19 - 01 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 111 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 111 (110 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير هذا المزمور والذي يليه زوجان يتألف كل منهما من 10 أعداد ويحتوي كل منهما على 22 عبارة رتبت كقصيدة إذا جمعت أوائل حروف أبياتها كونت حروف الأبجدية العبرية. وتبدأ كل عبارة بحرف من الأحرف العبرية الأبجدية. فضلًا عن ذلك، فكل عبارة تتألف في صورتها الاصلية على الأغلب من ثلاث كلمات عبرية وفي كلتا القصيدتين يحتوي العددان الأخيران على ثلاث عبارات وليس على عبارتين، كما في سائر الأعداد. والمزموران يعالجان موضوعين توأمين (مز111) فرح وتسبيح للرب و(مز112) مدح وثناء الرجل التقي (الثابت في المسيح الذي يأكل جسده ويشرب دمه). تصلي الكنيسة هذين المزمورين المتتاليين في صلاة الساعة التاسعة. ففي (مز111) تسبح الرب على عمله الخلاصي العجيب، وأن جلال عمله قائم إلى الأبد. وأنه أعطى خائفيه طعامًا. وأنه أرسل فداءً لشعبه. وما هو الطعام الذي أرسله لشعبه؟ "خذوا كلوا هذا هو جسدي،.. هذا هو دمي" لذلك نصلي إنجيل إشباع الجموع في هذه الساعة، فالمسيح جاع وعطش ليشبعنا. وينهي المرتل مزموره بدعوة لكل إنسان أن يخاف الرب. فالمسيح صنع فداءً أبديًا لشعبه ولكن علينا أن نتمم خلاصنا بخوف ورعدة، هو أعطانا سلطانًا أن ندوس على الخطية فعلينا أن نستخدم هذا السلطان ونعيش في بر. ولذلك يأتي المزمور (112) ليثني على الرجل التقي. مرة أخرى نرى صورة لضرورة أن يأتي عيد الفطير وراء عيد الفصح. ينسب بعض الدارسين هذا المزمور والمزمور (112) لداود، على أنه كتبهم للتسبيح في الصلوات، ولم يكن لهما مناسبة معينة. الآيات (1-3): "هللويا. أحمد الرب بكل قلبي في مجلس المستقيمين وجماعتهم.عظيمة هي أعمال الرب مطلوبة لكل المسرورين بها. جلال وبهاء عمله وعدله قائم أي الابد " أحمد الرب= "اعترف للرب" (سبعينية). في مجلس المستقيمين= يسهل في مجلس المستقيمين أن نسبح الله ونذكر عجائبه ونفرح به، لذلك يوصينا المرتل في المزمور الأول أن نتجنب مجلس المستهزئين. عظيمة هي أعمال الله= في خلقة العالم جلال وبهاء عمله وعدله قائم إلى الأبد= طالما قال إلى الأبد فالمقصود عمله الفدائي لأن السماء والأرض تزولان. وعدله الآن ربما يبطئ لأنه طويل الأناة لكن عدله سيظهر في دينونة الأشرار وإلى الأبد. الآيات (4، 5): "صنع ذكرًا لعجائبه. حنَّان ورحيم هو الرب. أعطى خائفيه طعامًا. يذكر إلى الأبد عهده." صنع ذكرًا لعجائبه= رتب الله عيد الفصح ليذكر شعبه خروجهم من مصر بيد رفيعة. وكل أعيادنا نذكر فيها أعماله العجيبة معنا (ولادته، صليبه، قيامته....) ففي كل مناسبة نذكر عمله ونسبحه. بل مع اشراقة كل صباح نذكر قيامته فجرًا. ومع كل توبة نطلب أن تكون قلوبنا مذودًا يولد فيه. أعطى خائفيه طعامًا= والسيد المسيح أعطى لشعبه طعامًا في البرية هو المن وحفظوا قسط ذهب فيه بعض المن في قدس الأقداس ليذكروا به عجائب الرب في البرية (عب4:9). والمسيح قدم لنا جسده ودمه طالبًا أن نصنع هذا لذكره، فذبيحة الصليب في كل قداس تكون أمامنا، ونذكر بها صليبه وفدائه ونأكل جسده ونشرب دمه لنثبت فيه. والله لا يهتم فقط بغذائنا الروحي بل بالغذاء الجسدي، فالمسيح أشبع الجموع بخمس خبرات وسمكتين (إنجيل التاسعة) وإن كان الله يهتم بالغذاء المادي فبالأولى يهتم بالغذاء الروحي لنثبت فيه ويمكننا أن نقاوم محاربات إبليس وننتصر عليه بنعمة ربنا يسوع له المجد. آية (6): "أخبر شعبه بقوة أعماله ليعطيهم ميراث الأمم." لقد رأى الشعب في خروجهم من مصر قوة يد الله. ليرثوا كنعان. ونحن رأينا في الصليب قوة ذراع الله (المسيح) الذي أعطانا السماء ميراثًا. الآيات (7، 8): "أعمال يديه أمانة وحق. كل وصاياه أمينة. ثابتة مدى الدهر والأبد مصنوعة بالحق والاستقامة." أَعْمَالُ يَدَيْهِ أَمَانَةٌ = "الله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع18:1). فالله لا يعمل عملاً إلا ويكون للخير. وكل من يتبع وصايا الله، لا يجد سوى الخير فوَصَايَاهُ أَمِينَةٌ = هذه الوصايا لم تكن لجيل معين بل للأبد. وما لا نفهمه الآن من أعمال وأحكام وقضاء الله سنفهمه بعدئذ. ولكن علينا أن نسلم بحكمته وبأنه صانع خيرات. آية (9): "أرسل فداء لشعبه. أقام إلى الأبد عهده. قدوس ومهوب اسمه." الفداء هو الذي تم بالصليب، أما فداء الشعب وخروجهم من مصر فكان رمزًا له. آية (10): "رأس الحكمة مخافة الرب. فطنة جيدة لكل عامليها. تسبيحه قائم إلى الأبد." هذه نصيحة المرتل لكل من يسمع، وهي مدخل للمزمور التالي. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 112 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 112 (111 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير آية (1): "هللويا. طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدًا بوصاياه." الرجل المتقي الرب يباركه الرب على الأرض وسيكون له نصيبًا في السماء. المسرور جدًا بوصاياه= لا يمكن أن نسر بوصايا الرب إن لم نحب الرب أولًا الذي أوصى بها. آية (2): "نسله يكون قويًا في الأرض. جيل المستقيمين يبارك." نرى هنا بعض صور البركة للرجل المتقي الرب. نَسْلُهُ يَكُونُ قَوِيًّا = الرهبان ليس لهم نسل وكثير من قديسي الكتاب هم بلا نسل (إيليا/ أرمياء..). ولكن كم من النسل الروحي كان لهؤلاء = (تابوا على أيديهم ورجعوا إلى الله). آية (3): "رغد وغنى في بيته وبره قائم إلى الأبد." رغد وغنى في بيته (هذه عن البركات في هذه الحياة) بره قائم إلى الأبد (نصيبه السماوي). آية (4): "نور أشرق في الظلمة للمستقيمين هو حنَّان ورحيم وصديق." العالم قبل المسيح كان في ظلمة، وأشرق المسيح فيه ليدعوهم للملكوت. وكل من هو في الخطية هو في ظلمة، والتوبة تنير له الطريق، وينتقل من الظلمة إلى النور. الآيات (5-10): "سعيد هو الرجل الذي يترأف ويقرض. يدبر أموره بالحق. لأنه لا يتزعزع إلى الدهر. الصديق يكون لذكر أبدي. لا يخشى من خبر سوء. قلبه ثابت متكلًا على الرب. قلبه ممكن فلا يخاف حتى يرى بمضايقيه. فرق أعطى المساكين بره قائم إلى الأبد. قرنه ينتصب بالمجد. الشرير يرى فيغضب. يحرق أسنانه ويذوب. شهوة الشرير تبيد." من صفات الرجل الصالح الذي أخذ صورة المسيح أن يكون رحيمًا بأخوته يقرض من يحتاج. أموره بالحق= فلا خبث ولا رياء في تصرفاته. بل هناك سخاء في عطائه للمحتاج= فرق أعطى المساكين" (مت34:25). والشرير حين يرى البركة في حياة الصديقين يغضب، كما رأى اليهود ما للمسيحيين فإهتاجوا. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 113 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 114 - تفسير سفر المزامير كان خروج شعب إسرائيل من مصر هو ميلاد لشعب الرب وكنيسة العهد القديم وكان هذا الخروج قد صاحبه عجائب الله. وكانوا يذكرونها دائمًا ليذكروا كم صنع الرب بهم. وهذا المزمور فيه يسبحون الله على هذه العجائب. وكانوا يصلون به في اليوم الثامن للفصح اليهودي وهو أعظم أعيادهم. ونحن نرتل هذا المزمور لنذكر أن المسيح هو فصحنا ذبح لأجلنا (1كو7:5) ليحررنا من عبودية إبليس، ويؤسس كنيسته، جسده الذي هو نحن، ونسبحه على عمله الفدائي. الآيات (1، 2): "عند خروج إسرائيل من مصر وبيت يعقوب من شعب أعجم. كان يهوذا مقدسه. وإسرائيل محل سلطانه." الله أخرج الشعب من مصر. وأقام وسطهم، وكان يجب عليهم كشعب لله، والله في وسطهم، أن يلتزموا بحفظ وصاياه. هو قدَّسهم بالدم (دم الذبائح) وقدسهم بحلوله وسطهم. وكَانَإِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ= وكل ملك أو سلطان يحكم شعبه بوصايا وقوانين= سلطانه. وكانت قوانين الله هي وصاياه إن إلتزموا بها يتقدسون. ويقول يهُوذَا أولاً، لأن الهيكل أقيم في يهوذا. وكل من يسكن الله فيه يتقدس. آية (3): "البحر رآه فهرب. الأردن رجع إلى خلف." البحر هرب= والبحر يشير للعالم. ولقد كانت الشياطين تهرب من أمام المسيح (مت29:8-32) والبحر الأحمر انشق أمامهم رمزًا لهذا. أما رجوع الأردن فيشير لكسر شوكة الموت. لذلك صارت المعمودية وهي موت مع المسيح وقيامة معه مرموزًا لها بعبور البحر، وعبور الأردن يرمز لموت الجسد لندخل لكنعان السماوية. الآيات (4-8): "الجبال قفزت مثل الكباش والآكام مثل حملان الغنم. ما لك أيها البحر قد هربت وما لك أيها الأردن قد رجعت إلى خلف. وما لكن أيتها الجبال قد قفزتنّ مثل الكباش وأيتها التلال مثل حملان الغنم. أيتها الأرض تزلزلي من قدام الرب من قدام إله يعقوب. المحول الصخرة إلى غدران مياه الصوان إلى ينابيع مياه." سؤال المرنم ما لك أيها البحر قد هربت= يشير أن ما حدث لم يكن شيئًا طبيعيًا بل ناتج عن الحضور الإلهي الذي تتزعزع أمامه قوات الطبيعة. فالبحر ينشق. والجبال تقفز. ولقد تزلزت الأرض فعلًا حينما تكلم الله مع الشعب لدرجة أن موسى نفسه ارتعب "ارتجف كل الجبل جدًا" (خر18:19 + عب18:12-21). والمرنم هنا يُصَوِّر الجبال الشاهقة بأنها كحملان وكباش تقفز أمام الله. وهذا قد يكون تصوير شِعري إما إعلانا عن حالة فرح أو حالة رعب وفزع من مجد الله. ولكن ألم يحدث هذا فعلا في نقل جبل المقطم، والأرض تتزلزل فعلا بزلازل مدمرة، فماذا يمكن أن يحدث فعلا قدام مجده وحضوره. وتفهم بطريقة رمزية فالملوك الجبابرة المتكبرين قد ارتاعوا أمام شعب الله (يش9:2-11) وتفهم أنه أمام الحضور الإلهي فالقديسين بقاماتهم العالية كالجبال يكونون في فرح كمن يقفز. وزلزلة الأرض تفهم بأن من يسمع كلام الرب وهو في خطاياه يتزلزل ويرتعب (أع25:24). بل نفهم أنه أمام إيمان شعب الله تنتقل الجبال (مت21:21). فمهما كانت المشاكل أمام شعب الله فهي كلا شيء (زك7:4). لذلك قال بولس الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" وهل كان أحد يتصوَّر في بداية المسيحية أنه على يد 12 تلميذ خائفين، أن تنتشر المسيحية في كل العالم، وكيف اندحرت قوة الشياطين ومقاومتهم للكنيسة وكانت كلا شيء. وبنفس المفهوم كيف تنهار جبال الشكوك وتيارات الشهوة في داخل نفس الإنسان بعمل الروح القدس. (2كو5:10). المحول الصخرة إلى غدران مياه = إشارة للروح القدس الذي انسكب بعد عمل المسيح. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 114 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 115 - تفسير سفر المزامير الترجمة السبعينية تضم هذا المزمور على المزمور السابق. وفيه نتعلم أن نعطي المجد لله لا لأنفسنا، لله لا للأوثان. ونعطى المجد لله بأن نثق فيه ونتكل عليه وليس على مخلوق سواه، وبأن نباركه أي نسبحه ونشهد له أمام كل إنسان. وعلينا أن نصلي بهذا المزمور دائمًا، خاصة لو أحاطت بنا الضيقات. الآيات (1-3): "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا من اجل رحمتك من اجل أمانتك. لماذا يقول الأمم أين هو إلههم. أن إلهنا في السماء. كلما شاء صنع." حينما عيَّر ربشاقي إله إسرائيل حينما حاصر أورشليم أيام حزقيا الملك. صلي حزقيا لله حتى يتمجد أمام الأعداء الذين عيَّروا الإله الحي (أش18:36-20، 14:37-20) والمرنم هنا كأنه يعترف قائلًا "نحن يا رب لا نستحق مراحمك، ولكننا محسوبين عليك والعالم يعرف أننا شعبك، فلا تجعلهم يقولون أين هو إلههم، بل أنقذنا فتتمجد أنت ويعرف الجميع أن إلهنا في السماء، عاليًا ممجدًا، عظيمًا كلما شاء صنع. الآيات (4-8): "أصنامهم فضة وذهب عمل أيدي الناس. لها أفواه ولا تتكلم. لها أعين ولا تبصر. لها آذان ولا تسمع. لها مناخر ولا تشم. لها أيد ولا تلمس. لها أرجل ولا تمشي ولا تنطق بحناجرها. مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها." ليس فينا الآن من يعبد أصنامًا. ولكن أصنام العصر الحالي هي، المال، والشهوة، وتعظم المعيشة والمراكز العالية. هناك من يعتمد على إنسان بسبب مركزه، وهناك من يجري وراء المال حاسبًا أنه يحميه من اضطرابات الزمن. وهناك من يسعى لأن يشبع شهوته. مثلها يكون صانعوها = كل هذا سواء مال أو مراكز أو شهوة هي أشياء باطلة، موجودة اليوم، أما غدًا فهي تزول. فمن يتكل عليها يصير مثلها باطل زائل. وأما من يتكل على الرب يتحول ليصير على صورته كشبهه. الآيات (9-11): "يا إسرائيل اتكل على الرب. هو معينهم ومجنهم. يا بيت هرون اتكلوا على الرب. هو معينهم ومجنهم. يا متقي الرب اتكلوا على الرب. هو معينهم ومجنهم." هي دعوة لكل شعب الرب أن يباركوه. إسرائيل وشعبها. والكهنة بني هرون. والأمم= متقي الرب. فهو الذي يحميهم= معينهم ومجنهم. وهذا مقابل الأوثان التي لا تستطيع أن تحمي عابديها. الآيات (12-18): "الرب قد ذكرنا فيبارك. يبارك بيت إسرائيل يبارك بيت هرون. يبارك متقي الرب الصغار مع الكبار. ليزد الرب عليكم. عليكم وعلى أبنائكم. انتم مباركون للرب الصانع السموات والأرض. السموات سموات للرب. أما الأرض فأعطاها لبني آدم. ليس الأموات يسبحون الرب ولا من ينحدر إلى ارض السكوت. أما نحن فنبارك الرب من الآن والى الدهر. هللويا." الرب هو الذي يبارك شعبه، ويزيد بركته عليهم، وعلى أبنائهم. والرب صنع السموات والأرض. وهو جالس على عرشه في السموات = السموات سموات للرب. أما الأرض فأعطاها لبني آدم = هو صاحب الكرم أي الأرض فهو خالقها ولكنه استأمن البشر عليها وينتظر منهم كصاحب أرض أن يقدموا ثمارًا صالحة (مت21 : 33 – 44). وما هي الثمار الصالحة التي يطلبها الرب ويفرح بها؟ التسبيح. والتسبيح علامة أن الإنسان حي= ليس الأموات يسبحون الرب. ومن هم الأموات؟ هم الأموات بالخطايا وهؤلاء لا يستطيعون أن يسبحوا الله (مز4:137 + رؤ1:3). وبالتوبة نسمع عن الابن الضال "ابني هذا كان ميتًا فعاش". ومن بتوبته يعود للحياة يعود ليسبح الرب = أما نحن الأحياء فنبارك الرب. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 115 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 116 (114، 115 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير المزمور المئة والسادس عشر (الجزء الأول) (المئة والخامس عشر في الأجبية)قسمت الترجمة السبعينية هذا المزمور إلى قسمين. الأول (الآيات 1-9) الثاني (الآيات 10-19). وهذا المزمور يشير للضيقات التي ألمت بداود، من شاول غالبًا. وكيف أن الله لم يتركه بل خلصه؟، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الموت. وفي هذا يصير داود رمزًا للمسيح الذي مات فعلًا ثم أقامه الله. وهو مزمور شكر لأجل الخلاص بعد ضيقة الموت لذلك نصلي هذا المزمور في الساعة التاسعة. آية (1): أحببت لأن الرب يسمع صوتي تضرعاتي." أحببت= I love the LORD في الإنجليزية. فهو أحب الله لأنه إله محب حنون يسمع تضرعاته، يشعر بآلامه، ويستجيب له حين يطلب. آية (2): لأنه أمال أذنه إلىَّ. فأدعوه مدة حياتي." لأنه أمال أذنه إلىَّ= هذه كناية عن سماحة الله واستجابته. وكانت أعظم استجابة هي تجسد المسيح لخلاصنا. أمال أذنه قد تشير للتجسد، فالأذن قد ترمز للجسد (راجع عب6:10 + مز6:40). الآيات (3-5): "اكتنفتني حبال الموت أصابتني شدائد الهاوية. كابدت ضيقًا وحزنًا. وباسم الرب دعوت آه يا رب نج نفسي. الرب حنَّان وصديق وإلهنا رحيم." كانت الضيقات حول داود شديدة وخطيرة، بل اقترب من الموت. والحبال تشير لتقسيم الميراث، أي أن ميراثه ونصيبه وما كان مقررًا عليه هو الموت. وبالنسبة لكل منا فالخطية تقودنا للموت. وماذا فعل داود؟ باسم الرب دعوت= هذا تعليم لكل منا أن نصرخ لله إذا اجتذبتنا حبال الشهوة لتقودنا في طريق الخطية، طريق الموت. الرب حنان وصديق وإلهنا رحيم= صديق بمعنى عادل، ولكن نلاحظ أنه يسبق قوله صديق أن الرب حنان ويتبعه أنه رحيم. فعدل الله مغلف بالرحمة. وهذا ما ظهر على الصليب. آية (6): "الرب حافظ البسطاء. تذللت فخلصني." الرَّبُّ حَافِظُ الْبُسَطَاءِ = "الأطفال" في السبعينية. الطفل حين يصيبه أذى يصرخ ولكنه لا يفكر في الانتقام بل يلجأ لوالديه. ولذلك إذا تركنا الأمر لله دون تفكير في الانتقام يحفظنا. تَذَلَّلْتُ = "إتضعت" (السبعينية). فالإتضاع أمام الله هو مقدمة للخلاص. الآيات (7-9): "ارجعي يا نفسي إلى راحتك لأن الرب قد أحسن إليك. لأنك أنقذت نفسي من الموت وعيني من الدمعة ورجلي من الزلق. أسلك قدام الرب في أرض الأحياء." هنا نجد داود وقد أنقذه الله من ضيقته وعاد لوطنه= ارجعي يا نفسي إلى راحتك. لقد خلصه الله من آلامه وأنقذ نفسه من الموت. وعيني من الدمعة لقد بدَّل الله حزنه إلى فرح ومسح دموعه. ورجلي من الزلق= داود في هروبه من شاول اضطر مرتين أن يلجأ إلى الفلسطينيين وكان هذا انزلاقًا له، فقد يضطر أن يشترك معهم في عبادتهم الوثنية، بل اضطر مرة أن يذهب هو ورجاله ليحارب شعبه إسرائيل لولا تدخل الله. وحين عاد لراحته شكر الله أن هذه الغلطة لن تتكرر بل وَعَدَ الله أن يسلك أمامه في أرض الأحياء (أورشليم). والكنيسة تقرأ هذه الآيات في صلوات الجنازات، فالكنيسة ترى أن كل منتقل قد انتقل من أرض الأموات إلى أرض الأحياء، مكان الراحة، حيث لا سقوط ثانية ولا زلق ولا تجارب، حيث يمسح الله كل دمعة من العيون (رؤ4:21). وكل خاطئ هو ميت، أما التائب فيقال عنه "ابني هذا كان ميتًا فعاش". وبالتوبة يعود الخاطئ للحياة، ويعطيه الله فرحًا عوضًا عن أحزانه والنعمة تحفظه من الزلق في طريق الأشرار ثانية. والتوبة هي وعد من الخاطئ أن لا يعود لطريق الشر ويقول مع داود "أسلك قدامك يا رب في أرض الأحياء القديسين التائبين". المزمور المئة والسادس عشر (الجزء الثاني) (المئة والخامس عشر في الأجبية) آية (10): "آمنت لذلك تكلمت. أنا تذللت جدًا." لقد وعد صموئيل داود بأنه سيصير ملكاً، وداود آمن، وطالما وَعْدْ الله صادق فكل مؤامرات ضده لن تنجح. ولأنه آمن تكلم، وتضرع، وسبح. لأنه وثق أن الموت لن ينال منه. وبولس الرسول إقتبس هذه الآية آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُليشير أنه مؤمن بأن الله يعطيه قيامة، فلماذا الخوف من الموت، فليقتلوا الجسد.. لكن الله سيقيمه (2كو13:4). فبولس بالرغم من ضيقاته لم يكن يهتم فله وعد بالحياة الأبدية بل هو إستمر في كرازته، فالإيمان القوي لابد أن يصاحبه اعتراف بالإيمان الذي نؤمن به. وكل من يؤمن بالله، ويرى عظمة الله وضعفه هو البشري يقول وأَنَا تَذَلَّلْتُ (إتضعت). آية (11): "أنا قلت في حيرتي كل إنسان كاذب." أنا قلت في حيرتي= في ضيقتي ويأسي من الخلاص= كل إنسان كاذب= أي باطل، أي لا يوجد إنسان قادر أن يعطيني الخلاص، لا يوجد سوى الله. آية (12): "ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي." ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي= الرب وحده مصدر خلاصي ورب نعمتي. وماذا يطلب الرب منا "يا ابني أعطني قلبك" (أم26:23). أي تعطيني نفسك بإرادتك. آية (13، 14) "كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو. أوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه." كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ = قال السيد المسيح عن ألام الصليب التي كان بها الخلاص "الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها" (يو11:18) (مت29:26 + مر36:14 + لو42:22 + مت22:20 + مر38:10 + مت42:26) من كل هذا نفهم أن الكأس هي كأس الألام التي يسمح بها الله. وكل ما يسمح به الله فهو للخلاص وعلينا أن نقبله بشكر. لقد كانت تعييرات وإهانات شمعي لداود كأساً مريراً، ولكن داود قبلها إذ وجدها كأساً للخلاص. من يد الرب قبلها "الله قال لشمعي إشتم داود". ولهذا فرح بولس الرسول بألامه إذ ستكون سبب خلاص أولاده (في19:1). والكأس تشير للتناول من دم المسيح. وكل من يتناول باسم الرب يدعو ويعترف بما قدمه له المسيح. ونوع آخر من الاعتراف هو أنه يوفي نذوره للرب= صلواته بل تقديم حياته كلها لله. فهو نذر أن يقدم حياته كلها لله، وسيفعل هذا أمام كل الناس. هو لا يخجل من علاقته بالله بل يوفي نذوره قدام الناس ، وهو مستعد حتى للموت ليفي نذره لله، كما فعل دانيال وصلي، وتعرض للموت بسبب ذلك، ولا يفعل ذلك ليلفت نظر الناس بل ليعترف بفضل الله عليه أمام الكل، وعلينا أن كل من يتناول يفي نذره لله بأن يموت عن شهواته الجسدية. وفي اعترافه بالرب يكون مستعدًا للموت تمامًا. آية (15): "عزيز في عيني الرب موت أتقيائه." من يموت ويسكب نفسه في إعترافه بالرب يكرمه الله "أنا أكرم الذين يكرمونني" فالله يفرح بموتهم ويضمهم مع قديسيه وشهدائه = عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ ولنرى المعجزات التي تتم يومياً باسم الشهداء لنرى كيف كرمهم الله. وألا نرى في هذه الآية تطبيقاً لها عن موت المسيح وطاعته "ذلك رفعه الله وأعطاه إسماًفوق كل إسم" (في7:2-11) . لذلك نصلي هذا المزمور في الساعة التاسعة. إلا أن هذه الآية تفهم أيضاً أن الله يحفظ نفس قديسيه من أيدي أعدائهم، فنفس الإنسان ليست ملك إنسان آخر، وحين يريد الله ينقذ نفس عبيده، فالله أرسل ملاك لينقذ بطرس، وأرسل زلزلة فتحت أبواب السجن لبولس، والسيد المسيح أجاب بيلاطس " لم يكن لك علىَّ سلطان البتة إن لم تكن قد أعطيت من فوق" ، ولكن متي تنجح مؤامرة الاعداء ويتمكنوا من قتل اولاد الله ؟ هذا إن كان الله يريد ذلك إذا كانوا قد أنهوا أعمالهم التى خلقهم الله ليقوموا بها (أف2 : 10) حينئذ تنتهي الحياة بأي أسلوب يراه الله. لذلك نجح هيرودس أن يقتل يعقوب الرسول لأنه كان قد أنهى عمله ، ولكن لم يتمكن من قتل بطرس فعمله كان لم ينتهى بعد (أع 12) . آية (16): "آه يا رب لأني عبدك أنا عبدك ابن أمتك. حللت قيودي." لأني عبدك= أن نتعبد لله أي نصير له عبيدًا فهذا يحررنا حرية حقيقية لذلك فالرسل كانوا يفضلون أن يقول.. فلان عبد يسوع المسيح حتى من كان منهم قريبًا له بالجسد (يع1:1 + يه1). نحن نتعبد له بحريتنا وليس إجبارًا منه، وبينما هو الخالق والسيد الرب وهذا حقه إلا أنه لا يجبر أحدًا على أن يعبده، لأن الله يفضل أن نعبده باختيارنا وليس إجبارًا. وهنا داود شعر بحب شديد لله، دفعه أن يقول هذا. وإذا فهمنا أن داود يشير للمسيح ويرمز له نفهم قوله ابن أمتك= أن في هذا إشارة للمسيح أنه ابن العذراء مريم وليس منسوبًا لرجل. ونلاحظ أن داود اطمأن لحماية الله له وأنه لن يموت فهو قال أنه عزيز في عيني الرب موت أتقيائه. ولكنه لم يقل أنا قديسك يا رب بل قال أنا عبدك. بالرغم من أنه ملك، ونبي وقديس ولكننا أمام الله نكتشف أننا لا شيء وبحب نعبده. حللت قيودي= المسيح حل قيودنا بصليبه. وحل قيود الموت والاضطهاد عن داود. ومن حل قيودنا علينا أن نرتبط معه بقيود الحب والعبودية، فهذا يحررنا حقيقة. آية (17): "فلك أذبح ذبيحة حمد وباسم الرب أدعو." نقدم للرب ذبائح التسبيح والشكر والاعتراف.. الخ. آية (19): "في ديار بيت الرب في وسطك يا أورشليم. هللويا." كل علاقة لنا بالله يجب أن تكون في الكنيسة= في ديار بيت الرب. ولا علاقة صحيحة مع الله خارجًا عن الكنيسة. ولقد قال الآباء من ليست الكنيسة أمه فالله ليس أبوه. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 116 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 117 (116 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير في المزمور السابق (116)، كان المرنم يرنم لله على عمله معه، وهنا يدعو كل الشعوب أن تؤمن بالله وتسبحه على أعماله العجيبة. وهو أقصر المزامير كلها. ونصلي به في مزامير الساعة الحادية عشر بعد أن أنزلوا جسد المخلص من على الصليب. ونطلب فيه أن يصلي الجميع للرب الذي مات عنا مسبحين شاكرين عمله، فهو ذاق الموت لكي يبيد إبليس الذي له سلطان الموت (عب14:2). ونصلي المزمور أيضًا في القداس بعد تقديم الحمل. الآيات (1، 2): "سبحوا الرب يا كل الأمم حمدوه يا كل الشعوب. لأن رحمته قد قويت علينا وأمان الرب إلى الدهر. هللويا." لقد تنبأ داود هنا بدخول الأمم للإيمان، وقد تم هذا على يد الرسل (زك10:2، 11). ولكنه سيتم بصورة أوضح في السماء، إذ الآن ليس الكل مخضعًا له بعد (1كو23:15-28). فهناك في السماء سنصير واحدًا فعلًا وتبطل الخطية |
||||
19 - 01 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 117 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 118 (117 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير ينسب بعض الدارسين هذا المزمور لداود وأنه في فرحة امتلاكه كل المملكة دعا الشعب ليفرح معه ولكن ليس للاحتفال بداود نفسه كملك ولكن بالمسيح المنتظر. وبعض الدارسين ينسبون المزمور لداود في فرحته بصعود التابوت لأورشليم. وبعض الدارسين ينسبون المزمور لوقت لاحق، للاحتفال به في تدشين الهيكل. وقيل أنه يستخدم في الاحتفال بعيد المظال. وكانوا يستخدمون هذا المزمور بطريقة التسبحة في الكنيسة الآن. ففريق منهم ينشد آية ويرد عليهم الفريق الآخر بآية كقرار. وصار اليهود يصلون به وهم أتون للهيكل ليذكروا أن من يدخل الهيكل يجب أن يكون بارًا "افتحوا لي أبواب البر" ويذكروا في تسبيحهم الضيقات التي صادفتهم وعمل الله الإعجازي في كل ضيقاتهم وكيف خلصهم، وينظرون للمستقبل بثقة، فإذا كان الله قد خلصهم فهو سوف يخلصهم من كل ضيقة في المستقبل. وأن أي ضيقة يسمح بها هي للتأديب. والمزمور يرى أن الصديق الذي يسلك بكمال مضطهدًا ومرذولًا من الجميع، قد صار رأسًا للزاوية، أي رفعه الله وعظمه بالرغم من احتقار الناس له. وهي تنطبق على الشعب الذي احتقره واضطهده المصريين ولكن الله اختاره شعبًا له يقيم في وسطهم. والتلمود يقول أن الشعب كان يرتل المزمور في عيد المظال وهم يهزون الأغصان في أيديهم أثناء العيد. ونرى في هذا المزمور نبوات متعددة عن عمل المسيح الخلاصي، بل أن المسيح طبقه على نفسه صراحة (مت42:21). واعتبر نفسه أنه الحجر الذي رذله البنائين فصار رأسًا للزاوية. والحجر يرمز للمسيح، وقصة هذا الحجر أنه أثناء بناء هيكل سليمان كانوا يأتون بالحجارة منحوتة جاهزة من الجبل إلى مكان البناء في الهيكل. ووجد البناؤون حجرًا كبيرًا لا ينطبق على المقاسات المطلوبة فرذلوه. وإذ أتوا لمكان ربط الحائطين الأساسيين وجدوا أن هذا الحجر المرذول ينطبق تمامًا على المكان المطلوب، فوضعوه ليربط الحائطين. وصار هذا مثلًا، ولكنه صار نبوة عن المسيح الذي جعل الاثنين واحدًا (أف13:2-16) فهو وحد السمائيين مع الأرضيين واليهود مع الأمم. وقيل أن المسيح سبح هذا المزمور مع تلاميذه ليلة العشاء السري، فكان المسيح يقول مقطع والتلاميذ يردون عليه بالمقطع الآخر. والكنيسة تصلي الآيات (24-26) في مزمور قداس عيد القيامة، بل تصلي هذه الآيات بلحنها المعروف كل يوم أحد لنذكر الخلاص الذي صنعه المسيح بقيامته وانتصاره على الموت. بل فيه تبررنا وصار لنا الدخول من أبواب البر. وتصلي الكنيسة هذا المزمور في صلاة الحادية عشرة، أثناء إنزال جسد المسيح من على الصليب، لتذكر أحداث ذلك اليوم الرهيب الذي اجتمع الكل فيه ضد المسيح وصلبوه (الآيات 10-14). ولكن الرب عضد المسيح (13،14) إذ استمع إلى صراخه آية (5). وأقامه منتصرًا على الموت (16-18). بعد أن كانوا قد صلبوه إذ أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح. والمذبح هو الصليب والذبيحة هي المسيح. ونرى في هذا صورة للكبش الذي وجده إبراهيم موثقًا بقرنيه إلى الغابة. والقرون رمز للقوة، فالمسيح استسلم تمامًا دون إبداء أية مقاومة كمن هو بلا قوة وإذ ترى الكنيسة عمل المسيح الخلاصي تطلب من الجميع أن يسبحوا الله على عمله. إذا رأوا وأدركوا قوة الخلاص وقوة دم المسيح. وكون الذبيحة موثقة بقوة بقرون المذبح فهذا يعني: 1.قوة الخلاص (القرون رمز القوة في المجتمعات الرعوية). 2.اشتياق المسيح لهذا الخلاص (إش2:27-5). الآيات (1-4): "احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته. ليقل إسرائيل إن إلى الأبد رحمته. ليقل بيت هرون إن إلى الأبد رحمته. ليقل متقو الرب إن إلى الأبد رحمته." تتكرر عبارة إن إلى الأبد رحمته أربع مرات، ورقم 4 يشير للعالم وذلك لأن رحمة الرب شملت العالم كله، فهو صالح = صانع الخيرات. ورحمته شملت الجميع يهودًا (فهو خلصهم من كل ضيقاتهم)، وكهنة = بيت هرون = إذ أعطاهم أن يكونوا كهنة له فنالوا كرامة أكثر من باقي الشعب، خصوصًا إذ أزهرت عصا هرون وحينما اقتربوا للمذبح يشفعون في الشعب. ورحمة الله تشمل كل متقو الرب = الذين يستجيبون له ولعمله، وأما المعاندون فهم يرفضون رحمته. آية (5): "من الضيق دعوت الرب فأجابني من الرحب." هذه يقولها الشعب في ضيقته، وداود في اضطهاد شاول له وغيره، ويقولها ربنا على الصليب، ويقولها الآن كل متألم واثقًا في استجابة الرب له. الآيات (6، 7): "الرب لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي الإنسان. الرب لي بين معيني وأنا سأرى بأعدائي." يقول الرب "خافوا ليس من الذي يقتل الجسد ولكن ليس له سلطان على النفس". قد نضطهد الآن ولكن لنا نصيباً سماوياً. ووقتها سيكون نصيب إبليس وتابعيه بحيرة النار وكل ما يصيبنا فهو بسماح من الله ضابط الكل فلماذا نخاف (يو11:19). بَيْنَ مُعِينِيَّ = هناك كثيرين حولي يعينونني ولكن ما أفخر به وأعتمد عليه ليس قوة هؤلاء الأبطال بل الله الذي له قوة غير محدودة وأنه يحبني، بينما هؤلاء الأبطال قد يحبونني اليوم وغداً لا. وقوتهم محدودة، بل الله هو الذي أرسلهم لي ليعينوني. الآيات (8، 9): "الاحتماء بالرب خير من التوكل على إنسان. الاحتماء بالرب خير من التوكل على الرؤساء." والله لا يحب من يحتمي بغيره لأن فيه كل القدرة (إر5:17 + إش1:31). الآيات (10-13): "كل الأمم أحاطوا بي. باسم الرب أبيدهم. أحاطوا بي واكتنفوني. باسم الرب أبيدهم. أحاطوا بي مثل النحل. انطفأوا كنار الشوك. باسم الرب أبيدهم. دحرتني دحورًا لأسقط. أما الرب فعضدني." لقد أحاط الأعداء بالمسيح ثم بكنيسته، بل وعلى كل صِدِّيق ليسقطوه في خطية. وبإسم الرب دائماً يندحر إبليس وجنوده وأتباعه، وكما إنتصر داود على جليات بإسم الرب، إنتصر المسيح على الشيطان بالصليب، وإنتصر وينتصر كل مؤمن بِإسْمِ الرَّبِّ. ولاحظ تكرار أنه بِإسْمِ الرَّبِّ يبِيد أعدائه 3 مرات، وهذا إشارة للثالوث لذلك نعمد باسم الآب والإبن والروح القدس (مت19:28). نَارِ الشَّوْكِ= تنطفئ سريعاً مصدرة أصواتاً عالية ولكن بلا استمرارية، وهكذا حرب إبليس. دَحَرْتَنِي دُحُورًا لأَسْقُطَ = "دفعت لأسقط" (سبعينية). ويشير المدفوع ليسقط إلى آدم ويشير لكل من يجربه إبليس ليسقطه ولكن الرب يعينه. الآيات (14-17): "قوتي وترنمي الرب وقد صار لي خلاصًا. صوت ترنم وخلاص في خيام الصديقين. يمين الرب صانعة ببأس. يمين الرب مرتفعة. يمين الرب صانعة ببأس. لا أموت بل أحيا وأحدث بأعمال الرب." يمين الرب هو ابن الله الذي تجسد لخلاصنا وتكرار القول 3 مرات إشارة إلى أن عمل الخلاص هو عمل الثالوث. وهذا موضوع تسبيح المفديين. آية (18): "تأديبًا أدبني الرب وإلى الموت لم يسلمني." الله يؤدب أولاده لكي يكملهم (عب5:12-11). الآيات (19-21): "افتحوا لي أبواب البر. أدخل فيها وأحمد الرب. هذا الباب للرب. الصديقون يدخلون فيه. أحمدك لأنك استجبت لي وصرت لي خلاصًا." الآيات (22-28) نرى فيها عمل المسيح الخلاصي فنرى فيها تجسده وصلبه وكمدخل لهذه الآيات نسمع هنا طلبة المرتل افتحوا لي أبواب البر لتعبر عن اشتياقه لهذا العمل الفدائي الذي سيبرره وسيبرر كل مؤمن. وبالمعمودية ندخل الكنيسة جسد المسيح الذي إن ثبتنا فيه نثبت في البر، ويأتي الرد على المرتل كاستجابة له هذا الباب للرب= والباب هو المسيح فليس بسواه نتبرر. فيسبح أحمدك لأنك استجبت لي. الآيات (22، 23): "الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا." الحجر الذي رذله الباؤون= هو المسيح الذي رفضه اليهود وأهانوه. هو الحجر الذي قطع بغير يدين فصار جبلًا كبيرًا (دا 24:2 + أع11:4). آية (24): "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. نبتهج ونفرح فيه." يوم خلاصنا، هو اليوم الذي صنعه الرب، وهو بدأ بميلاد المسيح ثم صلبه ثم قيامته ثم صعوده. لذلك نرتل هذه الآية في أيام الأحاد وليلة عيد القيامة. آية (25): "آه يا رب خلص. آه يا رب أنقذ." بعد أن قدَّم الله عمله الخلاصي، علينا أن نستمر في الصراخ يا رب خلص، يا رب إنقذ، حتى تنتهي أيام غربتنا، وحتى لا نصير مرفوضين بعد أن دخلنا من باب البر. آية (26): "مبارك الآتي باسم الرب. باركناكم من بيت الرب." مبارك الآتي باسم الرب= لقد قابل الشعب، السيد المسيح وهو داخلًا أورشليم قائلين أوصنا يا ابن داود. مبارك الآتي باسم الرب. وكلمة أوصنا= هوشعنا بمعنى خَلِّصْ. وبذلك يكونون قد كرروا هذه الآيات. وتكون هذه الآيات (25،26). هي نبوة عن دخول السيد المسيح لأورشليم ليبدأ عمل الخلاص. مبارك الآتي باسم الرب= هي عن المسيح الذي سيأتي ليخلص (هذه قيلت في العهد القديم) وسيأتي في اليوم الأخير. هو أتي باسم الرب ليعمل عمل الخلاص وليمجد اسم الله. وعلينا أن نطلب منه دائمًا أن يأتي ليسكن في قلوبنا ويملك عليها. باركناكم من بيت الرب من الكنيسة بيت الرب تعلن بركة الرب لشعبه، لذلك تبارك الكنيسة شعبها باسم الرب. والكنيسة تعطي لشعبها بركة الأسرار. فالكنيسة هي الأم الشرعية لكل مؤمن. آية (27): "الرب هو الله وقد أنار لنا. أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح." الرَّبُّ هُوَ اللهُ وَقَدْ أَنَارَ لَنَا = حين تجسد وقال أنا نور العالم. أَوْثِقُوا الذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ = رتبوا عيداً بموكب حتى قرون المذبح (سبعينية) أي لنفرح ونسبح لربنا الذي أتى كذبيحة ليخلصنا.المسامير ربطت المسيح بقوة إلى الصليب ، ولكن ما ربط المسيح بقوة عظيمة هو محبة المسيح العجيبة لنا وشهوته لخلاصنا التى دفعته لذلك. الآيات (28-29):- "28إِلهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ، إِلهِي فَأَرْفَعُكَ. 29احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ." |
||||
19 - 01 - 2014, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 118 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة أ - تفسير سفر المزامير قطعة (أ) الطوباوية في حفظ الوصيةآية (1): "طوبى للكاملين السالكين في شريعة الرب." طوبى= كما بدأ الرب يسوع موعظته المشهورة على الجبل بالتطويبات بدأ المرتل مزموره هذا بالتطويبات أيضًا. والتطويب هنا للكاملين= الذين بلا عيب (سبعينية) ومن هم الذين بلا عيب = السالكين في شريعة الرب = فالطوبى أي البركة والسعادة في الأرض والحياة الأبدية لمن يجاهد أن يسلك بحسب شريعة الرب. ولأنه الرب فهو له الحق أن يعاقب أيضًا من لا يسلك في شريعته. وهذه البداية نجدها أيضًا في المزمور الأول. آية (2): "طوبى لحافظي شهاداته. من كل قلوبهم يطلبونه." من كل قلوبهم= أي يحفظ الوصية لا بالقول فقط بل بتنفيذها. (يو17:13). وهنا يطلب المرنم القلب الذي يطلب الله تمامًا، القلب غير المنقسم بين محبة الله ومحبة العالم (مت37:22). آية (3): "أيضًا لا يرتكبون إثمًا في طرقه يسلكون." السبعينية تترجم الآية "لأن صانعي الإثم لم يهووا أن يسلكوا في سبله". والمعني واحد فطرق الرب كلها نور. والشرير لا يهوي أن يسلك فيها فنور الطريق يبكت طرقه الشريرة. وهنا يقول طرق بينما في (آية1) نسمع عن طريق واحد. فالطريق الواحد هو المسيح "أنا هو الطريق". والطرق أي أعمال الإنسان وإيمانه، محبته وإلتزامه بالأسرار.... آية (4): "أنت أوصيت بوصاياك أن تحفظ تمامًا." تُحْفَظَ تَمَامًا = طلب الله أن نحفظ الوصايا تماماً، وأي إهمال لوصية مهما كانت صغيرة يسبب للإنسان ألم، وفقدان السلام. (تث6:6-9). والإنسان إما يستجيب لوصايا الله أو لصوت قلبه. "والقلب أخدع من كل شئ وهو نجيس" (إر9:17). والوصية تحمينا من أنفسنا. آية (5): "ليت طرقي تثبت في حفظ فرائضك." ليتك تعينني يا رب حتى أحقق هذا، وأحفظ وصاياك جدًا. آية (6): "حينئذ لا أخزى إذا نظرت إلى كل وصاياك." كان الله يعد من يحفظ الوصية ببركات كثيرة (تث1:28-14). والمرنم هنا يتأمل فيما يعطيه الله من بركات. فيصرخ ليعينه الله على حفظ الوصايا فلا يحرم من البركات ولاحظ قوله كُلِّ وَصَايَاكَ = هذه مثل تحفظ تماماً (آية4). (مت20:28). ونلاحظ أن الخزى مصاحب للخطية (كما حدث مع آدم وحواء) (دا8:9). ومن يتوب إذا خجل فهذا يفرح به الله، أما من يتمادى يتقسى قلبه لدرجة أن يخطئ ولا يخجل = "فيشرب الإثم كالماء"(أى15 : 16). آية (7): "أحمدك باستقامة قلب عند تعلمي أحكام عدلك." إذ عرف المرنم قيمة الوصية وبركات من يطيعها يشكر الله الذي أعطانا شريعته وكتابه. آية (8): "وصاياك أحفظ لا تتركني إلى الغاية." أكثر ما يخافه المؤمن تخلي الله عنه، حينئذ تهزمه الشياطين ويقوى عليه أضعف إنسان والله يتخلى عنا إذا تقست قلوبنا ولم نحفظ الوصايا. والمرتل هنا يقول أنا أحفظ حقوقك ولأنه لا يوجد إنسان كامل يا رب، فارحمني إن أخطأت، وحتى لو وجدتني أستحق العقاب وتخليت عني فلا تتركني إلى الغاية= utterly "تمامًا، بكل ما في الكلمة من معني" والله إذا تخلى عن أبنائه ليؤدبهم، يكون كالأم التي تعلم أولادها الصغار أن يمشوا، فهي تتركهم وقد يسقطون ولكن عينها عليهم. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 119 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ب - تفسير سفر المزامير قطعة (ب) نصيحة للشبابفي القطعة الأولى وضع المرنم القاعدة وهي الطوبى لمن يحفظ الوصية. وهنا كمجرب يعطي المرنم نصيحة للشباب أن يحفظوا الوصية فتكون لهم بركة في حياتهم. آية (9): "بم يزكي الشاب طريقه. بحفظه إياه حسب كلامك." بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ = "بم يُقَوِّم الشاب طريقه" (سبعينية). أي كيف يسيرون في طريق مضمون يؤدي للحياة الأبدية ، بالإضافة للبركات التى يحصل عليها هنا على الأرض. ما الذي يزكيه ليحصل على هذا، هو أمامه طرق كثيرة، فالعالم يجذبه بمغرياته، والمرنم يشفق على الشاب فيعطيه نصيحة ثمينة. بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ = أى يصحح طريقه ليكون مطابقا للوصية = حَسَبَ كَلاَمِكَ = أي يحفظ الشاب طريقه ليكونمطابقا لكلام الله وإن إنحرف عن الطريق فعليه أن يعود للطريق الصحيح الذى هو بحسب الوصية كلام اللهوهذا معنى قول المرنم "سراج لرجلىكلامك ونور لسبيلى" (مز119 : 105) ، فإذا حفظ الوصية يحفظنفسه. والمرنم يوجه النصيحة للشباب، فالشاب بطبيعته مندفع. أما الشيخ فهو إما نضج أو ضعف. ولذلك فالجامعة يقول نفس النصيحة "أذكر خالقك أيام شبابك" (جا1:12). آية (10): "بكل قلبي طلبتك. لا تضلني عن وصاياك." من كُلِّ قَلْبِي = حينما أدرك أنه فى حفظ الوصية بركات عظيمة فهنا نجده يطلب الله من كل قلبه حتى لا يضل مرة أخرى عن الطريق . والله يعلن ذاته لمن يطلبه بكل صدق، ولا يطلب سواه. وهنا المرنم يطلب من الله أن يعينه أن يستمر طوال حياته يدرس كلمة الله ويحاول أن ينفذها ولا يضل عن هذا. لاَ تُضِلَّنِي عَنْ وَصَايَاكَ = الله لا يضل أحدوالمعنى إن أنا ضللت أعدنى للطريق. آية (11): "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك." نجد المرنم هنا قد حفظ كلام الله ووصاياه، فيستطيع أن يرددها في كل مكان وزمان ويستطيع أن يقارن كل تصرف له على ما يحفظه من كلام الله. والإنسان لا يخبئ إلا كل ما هو ثمين، فهو قد إكتشف أن كلمة الله كنز، وسلاح خطير ضد حروب إبليس (هكذا فعل المسيح) ولذلك قيل "من يحفظ المزامير تحفظه المزامير" فهو يرددها وسط أعماله أو سيره فلا تهاجمه الأفكار الخاطئة. آية (12): "مبارك أنت يا رب. علمني فرائضك." إذ تأمل المرنم في كيف تحفظ الوصية قلبه، طلب من الله أن يعلمه هذه الوصايا، ويدربه كيف يسلك فيها. ولاحظ الأسلوب الرائع فهو قبل أن يطلب يعطي المجد لله الذي يعطيهكل بركة وقد أعطاه الكثير فعلا.مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا رَبُّ=أيتستحق كل تسبيح وحمد . آية (13): "بشفتيّ حسبت كل أحكام فمك." من اختبر عمل الله لا يطيق السكوت، بل يشهد لله على عطاياه وأعماله العجيبة.وهكذا فعلت السامرية "هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت" (يو29:4).حَسَبْتُ = أظهرت ( سبعينية ) وفي ( الانجليزية ) =أوضحت . آية (14): "بطريق شهاداتك فرحت كما على كل الغنى." هذه قامة روحية عالية أن يفرح الإنسان بكلام الله أكثر من كل غني. هنا أصبحت الوصية ليست ثقلاً بل مصدر فرح. من قال هذا قال "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (في7:3 ، 8 + مت44:13-47). الغنى قد يأتى ومعه ألام وكآبة ، أما طريق الله فكله تعزيات وفرح يتغلب على ألام الطريق ، فهو فرح يعطيه الرب "ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16 : 22) . الآيات (15، 16): "بوصاياك الهج وألاحظ سبلك. بفرائضك أتلذذ. لا أنسى كلامك." المرنم الذي إكتشف الفرح في كلام الله، نجده هنا دائم التأمل فيه وفي طرقه. والتأمل وترديد كلام الله بإستمرار ينقى ويطهر (راجع لا 11 فالحيوانات الطاهرة هى التى تجتر) ويقول الرب " وأنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الى كلمتكم به" (يو15 : 3) . ومن يتطهر ويتنقى تنفتح عيناه فيعاين الرب فيفرح . |
||||
19 - 01 - 2014, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 120 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ج - تفسير سفر المزامير قطعة (ج) الاشتياق لكلمة الله في غربتناالآيات (17، 18): "احسن إليَّ عبدك فأحيا واحفظ أمرك. اكشف عن عينيّ فأرى عجائب من شريعتك." 7أَحْسِنْ إِلَى عَبْدِكَ = طالما أحسن الله إلى داود وأنقذه من أعدائه، بل أعطاه أن يملك. ولكنه يطلب هنا أن يعطيه الله مكافأة هي أن يحفظ وصايا الله. وأن يكشف عن عينيه فيبصر عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ. والكاهن القبطي في أثناء قراءة البولس والإبركسيس والكاثوليكون يصلي صلوات سرية في الهيكل ليفتح الله أذهان الشعب ويفهموا الكنوز المختبأة في أقوال الله. وعلينا قبل أن نقرأ في الكتاب المقدس أن نصلي حتى يعطينا الله فهماً. ولذلك تصلي الكنيسة أيضا أوشية الإنجيل قبل قراءة الإنجيل. المرنم هنا يطلب حياة تقضيها في السهر لدراسة الكتاب وفهمه وتنفيذ ما فيه والفرح بوصاياه. ومن اكتشف لذة الكتاب المقدس يعرف أنه في دراسته للكتاب المقدس يتقابل مع الله وجهاً لوجه، ويسمع صوته، وهكذا نقضي أيام غربتنا في هذه الحياة إلى أن نلتقي يوماً بالله ونراه بعيوننا وإلى الأبد. وحينما نقرأ الكتاب بروح الصلاة يزيل الله الغشاوة التي على عيوننا فنرى ونشبع ونتقوى، كما زالت الغشاوة من على عيني شاول الطرسوسي. آية (19): "غريب أنا في الأرض. لا تخف عني وصاياك." نحن غرباء هنا، وطننا في السماء، ومهمتنا أن نعبر أرض غربتنا بأسرع ما يمكن، ونحرص أن لا نضل الطريق إلى وطننا. وما يسندنا في رحلة غربتنا كلمة الله، ووصيته تكشف لنا أسرار وطننا الذي نحن متغربين عنه ونشتهيه ولا نراه. بل وصايا الله هي التي تضمن لنا أنه حين تنقضي أيام غربتنا ، نصل للسماء وطننا . آية (20): "انسحقت نفسي شوقا إلى أحكامك في كل حين." هنا نرى الاشتياق الملتهب للتعرف أكثر فأكثر على الوصية وعلى فكر الله من خلال كلمته. هو اشتياق لمعرفة المسيح الذي نراه في مطالعتنا للكتاب المقدس. الإنسان جسد وروح. والجسد يتغذى بالطعام، أما الروح فتتغذى بمعرفة الله، ومعرفة الله تعطينا حياة "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو3:17). ودراسة كلمة الله هنا تعطينا هذه المعرفة. لذلك قال الكتاب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت4:4). والاشتياق لكلمة الله هو علامة حياة. المبتدئ في الحياة الروحية ينفر من كلمة الله لأنها تكشف خبايا قلبه، وكلما نما الإنسان في معرفة الله ومحبته يزول هذا النفور بل يفرح بها. وهنا نرى المرنم ينسحق شوقًا= أي يطلب هذا بتذلل. داود قال قبلا في آية (16) أنه يتلذذ بالوصية ، لذلك هو يبحث عنها باشتياق. آية (21): "انتهرت المتكبرين الملاعين الضالين عن وصاياك." اللعنة هي نصيب من يترك وصايا الله ويتبع وصايا الناس أو فلسفاتهم، فهناك من في كبرياء ينكر وجود الله (الوجودية وغيرها) وهناك من فى كبرياءه يرفض بعناد أن يسلك بحسب وصايا الله وهؤلاء لن يروا بركة فى حياتهم ، وراجع (تث15:28- 68 ) . وهؤلاء الْمُتَكَبِّرِونَ هم تلاميذ إبليس المتكبر (إش13:14 ، 14). انْتَهَرْتَ الْمُتَكَبِّرِينَ = أي الله انتهرهم، وداود كملك له أن ينتهر الأشرار . آية (22): "دحرج عني العار والإهانة لأني حفظت شهاداتك." هنا نرى كيف ينظر العالم لأولاد الله. فالعالم يكرههم ويضطهدهم ويثير الحروب ضدهم بل والشائعات المغرضة التي تسبب لهم العار. والمرتل يصرخ هنا لله حتى يزيح عنه هذا العار ويظهر الحق، وإن لم يكن هنا على الأرض فليكن في السماء. وهناك نظرة أخرى لهذه الآية ، أنه بالخطية صرنا في عار وشمتت فينا الشياطين. والآن يا رب لقد حفظت وصاياك فابعد عني هذا العار. وهذا هو ما عمله المسيح بصليبه. الآيات (23، 24): "جلس أيضًا رؤساء تقاولوا عليّ. أما عبدك فيناجي بفرائضك. أيضًا شهاداتك هي لذّتي أهل مشورتي." أقوياء الأرض والرؤساء إضطهدوا المرتل وتقاولوا عليه وكان هذا سبب ألم له. فكيف يتعزى؟ هو يلجأ لكلمة الله يلهج فيها ويتلذذ بها. وقد يعني بالرؤساء الشياطين الشامتين فيه إذ أخطأ . لذلك يعود ويلهج بفرائض الله. أهل مشورتى = المرنم لا يلجأ لإنسان ليستشيره حينما يقع فى ضيقة بل يلجأ لكتاب الله وشرائعه وكلامه ليستشير الله . |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|