14 - 12 - 2012, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
مصدر قوة إيليا : لم يكن سر قوة ايليا راجعا الى شخصه أو الى الوسط الذى عاش فيه ، فقد كان من أصل متواضع وقد قيل عنه صراحة أنه " كان انسانا تحت الآلام مثلنا " ( يع 5 : 17 ) ، هنا يذكر لنا ايليا ثلاثة أدلة لمصدر قوته : ( 1 ) " حى هـــــو الرب " .. كان ينظر إلى الله بأنه هو الأله الحى ، ومعطى الحياة ، فإن أردنا أن نكون أقوياء فلنتعلم نحن أيضا بأن تقول " أنا أعلم أن وليى حى ، هو حى فى كل حين ليشفع فينا ، نحن نحيا لأنه هو حى " ( أى 19 : 25 ، عب 7 ، 25 ، يو 14 : 19 ) ، لقد كان موت الصليب قاسيا ولكن يسوع " حى " ( 2 ) " الذى أنا واقف أمامه " .. لقد كان واقفا فى حضرة أخاب ، ولكنه كان واثقا من أنه واقف فى حضرة من هو أعظم من أعظم ملوك العالم ، فى حضرة الرب ، الذى تخر أمامه الملائكة فى رهبة وخشوع لتصغى إلى صوت كلمته .. وجبرائيل نفسه لم يقف موقفا أسمى من هذا " أنا جبرائيل الواقف قدام اللــــه " ( لو 1 : 19 ) ، ليتنا نبنى مخدعنا بحيث تطل منه كل نافذة على جبل حضرة اللــــــه ... ( 3 ) ان لفظة " ايليا " معناها " الرب الهى "... على أنها يمكن أن تحمل معنى آخر " الرب قوتى " .. وهذه توضح لنا سر حياته ، فقد كان الله حصن حياته فممن يرتعب ؟ لنكف من هذه اللحظة عن الأتكال على قوتنا التى مهما عظمت فهى ضعف ، ونلجأ الى قوة اللــه فقط كل يوم بل كل ساعة بالأيمان ، وعندئذ يصبح شعار حيلتنا فى المستقبل " انما بالرب البر والقوة ، استطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى ، الرب قوتى ونشيدى وقد صار خلاصى " إيليا .. هذا النبى النارى ، لم يكن أصلا إلا فتيلــــة مدخنــــة ، ولكنه بالأيمان وصــل الى ما وصـــل إليه . |
||||
14 - 12 - 2012, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
إعالة الغربان له : " انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبىء عند نهر كريث " ( 1 مل 17 :3 ) طلب الرب من إيليا أن ينسحب من السامرة ومن وسط الشعب ليختفى ثلاث سنوات ونصف .. لم تكن هذه السنوات فترة خمول للنبى ليحيا بلا عمل ، لكنها كانت فترة مع الله للصلاة والتأمل ، تهبانه قوة متزايدة تسنده فى رسالته المقبلة . فى وسط الجفاف ، فى البرية القاحلة قدم له الله ماء من نبع أو مجرى كريث ، وأرسل له طعاما بواسطة الغربان الخاطفة . الغربان التى تحتاج الى من يعولها ! وياله من درس تلقاه ايليا عن قدرة الله على اعالته ، ولا شك فى أن ايليا كان يتأمل مرارا فى هذه الحادثة فى أيامه التالية كبداية لعصر جديد فى حياته ، كان الله يعوله ليأكل خبزا طازجا ولحما مرتين كل يوم ، كان أنبياء البعل والسوارى يأكلون على مائدة إيزابل فجاعوا بسبب الجفاف ، أما إيليا فكان يعوله الله الحى ... أما كيف كان الخبز واللحم يعدان ، فإننا نجيب مع يعقوب : " إن الرب إلهك قد يسر لى " ( تك 27 : 20 ) . بأمر إلهى اعتزل إيليا عن شعب الله المنحرف لكى يتعامل مع الغربان التى تخدمه ، هكذا بالخطية يفقد الأنسان علاقته بالله ورجاله ، بينما الحيوانات والطيور غير العاقلة تمجد الله وتخدم أولاده . |
||||
14 - 12 - 2012, 01:47 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
البرية فى حياة إيليا النبى :
كان يقضى الكثير من وقته فى البرية ( 1 مل 17 : 5 ، 1 مل 19 ) ليست هناك طريقة انجح لأذلال نفس الأنسان أكثر من سحبه فجأة من الدائرة التى كان قد بدأ يظن نفسه أنه لا غنى عنه فيها ، لكى يتعلم أنه لا حاجة اليه على الأطلاق لأتمام مقاصد الله ، وحتى يدرك اذا ما عزل فى جهة نائية كنهر كريث ، كيف كانت افكاره مشوشة ، وكيف كانت قوته كلا شىء ... اذا فلا نعجب ان سمعنا أبانا السماوى يهمس فى آذاننا أحيانا : يكفيك يا أبنى ما قد اربكت نفسك فيه هناك من مشاغل واعلانات وارتباكات ، تعال هنا ، واختبىء عند النهر ، اختبىء عند " كريث " فراش المرض ... أو عند " كريث " الآمال الخائبة .... أو عند " كريث " الخسائر .... أو فقد الأعزاء ... أو فى الوحدة التى هجرتها الجموع المزدحمة ، وسعيد هو الأنسان الذى يستطيع أن يقدم هذا الجواب : ارادتك هذه هى ارادتى أيضا ، اننى اطير يا إلهى لكى نختبىء فى ستر خيمتك وفى ظل جناحيك استرنى . ان الأنتصار العظيم على جبل الكرمل يجب أن يسبقه نهـــــر كريث .... |
||||
14 - 12 - 2012, 01:47 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
ماذا تمثل البرية بالنسبة لحياة إيليا التشبى ؟ 1- الخلوة المقدسة : يوجد مع الله بعيدا عن صخب العالم ، يترك كل شىء ويسير نحو الله بخطى ثابتة ، يوجه نظره نحو الله الحب اللانهائى وينبوع الحب الفياض ، نحو الله المحبوب والحنون الشفوق المتراءف ، الذى يسكب حبه فى القلوب فتتعلق به النفوس وتنجذب اليه الذى يفيض من ينبوع ماء الحياة لتستقى منه كل نفس ظمآى تريد أن تروى عطشها . ويقول أشعياء النبى : " أيها العطاش جميعا هلموا إلى المياة والذى ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرا ولبنا " ( أش 55 : 1 ) . 2- الهدوء والسكينة : حيث الهدوء والسكون تهدأ النفس من الداخل ، ويتلاشى من الذاكرة كل ما علق بها من صور العالم التى كثيرا ما تسبب اضطرابا للنفس من الداخل . واغراءات العالم تهز الأنسان داخليا فيتعلق بالأرضيات ، ويرتبط بالزمنيات فى محدوديتها فى قصور وجمود خارج حرية ارادته وداخل قيود الماديات ، ليظل مرتبطا بها ، مائلا الى الأمور الجسدية ، متمتعا باللذات منزلقا الى الترابيات . فتبعد الروح عن مصدر حياتها وعزاءها وفرحها ، ولكن حين تستقر النفس داخل دائرة السكون والهدوء ، تبدأ الروح فى الأنطلاق خارج دائرة العالم المحسوس والمحدود ، وتعبر المدى والأفق المحدود الى اللامحدود . 3 - حياة التأمل : التأمل فى مجد الخالق .... فى السماء وصفاءها أشارة الى العلو والسمو .... التأمل فى محبة الله الفائقة ..... حب الله للخليقة ... حب الله للأنسان .... والتأمل فى رعاية الله للأنسان .... الذى أحبه ، ليحفظه فى دخوله وخروجه ، وفى كل خطوة يخطوها فلا يخاف شيئا . 4- الصبر والأحتمال وطول الأناة : البرية القاسية تعلم الأنسان الصبر والجلد والأحتمال ، فى زهد ونسك غالبا ومنتصرا على كل القوى التى تحاربه والشرور التى قد تحدق به . 5- مدرسة الصلاة : اتخذ الرب يسوع من البرية موضعا للصلاة فتقدست البرية بالرب معلم الصلاة الذى كان يخرج الى موضع خلاء ليصلى ، ويقضى الليل كله فى الصلاة كان إيليا النبى فى البرية يناجى الله منفردا فى خلوة مقدسة ، منقطعا عن العالم ، انحل عن الكل ليرتبط بالواحد . صلاة ايليا كانت تنطلق من أعماق قلبه وكيانه قوية تصعد الى السماء لتدخل الى حضرةالقدير . دعى إيليا رجل الصلاة ... الذى صلى صلاة بايمان قوى راسخ رسوخ الجبال وثقة كاملة لا يتطرق اليها الشك . صلى إيليا أن لا تمطر السماء كم ورد فى رسالة يعقوب : " صلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر ، ثم صلى أيضا فأعطت السماء مطرا وأخرجت الأرض ثمرها " ( يع 5 : 17 – 18 ) . 6- حياة الجرأة والشجاعة : وقف فى وجه آخاب الملك ... موبخا إياه شاهدا للحق فى جرأة ليعلن كلمة الله التى ينطقها على فمه منذرا الخطاة والبعيدين عن الله ، والذين جعلوا قلوبهم وراء آلهة الأمم بالهلاك والموت . + + + |
||||
14 - 12 - 2012, 01:47 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
جفاف النهـــــر : " وكان بعد مدة من الزمان أن النهر يبس " ( 1 مل 17 : 7 ) لا نستطيع أن نكون صورة صحيحة عن حالة أرض الموعد فى شهور الجفاف الأولى ، أننى اتخيلها الآن وقد جفت مراعى الجبال كأن ألسنة النيران قد اندلعت فأفحمتها ، وأما الأنهار فقد نضب ماؤها رويدا رويدا حتى تلاشت منها آخر نقطة . كما لم تكن هنالك أمطار لتعيد الحياة الى المزروعات أو تفيض على ينابيع المياة . والشمس كانت تشرق وتغرب ، لمدة عدة شهور ، فى سماء صافية لا أثر للسحاب فيها . لقد قضى على الكثيرون منا أن يجلسوا بجوار أنهار تجف : قد يكون نهر الصيت والشهرة بدأ يجف ... وقد يكون نهر الصحة بدأ يجف وسمح الرب بمرض عضال لا شفاء منه ... وقد يكون نهر الثروة بدأ يجف رويدا رويدا بسبب مطاليب المرض أو الديون أو أى نوع آخر من مظاهر الأسراف .... حقا انه لأختبار مر على النفس أن يجلس المرء بجوار نهر يبس ، وهو حقا أمر أشد صعوبة من الوقوف أمام أنبياء البعل على جبل الكرمل . ولماذا يسمح الرب بأن تيبس كل هذه الأنهار ؟ لأنه يريد أن يعلمنا بأن لا نتكل على نعمه ؛ بل على شخصـــــه .... إنه يريد أن يرفع أبصارنا الى النهر الخارج من عرش اللـــــه الذى لن ييبس الى الأبد اذا فلنتعلم هذه الدروس ، ولنتحول من نهر كريث الذى خيب آمالنا الى مخلصنا الذى لن يخيب لنا رجاء ، فيه نجد كل كفايتنا ، ينابيعه لا تنضب بمرور الدهور ، ولا ينقصها عطش ربوات القديسين الذين يشربون منها فى الأعالى بجوار منبعها كما نشرب نحن منها هنا على الأرض بجوار مصبها " سواقى اللـــــه ملآنه ماء " ( مز 65 : 9 ) ..... " كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ، ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش الى الأبد ، بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية " ( يو 4 : 13 ، 14 ) . |
||||
14 - 12 - 2012, 01:48 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
إعالة أرملة صرفة له : يجب أن يتعلم خدام اللــــه أن لا يخطوا إلا خطوة واحدة فى وقت واحد .... لأن اللــــه لا يكشف لنا أكثر من خطوة واحدة فى وقت واحد ، ثم يأمرنا بالسلوك فيها بالأيمان : واذا توجهنا اليه بهذا السؤال " اذا خطوت هذه الخطوة التى لا بد أن تجر على المتاعب فماذا أفعل بعدها ؟ " فلن نتلقى من السماء جوابا غير هذا " اخط هذه الخطوة واتكل على " ، لأنه ليس لنا أن نعلم الأمور التى جعلها اللــــه فى سلطانه ، حالما خطا ايليا تلك الخطوة التى أرشده إليها الله ، وقدم الرسالة لأخاب ، كانت الخطوة الثانية : " وكان له كلام الرب قائلا : قم أذهب إلى صرفة التى لصيدون ، وأقم هناك ، هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك " ( 1 مل 17 : 8 – 9 ) ربما جاءتنا رسائل واعلانات خاصة من الله ، فى ظروف مختلفة عن واجبات معينة نؤديها ، ولكنا تكاسلنا لأننا لم نستطع أن ندرك ما يجب عمله فى الخطوة التالية ، " يارب ماذا تريد أن أفعل ؟ فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغى أن تفعل " ( أع 9 : 6 ) . خبزنا كفافنا أعطنا اليوم ، والمن لا يعطى الا كل صباح ، والقوة تعطى حسب حاجة الساعة ، والله لا يعطى كل الأرشادات مرة واحدة لئلا يضطرب العقل ويرتبك الفكر ، ولكنه يأمر بما تستطيع الذاكرة أن تعى وبما يستطيع المرء أن يعمل ، وبعد ذلك نتطلع اليه فى انتظار الخطوة التالية ، وبذا نتعلم طريق الطاعة والثقة بخطوات يسيرة هينة . لا شك فى أن الحياة الهادئة ليست هى الحياة العظيمة ، لأن بعض الأخلاق لا يمكن أن تصل الى الذروة العليا من الروحانية الا عن طريق المتاعب ، وانتزاعنا من بعض الأمكنة ، ونقلنا الى غيرها حسبما ترتبه العناية الألهية . ألا توضح لنا هذه الحقائق شيئا عن معاملة الله لإيليا ؟ فمرة نراه قائما فى اناء " وطنه " .... ثم يفرغ الى اناء " يزرعيل " ... ثم الى اناء " كريث " ... والآن الى الأناء الرابع " صرفة " .. وكل ذلك ليدفعه الى السمو الروحى ... الذى لم يكن ممكنا له الوصول اليه بأية طريقة أخرى ، والذى أهله للوقوف فى الأيام التالية على جبل التجلى ؛ كخل لموسى ورفيق للسيد المسيح . من أسمى الكلمات البناءة للحياة البشرية ، وخصوصا لخدام الله ، هى تلك التى خاطب بها الله موسى قائلا " انظر أن تصنع كل شىء حسب المثال الذى أظهر لك " ( عب 8 : 5 ) كان موسى يلتهب غيرة لكى يتمم عمل الله ، وكان أمهر الصناع تحت أمره ، ولكنه لم يسمح له أن يصنع كبيرة أو صغيرة فى الخيمة " حتى الجرس والرمانة والستائر والأوانى " الا حسب المثال الذى يظهره له الله ، لهذا أخذه الله الى الجبل ، وفتح باب عقله ، وكشف له عن مثال الخيمة المطلوب صنعها ، وسمح لموسى أن يطلع على كل شىء كما كان فى فكر الله ، وبعد أن قضى أربعين يوما فى الدرس والأطلاع على الجبل نزل أخيرا ، ولم يبق عليه الا أن يخرج الى حيز الوجود ما أعلن له على الجبل |
||||
14 - 12 - 2012, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
مقاصد اللـــــه تتطلب الطاعة الكاملة : " فقام وذهب الى صرفة " ( 1 مل 17 : 10 ) . صرفة : قرية صغيرة تقع على شاطىء البحر الأبيض بين صور وصيدا . معنى كلمة " صرفة " هو " بيت تمحيص " أو " بوتقة تمحيص " . أرسل إيليا النبى إلى هذه الأرملة الأممية ليس فقط علامة اهتمام الله بنبيه ، وإنما اهتمامه بالأممية أن تستقبل إيليا فى بيتها ويبارك فيما لديها . لم يكن من الهين على نفسه أن يشعر بأنه ستعوله تلك الأرملة البائسة المسكينة من مواردها الضئيلة ، اذا فقد كانت " صرفة " حقا بوتقة تمحيص لتطهيرها من كل بقية للكبرياء على النفس التى تكون لا تزال باقية جاثمة فى احدى زوايا قلبه . + الرب يسوع مدح إيمان الأرملة : ففى مجمع الناصرة دفعوا إليه سفر أشعياء فقرأ فيه " روح الرب على لأنه مسحنى لأبشر المساكين ، أرسلنى لأشفى المنكسرى القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين فى الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة " ( لو 4 : 18 ) . اليهود الذين بلا ايمان رفضوا المسيح فوبخ عدم إيمانهم قائلا " وبالحق أقول لكم إن أرامل كثيرة كن فى إسرائيل فى أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة 3 سنين ، 6 أشهر .... ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها إلا إلى إمرأة أرملة إلى صرفة صيدا " طوبى لها . كان إيليا أول نبى يرسل لخدمة الأمم . أبغضه شعبه فألتجأ إلى الأمم ،، كما شهد بذلك الرسل ( أع 18 : 6 ) – لقد حمل بذلك شهادة عن السيد المسيح الذى جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله ، جاء إلى خراف إسرائيل الضالة وإذ رفضته فتح الباب للأمم كى تقبل عمله الخلاصى ومحبته الفائقة . فى يوحنا 6 : قدم غلام خمسة أرغفة وسمكتان .. . . والرب قبل عطاياه .. وبارك اللــــه فى التقدمــــــة .. وأشبع خمسة الآف رجل ماعدا النساء والأطفال .. لا بد أن البركة قد أستمرت فى بيت الغلام طوال حياتـــــه ... ربما كان عربون البركــــــة أثنا عشر قفـــــة مملوءة خبزا وسمكـــــا ... ولكن الأهم .... أن الغلام نال نصيبا كبيرا فى الحيـــــاة الأبديــــة بعد هذا الأختبار . |
||||
14 - 12 - 2012, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
الطاعة الكاملة لصوت الله : صوت الرب الى ايليا النبى فى رقته وقوته ، وجد له صدى داخل قلبه ، سمع صوت الرب فأطاع دون تفكير أو مناقشة أو تردد . هذه الأرملة فى حاجة الى من يعولها ويهتم بها ، وان كان هناك حاجة الى إمرأة أرملة ، أفلا يوجد بين كل شعب الله أرملة حتى يرسل الى أرملة أممية ! موقف المرأة الأرملة : "هات لى قليل من الماء " ! .... لم ترفض لأن الماء عندها وذلك من واجبات الضيافة . " هات لى كسرة خبز " ! ....... ليس عندى كعكة أى أصغر قطعة من الخبز ، أى انها فى عوز واحتياج ولا تملك شيئا لتعطيه غير كف من الدقيق المتبقى فى الكوار وقليل من الزيت فى الكوز وهذا كل ما تملكه ولا يكفى لإطعام أحد . ما هى إلا أكلة صغيرة تعملها وتأكل هى وابنها ثم يموتا !! وأراد ايليا أن يظهر ايمان المرأة .. " فقال لها ايليا لا تخافى ادخلى واعملى كقولك ولكن اعملى لى منها كعكة صغيرة أولا واخرجى بها الى ثم أعملى لك ولأبنك أخيرا . لأنه هكذا قال الرب إله اسرائيل أن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذى فيه يعطى الرب مطرا على وجه الأرض . فذهبت وفعلت حسب قول ايليا وأكلت هى وهو وبيتها أياما . كوار الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب الذى تكلم به عن يد ايليا " ( 1م 17 : 13 – 16 ) |
||||
14 - 12 - 2012, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
إنه إيمـــــان وثقة وطـــــاعة وعمل + لم تتردد المرأة فى الطاعة ، لقد فعلت ما هو فى نظر الله موضع سروره فقدمت بسرعة وحرية وارتياح ما سئل منها .. + يوجد البعض يريدوا أن يضعوا حدودا للحب ! كم نخطىء عندما نفضل أنفسنا وأولادنا عن المسيح ، ولا نقدم بسخاء للمحتاجين ! . لماذا اختار صيدا ؟ لجأ إلى البلد التى تخرجت منها إيزابل ابنة ملك صيدا ، والتى دفعت بالشعب قهرا نحو عبادة البعل . الموضع الذى تخرج منه الفساد وجد فيه أرملة مؤمنة لتتمتع ببركة الله الحى . لقد نجست ايزابل أرض إسرائيل بعبادة البعل ورجاساته ، بينما تمتعت أرض صيدا بأرملة تنال ما لم تتمتع به أرامل إسرائيل ، صارت رمزا لكنيسة العهد الجديد القادمة من الأمم ، ولا نعجب إن كان السيد المسيح قد خدم فى ساحل صيدا ( مت 15 : 21 ) . + قالت الأرملة : " .... وهانذا أقش عودين لآتى واعمله لى ولأبنى لنأكله ثم نموت " ( 1 مل 17 : 12 ) ... إنها لم تقل ثلاثة عيدان أة أربعة ، كانت تجمع عودين لأنها استقبلت المسيح فى رمزه إيليا ! أرادت أن تجمع قطعتى خشب لأنها أرادت أن تعرف سر الصليب . |
||||
14 - 12 - 2012, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إيليا رجل الإيمان والصلاة
إقامة ابن الأرملة : من ضمن ما يتميز به أولئك الذين قد امتلأوا بالروح القدس انهم يحملون معهم ، أين حلوا ، روح الحياة ، بل روح الحياة المقامة من الأموات . " وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتد مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة . فقالت لإيليا ما لى ولك يا رجل الله ، هل جئت الى لتذكير اثمى واماتة ابنى " ( 1 مل 17 ) " فتمدد على الولد ثلاث مرات ، وصرخ إلى الرب وقال : يارب إلهى ، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه " ( 1 مل 17 : 21 ) " فسمع الرب لصوت إيليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش " ( 1 مل 17 : 22 ) إذ كانت أرملة صرفة صيدا تمثل كنيسة العهد الجديد القادمة من الأمم ، فإن ابنها الذى مات يمثل كل نفس بشرية فى العالم ، عملها هو تقديم هذه النفوس الميتة للسيد المسيح واهب القيامة ، لقد اختبر الحياة الجديدة المقامة ، فلا تطيق أن ترى إنسانا ميتا ، لا نفس فيه . كان إيليا النبى فريدا بين الأنبياء ، فمن جهة قدم أول معجزة لمباركة الطعام يكفى ربما لمدة حوالى سنتين ، ومن جانب آخر آمن بالله القادر أن يقيم من الأموات ، لم يجسر داود النبى أن يطلب من الرب أن يقيم ابنه الذى من بثشبع ، أما إيليا النبى فهو أول نبى طلب بجرأة ودالة لدى الله أن ترجع نفس الولد إلى جسده . ولكن لماذا سمح الله بموت ابن الأرملة ؟ سمح الله لها بالتجربة كشوكة فى الجسد تنزع عنها حرب الكبرياء ، كانت فى حاجة إلى ضيقة تثبت حياتها فى الرب فلا تتزعزع . إيليا النبى والوداعة وطول الأناة : نرى هنا أن إيليا النبى لم يغضب من هذه المرأة حين بادرته بهذا القول الذى يبدو منه روح العتاب .. بل أخذ منها الولد فى دعة وصبر وطول أناة عليها ، لأنها حزينة ومرة النفس بسبب موت ابنها . ان إيمان ايليا النبى النارى رجل البرية بأن الله يستجيب له ، تأكد له ذلك من خبرات روحية ايمانية عميقة سابقة . استجاب الرب لصلاة ايليا وأعاد الحياة لأبن الأرملة . ماذا كان موقف المرأة : " هذا الوقت علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب فى فمك حق " – هذا يدل على إيمانها بإله اسرائيل أنه الإله الحى الحقيقى وحده القادر على كل شىء الذى يهب الحياة لكل أحد ... " لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد " ( أع 17 : 28 ) . إيليا ودعوة إلهية للظهور أمام أخاب : " وبعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا فى السنة الثالثة قائلا : أذهب وتراءى لأخاب ، فأعطى مطرا على وجه الأرض " ( 1 مل 18 ) . قضى إيليا النبى سنة عند نهر كريث وسنتين ونصف فى صرفة صيدا ... جاءت الدعوى بالظهور لكى يقدم الله لأخاب فرصة أخرى للتوبة ليس من خلال الكلمات بل من خلال التأديب المر ، بهياج الشعب ضد عبادة البعل وقتل كهنة البعل ، مع تقديم لمسة رجاء قوية حيث يعطى الرب مطرا على وجه الأرض . لقد انقضت ثلاث سنوات ولا تزال السماء لا تعطى مطرا ، وبدأ الجوع يشتد فى أنحاء السامرة ، كما أن الأودية والأنهار قد جفت مما دفع آخاب أن يتفق مع عوبديا بأن يفترقا كل منهما فى طريق للبحث عن عشب للخيل والبغال لئلا يهلكوا ويموتوا جوعا وعطشا . بينما كان الشعب فى جوع شديد ، لم يشغل الملك شيئا سوى حياة حيواناته من خيل وبغال ، لم يكن يشغله جوع شعبه . طلب من المسئول عنها عوبديا أن يشترك معه فى البحث عن ماء فى عيون الماء أو الأودية . هذا عن الملك ، أما الملكة فكان كل ما يشغلها حتى فى فترة المجاعة أن تبيد أنبياء الرب . أما الكهنة واللاويون فهربوا ( 2 أى 11 : 13 – 14 ) إلى يهوذا ليخدموا الهيكل هناك . وربما انحرف البعض فأغوتهم إيزابل أن يخدموا البعل وينالوا أجرة عظيمة . أما أنبياء الرب فغالبا ما كانوا يشهدون للحق على المستوى الفردى أو بين العائلات ، يطلبون الرجوع إلى الله ، لم يكن يوجد لهم موضع لأجتماعات عامة ولا لتقديم ذبائح ، وإنما كانوا يكتفون بالعمل الخفى . شعرت بهم الملكة فسلطت سيفها عليهم لتقتلهم . وسط هذا الجو الكئيب : لا نعجب من أن يقيم أخاب الشرير هذا التقى وكيلا له ، يثق فيه ويأتمنه على قصره ومملكته ، ففى كل جيل يوجد أناس أمناء خائفو الرب يستخدمهم الله حتى فى وسط الجو الحالك الظلمة . لم يجد بعض ملوك بابل من يقيمونه وكيلا على كل الأمبراطورية مثل دانيال المسبى ، ولا وجد فرعون من يأتمنه على كل الأمبراطورية مثل دانيال المسبى ، ولا وجد فرعون من يأتمنه على قصره مثل يوسف ، ولا أخاب وجد من هو مثل عوبديا . |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإيمان بالصوم والصلاة |
إيليا النبي والطاعة والصلاة |
+ الإيمان والصلاة من فضائل العذراء مريم + |
أبونا ميخائيل الإيمان والصلاة في حياته |
† العمل بروح الإيمان والصلاة |