وبسبب تجسد الرب وموته وقيامته، ثَّبت لنا وأعلن لنا سرّ اتحاد النفس بالجسد؛ لأنه جاء لكي يخلصنا ويحملنا مثل خراف صغار في أحضانه، معلناً لنا:
أن النفس هي الأصل ، وهي قاعدة ( جوهر ) الوجود الإنساني، وأن الجسد هو صورتها الخارجية المنظورة، ذلك لأنه جدَّد النفس وردَّها إلى صورته السماوية التي حُددت في بشارة الإنجيل. فقد أعلن أن التجديد هو روحي، وأنه يكمل في يوم القيامة.
وأعلن لنا مراحل التجديد مؤكداً لنا أولوية النفس بالميلاد الجديد في مياه المعمودية التي يغتسل فيها الجسد أيضاً من لعنة الموت منتظراً قيامته لمجد ابن الله.
وأعلن لنا أيضاً سُكنى الروح القدس في النفس والجسد معطياً للنفس الدور الأول مقدَّساً الجسد في مسحة الميرون التي لا تفنى رغم انحلال الجسد، ولذلك نحن نكرم أجساد الشهداء والقديسين الذين أعلنوا لنا الرب يسوع بالتعاليم والشهادة والسلوك الصالح المقدس، وهم بذلك آنية حية للرب وهيكل الروح القدس الذي لا يفارق حتى ما يبقى من عظام، بل لأن الكل خُتم بالروح القدس، أي بشكل الرب يسوع المجيد، يبقى الكل مثل بذرة تنتظر يوم مجد الرب يسوع الذي سوف يٌغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة مجده، لأنه استطاع أن يُخضع له كل الأشياء ( فيلبي 3: 21 )
وماذا يُمكننا أن نقول عن السرّ الفائق المجيد ، سرّ بذل محبته ... لكن العبرة هي تذوُّق صلاح الرب وإحسانه لنا ، وإعلان شفاء الجسد وتجديد كل كياننا بالإتحاد به في سرّ مجد محبته ، سرّ جسده ودمه ] (رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس : 15 – صفحة 15و16)