلق والاضطراب والخوف، والشعور ببعد المعونة الإلهية! ولكن رؤيتنا البشرية قاصرة ومحدودة. لأنها تبصر فقط المشاكل الحالية، ولا تبصر الحلول المقبلة! تبصر الألم الحاضر، ولا تبصر فرح المستقبل. لذلك إذا عشت في المشكلة تتعب. أما إن عشت في الإيمان فسوف ترى حلولا كثيرة، فتفرح وتشكر الله
هناك فرق كبير بين الإيمان والعيان.
العيان معناه أنك ترى الأشياء بعينيك، ولا تشكر إلا على الخير المحسوس الذي تراه بعينيك. أما في الإيمان فانك تشكر على الخير الذي تراه، ولكنك تؤمن أنه موجود، واثقا بعمل الله..
الإيمان يرى ما لا تراه العين وما لا تدركه الحواس.
انه يبصر عمل الله ونعمته القادمة ومعونته. ويرى عمل الله المقبل كأنه موجود الآن، ويفرح به ويشكر عليه. يرى ما ليس كائنا كأنه كائن. ويبصر الله يقوده في مراع خضراء، ويحفظ دخوله وخروجه. الإيمان يقول مع الرسول:
(كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله) (رو 8: 28).
ليتكم تحفظون هذه الآية، وتضعونها أمامكم باستمرار، فتكون لكم ينبوعا للشكر. لاحظوا في هذه الآية عبارة (للذين يحبون الله) إن الذين يحبون الله، يشعرون بمحبته، ويصدقون مواعيده، لذل هم يؤمنون بكل يقين أن كل الأشياء تعمل معهم للخير، لأنها تحت ضبط الله محب البشر..
لذلك هم يعيشون في فرح دائم، وفي شكر دائم، يتفقان مع محبتهم لله.
الإيمان يصدق بالحب كل شيء (1كو 13: 7).
انه يصدق أن الصخرة الصماء يمكن أن ينفجر منها الماء (خر 17: 6) ويصدق أن الله يمكنه أن يشق له طريقا في البحر يسير فيه آمنا (خر 14: 31) ويؤمن كذلك أن الله ينزل له من السماء المن والسلوى ليأكل (خر 16) كذلك بالإيمان يرى الله معه في جب الأسود، ومعه في أتون النار (دا 3، 6).
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

فضيلة الصبر تتعلق بالشكر

المسألة كلها مجرد عامل زمن، ما بين الإيمان والعيان.
فأنت تؤمن بما لا يرى بالحواس. وتعطى الله مدى زمنيا يريك فيه هذا الأمر بالعيان، بعد حين. وطوبى لمن آمن دون أن يرى (يو 20: 29).
بين الإيمان أنظر إلى متاعب في ضوء تدخل الله الذي يحولها إلى خير..
ينبغي أن يكون الإنسان صبورا وطويل الأناة ليرى عمل الله.
لأن هناك أعمالا تبدو متعبة، ولكنها تتحول إلى خير في مدى زمني، قد يطول أحيانا، ويلزم الإنسان أن ينتظر الرب. والله لابد سيعمل، في الوقت المناسب الذي تحدده مشيئته الصالحة.
ولنأخذ مثالًا ما قد حدث ليوسف الصديق:
لقد بيع كعبد. ومع أنه سكت على ذلك، وخدم كعبد بمنتهى الأمانة والإخلاص، ألا أن تهمة رديئة لفقتها له امرأة فوطيفار، وألقى بها إلى السجن. ومر وقت، بدا أن الله قد تركه ولم يعمل على إنقاذه. ولكن الله في الوقت المناسب، حول هذه التجربة إلى الخير، وأخرجه من السجن ليكون الوزير الأول في مصر. إذن المسألة تحتاج إلى صبر، وأن ننتظر الرب، ونؤمن أنه قاد على أن يحول الشر إلى خير.
كذلك في قصة مردخاي وهامان.

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
لقد مر وقت طويل لقى فيه مردخاي اضطهادات من هامان حتى أنه أعد له صليبًا ضخمًا ليصلبه عليه، بل تمادى في ظلمه وكبريائه حتى كاد يهلك الشعب كله. ولكن في الوقت المناسب تدخل الله لينقذ مردخاي والشعب بأجمعه. والصليب الذي أعده هامان لمردخاي صلب عليه هامان نفسه (اس 7: 10).
أنظروا أيضا الاضطهادات التي أثارت ديوقلديانوس على الكنيسة..
كان حاكما في منتهى القسوة، وقد سفك الكثير من دماء الشهداء. ولكن في الوقت المناسب تدخل الرب، وخلص شعبه منه ديوقلديانوس الذي انتهى نهاية رديئة. واصدر قسطنطين مرسوم ميلان سنة 313 م وسمح بالحرية الدينية. واستفادت المسيحية من الاضطهادات عمقا في الروحيات وثباتا في الإيمان.
لا توجد مشكلة تستمر إلى الأبد..
لابد أنها ستنتهي في يوم ما. والمسألة تحتاج إلى صبر مؤسس على الإيمان،أنظروا مثلا إلى تجربة أيوب: كانت شديدة جدًا، وامتدت حتى شملت كل أمواله وبنيه وبناته، وصحبته ونظرة أصدقائه وزوجته إليه، واستمرت مدة، ثم انتهت إلى خير والى أفضل. وهكذا قال معلمنا يعقوب الرسول (ها نحن نطوب الصابرين. قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب) (يع 5: 11) (وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاده.. وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة، ولرأى بنيه وبنى بنيه إلى أربعة أجيال) (أي 42: 12-16).
واستفاد أيوب فوائد روحية من تجربته تستدعى الشكر.
كما استفاد خيرًا كثيرًا في دنياه. وكذلك في القصص السابقة ما أعظم الفوائد التي نالها مردخاي والشعب، والتي نالها يوسف وأخوته، والتي ما كان ممكنًا الحصول عليها إلا بالتجربة والضيقة. ولكن بالإيمان والصبر نرى مقاصد الله، ونحصل على الخير والبركة.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

فضيلة الاتضاع تتعلق بالشكر

لكي تستطيع أن تحيا حياة الشكر في عمقها، يلزمك أن تحيا حياة الاتضاع وانسحاق القلب.
الإنسان المتضع يشعر أنه لا يستحق شيئا..
لذلك فهو يشكر على كل شيء..
كل ما يعطى له من الله -مهما كان قليلًا- يشكر عليه ويفرح به، شاعرا في عمق أعماقه أنه لا يستحقه..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
أما المتكبر، فانه على العكس ذلك، يظن في نفسه أنه يستحق أشياء كثيرة، أكثر مما عنده، فيتذمر على ما هو فيه.. إن نال منصبًا كبيرًا، ربما لا يشكر، لأن يعتقد في نفسه أنه أهل لمنصب أكبر وأكبر. وان مدحه البعض، ربما يظن أن هذا المديح أقل من مستواه. أما المتضع فانه يخجل من أقل كلمة مديح يوصف بها لأنه يعرف ذاته..
المتضع لا يشعر فقط أنه لا يستحق شيئا من الخير، بل أكثر من هذا يرى أنه مستحق لعقوبات شديدة من الله وتأديبات عنيفة..
لذلك إن أصابته البلايا، فيقول أنا أستحق أكثر من هذا بسبب خطاياي. ويشكر قائلًا إنها رحمة من الله أن يعاقبني بأقل مما أستحق. وخير لي أن أُعاَقَب هنا على الأرض أفضل من العقوبة الأبدية).
مثال ذلك: لو أن مجرما أرتكب جريمة قتل بشعة، وحكم عليه القاضي -نظرًا لظروفه النفسية- بالأشغال الشاقة المؤبدة. مثل هذا المجرم، وما أن يسمع الحكم عليه، حتى يرفع صوته بالشكر، لأنه في يقينه يرى أنه مستحق للإعدام، وقد عامله القاضي بكل رحمة بل أنه يشد على يد محاميه بحرارة ويقول له: أشكرك يا أستاذ على المجهود الكبير الذي بذلته من أجلى، حتى حكم على بالأشغال الشاقة المؤبدة. كانت رأسي على وشك الدخول في حبل المشنقة. ولكنك أنقذتني..
هكذا المتضع يرى باستمرار أن عقوباته أقل من استحقاقه.
كلما تأتيه الضيقة أو مشقة أو بلية، يقول: أشكرك يا رب لأنك حنون جدا وتعاملني بأقل من عقوبة خطاياي. يا لشفقتك العجيبة! حقًا يا رب إن يدك على لا عصاك..
يقول هذا من يعرف نفسه جيدا، ومن يدرك ثقل خطاياه، وما تستحقه من العدل الإلهي.
وقد يعترض البعض ويقول: ماذا لو أعطيت له عقوبة لا تحتمل؟!
مثل مرض من الأمراض المؤلمة التي لا تحتمل..
كيف يشكر الله إذن، وهو في شدة الألم؟!
نقول إن عذابات الأرض مهما كانت شديدة، إلا أنها محدودة ومؤقتة،وهى أفضل من العذاب الأبدي في شدته وديمومته. ومع ذلك حتى في مثل هذه الأمراض، يعطى الرب احتمالًا وصبرًا..
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

فضيلة الهدف السليم تتعلق بالشكر

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
كثيرا ما تكون للبعض أهداف عالمية أو مادية، يحزن إن لم يصل إليها، ولا يستطيع إليها ولا يستطيع أن يشكر الله في وسط تمسكه بهذه الأهداف.
أما الإنسان الروحي فله هدف واحد هو الله.
لذلك لا يبالى بالدنيا، إن أقبلت أو أدبرت، ولا يهتم بكل ما فيها من أغراض زائلة، ولا يحزن ان لم يحصل على ملاذها وفي اكتفائه بالله، يشعر بسعادة كبيرة يشكر الله عليها وقد يكون محروما من أشياء كثيرة يتمتع بها غيره. ومع ذلك فهو راض وشاكر وسعيد بحياته مع الله.
وهنا نقول أن حياة الزهد توصل إلى حياة الشكر.
أو قل أن محبة الله التي تؤدى إلى هذا الزهد في الدنيا، هي التي توصل إلى حياة الشكر. وهكذا عاش آباؤنا الرهبان والنساك ليس لهم من الدنيا شيء، ومع ذلك يعيشون في فرح وشكر. وبنفس الوضع، نرى القديس بولس الرسول عن نفسه وعن معاونيه في الخدمة (كفقراء، ونحن نغني كثيرين. كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء) (2كو 6: 10)
العالم يرانا كأن لا شيء لنا، ويرانا كفقراء،بينما نحن نملك كل شيء، لأن الله الذي معنا هو كل شيء لنا، هو الكل في الكل. ذلك نبدو أمام الناس (كحزانى، ونحن دائما فرحون).
إذن حياة الشكر يلزمها قيم ومقاييس روحية.
وبدون هذه القيم والمقاييس الروحية لا يستطيع إنسان أن يصل إلى الشكر الدائم الحقيقي، ولا إلى الفرح الكامل الروحي. إن وجدت نفسك لا تشكر، ارجع إلى مقاييسك لتصلحها. ربما فكرتك عن السعادة غير سليمة..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
هناك فضائل أخرى ترتبط بالشكر تحدثنا عنها.
مثل الفرح، والسلام، والعزاء الداخلي وسط الضيقات والعزاء الخارجي أيضًا، وما يتركه من قدوة. وحياة التسليم لله.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

لماذا نشكر؟!

من الأسباب الهامة في عدم الشكر، أننا لا نعرف ما هو الخير لنا..
وقد تظن الأمر شرًا، فلا نشكر عليه، ويكون هو الخير بعينه، أو هو الوسيلة التي توصل الخير لنا، ونحن لا ندرى..!
وسنحاول في هذا المجال أن نعرض أمثلة كثيرة من الكتاب، وبعضها من التاريخ، لإثبات هذه الحقيقة..
وصدقوني أن الله وحده بحكمته الواسعة التي لا تحد، هو وحده الذي يعلم ما هو الخير لنا أما حكمتنا نحن البشرية فلا تدرك، لأنها حكمة محدودة وقاصرة، ولأنها لا تبصر ما هو قدام.

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
خذوا مثالا لذلك سجن يوسف الصديق.
من كان يظن أن إلقاء يوسف في السجن ظلما وهو بار، وبيعه كعبد قبل ذلك، كل ذلك سيؤول إلى خيره، وخير أخوته وأبيه، وخير مصر كلها والبلاد المحيطة..! بينما لو أن أخوته لم يبيعوه، لظل راعيا إلى جوار بيت أبيه، وما حدث له كل ذلك الخير..!
وكذلك لو أن امرأة فوطيفار لم تتهمه ظلما، لبقى عبدا في بيت فوطيفار وليس أبا لفرعون.
ربما يوسف الصديق ما كان يشكر، حينما بيع كعبد، وحينما أتهم ظلما وألقى في السجن ولكنه بلا شك قد شكر أخيرا وعرف أن الله (قصد به خيرا.. ليحيى شعبا كبيرا) (تك 50: 20).
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
مثال آخر هو هروب العذراء بطفلها إلى مصر.
أكان هذا الهروب من سيف هيرودس وبطشه وظلمه أمرا يستحق الشكر؟! لابد أننا نشكر الله على ذلك من أعماقنا. لأنه بهذا الهروب تباركت أرض مصر، وصارت لنا مواضع مقدسة وطأتها أقدام المسيح والعذراء، وصارت فيها كنائس فيما بعد..
نحن لا ندرى المستقبل ماذا يكون.. ولكننا ندرى أمرا واحدا، وهو أن المستقبل في يد الله.
وإننا نشكر الله لأنه وضع المستقبل كله في يديه، يدبره بمشيئته الصالحة، ويصنع فيه خيرا لأولاده،لذلك نثق بكل ما يأتي لأنه من عند الله يأتي.. من يد الله المملوءة حبا..
حقًا إن القلب الكبير يفرح بكل شيء، ويشكر الله على كل شيء ولا يتضايق أبدا من شيء، مهما كانت الأمور.. ولعلكم تذكرون ما قلته لكم قبلا عن معنى الضيقة:
إن الضيقة سميت ضيقة، لأن القلب ضاق عن أن يتسع لها. أما القلب الواسع فلا يتضيق بشيء.
عنده مصفاة الإيمان، يدخل فيها كل شيء.. ويعبر وبالإيمان يرى يد الله في كل ما يقابله من أحداث، فيتعزى بعمل الرب، ويفرح ويشكر.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
حديث القديس أوغسطينوس عن المبتدعين والهراطقة:
أولئك الذين حاربوا الإيمان بكل عنف، وسببوا متاعب كثيرة للكنيسة. يقول عنهم القديس أوغسطينوس (إننا نشكر الهراطقة. لأنهم فيما قدموه من شكوك حول الكتاب، جعلونا نبحث في الكتاب أكثر، ونتعمق أكثر، ونكتشف كنوزا ما كنا من قبل نعرفها).
بنفس المنطق نتكلم عن الفلسفة الوثنية التي قاومت المسيحية:
وبخاصة في أيامها الأولى. هذه المقاومة كانت بركة نشكر الله عليها. لأنه بسببها تأسست مدرسة الإسكندرية الأولى، بكل ما قدمت للعالم من معرفة روحية وكتابته، وبكل ما قدمته من علوم اللاهوت والفلسفة المسيحية التي خدمت الإيمان.. ونحن نفتح قلوبنا لعمل الله شاكرين، إذ أنه يجعل كل الأمور تؤول لمجد اسمه. ونفرح بيده التي تمسك التاريخ.. ونشكره.
مثال آخر: دماء الشهداء. أكانت خيرًا يُشْكَر عليه؟!
نعم، لأننا نقول أن دماء الشهداء، كانت بذار الإيمان. وبها أنتشر الإيمان أكثر، بما كان الناس يرونه من شجاعة، وما كانوا يسمعونه من كلماتهم العميقة الواثقة، وما كان يحدث أثناء استشهادهم من معجزات. وكذلك كيف كانوا يقابلون الموت بفرح عجيب حتى أن أحدهم قبل السلاسل بفرح..
القديس أغناطيوس الأنطاكي عاتب أهل رومه على محاولتهم إنقاذه من إلقائه إلى الأسود الجائعة!
وأرسل لهم رسالة مشهورة قال لهم فيها (يا أخوتي، أخشى أن محبتكم تسبب لي ضررا، وقد وصلت إلى نهاية المطاف، وأنتم تريدونني أن أركض شوط حياتي من جديد) وترك نفسه للأسود تفترسه في ثوان. وكان درسا عجيبا للأجيال، تذكره فتشكره، وظهر بعد استشهاده لزملائه في السجن يشجعهم ويقويهم.. وهكذا كان استشهاده بركة. أترانا نبكى على من مات شهيدا؟! كلا..
بل نفرح له لأنه نال الإكليل، ونشكر الله الذي أعانه..
ونقول له تلك العبارة المعروفة في صلوات الجناز (الله يعيننا كما أعانك..)
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
بنفس الوضع نتكلم عن المعترفين، والذين تشتتوا بالاضطهاد لأجل الإيمان. ونذكر ما قيل في سفر أعمال الرسل:
(الذين تشتتوا، جالوا مبشرين بالكلمة) (أع 8: 4).
تشتتهم كان من الآلام التي أصابت الكنيسة، ولكنه في نفس الوقت كان بركة. لأنهم كانوا شعلات ملتهبة بالنار، لما انتقلت إلى بلاد أخرى من العالم، صيرتها لهيبا، وأنتشر الإيمان بتشتتهم.. أليس هذا أمرا نشكر الله عليه..
هناك أمر يكون خيرا في ذاته. وأمر آخر يكون خيرا في نتائجه، وعلى الأمرين نشكر. كلاهما للخير.
لقد أستطاع أن يحول الاضطهاد إلى خير، ويحول التشتت إلى كرازة وإيمان، وتأسست كنائس كثيرة في كل مكان. نشكره على ذلك، ونقدم التسليم الكامل لإرادته المقدسة المملوءة خيرا.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

النظر إلى قدام والشكر

مشكلتنا في عدم الشكر، أننا لا ننظر إلى قدام.
إنما ننظر إلى تحت أقدامنا فقط، إلى مجرد الواقع الذي نعيشه! دون النظر إلى بعيد، إلى سوف يحدث فيما بعد.. ولا نلتفت مطلقًا إلى هدف الله من هذا الأمر الذي يتعبنا، أقصد هدفه المفرح لنا.. سوف أضرب لهذا مثالين:
ولادة إنسان أعمى: أكانت خيرا نشكر عليه؟!
حتى التلاميذ ظنوه عقوبة، فقالوا بجهل (هل أخطأ هذا الإنسان أم أبواه؟) متأثرين بأفكار خاطئة نقلت من العالم الوثني عن طريق الرحلات.. أما السيد المسيح فوضع أمامهم التدبير الإلهي الذي يستحق كل شكر، فقال لهم (لا أخطأ هذا ولا أبواه. لكن لتظهر أعمال الله فيه) (يو 9: 3)
لولا ولادته أعمى، ما كانت تحدث هذه المعجزة العظيمة في حياته، وتكون نتائجها إيمانه بالرب وسجوده له ودفاعه عنه.. وصارت له عينان روحيتان مفتوحتان تريان ما لا يرى.. وهكذا دخل الرجل إلى التاريخ، وظهرت أعمال الله فيه، وكانت سببا لإيمان الكثيرين. وهذا أمر نشكر الله عليه.
ولكننا للأسف لا نشكر، إلا بعد أن نرى النتائج!
أما الإيمان، فيعطى الثقة بأنه لابد أن يكون هناك خير ما سواء رأيناه أم لم نره.. وطوبى لمن آمن دون أن يرى) (يو 20: 29) وطوبى لمن يرى بالإيمان ما لا يرى (عب 11: 1).
مثال آخر هو موت لعازر أخي مريم ومرثا:
أكان مرض لعازر وموته أمرا يدعو إلى الشكر؟! واضح أن مريم بكت، واليهود الذين جاءوا معها بكوا أيضا، وعاتبت الرب قائلة (يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي) (يو 11: 32، 33).

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
وبنفس العبارة عاتبته مرثا (يو 11: 21) ومع ذلك فان هذا كله كان (لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به) (يو 11: 4).
لو عرف الناس ما سيفعله الرب بعد موت لعازر، لشكروا على مرض لعازر وموته، ليظهر مجد الله.
لأنه كم أنتشر الإيمان بإقامة لعازر بعد أربعة أيام من موته (يو 11: 45) وهذا أمر يدعو إلى الشكر بلا شك.. ولكن الناس ما كانوا يشكرون لما مرض لعازر ومات! فلماذا؟ ذلك لأن رؤيتنا البشرية قاصرة.. كل ما تستطيعه أنها تذهب إلى القبر، حيث دفنوا لعازر، وتقف خارج القبر تبكى!
أما الإيمان فيمتد إلى أربعة أيام بعد هذا.
فيرى لعازر خارجا من القبر ملفوفا بأقمطة..! ويرى مجد الله، وإيمان الناس فيشكر.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
مثال آخر، وهو مجاعة مصر أيام يوسف:

لا يوجد أحد يشكر على حدوث مجاعة..! ومع ذلك كانت تلك المجاعة للخير. إذ أنها أظهرت بر وحكمة يوسف الصديق. وقدمت لنا أحلاما ورؤى من الله، حتى لفرعون وكانت تلك المجاعة خيرا وبركة، فبسببها التقى يوسف مع أبيه، ومع أخوته، وتصالح معهم، وعالهم في أرض جاسان.. وكانت فرصة أن ينال ابناه بركة يعقوب أبيه.. أليست كل هذه الأمور أسبابا نشكر الله عليها؟! أما عن المجاعة، فقد دبر الله أمر علاجها، بأن سبقتها سبع سنوات من الشبع والخير، تم فيها تخزين ما يلزم لسنوات الجوع. وهذا أيضا تدبير إلهي يستحق الشكر أيضًا.. وكل الأمور تعمل معًا للخير..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
فلنتأمل أيضا الشكوك التي حامت حول البابا ديمتريوس الكرام.

أنه أمر يبدو سيئا في ذاته. ولكن هذه الشكوك عينها، كانت السبب في إظهار قدسية هذا البابا العظيم، وأظهرت للناس بره وعفته وبتوليته. كما كانت مناسبة تدخلت فيها يد الله بمعجزة وتعيد الكنيسة لذلك اليوم في السنكسار (12 بابة).
ولا شك أن الشعب كله شكر الله، كما شكره البابا ديمتريوس وزوجته، تحولت الشكوك إلى تمجيد، وتحول يوم الألم إلى يوم عيد..
نتحدث بهذه المناسبة عن متاعب داود النبي:

ما كان يظن أن متاعب داود النبي -سواء مع شاول أو أبشالوم أو غيرهما- ستؤول إلى هذه المزامير الجميلة العميقة، التي تعزينا جميعا.. ؟! ان داود في متاعبه، كان يغنى هذه المتاعب على العود والمزمار، وعلى العشرة أوتار،كان يخلط متاعبه بمزماره ومزاميره. وبدلا من أن يكسب نفسه حزنا، كان يكسبها لحنا. وقد ترك لنا هذا الكنز العظيم من أغانيه. ألسنا نشكر الله على كل هذا؟! وهو أيضا في كل متاعبه كان يشكر ويقول:
(أبارك الرب في كل وقت، وفي كل حين تسبحته في فمي) (مز 34: 1).
(بالرب تفتخر نفسي.. عظموا الرب معي. ولنرفع اسمه معا) (مز 34: 2، 3) ويقول أيضا (باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب، ولا تنسى كل إحساناته) (مز 103: 1، 2) انه في كل متاعبه يسبح الرب بتسبيحه جديدة، ويغنى له أغنية شكر..
درسان آخران من حياة موسى النبي:

من كان يظن أن وضع الطفل موسى في سفط، وإلقاءه على حافة النهر، خوفا من قتله (خر 2: 3) كل ذلك يؤول إلى مجد، ويصير هذا الطفل ابنا بالتبني لابنة فرعون، ويتربى في قصر ! أليس هذا درسا في عناية الله، نشكره عليه..
ومن كان يظن أن هروب موسى إلى البرية خوفا من فرعون، سينتهي إلى تعلمه الرعاية والهدوء في البرية. وأيضا سينتهي بعد فترة إلى أن يظهر الله له في البرية، في عليقة مشتعلة بالنار (خر 3) ويدعوه لخدمته، ويصير نبيا من أعظم الأنبياء، وقائدا لشعب
إنها أمور تذكرنا بقول الكتاب:
ونهاية أمر خير من بدايته (جا 7: 8).
فلا تزعجنا إذن البدايات الصعبة، ولننظر كيف ينهى الله الأمور. وسنجدها نهاية سعيدة نشكره عليها.. ولعله من الأمثلة البارزة في الكتاب لهذه الأمور: مؤامرة هامان.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
درس من كبرياء هامان ومؤامرته:

كان هامان متكبرًا، وتضايق من مردخاي لأنه لم يخضع لكبريائه. وأعد مؤامرة يصلب بها مردخاي، وإبادة الشعب كله. إنها بداية مزعجة، ولكن فلننتظر قليلا لنرى كيف انتهت.. لقد صام الشعب كله بقيادة أستير، وكانت فترة روحية تقرب فيها إلى الله. وتدخل الله في الأمر، وأنقذ الشعب كله. والصليب الذي أعده هامان ليصلب مردخاي عليه، صلب هو عليه. أما مردخاي فقد نال إكراما ما كان يتصوره (أش 6، 7).
وهكذا تحولت الأمور إلى العكس تماما، من الصلب إلى المجد.
مبارك هو الرب في كل ما يفعله. مباركة هي يده التي تتدخل، وتدير دفة السفينة إلى المسار الذي يريده هو، بمشيئته الصالحة الطوباوية..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
درس آخر من تجربة اسحق:

لا شك أنها كانت تجربة صعبة على أبينا إبراهيم أن يقدم ابنه وحيده الذي تحبه نفسه، محرقة.. (تك 22: 2) ولكنها كانت للخير، لأنها أظهرت طاعة إبراهيم، وأظهرت أيضا إيمانه، لأنه (بالإيمان قدم إبراهيمإسحق وهو مجرب.. إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات) (عب 11: 17، 19) وهكذا ظهر بره، إذ بالأعمال في طاعته وتقديم ابنه (يع 2: 21) وأيضا (آمن إبراهيم بالله فحسب له برًا) (يع 2: 23) واستحق أبونا إبراهيم بهذه التجربة أن ينال البركة من الرب له ولنسله، فقال له الرب (أباركك مباركة نسلك.. ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض) (تك 22: 16-18) وأعطانا الرب في هذه التجربة مثالا رائعا للطاعة والإيمان نشكره عليه..
كانت التجربة إذن بركة لإبراهيم ولنسله ولنا.
وكانت درسا ومثالا وقدوة لكل الأجيال على الأرض، سواء من جهة إبراهيم، أو من جهة ابنه إسحق، الذي صار رمزًا للسيد المسيح، الابن الوحيد للآب (يو 3: 16) الذي أطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 8).
ل- مثال للشكر، هو سجن بولس الرسول:

أترى يشكر أحد على سجنه؟ نعم، إن الإنسان المؤمن يشكر على كل شيء. لقد سيق بولس وسيلا إلى السجن، بعد أن ضربا بضربات كثيرة، والقيا في السجن الداخلى، وضبطت أرجلهما في المقطرة. ومع ذلك كانا يسبحان الله، والمسجونون يسمعونهما (أع 16: 23-25).
وكانا سجنهما بركة.. أراد به الله إيمان سجان فيلبى.
هذا الذي نال في الحال نعمة العماد هو والذين له أجمعون.. وتهلل مع جميع بيته (أع 16: 33، 34) أليست هذه أمورا نشكر الله عليها.. كما أن القديس بولس الرسول كثيرا ما وجد في السجن فترة هادئة، كتب فيها بعض رسائله وهو في السجن.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

عدم تذكرنا لإحسانات الله إلينا

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
من الأسباب التي تمنع الشكر، عدم تذكرنا لإحسانات الله إلينا.
سواء على المستوى العام، أو في الحياة الخاصة لكل منا. عيبنا أننا ننسى بسرعة ولا نذكر. لذلك فان داود يذكر نفسه بهذه الأمور، ويقول في مزموره (باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسى كل حسناته) (مز 103: 1، 2) وظل يتذكرها واحدة فواحدة.. أنصحكم بقراءة المزمور وحفظه وليكن دافعا لكل منا أن يتذكر إحسانات الله إليه..
في سنة 1974 كان مرض الكوليرا منتشرًا، وكان يحصد بالآلاف. وأغلقت كثير من المدن، خوفا من انتقال العدوى. وكان الرعب حالا في البلاد.. دخلت مرة في إحدى هذه المدن المغلقة بتصريح رسمي بعد التطعيم ضد الكوليرا طبعا. فلم أسمع فيها أحدا يضحك ولا يبتسم. ولم يكن فيها صوت راديو ولا أغاني. كانت المدينة حزينة مكتئبة. وكثيرون كانوا يصلون بعمق، وينذرون نذورا (لو أنقذتني يا رب أصير وأصير.. أفعل وأفعل) وأنقذنا الله من الكوليرا، وعشنا إلى الآن. فمن منا يشكر الله على هذا الإنقاذ.. ومثله كل الإنقاذات الأخرى من الأوبئة والجفاف وسائر الأمراض..
ما أكثر الذين نسوا إحسانات الله، ونسوا معها وعودهم ونذورهم!
ليتنا نجلس كل يوم إلى أنفسنا، ونذكر إحسانات الله إلينا والى أسراتنا وأصدقائنا ومعارفنا ونحفظ ذلك في ذاكرتنا أو في مفكرة ونشكر الله. إن الشعب في البرية احتفظوا بجزء من المن، لكي يذكروا إحسان الله (خر 16: 32-34) وأقاموا حجارة في الأردن ليذكروا شقة وعبوره (يش 4: 4-8) فيشكروا الله..
عندما ننسى إحسانات الله، يقل شكرنا، وتقل محبتنا.
وهذا طبيعي. لأنك كلما تذكر جميل أحد عليك، تحبه،وان نسيت، فانك تفقد سببًا يدفعك إلى الحب والشكر. كم موظف نسى أن الله ساعده في الحصول على وظيفة؟! وكم زوجة نسيت أن الله وفقها في الارتباط بزوج؟ وكم إنسان نسى أن الله ساعده في حل مشكلة، أو في الخروج من مأزق محرج..؟
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

أسباب تؤدي لعدم الشكر

(4)
وأحيانا لا نشكر، لأننا نسبب الخير إلى غير الله:

نسبب الخير الذي نلناه إلى مقدارتنا الشخصية، أو إلى من ساعدنا من الناس! أو إلى الظروف المحيطة. وننسى في كل ذلك أن مقدراتنا هي أيضا موهبة من الله وأنها وحدها ما كانت تستطيع بدون معونة الله وتدخله. كما أن الذين ساعدونا، وهو الله الذي تكلم في قلوبهم من جهتنا. وكذلك فان الظروف المحيطة بنا، لا يمكن أن نفصلها عن التدبير الإلهي..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
(5)
ونحن أحيانا لا نشكر، لأننا نذكر السيئات أكثر من الحسنات!

عندما نصفى حساباتنا، تختفي أمامنا النقط البيضاء التي تحتاج إلى شكر، وتقف أمامنا الضيقات والمتاعب! أو نذكرها، ونبالغ فيها، فنتعب.. هناك نوع من الناس -للأسف الشديد- لا يفتكر إلا النقط السوداء في حياته. وهكذا -ليس فقط يفقد الشكر- إنما أيضًا تضغط عليه الكآبة، ويملكه الحزن. انه نوع سوداوي. بعكس الذين يعيشون في فرح ورجاء، يذكرون خير الله ونعمته وبركته، في كل وقت، ويشكرون..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
(6)
وقد يكون عدم الشكر، سببه عدم القناعة.

إن القنوع دائمًا يشكر، مهما كان الذي معه قليلا. أما غير القنوع، أو المحب للكثرة، فانه مهما أعطاه الله، لا يكتفي ولا يشكر! ولا يرضى عما هو فيه، باستمرار يريد أكثر لذلك لا يشكر!

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
قد يتحول الطموح عند إنسان إلى طمع، فيفقده الشكر!
هناك خط رفيع يفصل بين هذه الأمور، يلزم الإنسان أن يعرفه، ويحتاط. قد ينجح طالب بامتياز، ويحصل على 90% فيحزن لأنه كان يريد أن يحصل على 95 % على الأقل، أو يكون الأول أو من الخمسة الأوائل. المفروض أنه يفرح ويشكر، لأنه نجح وحصل على امتياز. ولا مانع من الطموح إلى أكثر. ولكن ليس على حساب الفرح والشكر.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
(7)
وقد يفقد إنسان حياة الشكر، بسبب تعوده التذمر:

والتذمر قد يتحول عند البعض إلى مرض نفسي. فهو دائما يتذمر ويحتج ويشكو، مهما كان حاله! لا يعجبه شيء، ولا يرضى عن شيء. وبالتالي طبعًا لا يشكر.. انه مرض روحي ونفسي واجتماعي، يحتاج إلى علاج..
بعكس ذلك الذي يتعود الشكر، حتى يصبح طبعا فيه. يشكر الله، ويشكر الناس، ويشكر على كل شيء.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
(8)
وقد يفقد إنسان الشكر، لأمراض روحية ونفسية أخرى.

غير التذمر، وغير الطمع ومحبة الكثرة والنصيب الأكبر..
أمراض مثل القلق واليأس والكآبة والاضطراب والخوف على المستقبل، والخوف عموما، وبعض العقد النفسية الأخرى المصاب بمثل هذه الأمراض، من الصعب أن يشكر،انه باستمرار مهموم وحائر. وان دعوته إلى حياة الشكر، يقول لك في تعجب وفي ضيق (على أي شيء أشكر؟! أما يكفى ما أنا فيه؟!) مثل هذا الإنسان يحتاج إلى علاج..
إن عدم الشكر يتعب النفس. كما أن تعب النفس يبعد الشكر.
الإنسان الشاكر لا يحتاج إلى حبوب مهدئة ومسكنة. سلامه القلبي يغنيه عن كل هذه.. أما غير الشاكر، فان نفسيته باستمرار في تعب. وتعبه النفسي يبعده عن الشكر بالأكثر.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
(9)
كثيرون لا يشكرون، لأنهم يكتفون بالفرح:

يأتيهم الخير، فيفرحون به. ويقفون عند هذا الحد يفكرون فيمن أرسل الخير إليهم ليشكروه عليه! إنهم للأسف مركزون حول أنفسهم وحول احتياجاتهم. يهمهم قضاء هذه الاحتياجات. أما من يقضيها لهم فلا يفكرون فيه! أليس في هذا نوع من الذاتية؟ أما أنت فلا تتمركز حول ذاتك. وإنما كلما يأتيك خير، أنظر إلى مصدر هذا الخير واشكره. لا تكن مثل العشرة البرص الذين فرحوا بالشفاء ولم يرجعوا ليشكروا (لو 17: 12-18) لا تلتفت فقط إلى العطاء، دون أن تنظر إلى المعطى.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب حياة الشكر مسموع لقداسه البابا شنوده الثالث
كتاب تأملات في حياة القديسين يعقوب ويوسف - البابا شنوده الثالث
كتاب حياة الفضيلة والبر - البابا شنوده الثالث
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
كتاب تأملات في حياة القديس أنطونيوس - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 07:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024