|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة د - تفسير سفر المزامير قطعة (د) الوصية حياة للنفس المتضعة آية (25): "لصقت بالتراب نفسي فأحيني حسب كلمتك." هو سابقا تكلم عن العار الذي يلحق بالخاطئ . وهنا رأي ماذا كانت نتيجة الخطية النهائية ووجد أنها الموت ووجد أن في تنفيذ الوصية حياة (تث46:32 ، 47 + تث12:10-20 + يو25:11). فمن يلتصق بالرب يحيا. ومن يخالف الوصية ينفصل عن الله فيموت "لك اسم أنك حي وأنت ميت" (رؤ1:3). ومن يقدم توبة يقال عنه "إبني هذا كان ميتاً فعاش". ومن أحب الخطية تلتصق نفسه بتراب هذا العالم وشهواته الشريرة، وحتى يقترب من الله ثانية عليه أن ينسحق ويتواضع وتلتصق نفسه بالتراب كما فعل أهل نينوى فيقبله الله ويعود للحياة ثانية. (يساعد على هذا المطانيات في خشوع). وكل من يشعر بالخطية في داخله، يشعر أنها تقوده للموت فيصرخ إلى الله "أَحْيِنِي حَسَبَ كَلِمَتِكَ" (رو24:7). وإذ يرى الرب إنسحاق هذا الإنسان يرفعه من المزبلة ويأخذ الرب هذا التراب وينفخ فيه نسمة حياة وتكون له هذه الحياة قيامة أولى. وكلام الله حي ويحيي النفس (عب12:4). ووعوده محيية لمن يستجيب لعمل الكلمة فيه فتكون له أيضاً قيامة ثانية (رؤ6:20). ولذلك نصلي هذه الآية في تجنيز الموتي، فالميت سيوضع في القبر ويلتصق بالتراب بل ويصير تراباً فينطبق عليه "لَصِقَتْ بِالتُّرَابِ نَفْسِي ". والكنيسة تصلي برجاء أن يعطيه الله حياة. والمسيح أعطانا جسده لتكون لنا حياة. فلنتب وننسحق ونتناول فيكون لنا حياة. أَحْيِنِي حَسَبَ كَلِمَتِكَ = ارجع لي الحياة حسب ارادتك ، ونجد إشتياق بروح النبوة لفداء المسيح كلمة الله الذي أعاد لنا الحياة. آية (26): "قد صرّحت بطرقي فاستجبت لي. علمني فرائضك." قَدْ صَرَّحْتُ بِطُرُقِي فَاسْتَجَبْتَ لِي = قد أخبرتك بطرقي (في ترجمات أخرى). هنا المرتل يعترف أمام الله بطرقه غير المستقيمة ويطلب الغفران. ويطلب أن الله يعرفه وصاياه فيسلك فيها. وهكذا كان داود دائما إذا أخطأ يعترف فورا ويقدم توبة ومن يفعل يقبل الله توبته . آية (27): "طريق وصاياك فهمني فأناجي بعجائبك." طَرِيقَ وَصَايَاكَ فَهِّمْنِي = الوصايا موجودة ولكنه يطلب من الله أن يفهمه كيفية تنفيذها. فَأُنَاجِيَ بِعَجَائِبِكَ = من المهم جداً بل وحيوي أن نردد كلام الله المقدس كل اليوم فيولد فينا حرارة روحية وكلمة الله تنقى. آية (28): "قطرت نفسي من الحزن. أقمني حسب كلامك." أحزان المرنم ناتجة عن تقصيره في تنفيذ الوصية. قطرت نفسي من الحزن= صار مثل شمعة مشتعلة تقطر قطرة تلو قطرة إلى أن تذوب. وهذه حقيقة فنحن في خلال فترة حياتنا علي الأرض نذوب يومًا وراء يوم إلى أن نموت وهناك فرق كبير بين الحزن اليائس والحزن المملوء رجاءً. فالحزن اليائس هو عمل شيطاني، أما الحزن الذي يصاحبه رجاء في قبول الله للتائب يدفع النفس أن تبتهج بقبول الله لها كنفس تائبة فتسبح الله لذلك نجد المرنم يضيف أقمني حسب كلامك = أعطني قيامة من موت الخطية، فأسلك في كلامك ووصاياك. هنا المرنم يشعر أن الله لن يقبله فقط كتائب بل سيعينه في طريقه. وأيضًا بروح النبوة نجد في هذه الآية اشتياق لقيامته التي ستكون في المسيح. وهذا الحزن المصحوب بالرجاء يحوله المسيح إلى فرح (يو16 : 22) . آية (29): "طريق الكذب ابعد عني وبشريعتك ارحمني." المرنم يشعر بأن الخطية ساكنة فيه، وأنه غير قادر أن يسلك في طريق وصايا الله من نفسه، وأنه يحتاج لمعونة إلهية. طَرِيقَ الْكَذِبِ = عادة الكذب هي عادة رديئة، هي ضد الله، فالله هو حق مطلق ولا يقبل أي كذب أو غش أو إعوجاج. "طريق الظلم" (سبعينية). وربما يكون المقصود بالكذب هو أى خطية، فكل خطية فيها نوع من الكذب وخداع النفس فهى تخدع النفس بأن فى الخطية لذة وفرح وتخفى عن الإنسان ألام وذل وحزن ما بعد الخطية . ومن يسلك فى هذا الطريق يظلم نفسه . وإن أخطأت يارب بِشَرِيعَتِكَ ارْحَمْنِي= وإن كانت شريعتك تحكم علي الخاطئ بالموت، لكن يا رب إن الأساس في شريعتك هو الرحمة فأنت لا تريد موت الانسان وهلاكه . آية (30): "اخترت طريق الحق. جعلت أحكامك قدامي." الطريق المضاد لطريق الكذب هو طريق الحق= طريق الله. ولاحظ قوله اخترت، فالله لا يعين إلا من يختار طريقه بإرادته الحرة. هو سبق وطلب الرحمة حتى لايموت ، لكنه يعلم أنه لا رحمة إلا للتائب الذي يختار طريق الحق. آية (31): "لصقت بشهاداتك. يا رب لا تخزني." بدأ المرنم بقوله لصقت بالتراب نفسي. وهنا يقول لصقت بشهاداتك = فهو حينما اتضع وانسحق وعاد لله، عاد الله إليه واختبر لذة العشرة مع الله فاختار طريق الحق ولمس معونة الله وشركته فقرر أن يلتصق بشهاداته فيخلص من حياة الحزن. آية (32): "في طريق وصاياك اجري لأنك ترحب قلبي." من يحفظ الوصية يسكن عنده الله (يو23:14). ومن صار مسكنًا لله يصبح قلبه متسعًا يتحمل أخطاء الناس وضعفاتهم في شفقة ومحبة (2كو11:6-13). والله يعمل فينا بروحه القدوس عندما تنسكب محبة الله في قلوبنا فيصبح قلب الإنسان متسع بالمحبة للجميع. والعكس فمن يسلك في طريق الخطية يتحول قلبه لقلب أناني شهواني منغلق على ذاته، متذمرًا مهمومًا. ولاحظ التقدم والنمو في طريق علاقته بالوصية طريق الكذب ابعد عني (29).... اخترت طريق الحق (30).... لصقت بشهاداتك (31).... في طريق وصاياك أجري (32) هنا اندفع في طريق السماء. |
19 - 01 - 2014, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة هـ - تفسير سفر المزامير قطعة (ه) ترتيب الحياة طبقًا للوصيةآية (33): "علّمني يا رب طريق فرائضك فاحفظها إلى النهاية." حينما سار وجري في الطريق ، خاف أن يرتد لضعفه وهنا يطلب من الله أن يثبته في الطريق للنهاية. والطريق الروحي يحتاج أن نتعلم فيه من الله، ونكون كتلاميذ أمام معلمهم حتى لا يحدث انحراف. "ولكن من المهم أيضًا أن يكون لنا مرشد وأب اعتراف". آية (34): "فهمني فألاحظ شريعتك واحفظها بكل قلبي." المرنم يحب أن يفهم الناموس، ويصلي ليعطيه الله فهمًا. وحينما نفهم فائدة الوصية وأنها أعطيت ليكون في تنفيذها حياة. نحفظها من كل القلب، أي برغبة وحب وإصرار. آية (35): "دربني في سبيل وصاياك لأني به سررت." دربني= "أهدني" في السبعينية. فالإنسان متمرد بطبيعته ويحتاج إلى ترويض وهذا يعمله الله مع كل نفس تريده. وهذا الترويض قد يشمل بعض التجارب والآلام. لأني به سررت= هنا نرى الاختيار بحرية لطريق الله ونرى أنه غير قادر وحده أن يسلك فيه ويحتاج لتدريب وفهم من الله حتى لا ينحرف. آية (36): "أمل قلبي إلى شهاداتك لا إلى المكسب." نرى هنا طريق الانحراف الذي يغوى كل نفس تسير في طريق الله وهو أنها تميل إلى المكسب= "الظلم" (سبعينية) أي يظلم المساكين أو يغش ليزداد مكسبه. المكسب في حد ذاته ليس خطية. والخطية هي في ظلم الآخرين أو أن يصير المكسب في حد ذاته هدفًا للنفس وليس وسيلة يعيش بها الإنسان. والإنسان يجب أن يكون له هدف واحد وهنا يطلب المرنم أن يكون هدفه، أن يميل قلبه إلى شهادات الله= أي ينفذها بحب ومن يميل قلبه لشهادات الله يكره الظلم والطمع ومحبة العالم التي هي عداوة لله (يع4:4). والعكس فمن يحب الطمع ويملأ قلبه من الشهوات العالمية يختفي من قلبه محبة الله (مت24:6). داود هنا بعد أن سار في طريق الله يعلم أنه لابد من وجود عثرات ويطلب المعونة. آية (37): "حول عينيّ عن النظر إلي الباطل. في طريقك أحيني." متفقة مع آية (36). فأباطيل العالم كثيرة وقد تغرى الإنسان أن ينساق وراءها تاركًا وصايا الله (غني/ جمال/ قوة/ سلطة/ شهوة/ رئاسة/ صيت/ مديح..) فالسعي وراء هذا هو باطل الأباطيل (جا2:1) والسبب أن كل هذا طريقه إلى زوال. ولذلك علينا أن نركز أنظارنا إلى السماء حيث المسيح جالس ينتظرنا أن نغلب. آية (38): "أقم لعبدك قولك الذي لمتقيك." أي تمم يا رب وعودك الصادقة معي لأنني اتقيتك. هذه جسارة البنين مع أبيهم السماوي، أن يجعلهم آنية كرامة إذ اختاروه بحريتهم. آية (39): "أزل عاري الذي حذرت منه لأن أحكامك طيبة." العار الذي نرفضه هو أن نسقط في خطية فيعيرنا إبليس بها ويذلنا بسببها. ومن يريد أن يخلص من عار كهذا فليسلك بوصايا الله فإنها حلوة= أحكامك طيبة= ولا يلحقه عار. آية (40): "هأنذا قد اشتهيت وصاياك. بعدلك أحيني." حينما تذوق المرنم حلاوة الوصية اشتهاها. وعدل الله المحيي ظهر على الصليب. لاحظ التسلسل الرائع فيما يطلبه المرنم:- علمني:- هذه هي البداية لإنسان كان لا يعرف شيء عن طريق الله (موسى الأسود مثلًا). فهمني:- هو سمع وصايا والآن يريد أن يفهم ما فائدة هذه الوصايا. (فترة المناقشات والجدال للمبتدئين). دربني:- هنا بدأ الجسد يتمرد والمرنم يطلب ترويضه. هذه تشبه التداريب العملية بعد المحاضرات النظرية. أمل قلبي إلى شهاداتك:- هو يمارس وينفذ الوصايا بالتغصب والآن يريد أن تنفتح عينيه ويكتشف لذتها فينفذها بحريته وليس بالتغصب. حوِّل عيني عن النظر إلى الباطل :- هذه تشبه المثل الذي قاله الرب عمن وجد لؤلؤة كثيرة الثمن فمضى وباع ما عنده من لآلئ ليشتريها. كان العالم بملذاته يجذبه في الماضي والآن صار يجده نفاية. وهذا التلذذ بالوصية واكتشاف بطلان الملذات العالمية عبَّر عنه المرنم في الآيات 103، 104 من المزمور نفسه. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة و - تفسير سفر المزامير قطعة (و) الشهادة لكلمة اللهالآيات (41، 42): "لتأتني رحمتك يا رب خلاصك حسب قولك. فأجاوب معيّري كلمة. لأني اتكلت على كلامك." هنا المرنم يطلب الرحمة والخلاص الأبدي وهذان كانا بالمسيح. فهو هنا يتمسك بوعود الله بهذا المخلص الذي وعد به الله، وهذا الوعد لا يخلو منه سفر في العهد القديم، ابتداء من (تك15:3 + تث15:18 + تك18:22، 10:49). والمُعَيِّرِينهنا هم من يشككونالمرنم في قبول الله له إذا أخطأ وأنه لا فائدة من إنتظاره للخلاص ويدفعونه لليأس. وكان هذا صوت إبليس دائماً ولا يزال. فالمرنم يريد أن يعطيه الله براهين واضحة لخلاصه العجيب ليجيب الذين يعيرونه بأنه هالك ومرفوض. والرب يسوع نفسه لم يسلم من تعييرات الخطاة. الآيات (43، 44): "ولا تنزع من فمي كلام الحق كل النزع لأني انتظرت أحكامك. فاحفظ شريعتك دائمًا إلى الدهر والأبد." يطلب المرنم أن لا ينزع الله من فمه كلمة الحق فيشهد لله دائما وأمام الجميع. ونطلب أن لا ينزع الله من فمنا قول الإيمان حتى النفس الأخير، نقولها بشجاعة وفى كل حين (الشهداء أمثلة). في الضيق والرحب، في المرض وفي الصحة. في الغنى وفي الرحب وأيضاً في الفقر والعوز. لأَنِّي انْتَظَرْتُ أَحْكَامَكَ =جاءت فى السبعينية "لأنى توكلت على أحكامك" فداود يتكل على وعود الله الصادقة التى تحمى عبيده . فَأَحْفَظَ شَرِيعَتَكَ دَائِمًا = داود يطلب أن يستمر فى شهادته لكلمة الحق للنهاية . آية (45): "وأتمشى في رحب لأني طلبت وصاياك." وَأَتَمَشَّى فِي رَحْبٍ = أى يشهد لله فى حرية وجرأة . ومن يسلك في وصايا الله يخرج من الأنانية والإنغلاقية والخوف إلى الرحب والسعة ومن التعصب إلى سعة القلب ، فيحوي الجميع حباً وبذلاً. بل إذا اضطهد يفرح (أع41:5). آية (46): "وأتكلم بشهاداتك قدام ملوك ولا أخزى." الملك يستطيع وله السلطة أن يقتل، والمرنم بغير خوف يقول "شهدت لك يا رب أمام ملوك وكنت غير مهتم بمن يقتل الجسد وليس له سلطان على الروح" (مت28:10 + أع29:5 + دا 17:3، 18 + أع19:4، 20). لكن هذا يجب أن يسبقه إيمان قوي. آية (47): "وأتلذذ بوصاياك التي أحببت." من يحب شيء يلهج فيه دائمًا، لقد صارت الوصية لذته. آية (48): "وارفع يديّ إلى وصاياك التي وددت وأناجي بفرائضك." يكرر آية (47) للتثبيت. رفعت يدي إلى وصاياك= رفع اليدين يشير إلى تمسكه الشديد بها وإشتهائه أن ينفذها، واليدين أداة التنفيذ، فكأنه يرفع يديه إلى الله ليعطيه القوة أن ينفذ كل الوصايا تمامًا. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ز - تفسير سفر المزامير قطعة (ز) كلام الله هو تعزيتنا في وسط الضيقةآية (49): "اذكر لعبدك القول الذي جعلتني انتظره." أذكر= هذه لا تعني أن الله قد نسى وعوده ونحن نذكره بها. ولكن تعني أننا نؤمن بصدق وعوده، ونطالبه بأن ينفذها بدالة البنين. ودائمًا تستخدم الكنيسة هذه الكلمة في صلواتها. ووعود الله لداود مثل أنه يثبت مملكته (1أي7:17-13) وغيرها. ووعوده لكل مؤمن كثيرة (مت3:5-12 + مت7:7، 8 + لو10:11-13 + يو13:14، 14 + يو21:14، 23 + أش18:1 + مز15:50 + يو35:6 + أش15:49، 16 + زك6:2) وغيرها كثير. نحن نعتمد في صلواتنا على الوعود الإلهية ونطلب بإيمان، وننتظر الله بصبر. آية (50): "هذه هي تعزيتي في مذلتي. لأن قولك أحياني." وسط ضيقاته كانت وعود الله تعطيه حياة وتعزية وهذا لأنه يثق فى الله وبدون ثقته فى وعود الله لكان قد هلك فى يأسه (مز92:119) . لأَنَّ قَوْلَكَ أَحْيَانِي = كلام الله يعطي رجاء فيحيي النفوس المائتة باليأس أو بالخطية أو بالحزن. فكلام الله روح وحياة (يو63:6 + 3:15). فالطعام يشبع الجسد وكلام الله يشبع الروح. "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4:4). آية (51): "المتكبرون استهزأوا بي إلى الغاية. عن شريعتك لم أمل." الْمُتَكَبِّرُونَ اسْتَهْزَأُوا بِي = " تجاوزوا الناموس" (سبعينية). فهم استهزأوا به لأنه ينفذ ناموس الله، وهذا أسلوب إبليس. فمن يجده متمسكاً بالوصية يسمى هذا وسوسة وضيق أفق ، ومن يتمسك بعقيدته يسمى هذا تعصب، ومن يحزن على خطيته يسمى هذا إكتئاب، ولو صلي وصام يسمى هذا رياء وحب ظهور، ولو سلم حياته لله قال هذا استسلام. ولكنه لم يَمِلْ عن شريعة الله وتمسك بها مثل كل الشهداء (2تي12:3-14). آية (52): "تذكرت أحكامك منذ الدهر يا رب فتعزيت." الشهيد كان يذكر "كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ10:2) فيتشدد ويتعزى. ولنراجع مراحم الله عبر تاريخ الكتاب المقدس ، وهذا ما يعطي تعزية. آية (53): "الحمية أخذتني بسبب الأشرار تاركي شريعتك." الْحَمِيَّةُ أَخَذَتْنِي = "الكآبة ملكتني" (سبعينية) = البار يحزن حين يرى إنساناً يسلك في الشر فهو يعرف مصيره وأنه سوف يهلك (أع16:17-30 + 1كو25:12 ، 26 + 2كو29:11). آية (54): "ترنيمات صارت لي فرائضك في بيت غربتي." كأن المرنم هنا يعتذر لله عن هؤلاء الأشرار الذين استهانوا بناموسه ويقول ولكن أنا أعلم حلاوة ناموسك وألهج فيه وصار ترنيمتي (الكتاب المقدس كله). الآيات (55، 56): "ذكرت في الليل اسمك يا رب وحفظت شريعتك. هذا صار لي لأني حفظت وصاياك." كان المرنم يستغل هدوء الليل في التأمل، ويفرح بهذه الخلوة مع الله. والليل يشير لهذا العالم، فنحن الآن ننتظر مجيء المسيح الثاني وهو شمس البر. أي أننا في فترة غربتنا ننتظر المسيح، علينا أن نذكر اسمه فنتعزى في ضيقتنا ونتشدد في ضعفنا. لقد صارت له هذه التعزية وسط الليل لأنه حفظ الوصايا= هذا صار لي. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ح - تفسير سفر المزامير قطعة (ح) النفس تسعى لكي يرضى الرب عليها ويكون هو نصيبهاآية (57): "نصيبي الرب قلت لحفظ كلامك." يشوع وزع الأرض كأنصبة على كل الأسباط ما عدا اللاويين فقد كان الرب هو نصيبهم (عد20:18). وكل من ترك العالميات يكون الرب نصيبه، ويكون الرب هو كل شئ له. يعطيه بركة على الأرض ونصيباً في الميراث السماوي. لِحِفْظِ كَلاَمِكَ = من هو الذي يكون نصيبه هو الرب؟ هو من يحفظ وصاياه، لذلك حفظها المرنم. وفى الآيات التالية يذكر المرنم ما كان يعمله ليضمن أن الرب هو نصيبه . آية (58): "ترضيت وجهك بكل قلبي. ارحمني حسب قولك." هنا نرى الجهاد= ترضيت وجهك= فهو يحاول حفظ الوصايا ويسهر الليل ليتأمل شريعة الله وكلامه المقدس. ولكنه لا يعتمد على جهاده بل يقول ارحمني. فنحن لا نعتمد على جهادنا، بل علينا أن نجاهد ولكن خلاصنا هو بنعمة الله ورحمته. لذلك لا تكف كنيستنا عن ترديد صلاة "يا رب ارحم". وكل من يشعر بخطيته فليصلي هكذا. الآيات (59، 60): "تفكرت في طرقي ورددت قدمي إلى شهاداتك. أسرعت ولم أتوان لحفظ وصاياك." هناك طرق كثيرة أمام الإنسان، وعلينا أن نختبر كل طريق في ضوء وصايا الله. وعندما نكتشف أن طريقنا غير متفق مع وصاياه علينا أن نعود سريعًا للطريق الصحيح، فتكون خطواتنا بحسب وصايا الله= رددت قدمي إلى شهاداتك ويكون هذا بسرعة وبدون توانٍ. آية (61): "حبال الأشرار التفت عليّ. أما شريعتك فلم انسها." حِبَالُ الأَشْرَارِ = قد تكون اضطهاداتهم والضيقات التي يثيرها الأشرار ضد الأبرار، وقد تكون حيل إبليس وغوايته للبار ليسقط في ملذات العالم تاركاً طريق الله وهذا هو الأوقع. فالحبال تستخدم فى تقسيم الميراث ، وكأن الشيطان يريد أن يغويه بملذات العالم كميراثله ،ولكن داود يرفض فهو يطلب أن يكون الرب هو ميراثه . والمرنم هنا يقول أنه وسط هذه المضايقات لم ينس شريعة الله فكانت تعزيه وتشدده. آية (62): "في منتصف الليل أقوم لأحمدك على أحكام برك." الليل يشير لضيقات وآلام وتجارب هذا العالم. وعلينا في هذا الليل أن نصلي. فلمن نذهب لغير الله!! آية (63): "رفيق أنا لكل الذين يتقونك ولحافظي وصاياك." البار يحب صحبة الأبرار. فهو لا يجلس وسط المستهزئين حتى لا يعثرونه. آية (64): "رحمتك يا رب قد ملأت الأرض. علّمني فرائضك." رحمة الله وإحساناته تغمر العالم كله، الأبرار والأشرار يستمتعون بخيراته. والمرنم يقصد بهذه الآية الأخيرة أننى برغم كل جهادى الذى ذكرته من قبل ، إلا أننى بدون مراحمك لن أحصل على شئ . |
||||
19 - 01 - 2014, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ط - تفسير سفر المزامير قطعة (ط) النفس الضالة يؤدبها الله كأب حنون ليعيدهاآية (65): "خيرًا صنعت مع عبدك يا رب حسب كلامك." "كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله" (رو28:8). ونجد هنا المرنم يتأمل في معاملات الله معه طول حياته، فوجد أن الله أحسن إليه كثيراً وغمره بمحبته ولكن حين تعوَّج أدبه ببعض الضيقات وأذَّله حتى لا ينتفخ ويتكبر فيهلك. آية (66): "ذوقًا صالحًا ومعرفة علمني لأني بوصاياك آمنت." ذَوْقًا صَالِحًا = "صلاحاً وأدباً ومعرفة علمني" (سبعينية). وفى الإنجليزية"أحكاما صالحةومعرفة"، هنا المرنم يستسلم تماماً بين يدي الله، واثقاً أن كل ما يسمح به من ألم، إنما هو ليدربه ويعلمه ويرده إذا تعوج. ذَوْقًا صَالِحًا = هذه عن الأعمال الصالحة التى يطلبأن الله يعلمه ويدربه أن يسلك فيها وهذه كان الله يعينه ليعملها . مَعْرِفَةً = هذه عن الإقتناع الداخلي بفائدة التأديب. آية (67): "قبل أن أذلل أنا ضللت. أما الآن فحفظت قولك." الله يسمح لنا بأن نُذَّلْ بسبب خطية ضللنا فيها، ليؤدبنا فنرجع إليه. ونرى أن وسائل الله في تأديبنا وسائل ناجحة فنرى المرنم يقول إذ عاد لطريق الله بعد أن أدبه الله " أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ قَوْلَكَ. والله سمح بأن يذهب شعبه إلى سبي بابل بسبب وثنيتهم، فلما عادوا وجدناهم تابوا عنها تماماً. الآيات (68، 69): "صالح أنت ومحسن علمني فرائضك. المتكبرون قد لفقوا عليّ كذبا. أما أنا فبكل قلبي احفظ وصاياك." لنفهم هذه الآية نذكر قصة أيوب، فإبليس المتكبر لفَّق كذبًا ضد أيوب، ولكن الله الصالح سمح لإبليس أن يجربه، لكي يؤدب أيوب على خطية لم يكن شاعرًا بها، وكان يمكن أن تهلكه، وبهذا علمه فرائضه. وأيوب كان بارًا باعتراف الكتاب المقدس وكان يحفظ وصايا الله. ولكن الله أراد لعبده البار أن يَكْمُل وبهذا أحسن إليه. آية (70): "سمن مثل الشحم قلبهم. أما أنا فبشريعتك أتلذذ." النفس البارة وهي تتألَّم من مؤامرات الأشرار تنظر لهؤلاء الأشرار وإذا هم في تنعم سمن مثل الشحم قلبهم وبسبب هذا التنعم وشعورهم بقوتهم تقست قلوبهم وتصوروا أنهم في إمكانهم أن يذلوا أولاد الله، ولم يفهموا أن الله يستخدمهم كأداة ليصلح بها أولاده ويردهم إليه. ومن يفهم طرق الله يتلذذ بها= أما أنا فبشريعتك أتلذذ. آية (71): "خير لي أني تذللت لكي أتعلم فرائضك." هنا توصَّل المرنم إلى أن آلامه كانت للخير. هل لو سألنا أيوب الآن في مجده ماذا كنت تفضل؟ هل يجيب أنه كان يود لو رفع الله عنه كأس آلامه!! قطعًا لا فآلامه كانت سببًا في مجده وفرحه أبديًا ، ولكن ألامه هذه فكانت للحظة (رو17:8، 18). آية (72): "شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة." ناموس الله ووصايا المسيح تقود لحياة أبدية أما الذهب والفضة فزائلان. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ي - تفسير سفر المزامير قطعة (ى) استسلام كامل للنفس بين يدي الله صانعهاآية (73): "يداك صنعتاني وأنشأتاني. فهمني فأتعلّم وصاياك." المرنم يطلب من الله أن يعلمه وصاياه فهو صنعة يديه. والله خلقنا على صورته وعندما خالفنا وصيته خسرنا صورة المجد التي كان عليها الإنسان. والمرنم يطلب أن يعطيه الله فهماً للوصية لينفذها ويقترب من الصورة التي ترضى الله صانعه. والآن بعد حلول الروح القدس على المؤمنين، يعمل روح الله فينا ليتصور المسيح فينا (غل19:4) وهذا لكل من لا يقاوم عمل الروح القدس. وكل من يخضع بين يدي الله ولا يقاوم عمل الروح وينفذ الوصايا، يأخذ صورة المسيح = "يلبس المسيح" ويكون له صورة محبته ووداعته وتواضعه. وبعد في السماء نكون مثله أيضاً (1يو2:3). يَدَاكَ = اليد تشمل الذراع والأصابع. والذراع تشير للقوة أي يد الله وتشير للمسيح قوة الله، الذي كان فداؤه وعمله الخلاصي بقوة (إش12:45) منها تفهم أن يد الله هي التي صنعت كل الخليقة. + (يو3:1) منها نفهم أنه بدون الكلمة (المسيح) لم يكن شئ مما كان، فهو الذي خلق كل شئ + (إش 10:40 ، 11) نرى فيها صورة ذراع الرب (المسيح) تجمع الحملان فهو الراعي الصالح. وعن التجسد يقول إشعياء( 9:51). والأصابع تشير للروح القدس ونفهم هذا بمقارنة الآيتين (مت28:12 + لو20:11) فالمسيح صنع الخلاص بقوة. ولكن من يعيد تشكيل الإنسان وخلقته خلقة جديدة هو الروح، أصابع الله التي تشكل الإنسان، كأصابع الخزاف التي تشكل الإناء ونلاحظ أن اليد والأصابع تخرجان من جسد الإنسان. وهكذا الإبن يولد من الآب والروح القدس ينبثق منه أيضاً. صنعتاني جبلتاني - تشير لخلقة النفس بنفخة من الله. وهذا عمل الروح القدس.- تشير لعمل الروح القدس فى تثبيت المعمد فى المسيح وتجديده ليصير صورة المسيح. - تشير لخصوصية وضع الإنسان لدى الله . فالروح القدس يعطى حياة للإنسان ثم يثبته فى المسيح بعد الفداء ، ثم يظل يعمل فيه ليجدده. - تشير لخلقة الجسد إذ جبل الله تراباً من الأرض. وهذا عمل الابن (تك2 : 7). - تشير إلى عمل المسيح فى الفداء. فهو مات وقام وصعد وتمجد ، ليأتي عمل الروح القدس بعد ذلك ليشركني فى هذه البركات. - تشير لخلقة الإنسان كأى خليقة أخرى. ولأن الإنسان العاقل له وضع خاص لدى الله، فعليه أن يلتزم بوصاياه.والوضع المثالي أن علامة محبة الله لآدم أن يفيض عليه الله من عطايا محبته . وعلامة محبة آدم لله أن يطيع وصاياه . والمرنم هنا يصلي لكي يكمل الله ما نقص من فهمه، فيعقل ويفهم كيف يسلك في وصايا الله. وقد تشير جبلتانى للخلقة الأولى وتشير صنعتانى للخلقة الثانية (راجع تفسير أف2 : 10) . آية (74): "متقوك يرونني فيفرحون لأني انتظرت كلامك." قارن مع "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب" وكل من يحب الله يفرح بعودة التائب. الآيات (75-77): "قد علمت يا رب أن أحكامك عدل وبالحق أذللتني. فلتصر رحمتك لتعزيتي حسب قولك لعبدك. لتأتني مراحمك فأحيا لأن شريعتك هي لذّتي" إعادة تشكيل الإنسان ليتجدد بحسب صورة خالقه، يستلزم في بعض الأحيان أن يؤدب الله النفس ببعض التجارب، ليذلها وينزع منها كبريائها، والمرنم المستسلم لعمل الله فيه، لا يقاوم هذا بل يطلب تعزيته وسط التجربة. الآيات (78-80): "ليخز المتكبرون لأنهم زورا افتروا عليّ. أما أنا فأناجي بوصاياك. ليرجع إليّ متقوك وعارفو شهاداتك. ليكن قلبي كاملا في فرائضك لكيلا أخزى." الْمُتَكَبِّرُونَ = إبليس ومن يتبعه، هؤلاء يشتكون على البار إن أخطأ والمرنم يصلي حتى يكون قلبه كاملاً فلا تكون هناك فرصة للمتكبرين أن يخزوه ويشتكوا عليه. وقد يزوروا التهم وفي هذا يلجأ المرنم لله ويتمسك به=أُنَاجِي بِوَصَايَاكَ = وهذا نتعلمه من السيد المسيح الذي كان يرد علي خداعات ابليس بوصايا الكتاب . ويفهم التزوير أيضاً بأنه يشير لخداعات إبليس للأبرار مثلما فعل مع آدم وحواء ليسقط الأبرار. ولكن من يتمسك بالوصية ينجو. ومن يتمسك بالوصية يُخزِى إبليس. والعكس فمن يقبل خداعات إبليس ويسقط ، يَخْزَي ويذله إبليس. 79لِيَرْجعْ إِلَيَّ مُتَّقُوكَ = يعودوا إلىَّ إذ يروا أن الله أظهر الحق وأظهر براءتى من إتهاماتهم الظالمة ، ويفرحوا معى بعمل الله وخيراته للأبرار. أما لو كنت حقا أعمل شرورا فسأخزى ، لذلك يطلب المرنم لِيَكُنْ قَلْبِي كَامِلاً فِي فَرَائِضِكَ لِكَيْلاَ أَخْزَى. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ك - تفسير سفر المزامير قطعة (ك) النفس التي اختبرت الله تشتاق لخلاصهالآيات (81، 82): "تاقت نفسي إلى خلاصك. كلامك انتظرت. كلّت عيناي من النظر إلى قولك فأقول متى تعزيني." هذه صرخة شعب العهد القديم الذي إنتظر مجيء المسيح المخلص. وهي صرخة المسيحي الذي ينتظر مجيء المسيح الثاني قائلاً مع القديسيوحنا "آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ20:22). ومع بولس الذي يشتهي أن ينطلق ليكون مع المسيح ويُنْقَذْ من جسد هذا الموت (في23:1 + رو24:7). وإلى مجيء المسيح تنظر عيني كل مؤمن وتنتظر بثقة وإيمان، فطالما وعد الله بأنه سيأتي ليخلص، فهو سيأتي أكيداً. كَلَّتْ عَيْنَايَ تفيد إستمرار النظر، وعدم تحول النظر لأي شئ آخر. (1تس10:1). وهذه أيضاً صرخة كل مظلوم أو متألم ينتظر خلاص الرب بثقة. آية (83): "لأني قد صرت كزقٍ في الدخان. أما فرائضك فلم انسها." صِرْتُ كَزِقّ فِي الدُّخَانِ = "زق في الجليد" (سبعينية). داود هنا يستدر عطف الله ومراحمه، فمن كثرة ألامه يُصوِّر نفسه كَزِقّ = (قربة من الجلد تستعمل لحفظ الخمر أو الماء) ولكنها أهملت فترة (سواء بوضعها في مكان بجانب حريق أو في جليد) فكلاهما سيتسبب في أن الجلد سيتشقق ويتغضن ولا يعود يصلح بعد لأن يضع فيه أحد خمر أو ماء. والماء يشير للروح القدس والخمر يشير للفرح. والإنسان بخطيته خسر الفرح والإمتلاء من الروح، بل حتى جسده (جلده) تغضن إذ شاخ. هذه صورة للإنسان الذي ينتظر خلاص الرب فيعيد تجديد خليقته. والصورة هنا أن بعض الناس ليتعجلوا إختمار عصير العنب يضعوا الزق قرب النار، فيختمر بسرعة لكن الزق يفسد. ومع هذا فهو في إنتظاره لخلاص الرب يتمسك بفرائضه وذلك لثقته في الخلاص الآتي. صرت كزقٍ في الدخان= زق في الجليد (سبعينية). داود هنا يستدر عطف الله ومراحمه، ويُصوِّر نفسه كزق = (قربة من الجلد تستعمل لحفظ الخمر أو الماء) ولكنها أهملت فترة (سواء بوضعها في مكان بجانب حريق أو في جليد) فكلاهما سيتسبب في أن الجلد سيتشقق ويتغضن ولا يعود يصلح بعد لأن يضع فيه أحد خمر أو ماء. والماء يشير للروح القدس والخمر يشير للفرح. والإنسان بخطيته خسر الفرح والامتلاء من الروح، بل حتى جسده (جلده) تغضن إذ شاخ. هذه صورة للإنسان الذي ينتظر خلاص الرب فيعيد تجديد خليقته. والصورة هنا أن بعض الناس ليتعجلوا اختمار عصير العنب يضعوا الزق قرب النار، فيختمر بسرعة لكن الزق يفسد. ومع هذا فهو في انتظاره لخلاص الرب يتمسك بفرائضه وذلك لثقته في الخلاص الآتي. آية (84): "كم هي أيام عبدك. متى تجري حكما على مضطهديّ." إن أيامي قليلة، فخلصني يا رب من مضطهدي= الشياطين ومن يتبعونهم حتى لا أقضي بقية عمري في مرار وآلام. متى سيأتي اليوم الذي تمسح فيه كل دمعة من عيني. آية (85): "المتكبرون قد كروا لي حفائر. ذلك ليس حسب شريعتك." كَرَوْا لِي حَفَائِرَ = حفروا لي حفرة. وإبليس يخدعنا بشراكه المخادعة لنسقط. وفى السبعينية جاءت هكذا "تكلم معى مخالفو الناموس بكلام هذيان ، لكن ليس كناموسك يا رب" فالمتكبرون هم من لا يهتموا بما يقوله الله فى الناموس ويضعوا شراكا للأبرار يصورون فيهها لذة الخطية ، ولكن داود الذى إختبر حلاوة الوصية يقول "ليس كناموسك" آية (86): "كل وصاياك أمانة. زورا يضطهدونني. أعنّي." زُورًا يَضْطَهِدُونَنِي = كراهية الشيطان، ومحاولاته لإسقاطنا بمخالفة الوصية وتصوير الوصية علي أنها حرمان من الفرح والملذات وأن هذا حرمان لي من حقوقي . وداود يقول أبدا فكل هذا خداع أما أنت يا الله فكُلُّ وَصَايَاكَ أَمَانَةٌ = لأن الله من محبته أعطي الوصية لتكون فرحا لنا هنا علي الأرض ، وخلاصا أبديا . وإبليس لا يكف عن محاولات الخداع أبدا. آية (87): "لولا قليل لأفنوني من الأرض. أما أنا فلم اترك وصاياك." لولا معونة الله لسقطت في شراكهم وانشغلت بالعالميات الزائلة فأهلك. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ل - تفسير سفر المزامير قطعة (ل) النفس التي اختبرت الله تثق في صدق وعودهآية (89): "إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السموات." المرنم يضع هنا إختباره، إن كلمة الله ثابتة غير متغيرة "الله ليس عنده تغيير ولا ظلدوران"(يع17:1) ، وهكذا كل مشوراته وتدبيراته. ولذلك وصاياه لا ولم ولن تتغير، وهي لخيرنا دائما . وهذا ظاهر في خلقة السموات التي نراها ثابتة لا تتغير فأنت تحفظها بكلمتك. ومن هم في السماء أي الملائكة يحفظون كلمتك وهي ثابتة فيهم بالمقارنة معنا نحن يا من في الأرض، فالإنسان لم يستطع أن يحفظ وصايا الله . وأحكام الله بحكمة عالية لا نفهمها نحن وهي تعلو عنا وعن إدراكنا، كما تعلو السموات عن الأرض. ومهما كانت وعود الله بعيدة كبعد السماء، فهي ستتحقق في ملء الزمان. وكل من تثبت كلمة الله فيه يصير سماوياً. وتفهم الآية عن الإبن كلمة الله الأزلي الذي خلق كل شئ. الآيات (90، 91): "إلى دور فدور أمانتك. أسست الأرض فثبتت.على أحكامك ثبتت اليوم لأن الكل عبيدك." دليل آخر على ثبات كلمة الله هو ثبات الأرض التي نحيا عليها. والأرض ببحارها وتوالي فصولها هي هي كما تركتها كل الأجيال السابقة= إلى دور فدور أمانتك الله بأمانته حفظ الأرض لكل الأجيال. على أحكامك ثبتت اليوم= بأحكام الله ورعايته ثبتت السموات والأرض إلى هذا اليوم. العجيب أن كل الخليقة تأتمر بأمر الله وتثبت بكلمته. الكل عبيدك = الكل خاضع لأوامر مشيئتك كعبد أمام سيده ، حتى الخليقة الجامدة كالأرض بما عليها من بحار وجبال....الخ والكواكب.ولا يوجد من يتمرد على كلمة الله سوى الإنسان. وهذه الآية تفهم أن الله بأمانته، كان أميناً مع جيل اليهود، ولما رفضه اليهود كان أميناً مع الكنيسة وفي نهاية الأيام سيرجع اليهود وسيكون أميناً معهم لأجل وعوده الثابتة مع أبائهم (رو9 ، 10 ، 11). وفي السبعينية يقول "أسست الأرض فهي ثابتة بأمرك والنهارأيضاً ثابت" ومن هذا نفهم أن الأرض هي الكنيسة التي على الأرض التي آمنت بالمسيح السماوي، شمس البر، فصار لها أن تعيش في نور نهاره هنا على الأرض وفى الأبدية. الآيات (92، 93): "لو لم تكن شريعتك لذّتي لهلكت حينئذ في مذلتي. إلى الدهر لا أنسى وصاياك لأنك بها أحييتني." الخطية تذل الإنسان ، وحينما فقد الإنسان حساسية قلبه الذي كان مكتوبًا عليه وصية الله ، أعطانا الله الناموس عونا. ومن اتبع الوصايا التي جاءت في الناموس تخلص من الذل. ومن اختبر هذا يردد = الي الدهر لا انسي وصاياك وأولاد الله يضطهدون من العالم، وما يعزيهم هو اللهج في كلام الله المحيي وتنفيذه = لانك بها احييتني. ولننظر الشهداء مساقين للموت وهم يسبحون بكلمة الله، لذلك لم ينكروا إيمانهم إذ عزاهم الله وثبتهم فكانت لهم حياة. آية (94): "لك أنا فخلّصني لأني طلبت وصاياك." لَكَ أَنَا = رائع أن يصل الإنسان أن يعطي نفسه بالكامل لله ويشعر أيضاً أن الله له "أنالحبيبي وحبيبي لي" (نش16:2) . ولكي نصل لهذا فلنرى الطريقة = لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ = اذاً حتى نكون لله نحفظ الوصية فنعرفه ونحبه ونثق فيه فنسلم له حياتنا . آية (95): "إياي انتظر الأشرار ليهلكوني. بشهاداتك افطن." الأشرار بقيادة إبليس يضعون لي شراكاً لِيُهْلِكُونِي ، ووصيتك تنير لي الطريق. أَفْطُنُ = أدرك أين الشرك وأعرف كيفيةالتصرف الصحيح فلا أهلك . آية (96): "لكل كمال رأيت حدًا. أما وصيتك فواسعة جدًا." وصيتك فواسعة جدًا= في الآية السابقة نجد المرنم قد اكتشف أن الوصية تكشف له خداعات الشياطين فينجو، لقد اكتشف في كلام الله كنزًا ثمينًا، فهو يعزيه ويشدده ويكشف له خداعات إبليس. وهذه طبيعة كلمة الله، فكل يوم نجد فيها غذاء جديد وشفاء جديد. ربما نفس الآية نقرأها على فترات وفي كل مرة نجد فيها معنى جديد مشبع ومعزي، ونجد أنها تكشف لنا معنى جديد لحب الله بل تكشف لنا عن المسيح نفسه ويكون هذا سر تعزيتنا وفرحنا الحقيقي أننا نعرفه. أما أي كمال آخر في العالم فمهما كان فهو محدود. وهذا ما علم به المسيح أن نبني بيتنا علي الصخر وليس علي الرمال (مت 7: 24-27). |
||||
19 - 01 - 2014, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة م - تفسير سفر المزامير قطعة (م) الوصية لذيذة وتعطي للإنسان حكمة آية (97): "كم أحببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي." كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ = "محبوب هو إسمك يا رب" (سبعينية). بولس الرسول يعلمنا "صلوابلا إنقطاع" (1تي17:5) ويعلمنا الأباء أن نردد صلاة يسوع "يا ربي يسوع المسيحارحمني أنا الخاطئ" طول النهار ، أو نلهج في آيات من الكتاب المقدس نتأمل فيها ونرددها كل اليوم. وهذا يلهب القلب بحب الله إذ أن كلام الله ينقى (يو15 : 3) فنرى الله ونعاينه فنحبه. على أن إكتشاف لذة شريعة الله لا يأتي فقط من ترديدها، بل حينما ينفذها الإنسان فيكتشف قوتها وحلاوتها. آية (98): "وصيتك جعلتني احكم من أعدائي لأنها إلى الدهر هي لي." كل من يحفظ الوصية يصير حكيمًا. يعطيه الله حكمة في كل تصرفاته. وقوله أعدائي= أي أعداء الله الذين يرفضونه ويرفضون وصاياه ويعادون أولاده. آية (99): "اكثر من كل معلّميّ تعقلت لأن شهاداتك هي لهجي." هنا يقارن المرنم بين من تعلَّم على يد معلم، ومن يتعلم على يد الله. فشاول الطرسوسي تعلَّم على يد غمالائيل وكان أصغر منه، ولكن حين ظهر الله له وتعلم من الله، صار بولس معلمًا لكل العالم. آية (100): "اكثر من الشيوخ فطنت لأني حفظت وصاياك." من يتعلم من الله ووصاياه تصير له حكمة الشيوخ بل أكثر. فوصايا الله تحوي في داخلها حكمة، يحتاج الشيخ عشرات السنين ليكتشفها، بل هو اكتشفها بعد عدة آلام مرت في حياته. فمن اختبر أن النار تحرق، هو سبق وتألَّم من عذابات هذه النار. ولكن من ينفذ الوصية سيسمع قول الله لا تقرب من النار (الخطية) حتى لا تحترق فلو نفذ لحصل على الحكمة التي وصل لها الشيوخ بعد آلام عديدة. الآيات (101، 102): "من كل طريق شر منعت رجلي لكي احفظ كلامك.عن أحكامك لم أمل لأنك أنت علّمتني." هنا نرى المرنم يختبر حلاوة الوصية بأنه ينفذها عملياً، وهذا ما يسمى "الإنجيل المعاش". الآيات (103، 104): "ما أحلى قولك لحنكي أحلى من العسل لفمي. من وصاياك أتفطن. لذلك أبغضت كل طريق كذب." من تتحول الوصية عنده لحياة معاشة يختبر حلاوتها وهكذا قال كثيرين (رؤ9:10، 10 + حز3:3 + أر16:15). ومعنى الأكل، أن الوصية لا تكون للكلام والمناقشات والتعليم، بل للحياة بها كما يتحول الطعام لطاقة نحيا بها ونسير بها. من وصاياك أتفطن = بها ندرك مقاصد الله من نحونا ومحبته لنا، وأنه حين يمنع خطية ما عنا قائلًا لا تفعل هذا أو ذاك، فإن هذا يكون لفائدتنا، وحينما انفتحت عينا المرنم وعرف مقاصد الله قال = لذلك أبغضت كل طريق كذب. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|