المسيح مزُيِّن نفوسنا:
وبهذا نكون الآن قد تكلَّمنا بما يكفي عن موضوع هذا العيد المقدس الذي يأتي لنا في وقت محدد كل عام. ونفعل حسناً إذا ما وجّهنا نهاية حديثنا لمانِح هذه النعمة المحِب، مقدمِين له كلمات قليلة كمقابِل للأشياء العظيمة التي منحنا إياها: لأنك بالحقيقة يا رب الينبوع الطاهر والأبدي للصلاح، الذي بعدلٍ تركتنا وبلطف ومحبة رحمتنا. خاصمتنا ثم صالحتنا، لعنت ثم باركتنا. طردتنا من الفردوس وأعدتنا إليه ثانيةً. نزعت عنا ورق التين الذي كان لباساً غير لائق وأعطيتنا حلَّة فاخرة. فتحت أبواب السجن وأعتقت المذنبين. غسلتنا بماء طاهر وطهّرتنا من أقذارنا. فلن يشعر آدم فيما بعد بالخوف عندما تناديه، ولا يعود يختبئ بين أشجار الجنة بسبب إدانة ضميره له. ولن يكون هناك سيفاً نارياً حول الفردوس فيما بعد مانعاً الدخول لِمَنْ يقتربون. ولكن الكل تحوَّل إلى فرح لنا نحن الذين كنا ورثة الخطية. فالإنسان أصبح يستطيع الدخول إلى الفردوس بل وإلى الملكوت نفسه. والخليقة الأرضية والسماوية اللتان كانتا في عداوة، أصبحتا منسجمتين في صلح. وأصبح بإمكاننا نحن البشر أن نشترك في تسبيح الملائكة مَقدمِين العبادة والشكر لله. ولأجل كل هذه الأشياء فلنسبح الله بتسبحة الفرح والتي سبّحتْ بها الشفاه منذ زمن طويل عندما لمسها الروح: ?فرحاً أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر? (إش ٦١:١٠ ).
وبالحقيقة فمزين العروس هو المسيح الكائن،
والذي كان، والذي سيكون،
المبارك الآن وإلى أبد
آمين.