أمثلة كتابية:
وهذا بالضبط هو الوضع إذا تأملت التاريخ القديم؛ فستجد فيه مواقف مشابهة لذلك. فعصا موسى كانت عصا من ?اللوز?، واللوز هو نوع من الخشب العادي، تستطيع أي يد أن تقطعه وتحمله وُتشكِّله كما تشاء وُتلقي به في النار إذا شاءت.
ولكن عندما سر الله أن يعمل بهذه العصا كل تلك العجائب العالية الفائقة لقوة الُنطق، تحوّلت هذه العصا إلى حيّة وفي مرة أخرى ضرب بها موسى المياه وحوّلها إلى دم كما أخرج عدداً لا حصر له من الضفادع ومرة أخرى شقَّ البحر وقسمه من الأعماق موقًِّفا المياه عن الحركة. وهكذا أيضاً جعَلت عباءة أحد الأنبياء (١٢) من إليشع رجلاً معروًفا في كل العالم رغم أنها مصنوعة من مجرد جِلد الماعز، وبالمثل فإن خشبة الصليب لها قوة خلاصية لكل الناس بالرغم من أنها كما أعلم قطعة خشب من شجرة متواضعة أقل قيمة من بقية الأشجار. ومن خلال العليقة أُظهِرَ لموسى إعلان حضور الله، وعظام إليشع أقامت إنسان ميت، والطين وهبَ النظر لأعمى منذ ولادته.
وعلى الرغم من أن كل هذه الأشياء هي مادة بلا روح أو إحساس فلقد تحوّلت إلى أدوات لعمل العجائب العظيمة التي صنعت بها عندما قبلت قوة من الله. وبنفس المنطق فالمياه أيضاً بالرغم من كونها مجرد ماء فهي تُجدِد الإنسان للميلاد الروحي عندما تُقدَس بالنعمة التي من فوق.