إذن اهرب منا أيها الشيطان! لأنك تحاول أن ُتفسِد جثة ميتة، جثة كانت سابًقا ملتصقة بك، ولكن الآن فقدت الإحساس باللذَّات. فجسد الميت لا تستهويه شهوات الجسد ولا يسقط تحت سلطان الغِنى، ولا يقبح ولا يكذب ولا يشتهي ما للغير ولا يشتم الآخرين. فسلوكي ليس من هذه الحياة.. فلقد تعلَّمت أن أبغض ما في العالم، وأترك ما في العالم مسرِعاً لاقتناء السماويات، تماماً كما يشهد بولس بوضوح بأن العالم قد صُلِبَ له وهو للعالم (٢١). هذه هي كلمات نفس قد تمتَّعت حًقا بالميلاد الجديد! هذه هي كلمات الإنسان الذي نال المعمودية، الذي يذكر عهده الذي تعهَّد به أمام الله عندما نال السر: أن يستهين بكل أنواع الألم وكل أنواع اللذَّات (٢٢).