هَلْ ستقول جدلاً بأّنك ترى نية الآخر من خلال أعماله؟ إذن أن َ تسََترى أَفْعالاً، وستَسْمعُ َ كلِمات، ولكن نية صديقكَ التي لا يُمكنُ أَنْ ُترى أو ُتسمع فأنت ستصدقها. فهذه النية ليس لها لون أو شكل حتى تراها العينان؛
و ليس لها صوت أو نغم، حتى تسمعها الأذنان، وهي ليست نيتك، لكي ما تَُكونَ محسوسة في قلبك. وعلى الرغم من أنها لا ُترى، ولا ُتسْمَع، ولا هي منظورة بداخلك فيجب عليك أن تصدٌق هذه النية، وإلا ستشعر بالوحدة في حياتك، بدون صداقةِ، و لن تستطيع أن تبادل من يحبك نفس الشعور.
فأين هذا الذي تقوله إذن أنك لا تستطيع أن تصدق شيئًا إلا لو رأيته بعين الجسد أو رأيته داخل قلبك؟ هوذا من كل قلبك تصدِّق ما في قلب غيرك وتؤمن حيث لا تستطيع أن ترى بعينيك أو بقلبك.
فوجه صديقك تستطيع أن تميزه بعين الجسد وموقفك نحوه يمكنك أن تميزه بعقلك، لكنك لن تستطيع أن ُتَقدِّر محبة الآخر لك مالم تبادله هذا الحب، إذ تصدق أن فيه هذا الحب الذي لا تراه.
فمن الممكن أن يخدع الرجل غيره باختلاق النية الحسنةِ، وإخفاء الحقد. وحتى إن لم يكن يفكرُ في إيذائك ولكن لأنه قد ينتظر أن ينتفع منك بشيء، فمن الممكن أن يختلق المحبة على الرغم من أنها ليست فيه.