أُصيبت إحدى بنات الكنيسة بحالة عصبية فشل معها الطب .. وأخيراً أقر العارفين أن روحاً نجساً كان قد لبس هذه النفس .. وحاول أهلها كل المحاولات لشفائها .. وذهبوا إلى كنائس وأديرة وآباء كثيرين .. وفى إحدى زيارات القديس لمدينة (نقادة) .. جاء أهل الفتاة إلى القديس فى استراحته الخاصة .. وعرضوا على القديس الموضوع .. فقال فى إتضاع: "وَدُّوها إلى أمنا حنينه (وهى راهبة قديسة تنيحت وعمرها يقترب من المائة عام .. وعاشت كل عمرها فى قلاية فى الدور الثانى من الكنيسة) وربنا هيشفيها بصلوات أمنا .. يبقى عندكم راهبة قديسة زى كده وتيجوا لىَّ أنا الخاطئ".
وقبل أن ينصرف الجميع .. نرى شيئاً عجيباً .. أن هذه الأم القديسة تأتى وهى متكأه على عصاتها .. لتسجد أمام القديس على الأرض .. رغم تقدمها الشديد فى السن .. فيقول لها: "يا أمنا صلى لهذه الابنة" .. فترفض وتقول هى بدورها: "صلواتك انت يا سيدنا .. أنا وحشه وغلبانه" .. فألزمها وقال: "من أجل الطاعة خذيها قلايتك وصلى لها وهى ستشفى" .. فقالت له: "أنت قلت .. على كلمتك ستشفى" .. وباتت الابنة فى القلاية مع أمنا القديسة .. التى صلت لها كثيراً مستخدمة اسم الرب يسوع متشفعة بصلوات الأنبا مكاريوس .. إلى أن خرج الروح النجس.
وفى الصباح عندما قابلت هذه الأم .. قلت لها مازحاً: "يا بختك يا أمى بتطلعى عفاريت"، .. فقالت لى: "أنا معملتش حاجة .. هو .. هو .. الأنبا مكاريوس اللى أخرجه، وبعد قليل ذهبت إلى القديس وقلت له: "الأخت بتاعة إمبارح شُفيت .. وأمنا بتقول إن نيافتك اللى أخرجت الشيطان بصلواتك" فقال لى فى إتضاع: "أنا صلواتى مش طالعه فوق رأسى .. دى أمنا البركة القديسة .. هى التى أخرجته"
وهكذا نرى سر هؤلاء القديسين .. إنكار الذات والإتضاع ونسب الفضيلة إلى الآخرين .. الله قادر أن ينفعنا بصلواتهم.