رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يغير الله فكره؟ الجواب: ملاخي 6:3 يقول "لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يابني يعقوب لم تفنوا". ونجد أيضاً أن يعقوب 17:1 يقول "كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولاظل دوران". والمعني الموجود في سفر العدد في 19:23 يوضح ذلك "ليس الله انسانا فيكذب ولا ابن انسان فيندم". فالله لا يغير فكره. وهذه الآيات تؤكد لنا أن الله لا يغير ولا يتغير. وربما نري أن عكس ذلك موجود في آيات أخري مثل ما هو موجود في تكوين 6:6 "فحزن الرب أنه عمل الأنسان في الأرض وتأسف في قلبه". وأيضاً نري أن يونان 10:3 يقول "فلما رأي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهمالرديئة، ندم الله علي الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" وبالمثل يخبرنا سفر الخروج 14:32 "فندم الرب لي الشر الذي قال انه يفعله بشعبه". فهذه الأعداد تتحدث عن "ندم" الله عن شيء ما. وبالتدقيق فيما هو مذكور في اللغات الأصلية، نجد أن المعني هو حزن الله علي شيء ما وليس تغيير فكره ازاء ذلك الشيء. ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار أنه في تكوين 6:6 " فحزن الرب أنه عمل الأنسان في الأرض وتأسف في قلبه" يتحدث علي أن ".... قلب الله كان مليء بالحزن." فهذا يؤكد لنا أن الله لم يندم علي خلق الأنسان وأنه غير فكره تجاه الخليقة ولكنه سمح للأنسان بالبقاء من خلال نوح. وكوننا أحياء اليوم هو دليل قاطع أن الله لم يغير فكره تجاه خلق الأنسان. ونري في الآية كيف أخطاء البشر وأن خطيئتهم قد أحزنت قلب الرب. وبتأمل ما هو موجود في يونان 10:3 "فلما رأي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله علي الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم، فلم يصنعه" نجد أن نفس التعبير المستخدم للندم مستخدم هنا للتعبير عن حزن الله لما أعده لأهل نينوي ولأنهم رجعوا وتابوا نجد أن الله الذي لا يتغير بين لهم رحمته وذلك من صفات الله. ويعلمنا الرسول بولس في رومية 23:3 أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله. ورومية 23:6 يوضح أن أجره الخطيئة هي الموت (والأنفصال الروحي والجسدي عن الله). ولذلك فأن أهل نينوي كانوا مستحقين العقاب. وكلنا نتعرض لهذا الموقف ولنا أن نختار أن نخطيء أم لا. وكما نعلم أن الخطيئة تفصلنا عن الله وتستحق العقاب. ولكننا نري هنا أنه حيث أن أهل نينوي قد عصوا الله فقد استحقوا العقاب. ولكننا أيضاً نري أن أهل نينوي قد ندموا وتابوا وبسبب ذلك فقد اختار الله أن يصفح عنهم. هل أرغم ما فعله أهل نينوي الله أن يصفح عنهم؟ كلا، فالله لايمكن أن يرغم علي فعل أي شيء للأنسان. فالله صالح، وقد أختار الا يعاقب أهل نينوي بسبب رجعوهم اليه. وان كان ذلك المقطع الكتابي يدل علي أي شيء، فأنه يدل علي أن الله لا يتغير، فكون الله قد رحم أهل نينوي فهذا فعل يتفق تماماً مع طبيعة الله الصالحة الرحيمة. والآيات الكتابية التي تصف الله "بتغيير فكره" هي محاولات بشرية لتفسير أفعال الله. فقد كان الله ينوي علي فعل شيء ما ولكننا نري أنه قد قام بعمل شيء آخر. ففي نظرتنا البشرية يمكننا أن نفسر ذلك بأنه تغيير ولكن لا يعتبر ذلك تغيير في فكر الله الذي هو مطلق السلطة والقدرة. ولكن يمكننا أن نري أيضاً مقدرة الله علي تغيير اتجاه البشر. فقد كان يعلم بأنه بتحذير أهل نينوي بالخراب بأنهم سيرجعون اليه. وحذر شعب اسرائيل بالخراب عالماً بأن موسي سيتدخل. فالله لا يندم علي أفعاله، ولكنه يحزن من أفعال البشر. الله لا يغير فكره فأنه ثابت لا يتغير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|