٢.لكن قد يَُقولون أن الأمورَ التي في العقلِ، نستطيع بواسطة العقل نفسه أن نميزها فَليْسَ لنا حاجُة أَنْ نراها بعيون الجسد؛ لكن تلك الأمور التي تطالبنا بأن نؤمن بها ليست هي أشياء خارجة عنا حتى نراها بعيون الجسد، ولا هي داخل عقولنا حتى أنه بتمرينات مُعَيٌنة للفكر قد نراها..
زاعمين أن تلك الأشياء التي يصدقونها هي فقط الأشياء يرونها أمامهم (1). لذلك أقول أنه يجب علينا بالتأكيد أَنْ نؤمن ببعض الأمور الحاضرة، وإن كنا لا نراها، لكيما نَستحقُّ أيضا أَنْ َنرى الأشياء الأبدية، التي نؤمن بها.
لكن أنت يا مَنْ لا تصدق إلا ما تراه، هوذا الماديات التي حولك تراها بعيونِ الجسد، ونيَّاتك وأفكارك الخاصة تراها بعيون عقلك إذ هي حاضرة في عقلك.
ولكن أخبرني، نية صديقك نحوك… بأي عيونٍ تراها؟ فلا يمكن أَنْ ُترى النيات بعيون الجسد. فهل ترى في عقلكَ أيضًا ما يدور في عقلٍ آخر؟ ولكن إن كنت لا تراها، فكيف ُتبادل نية صديقك الصادقة نحوك إن كنت لا تؤمن بما لا تراه؟