منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 04 - 2014, 03:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟
الأنبا مكاريوس الأسقف العام
مقدمة

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
شهدت السنوات الأخيرة إقبالًا منقطع النظير -من الشباب طالبي الرهبنة- لم تشهد الكنيسة القبطية مثله منذ قرون طويلة، وبالرغم من أن الأديرة القبطية الآن ليست مهيأة لاستقبال كل هذه الأعداد الراغبة في الالتحاق بها، فإنها آخذه في التوسع لاستيعابها، ويتقدم للدير (هنا في البرموس مثلًا) كل عام من راغبي الرهبنة ما يصل إلى مئة شخص يختار منهم في الغالب خمسة أو أقل، والسبب في ذلك بالطبع ليس مسألة عرض وطلب على غرار ما يحدث في الأسواق والبورصات، ولكن الدير -أي دير- يخشى ما يسمى نزوات عاطفة روحية (مراهقة روحية)عند البعض أو تأثر وقتي أو دوافع خاطئة وما إلى ذلك،مما يدفع الدير إلى مزيد من التدقيق والتأني، ولأن القرار في مثل هذه الحالة هو قرار مشترك مابين الشخص المتقدم للرهبنة والدير، فإنه لا يكفى أن يحسم الشخص الأمر على مستواه فقط وإنما يجيء دور الدير في دراسة الطلب، وإذا كان من الصعب أن يقبل الدير كل هذه الأعداد -كما سبق- فإنه يختار أفضل -أو بمعنى أدق- أنسب مَنْ يصلحون.
والحق يقال أن الأمر ليست له معايير محددة، فإن القائمين على الأديرة يسلكون ويقررون بحسب رؤيتهم، مع ما يسند هذه الرؤية من صلوات تقام لأجل هذه الأمر، وهكذا فإن العامل البشرى يعمل كمؤثر حيوي في مثل هذه الأمور، ومن هنا فاحتمالات الخطأ والصواب هي واردة بطبيعة الحال.
أما بالنسبة للمتقدم للرهبنة، فإن وجود المدبر في الدير وهدوء المكان، هما في الواقع عاملان أساسيان عند اختيار الدير، ولكن الأمر يتوقف إلى حد كبير على الشخص نفسه ومدى جديته، فهو يستطيع أن يحيا في أي مكان وأية ظروف.. إن الدير يحتضن جهاد الشخص، وفي الدير تتوافر إمكانيات الخلاص والنمو في الفضيلة والحياة النسكية.
والصفحات القادمة تعرض للأسباب وراء اتجاه الكثير من الشبان والفتيات الآن إلى الأديرة إما طلبا للهرب من العالم، وإهداء الله أفضل ما يملكون من مشاعر وعواطف، رغبة منهم في الالتصاق به والاستمتاع به في ظل حياة هادئة بعيدة عن صخب العالم وشروره "هناك أعطيك حبي" (تش 7: 12) أو بدوافع خاطئة تعود عليهم وعلى الرهبنة كافة بالمتاعب.
وإذ أرجو أن يلقى ذلك بعض الضوء على القضية، فإن ذلك قد يعين الشباب الذين تراودهم فكرة الرهبنة. بصلوات قداسة البابا شنودة الثالث باعث النهضتين الديرية والرهبانية، وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل الأنبا إيسوزورس، والذي تفضل بمراجعة الكتاب، مفسحا المجال لحرية التعبير.
المؤلف
دير البرموس / الصوم الكبير 2001 م.
رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

الحركة الرهبانية بين الماضي والحاضر

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
تضم الكنيسة القبطية الآن ما يقرب من ألف وخمس مئة راهب وراهبة بما في ذلك الرهبان والراهبات الذين يعيشون في أديرة (عامرة رهبانيًا) خارج مصر مثل أمريكا وإيطاليا والسودان، ويمثل هذه العدد نسبة واحد إلى عشرة آلاف (1: 10000) إذا قيس بعدد المسيحيين في مصر والذي يربو الآن على أثنى عشر مليون مسيحي، وهو عدد متواضع بالنسبة لكنيستنا القبطية والتي نشأت وعنها أخذت بقية التجمعات المسيحية في العالم بدءا بإنطاكيا (سورية) ونهاية ببعض الرهبنات التي ظهرت بين الجماعات المسيحية غير الأرثوذكسية والكاثوليكية (عرف النظام الرهباني الطريق إلى خارج مصر، أولا عن طريق ق. أثناسيوس الرسولي، عندما كان منفيا في أوروبا، ثم ق. أمبروسيوس في إيطاليا، ثم ق. روفنوس وق. يوحنا كاسيان (وقد انتظمت أخيرا هناك على يد القديس بندكت) وشمال أفريقيا عن طريق ق. أغسطينوس، وفي أديرة أثوس باليونان عن طريق ق. باسيليوس الكبير، وفي فلسطين من خلال ق. هيلاريون، وفي العراق عن طريق ق. أوجين المصري، ومن العراق امتدت إلى سوريا وأرمينيا وفارس (الرهبنة الديرية في مصر /د. رءوف حبيب)، فقد شهدت منطقة الإسقيط ونتريا والقلالي مابين القرنين الرابع والسادس الميلادي، تجمعات رهبانية وصلت أعداد الرهبان فيها إلى مئات الألوف، إضافة إلى أديرة الأنبا باخوميوس في صعيد مصر والتي كانت أشبه ما يكون بالمدن الرهبانية، حيث وصل عدد الرهبان في أغلبها إلى عشرة آلاف راهب في الدير الواحد.
وبحسب ما ورد في كتاب فتح العرب لمصر لمؤلفه ألفريد بتلر، فإن عدد الرهبان الذين خرجوا للقاء عمرو بن العاص عند فتح العرب لمصر وصل إلى سبعين ألف راهب يحمل كل منهم عصاه (نقلا عن المقريزي والذي نقل الخبر بدوره عن بعض المؤرخين الأقباط – راجع ألفريد بتلر / فتح العرب لمصر ص 455 مكتبة مدبولي /الطبعة الثانية 1996 م.), بينما يرى البعض أن الذين تقابلوا معه كانوا مندوبين عن سبعين ألفا من الرهبان، وقد كتب لهم كتاب أمان ووهبهم جراية وجه بحري.
هذا في القديم أما حديثا فقد ظهر ثمانية عشر ألف راهب وراهبة في الاتحاد السوفيتي عقب قيام حركة (البروسترويكا) بقيادة الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، ما لبث أن ارتفع إلى مئة وخمس وثمانين ألفا من الرهبان والراهبات في عام 1997 م أي ارتفع العدد إلى عشرة أضعاف خلال عشر سنوات فقط (وإحصائية أخرى تفيد بوصول العدد سنة 2000 إلى 265 ألف راهب وراهبة).
وبدأ عدد الرهبان في الهبوط منذ غزو الفرس وهدم الأديرة وسوء الأحوال في البلاد بسبب الاضطرابات السياسية حتى تخرب أكثر الأديرة وهجرها سكانها باستثناء ما يقارب عدد الأصابع، ثم تحسنت الأحوال قليلًا خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر ثم ما لبثت أن منيت الرهبنة بنكسة حتى وصل عدد الرهبان في العصور المظلمة مابين القرنين الرابع عشر والثامن عشر إلى عدة عشرات في كل الكنيسة، ثم عادت الحياة لتدب من جديد منذ أيام البابا كيرلس الرابع أبى الإصلاح (قد لا يكون البابا كيرلس الرابع قد قام بإصلاحات مباشرة للرهبنة ولكنه اهتم بالإصلاح في الكنيسة يشكل عام وبالتالي فقد شمل هذا الإصلاح الرهبنة بشكل أو بآخر)، حتى وصل عددهم في بداية هذا القرن حوالي مئة وخمسين راهبا في منطقة وادي النطرون (بحسب جداول الأمير عمر طوسون) ثم شهدت الرهبنة القبطية أخيرا نهضة كبيرة في أيام المتنيح البابا كيرلس السادس وازدهرت في أيام قداسة البابا شنودة، والذي ما يزال يغلب عليه الطابع الرهباني سواء في تعليمه أو سلوكه بالرغم من خروجه إلى العمل الرعائي منذ ما يزيد على الأربعين عاما منذ ترك قلايته بالدير طاعة للكنيسة في الاتجاه إلى الرعاية.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

فكرة الرهبنة وكيف نشأت بين الشباب المسيحي

تبدأ الفكرة عندما يرغب شخص ما معنى بخلاصه بالبحث عن طريقة مثلى يخلص من خلالها، فهو يعتبر أن خلاص نفسه (شخصيًا) هو القضية الأهم والأخطر في حياته، من أجلها يضحى بكل شيء وفي سبيلها يقدم على أي قرار، ويرى أنه لن يتسنى له ذلك إلا من خلال حياة هادئة بعيدا عن العالم، ومن ثم يقرر الشاب أن يحيا حياة إنجيلية مثالية، وإذ يتعذر عليه (هو) إتمام ذلك وهو بين الآخرين في العالم فهو يتجه من ثم نحو أطراف المدن (قبل أن تكون هناك جماعات رهبانية) حيث يصنع له كوخا من الخوص يحيا فيه في هدوء وتأمل يلتمس المنفعة من الإنجيل ثم ممن يتقابل معه من الأشخاص الروحيين المختبرين، هذه من جهة ومن جهة أخرى فإنه يعمل كذلك لينفق على نفسه ثم على المحتاجين حتى يتسنى له بذلك إتمام وصية محبة القريب بجانب محبة الله (أروع تسجيد للمحبة هو الصليب، والصليب له بعدان رأسي وأفقي، هكذا المحبة فالبعد الرأسي فيها يمثل محبتنا لله وأما الأفقي فهو محبتنا لمن حولنا من الناس) ولذلك فقد كان عمل اليد ركنا أساسيا في تدابير الراهب منذ البداية.

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كما أن الرهبنة هي شهادة للمسيح بين المسيحيين، لأن الراهب يعطى ذاته مثالًا سليمًا للمسيح من خلال جهاده وتشبهه بسيده، وبالتالي فهو مقياس للناس، تدينون أسباط إسرائيل الاثنيّ عشر (مت 19: 28) أو بمعنى آخر فإن الراهب هو شخص مسيحي، يحاول أن يذهب بمسيحيته إلى حدودها القصوى (لقد كان شعار مؤتمر الرهبنة الأرثوذكسية المنعقد بدير الأنبا بيشوي ببرية شهيت، خلال الفترة من 30 / 4 إلى 4/ 5 / 1979 م هو مكان الحياة الرهبانية في الشهادة للمسيح، وقد اشتركت في هذا المؤتمر كنائس القسطنطينية واليونان وروسيا وأنطاكية وأمريكا ورومانيا وبلغاريا وقبرص وفنلندا وأراجواى وإثيوبيا وأرمينيا وانتيلياس والهند وجورجيا والكنيسة القبطية (راجع مجلة الكرازة / عدد 18 بتاريخ 4/ 5/ 1979 م) أو يحاول بمعنى آخر أن يصل إلى ملئ قياس قامة المسيح.. أن يحقق الكمال الذي رسمه لنا الرب يسوع (أسعى لعلى أدرك الذي لأجله أدركني المسيح..)
وهكذا وبعدما أصبح الاستشهاد شهوة كل إنسان تقي يعرف يسوع المسيح، توقف الاستشهاد بينما ما تزال الحمية الروحية قائمة بين المسيحيين ومن ثم ظهرت الرهبنة كبديل، وهكذا جاءت الرهبنة وليدة لبذرة الاستشهاد، والذي هو قمة الحب الإلهي للمحبوب يسوع المسيح، وكما يسجل لنا التاريخ أنه ومنذ استشهاد القديس مرقس الإنجيلي في العصر المسيحي الأول، حتى اشتعلت نار الحب في القلوب لتقديم الحياة كلها بالكامل لله، فلما توقف الاستشهاد ظهرت الحياة النسكية (أي الرهبنة) عندما تصل إلى آخر درجة لها، هي استشهاد يومي بدون سفك دم، وهذا ما كان آباء الرهبنة يريدون أن يقدمونه في بداية خوضهم في هذا الطريق.
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه عن القديس انطونيوس، أنه لما حل الاضطهاد بالكنيسة في عهد مكسيميانوس (303-311 م.) ترك القديس أنطونيوس مغارته ودخل إلى مدينة الإسكندرية، آملا أن ينال إكليل الشهادة، ولكن الله لم يشأ له ذلك بل أبقاه لرسالة أخرى، لا تقل كثيرا عن الاستشهاد، ولكنه راح يشجع المقبلين على الاستشهاد حتى أن الحاكم عندما رأى جسارته أمر بألا يظهر راهب في المدينة، ولكن القديس لم يبال بذلك حتى أنه غسل ثيابه ووقف في اليوم التالي في مكان مرتفع أمام الرؤساء، ورآه الوالي في ثيابه الحسنة شجاعا.. وكان يصلى لكي يكون هو شهيدا ولذلك فقد كان يبدو عليه الحزن بسبب عدم نواله هذا الإكليل، ولكن الله أبقاه لمنفعة الكثيرين في الطريق النسكية، ولما انقضى زمن الاضطهاد عاد أدراجه إلى المغارة يجاهد بأشد صرامة.. (سيرة القديس أنطونيوس بقلم القديس أثناسيوس الرسولي / جمعية الأصدقاء المركزية ص 65، 66.)
ونقرأ في الكتابات الرهبانية الأولى كيف أن الراهب كان يحيا على أطراف القرى وبجوار الأنهار والترع، يعمل في صناعة القفف والسلال ثم يدفعها (يسلمها) إلى الجمالين (البدو الرحل) حتى يبيعونها له ويشترون له ما يحتاج إليه من خبز وبقول وخضروات، ثم يتصدقون له بالباقي على المساكين، وبين آن آخر كان يتردد (أي الراهب) على الكنائس القريبة للتقرب من الأسرار الإلهية، حيث كان مألوفا لدى عامة الشعب أن يروا راهبا أو بعض الرهبان عند التناول، وبذلك كان الراهب يمارس حياة الشركة والجسد الواحد مع الكنيسة (ويرد في كتاب الرهبنة الديرية في مصر للدكتور رءوف حبيب: أن رهبان القديس آمون كسبوا معيشتهم من استخراج النطرون وبيعه للقوافل، كما عمل الرهبان في الإسقيط في الأفران واشتغل البعض منهم في الغزل ونسيج الكتان اللازم لصناعة ملابسهم ومنهم من عمل اسكافيا، وأصبح لزامًا على الرهبان أن يحملوا عمل أياديهم أسبوعيا إلى رؤسائهم، كما كانوا يخرجون جماعات في مواسم الحصاد في اقليمي برفا وغرب الدلتا، وكانت أجرتهم قمحا يوضع في مخازن الدير، كما كانت الأديرة تتصدق بالطعام والأقمشة التي تنسجها على فقراء البلاد القريبة منهم، كما أرسلوا سنويا سفنا إلى الإسكندرية مشحونة بالقمح تتوزع على المسيحيين السجناء والغرباء كذلك، ويقرر روفينوس أنه في النصف الثاني من القرن الرابع انتعشت الأديرة حتى أصبحت الجماعات الرهبانية تعطى الكنيسة بسخاء، وبالجملة فقد كان هناك اكتفاء ذاتي بحيث لا تزيد مصروفات الجماعة على إيراداتها، مع الحرص بدقة في الوقت ذاته على تخصيص جزء من هذه الإيرادات للتصدق على الفقراء ص 89-93).
كان ذلك قبل أن تتحول هذه الحالات الفردية إلى جماعات رهبانية تحت إمرة وإرشاد أب كبير مختبر مثلما حدث مع القديس أنطونيوس إذ دخل البرية الجوانية عقب انتهار إحدى الفتيات له بسبب سكناه بالقرب من العالم، هناك تجمع حول القديس شبان كثيرون فبنى لهم كنيسة حيث صار ذلك نواة لأول جماعة رهبانية مسيحية عرفها التاريخ وذلك في سنة 305 م.
ولعل أول راهب عرفه التاريخ هو إيليا النبي الذي عاش في جبل الكرمل قبل الميلاد بسبعة قرون ومن بعده يوحنا المعمدان، ويرى الرهبان الكرمليون (جماعة رهبانية عاشت في جبل الكرمل) أن رهبنتهم هي الأقدم من نوعها في الكنيسة، لأنها تنتمي إلى إيليا النبي (رهبنة الكرمل / مطبوعات رسالة القديسة تريزا ليسوع الطفل – شبرا / ص 11.)
وعاش الآباء مجاهدين من أجل الوصية ويقول البابا أثناسيوس الرسولي في كتاب عن القديس أنطونيوس أن الرهبنة هي جهاد ضد قوى الشر في سبيل تحقيق الوصية، إذا فقد كانت فكرة الرهبنة هي تقديم حياة مثالية حسبما رسم الرب يسوع المسيح، ويرى بعض الآباء أن الرهبنة تحولت في بعض الأوقات – وفق مفاهيم خاصة متطرفة – إلى ما يمكن أن يطلق عليه تطرفات نسكية، بمعنى أن يتخذ شخص ما من الصمت هدفا وحيدا فيمعن فيه ويوقف كل إمكانياته الذهنية والروحية على هذا الهدف، ويجرى آخر بالنسك الشديد تجاه الطعام في اتجاه آخر ويتبارى فيه مع آخرين، وثالث في البعد عن العالم وهكذا رابع في إتعاب جسده – الخ، الرهبنة، وحقيقي أن الرهبنة هي حياة مُغايرة ودعوة لها خصوصيتها، ونمط غير تقليدي، إلا أنها أيضا حياة إنجيلية بالدرجة الأولى يحيا فيها الراهب بموجب الوصية مستخدما في ذلك الوسائط التي تركها له الشيوخ الذين سبقوا فاختبروا تلك الحياة وعرفوا دروبها وذاقوا طعم ثمارها وتجاربها وأمجادها حتى ليقال أنها مهنة (صنعة) مثل كل المهن التي لها أسرارها وخبرتها وشيوخها (شيوخ المهنة).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

كتاب بستان الرهبان لبيلاديوس

أما بالنسبة لما ورد في بستان الرهبان من جهادات عنيفة للآباء فإن بستان الرهبان هو تجميع لمقتطفات ومشاهد من حياة الآباء عبر ثلاثة قرون، والجزء الأكبر منه ينسب لبلاديوس الأسقف (ولد الأسقف بلاديوس في غلاطية سنة 364 م. وترهب في العشرين في جبل الزيتون على يد الأب اينوسنت Innocent، زار الإسقيط بعد 4 سنوات وتعرف على إيسيذورس (77 سنة) وديديموس (80 سنة) فعاش معهما، طاف بأديرة الإسكندرية لمدة ثلاث سنوات، تقابل مع ألفى راهب ثم قضى عشر سنوات في الإسقيط ومن ثم توجه إلى صعيد مصر حيث تقابل مع العديد من النساك هناك وزار أديرة الأنبا باخوميوس وقد وجد هناك في مدينة واحدة اثنيّ عشر ديرا للراهبات. هذا وقد قام العالم بتلر BUTLER بتحقيق هذا الكتاب سنة 1898 م. وذلك بتكليف من جامعة كامبريدج (الرهبنة الديرية في مصر – د. رءوف حبيب ص 94-99). Palladuis والذي كتبه تلبية لرغبة لوساس Lausas وهو من كبار حاشية الإمبراطور ثيئودوسيوس الثاني في القسطنطينية، وقد عاش بلاديوس مابين أديرة الإسكندرية ووادي النطرون ما يزيد على ثلاث عشرة سنة تقابل خلالها مع ألفين من الآباء النساك ونقل ما لاحظه وما سمعه من كل ما هو عجيب وملفت إلى مذكرات خاصة أرسلها إلى صديقه الحميم لوساس، حيث ظل هذا التراث النفيس يعرف باسم التاريخ اللوزاكى (نسبة إلى لوساس) لمدة طويلة.

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
ولربما يظن أن هذا هو الهدف من الرهبنة، ولكن الهدف من الرهبنة هو العمل على تهذيب الحواس والأفكار والجسد دون الجنوح (عمد بعض الآباء إلى فقأ عيونهم أو إتلاف أحد أعضائهم بدافع الفضيلة وتعتبرهم الكنيسة قديسين بالنظر إلى الدافع الذي حملهم على ذلك، غر أنها لا تنصح أحدا بأتباع ذات المنهج، بل تنصح بالضبط لا بالقمع).
غير أنه يجب الإشارة هنا إلى أن التطرف قد جاء نتيجة الخطأ في التنفيذ والسلوك وليس في المعنى الروحي السليم الذي ينتج عن ممارسة صحيحة، ففي الصمت مثلا يسعى المجاهد إلى تحقيق هدفين، أولهما تحاشى العثرات الكلامية وثانيهما تفريغ وتكريس النفس بالقدر الكافي ليكون الحديث مع الله متصلا من خلال التسابيح والصلوات والتأمل، وفي هذا عدم توقيف للقدرات الذهنية، كذلك في النسك أيضا يبغى الإنسان أن يتحول إلى إنسان روحاني، حيث يقول الكتاب أن الروح تشتهى ضد الجسد والجسد يشتهى ضد الروح، كما أن الاهتمام الدائم بالجسد وحده هو ما ينطبق عليه القول الإنجيلي أن اهتمام الجسد هو عداوة لله وموت (رومية 8: 7).
وقد عرفت الرهبنة نظام الشركة كبديل لنظام الوحدة المطلق بسبب التطرفات النسكية المنتشرة، حيث يجد الشخص الجديد حيرة في أيهما يختار من سبيل بين مدارس نسكية متنوعة، كما أن نظام الشركة فد رتب كتخفيف لنظام الوحدة، فإن الوحدة في زمن لاحق لظهور الرهبنة كانت تسبقها حياة الشركة بحيث متى نجح الراهب فيها سمح له بالتكميل في الوحدة حيث يصل من خلالها إلى قامات روحية عالية حتى السياحة، من هذا فإن الشركة الرهبانية تقوم على ركيزتين أساسيتين هما الأب وقانون.
ومن الهام جدا أن ندرك أن بستان الرهبان ليس كتابا منهجيا وليس دستور حياة، سواء بالنسبة لشاب يحيا في العالم أو حتى لراهب يحيا في الحياة النسكية، وليس من المستحسن أن يطبق شخص ما، ما يقرأه أو يعجب به في بستان الرهبان (أو الكتب النسكية الأخرى) من تلقاء نفسه وإنما يفضل الانتفاع به من خلال المرشد الروحي (المرشد الروحي هو في الواقع شخص يخضع لسلطان الروح القدس، يأخذ منه ليعطى أولاده (يقول القديس أغسطينوس أن يوحنا الإنجيلي في رؤياه في بطمس أخذ من الرب أرغفة لأجل عشائنا) والمرشد بذلك لا يعتمد على الجهد العقلي أو الحكمة النفسانية، كذلك يجب أن يكون بمثابة الطبيب الروحاني والذي يعرف كيف يصف الدواء المناسب والكمية والتدرج في العلاج وما إلى ذلك)فإن جميع ما دون فيه قد كتب (أو قيل) لأشخاص ذوى ظروف معينة في أوقات معينة، وبالتالي فهو لا يصلح لكل شخص في كل الظروف والأوقات، مثل أن يهرب شاب من منزله ليحيا في الصحراء أو يبيت آخر على باب الدير لعدة أيام، أو أن يتخذ أحد الأشخاص قرارا من تلقاء ذاته بتقليد أب ما بأن يحذو حذوه دون تدبير، حيث أن الخطورة تكمن هنا في تلاهى الشياطين به إن هو تصرف من تلقاء نفسه، وقد يحبط إذا لم يستطع المواصلة وبالتالي فلن يقتنع بالقليل الذي كان يقدمه فتكون النتيجة ألا يفعل هذا ولا ذاك (تقابلت ذات مرة مع شاب في المرحلة الثانوية، وكان يضع في فمه حصاة (زلطة) فإذا ما أراد التحدث إلى آخر سحبها من فمه ثم راح يثرثر لمدة طويلة فإذا ما كف عن الكلام أعادها ثانية إلى فمه، في حين كان يجب أن يدرك أن فاعليتها تكمن في تذكيره بضرورة الصمت (متى أراد الكلام) فيمسك عن الكلام، ويبدو أنه أراد بذلك أن يقلد القديس أرسانيوس، ولكنه من غير المقبول أن يبدأ شخص ما من حيث انتهى القديسون بل عليه أن يتدرب قليلا قليلا فالنمو الطبيعي أكثر ضمانًا من الطفرات والحماسة الوقتية) ومع ذلك فإن كتاب بستان الرهبان يعكس في الحقيقة الحياة الرهبانية في القرون من الرابع إلى السادس الميلادي، بكل ما فيها من جهاد شديد إلى فضائل وإلى معجزات، ولكن بلاديوس كان مثل من يقطف الثمار، غير أن هذه الثمار سبقها تفليح للأرض وتعب وسهر وجهاد ودموع وعرق مما يفوق الوصف، فقد كانت الجماعات الرهبانية آنذاك صورة صادقة ومفرحة من بين صور الكنيسة مثلها في ذلك مثل الاستشهاد ومثل عصر المجامع المسكونية والعصر الرسولي، ولعل شخص قد يسأل إن كانت الرهبنة حياة غير عادية؟
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

انتشار الإباحية وتفشي الانحلال الأخلاقي

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
وكأن التاريخ يعيد ذاته، إذ كان من بين الأسباب التي تدفع الشباب إلى الرهبنة وسكنى البراري في عصور الرهبنة المزدهرة، انتشار الفجور وتفشى الانحلال وسرعة انتشار الحضارة والتمدين بما يحمله معه من تجاوزات وما يرافقه من تشكيك في القيم الروحية والسلوكية والخلط بين مفهوم الفضيلة من جهة والضعف والانسحابية من جهة أخرى، ويرى الشاب نفسه وقد حوصر من جميع الجهات بالعثرات من خلال المشاهدات والسماعات غير العفيفة، وقد أصبحت أروقة الكليات والمكاتب الحكومية والشوارع والمرافق ووسائل النقل، بيئة غنية بالإسفاف، يسمع ويرى فيها ما لا يجب سماعه ولا يسوغ ترديده من أحاديث يندى لها الجبين.
وقد أسهم في ذلك بقدر فعال كل من شبكة المعلومات العالمية Internet وأطباق الإرسال الفضائية وغيرها، وفي الطريق الآن للانتشار ما يوازى حجم النوتة الإلكترونية Organizer يمكن الحصول من خلالها على الجديد في الانترنيت دون الحاجة إلى كمبيوتر، كذلك انتشار الفلسفات التي تفيد بأن البحث عن الفضيلة وضبط النفس والغرائز هو شكل من أشكال الجنوح والحرمان غير المبرر!!.
إزاء كل هذا يتوق الإنسان إلى حياة يرعى فيها عفته وبتولية ذهنه وحواسه، مكان تقنن فيه الفضيلة والبر.. مكان للقافلة فيه هدف واحد في مسيرتها وهو الملكوت ويقود هذه القافلة الرب يسوع وأما علامات الطريق فهي آثار الغنم التي تبعته من قبل، فلا يجد سوى الأديرة.. (إن كنت لا تعرفين أيتها الجميلة فاخرجي على آثار الغنم وارعى نش 1: 8)
والآباء الكهنة يعملون على مساعدة من يحيا في العالم لكي يسلك في بر وتقوى بينما يعينون الآخرين الذين يودون الالتحاق بالأديرة، ويرشدونهم حتى يسلمونهم إلى الطريق الرهباني ويسعدون في ذلك بأنه قد صار من أولادهم من سيتفرغون للصلاة عمن يحيون في العالم، فإذا ما وجد الكاهن ميلا لدى الشاب أو الفتاة تجاه الزواج، شجعه دون تردد حيث أنه الدرب الذي سلكه أكثر الناس، بينما يتأنى كثيرا أمام شخص يفكر في الرهبنة، فلا يشجعه أو يوافقه سريعا وإنما يختبره أولًا، وهكذا يعمل الكهنة على المستويين (ينقسم آباء الاعتراف تجاه فكر الرهبنة إلى ثلاثة أنواع، نوع يشجع ويحفز أولاده لولوج ذلك الطريق، وآخر يقاوم هذا الطريق، وأما الثالث فهو محايد يحاول تشجيع كل شخص بحسب مواهبه واكتشاف دعوته) وتجدر الملاحظة هنا أن السواد الأعظم من الكهنة الذين تمت سيامتهم في الثلاثين سنة الماضية تتلمذوا على الأديرة، ونسبة لا بأس بها منهم كانت لهم ميول رهبانية غير أنهم عدلوا عن ذلك وقبلوا دعوة الكهنوت وهم بذلك يجمعون بين المنهجين الرعائي والنسكي.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

الرهبنة طريق استثنائي

الطريق التقليدي والطبيعي هو أن يتزوج الإنسان وينجب نسلًا "اثمروا وأكثروا واملأوا الأرض" (تك28:1) ويتربي هذا النسل حسنًا ويدرس جيدًا من ثم يتزوج ثم ينجب ويعد أولاده لدورة جديدة في الحياة وهكذا مثل ساقية تدور يدفعها هو إلي آخر ما تصل إليه يده ومن ثم يبدأ الابن في تسلم مكانه وهكذا، فيولد الإنسان في العالم يأكل ويشرب ويعمل ويلبس ويفرح.. يحيا بين الناس.. يجري عليه كل ما يجري عليهم ويصدر عنه جميع ما يصدر عنهم. ولكل إنسان دوره في الحياة والذي يختلف عن الآخر.
أما الراهب فقد اختار حياة مختلفة (ليست ضد ما هو طبيعي، بل سمو بما هو طبيعي) فهو يحيا وحيدًا في قلايته.. يترك أسرته وعمله وما كان يحيط به من كرامة أو مال أو كتعة ليبحث عن بدائل يطول أمدها ويستمر تأثيرها.. فيعمل في أي شيء ويرتدي ما يستر عريه فقط ويكتفي من الطعام بما يقوم بأوده، ويوجه عواطفه وطاقاته نحو الله من خلال العبادة والتسبيح ونحو الناس من خلال الصلاة لأجلهم (لقد سأل الأنبا بولا وكذلك القديس مرقس الترمقي عن أحوال العالم وهل يصوم الناس وهل يجترحون الآيات وهل انتهي الاضطهاد وساد الهدوء)..
إن حياة الراهب ليست منطقية (حسب الأعراف والتقاليد). فهي محاولة للعودة بالإنسان إلي ما قبل السقوط، حيث الإتحاد بالله وعندئذ يملك علي كافة مشاعره، فلا يحتاج الإنسان، المخلوق الاجتماعي، إلي معين نظيره، أي الحياة الاجتماعية.. لذا فالرهبنة طريق خاص جدًا..

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
ومن هنا يجب أن يكون اليقين في القرار مئة في المئة، بحيث لا يصنع الترجيح مع الفكرة أو التغليب أو الاستحسان، فإن مال شخص ما إلي الرهبنة بنسبة ثمانين في المئة فقط، فعليه ألا يغامر بالالتحاق بالرهبنة بل يجب أن يتأكد جيدًا أنه لا يرغب في حياة غير هذه، وهناك في هذا الصدد محوران، المحور الأول هو أن يدرس الشخص الأمر جيدًا: هل سترهب أم لا، وأما الحور الآخر فهو هل إذا لم يترهب سيتزوج أم لا، فإن عدم الرهبنة لا يعني الزواج بالضرورة كبديل، وبالتالي فإن عدم الزواج لا يعني الاتجاه للرهبنة.
"أريد أن تكونوا بلاهم. غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضي الرب وأما المتزوج فيهتم في ما للعالم كيف يرضي امرأته. إن بين الزوجة والعذراء فرقًا غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة جسدًا وروحًا. وأما المتزوجة فتهتم في ما للعالم كيف ترضي رجلها.. وأما من أقام راسخًا في قلبه أن يحفظ عذراءه فحسنًا يفعل. إذا من زوج حسنًا يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن (1كو32-38).
ومن طريف ما يذكر أن الفرق بين الراهب والعلماني من جهة الزواج، هو أن الراهب تعفف عن ألف فتاة (هن عدد الفتيات المستعدات للزواج في بلدته مثلًا) بينما تعفف المتزوج عن ألف إلا واحدة!! فالفرق من جهة الزواج فقط لا يذكر! وعندما سئل شاب راهب لماذا لم يتزوج، قال: أنه يحب جميع الناس قي بلدته رجالًا ونساء فلم يستطيع اختيار أية فتاة ليتزوجها، وبطبيعة الحال فإنه لن يتزوج الجميع، ولذلك فقد أثر أن يترهب!! وقد يبدو الكلام لأول وهلة محض دعابة ولكنه يحمل في ثناياه فكرًا راقيًا وهو أن الرهبنة ليست مجرد امتناع عن الزواج، وكذلك أن الراهب هو شخص وهب كل محبته لله من جهة وللجسد المسيحي كله (الكنيسة) من جهة أخري.
ولكن معلمنا بولس الرسول يضع حدًا فاصلًا ما بين الزواج والبتولية (اكو7) فالعفة في الزواج ارتقاء وانضباط، أشار إليه معلمنا بولس الرسول قائلًا: لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون علي موافقة إلي حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضًا معًا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم (اكو5:7) غير أن تلك العفة لا ترقي مطلقًا إلي العفة في البتولية والرهبنة، حيث يوصف الرهبان من هذا المنطلق بالملائكة الأرضيين.
يقول ماراسحق، قبل كل شيء ينبغي أن نعلم أن تدابير المسيحيين تنقسم إلي إفرازات كثيرة (طرق) وذلك لمعرفة سيدنا يعجز وضعف طبع بني البشر وكثرة اختلاف آراء النصارى فإنهم ليسوا جميعًا يريدون أو يستطيعون أن يسلكوا في طريق الكمال التعبة العسرة، لكي يدركوا بعمل الجسد وعرق النفس ذلك الشيء الذي من أجله أدركهم المسيح، اعني ان يحبوه بالكمال بعمل وصاياه المحيية حتى إلي الموت، مثلما أحبهم هو وأظهر حبه لهم بالفعل بكل تعب وتجربة احتملها من اجلهم حتى إلي موت الصليب المهين، فلهذا استعمل معهم الرحمة ووضع قدامهم طرقًا كثيرة وسبلًا مختلفة، لكي الذي ما يقدر أن يسير في الطريق التعبة لأجل صعوبتها، يسير في الأخرى لأجل سهولتها، حتى لا يخيب أحد النصارى من ميراث ملكوت السموات، التي أنعم بها عليهم بسفك دمه من أجلهم، لأن كل إنسان حسب محبته لسيدنا وبمقدار عمله لوصاياه، فكذلك تكون مكافأته وتنعمه، قال سيدنا، كثيرة هي المنازل في بيت أبي وكوكب أشرف من كوكب في المجد،1ه.
ولذلك يقول السيد المسيح للشاب الغني إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل أملاكك وتعال اتبعني متي21:19.
ويجدر بالذكر هنا أن بعض الشباب عندما يفكرون في الرهبنة فهم إنما يفكرون في حياة نقية نموذجية وليس بالضرورة أن تكون ديرًا ورهبنة وبالتالي فإن وحج مجتمعًا تتوافر فيه الشروط التي يرجوها فلن تكون هناك ضرورة لحياة رهبانية، ولذلك فقد وجد بعض الشباب في بعض المجتمعات خارج مصر ملاذًا لهم.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

ظهور الكهنة غير المتزوجين

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
ربما كان في سماح الكنيسة -بشكل غير رسمي- بجواز رسامة كهنة غير متزوجين، منفذًا لأولئك الذين لا يرغبون في الزواج ومع ذلك فهم مثقلون بخلاص نفوس الآخرين والبذل في العمل الرعوي ومن ثم فهم مرشحون كقادة في الكنيسة داخل إفطار الكهنوتي، ولما لم يكن من الضروري أن يلتحقوا بالأديرة كرهبان ومنها بالتالي إلي العمل الرعائي ثانية، فإن رسامتهم ككهنة متبتلين جاءت حلًا وسطًا، غير أن الفكرة ما تزال قيد الدراسة ولم تقنن أو تعمم بعد (يعطي الكهنوت للخادم مساحة أكبر وإمكانيات أكثر في الخدمة).
ولرهبنة بعدان خارجي وداخلي، أو بعبارة أخري لها شكل ومحتوي أو طقس وجوهر، فشكل الرهبنة أو ظاهرها هو الزي والاسم والانتماء لدير ما والالتزام بنظام ما، في حين أن محتواها هو فضائل الرهبنة أو الحياة الداخلية للراهب، وبالتالي فقد يمتلك شخص ما التركيب الخارجي للرهبنة بينما يفتقر إلي محتواها أو جوهرها، وفي المقابل قد يوجد شخص له مقومات الراهب ومحتوي الحياة الداخلية النسكية في حين لا يلتزم بهذا الطقس المألوف، ويحدث هذا كثيرًا عندما تمنع الظروف شخصًا ما له ميول رهبانية في ولوج هذا الطريق بينما يحتفظ بفكره النسكي واشتياقاته الرهبانية.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

أسباب ودوافع خلف الرهبنة

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
أم عن تزايد الإقبال على الرهبنة في السنوات الأخيرة فيرجع إلى عدة عوامل، منها عوامِل جذب وأخرى عوامل دفع..
  1. كثرة الحديث عن الرهبنة والرهبان
  2. تواجد الرهبان في الحقل الرعائي
  3. نشر سير القديسين
  4. رهبنة مئات من المثقفين وأصحاب الدرجات العلمية العُليا
  5. الرحلات إلى الأديرة
  6. بيوت الخلوة
  7. دور الأب البطريرك شنوده الثالث
  8. أناس ترهّبوا دون دافع معروف
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

كثرة الحديث عن الرهبنة والرهبان

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
وذلك من خلال العظات والكتب والإرشاد ومناهج التعليم والتربية الكنسية (روى لي أحد الشبان عن خادمة والذي كان لا يكف عن الحديث عن الرهبنة والنساك في كل مناسبة وبغير مناسبة، حتى اصطبغت أقوله جميعها بطابع رهباني فما أن وصل سنه إلى الحد الذي يترهب فيه الشباب، وكانوا يتوقعون بين عشية وصباح أن يسمعوا بخبر رهبنته، فإذا به يتزوج!! ويلطمهم الخبر وتصعقهم المفاجأة وتهتز العديد من القيم أمام عيونهم.. وكان أحرى بذلك الخادم أن يقتصد في هذه المبالغة.. وأن يعلم عن الكمال والقداسة وعن اختيار كل إنسان ما يناسبه وما يشعر أنه يثمر فيه بشكل أفضل).
ثم الفكرة المتوارثة عن أن الرهبان هم الجماعة الأفضل بين شرائح الإكليروس، ويجدر بالذكر أن العديد من الكتب الليتورجية في الكيسة قد قام الرهبان بتصنيفها مثل السنكسار cuna[arion ومجمع التسبحة والقداس وذكصولوجية باكر، وبالتالي فلا شك في وجود بعض التحيز للرهبان وآباء الرهبنة، حتى لقد ترسخ في الوعي الباطن لدى الشعب أن الرهبنة ترتبط وحدها بالعفة وبالتالي فالزواج هو -بمعيار ما- تخلي عن العفة أو التكريس، في حين أن مفهوم البتولية أوسع وأشمل بكثير من مجرد بتولية الجسد، ونلاحظ في مثل العذارى (مت25: 1-13) أن كل من الحكيمات والجاهلات حملن على السواء مصابيحًا بينما خمس منهم حملن معهن زيتًا إضافيًا، هذا يعني أن الجميع كن يحملن عذراوية الجسد في حين أشار الزيت إلى عذراوية القلب، من هنا فقد يكون هناك شخص متزوج وله أولاد وهو بتول طاهر، في حين قد يفتقر آخر إلى ذلك مع كونه غير متزوج.. إن هناك فرقًا بين البتول و(العانس) أو الأعزب والبتول. وقد درج الشعب على تقدير الرهبان أكثر من غيرهم والثقة بهم ومنحهم كرامة كبيرة تغري الكثيرين من المخدوعين والباحثين عن الكرامة الزائلة في الانضمام لصفوفهم، (مما حدا بالبعض إلى القول بأن الرهبنة هي حركة شعبية بالأساس!!(ربما كان ذلك ضربة من الشيطان لإضعاف الرهبنة).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

تواجد الرهبان في الحقل الرعائي

ساهم الرهبان بقدر في العمل الرعائي، فقد كانت الأديرة في وقت من الأوقات مسئولة عن خدمة بعض القرى والمناطق التي لا يوجد فيها كهنة حيث تقع تلك المناطق بالقرب من الدير وحوله، وقد اعتمد أساقفة الإيبارشيات على رهبان الأديرة الواقعة في دوائرهم، كذلك أصبحت الأديرة في الكثير من الأوقات بمثابة الكنائس التي يصلي فيها الناس الذين حولها ويمارسون فيها سر الاعتراف.
كما عرف التاريخ السابق تواجد الكثير من الرهبان في الريف والقرى لأسباب مختلفة مثل قضاء حاجات أديرتهم أو الاستشفاء، وكان الأب البطريرك في العصور السابقة يستحضر من ديره أثنين أو ثلاثة من الرهبان يسكنون معه (القلاية البطريركية) يساعدونه في بعض الشئون، ومنهم ناسخ القلاية البطريركية، والذي يتولى المكاتبات، كما اعتاد بعض الآباء المرور على القرى بتكليف من أديرتهم لجمع تقدمات المؤمنين في بعض المواسم، حيث كان الناس يتسابقون لنوال بركاتهم، يضاف إلى ذلك الرهبان المسئولون عن مقار أديرتهم في المدن أو القرى، وقد تأثر الكثير من الشباب بأولئك الرهبان بعدما سمعوا منهم الكثير عن أديرتهم، وفضائل وجهادات إخوتهم وزملائهم، وحروب الآباء مع الشياطين، مرددين عشرات القصص الروحية النافعة، كل ذلك في شكل تبشير نسكي تاركين بذلك أثرًا طيبًا لا يمحى بين سكان تلك البلاد.

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
S
فاشتعلت قلوبهم بمحبة الرهبنة وحذوا حذوهم، وقد حمل أولئك الرهبان الكثير من سكان تلك البلاد إلى أديرتهم في زيارات لها، مما نمى في داخلهم محبة الرهبنة والأديرة وسكانها. فتتلمذ عشرات الآلاف منهم على أيديهم إبان فترات خدمتهم في العالم.
ويروي التاريخ قصة الراهب مرقص بن القنبر في القرن الرابع عشر والذي كان كفيفًا يطوف في الشوارع يعلم الناس، وكان أيامها مشغولًا بقضية الاعتراف على الكاهن وضرورة عودة هذا السر إلى طقسه وممارسته بعد إهماله زمانًا، ويعتبر البابا كيرلس الثالث ابن لقلق والذي أعاد هذا السر إلى مكانته عند توليه البطريركية تلميذًا لهذا الراهب المجاهد.
وفي الغرب على وجه الخصوص ثبتت الرهبنة الحضارات (الثقافات) وأطعمت الجياع ونشرت العلوم والمعارف وقدمت العديد من الاختراعات وعلم الرهبان هناك السكان الأوربيين آداب السلوك والطعام والحديث (يمكنك مقارنة سلوك الغربيين تجاه الطعام والحديث من خلال قوانين الرهبنة الواردة في الكتب النسكية والمستقاة بطبيعة الحال من الكتاب المقدس) بحيث تكونت جماعات رهبانية يتسم دورها بالخدمة بين الناس مثل التعليم والتمريض ورعاية الأيتام والأرامل. فشيدوا أول المستشفيات في العالم وأنقذوا قيم الجمال والخير ولقنوا الإنسان التقدم البشري، وحرثوا الأراضي وزرعوا القمح ورووا الأراضي وبنوا المنازل(كتاب أصول الحياة الروحية)
وقد ساهم الرهبان بقدر كبير في الخدمة وذلك بتكليف رسمي من رئاسة الكنيسة، ولاسيما في الأماكن الجديدة غير الممهدة أي التي لم يسبق لأحد الخدمة فيها، حيث يشق الراهب طريقًا للخدمة وسط ظروف قاسية وغير مواتية حتى يؤسس الخدمة هناك فإذا ما أعد الخدام ثم المكان صار الطريق بذلك ممهدًا لاستقرار أب كاهن (وجود أب كاهن في خارج مصر أمر مكلف جدًا من حيث إقامته هو وأسرته، مما يستلزم وجود راهب يمهد السبيل حيث يمكن للراهب الحياة بمفرده، بأبسط الإمكانيات).
يضاف إلى ذلك بعض الأعمال الإدارية في الإيبارشيات والبطريركية وهي تختلف عن العمل الرعائي، مثل وكلاء المطرانيات والرهبان الذين يتولون إدارة شئون بعض الأديرة التي يعاد تعميرها.
كما أن الاتجاه الآن يسير نحو تعمير الأديرة الأثرية رهبانيًا، حيث تتناثر مثل تلك الأديرة على طول صعيد مصر، وقد تم بالفعل تعمير عدد كبير منها رهبانيًا، بل وإنشاء أديرة قبطية خارج مصر مثل أمريكا وإيطاليا (حتى عام 1980 كانت أديرة رهبان مصر تبلغ تسعة، هي (البراموس/ أنبا مقار/ السريان/ الأنبا بيشوي/ الأنبا بولا/ الأنبا أنطونيوس/ المحرق/ الأنبا صموئيل/ مار مينا) وفي سنة 1980 تم الاعتراف بدير الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو، وفي عام 1985 دير مار جرجس بالرزيقات، وفي عام 1987 دير العذراء بأخميم، وفي عام 1993 دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا، وفي عام 1995 دير مار جرجس بالخطاطبة، وفي عام 1997 كل من دير الأنبا شنودة بسوهاج والأنبا موسى والأنبا أنطونيوس بالخرطوم، وفي عام 1998 دير الأنبا شنودة بميلانو، وكذلك دير الأنبا باخوميوس (الشايب) ثم دير الملاك غبريال بالفيوم. وبذلك وصل عدد أديرة الرهبان العامرة تسعة عشر ديرًا. بينما بلغ عدد أديرة الراهبات ستة أديرة هي: (دير مار جرجس بمصر القديمة، دير أبي سيفين بمصر القديمة، دير العذراء بحارة زويلة، دير مار جرجس بحارة زويلة، دير الأمير تادرس بحارة الروم، دير القديسة دميانة بالبراري والذي تم الاعتراف به في سنة 1979م) هذا ويصل الآن عدد الرهبان الذين يخدمون خارج أديرتهم حوالي المئة وعشرون راهبًا، تمثل أديرة وادي النطرون وحدها (البراموس والسريان والأنبا بيشوي) ثلثي هذا العدد
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب دراما الصلب - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب فضيلة النسك - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب تقديس الحاضر - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب القديس القوي الأنبا موسى الأسود - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا


الساعة الآن 06:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024