مُقدِّمة القصة في المخطوط
استشهاد القديسة بربتوا ومعها فيليستي
إذا كانت أمثلة الإيمان هي بقصد الشهادة لنعمة الله، ولبناء الناس حتى بقراءتها يحيا الماضي ليتمجّد الله ويتشدَّد المؤمنون، فلماذا لا نرى أمثلة جديدة نظير هذه حتى يستمر تمجيد الله وتشديد المؤمنين؟ لأن هذه الأمثلة التي نرويها ضرورية للأجيال الصاعدة، ولكن ستأتي أيام يُنظَر إليها على أنها أحداث عتيقة تحيطها هالة من الوقار تحث الناس على الاقتداء بها، ولكن الرُّوح القُدُس الذي أعطى هذه الشهيدة المعونة والقوة والاحتمال، لتصمد ضد كل محاولة لزعزعتها وتراجعها عن الاستشهاد، هو هو الذي يعمل فينا الآن وبنفس القوة كما يقول الوحي: "ويكُون في الأيامِ الأخيرة (يقول الرب) أني أسكُبُ من رُوحي على كل بَشرٍ" (أع 2: 17).
إذًا فنحن نتطلّع بالحري إلى الجديد من قوات الرُّوح القُدُس بكل وقار عالمين حسب الوعد أنها لتجهيز وإعداد الكنيسة التي خصّها الروح بالعطايا، لهذا نحن نقدِّم هذه القصة لتُعرَف وتشتهر في كل الأقطار ليتمجّد الله. (الكاتب هنا يعيش في حوالي سنة 203 م. ويعتبر أن حوادث الرُّسل هي القديمة، أمّا حادثة قصة استشهاد بربتوا سنة 203 م. فهي حديثة بالنسبة لجيله، لذلك فهو يُقدِّمها لجيله كأنها آخِر شهادة جديدة).
وبهذه القصة لا يعود ذوو الإيمان الضعيف أو اليائسون يتوهّمون أن أعمال النعمة الفائقة سواء كانت بالاستشهاد أو بالاستعلان هي من أعمال الماضي فقط،لأن اللَّه سيظلّ إلى الأبد يُتمِّم ما وعد به. أمّا عمله فيكون دائمًا لغير المؤمنين شهادة، وللمؤمنين نعمة، فإن: "الذي رأيناهُ بعيوننا، الذي شاهَدناهُ، ولمسَتهُ أيدينا، من جهَةِ كلمة الحياة... نخبركُمْ به" (1يو 1 : 1، 3).
أيُّها الإخوة والأولاد حتى تكون لكم أنتم أيضًا الذين شاهدتم هذه الأمور عينها ذكرى دائمة لتمجيد السيد الرب.
أمّا أنتم الذين تسمعونها الآن بخبر الأُذن فقط، فيكون لكم بها شركة مع هؤلاء الشهداء القديسين وشركة بواسطتهم أيضًا مع الرب يسوع المسيح الذي له المجد إلى الأبد. آمين.