أ – بركة المسيح للأمم بالكنيسة (3):
لكنهم مخدوعون كثيرًا، أولئك الذين يَعتقدونَ بأّننا نؤمن بالمسيحِ بدون أي أدلة بخصوصه. فهل هناك برهان أوضح من هذا، أن الأمور التي قد أُنبئ عنها نراها الآن قد تحققت؟ فأنتم الذين تعتقدون أنه لا توجد براهين تؤمنون من خلالها بالأمور التي لم ترونها عن المسيح، انظروا إلى الأشياء التي تروها الآن، انظروا فالكنيسة نفسها تخاطبكم كأم تحبكم قائلة:
“أنا التي تنظرون إليها بإعجاب في العالم كله، آتية بثمر وأزداد نموًا، لم أكن في الماضي هكذا كما تنظروني الآن، لكن عندما بَارك الله إبراهيم قائًلا: “يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض” (تك 22: 18)، أعطى الوعد بوجودي، فبركُة المسيحِ قد انْسَ َ كبَْت على كل الأممِ من خلالي. المسيح
هذا هو نسل إبراهيم، فتسجيل الأجيال يَشْهدُ بذلك، باختصار: إبراهيم ولد إسحق، وإسحق ولد يعقوب، ويعقوب ولد اثنا عشر ابنًَا، ومنهم كان شعب إسرائيل، فيعقوب نفسه كان يُدعى إسرائيل.
ومن بين هؤلاء الإثنى عشر ابنًا كان قد وُلد يهوذا – منه أخذ اليهود إسمهم- الذي منه كانت مريم العذراء، التي ولدت المسيح. وفي المسيحِ أي في نسل ابراهيم، تنظرون بإعجاب كيف تباركت الأمم. فهل لا تزالون خائفين من أن تؤمنوا به، ذاك الذي كان يجب بالأحرى أن تخشوا عدم الإيمان به؟”