رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المفلوج والمعجزة المهجورة كانت حاجة الشاب الأولى، عند المسيح، خلاصة من فالج الروح قبل فالج الجسد، ولذلك أثار اهتمامه واهتمام الجميع بحاجته إلى الغفران، وكانت هذه هي معجزته الأعظم والأفضل مع نفس الرجل، ولعله من حقنا وكانت هذه هي معجزته الأعظم والأفضل مع نفس الرجل، ولعله من حقنا أن نسأل عن الأسباب الداعية إلى هذا التفضيل والأولوية، لقد ذكرنا أن الروح، عند السيد، أهم كثيرًا من الجسد، بل ذكرنا أنه من الممكن جدًا أن يكون المرض قد أصاب المريض بسبب إدمانه الشر وتهالكه على الخطية، وفي قصة «مكبث» المشهورة، يقول الطبيب الذي أرسل لعلاج ليدي مكبث إنها تحتاج إلى رجل دين لا إلى طبيب، وأطباء النفس يصرحون بأن أغلبالأمراض النفسية لو تعقبناها، لوضعنا اليد على تلوث أو نقطة شر أو ضعف، عندما ذهب أليشع إلى أريحا، وكان هناك نبع ماء رديء تستقي منه المدينة، وجاء رجال المدينة يشتكون، ذهب أليشع إلى النبع الرديء وطرح فيه ملحًا، وأبرأ المياه باسم الرب، ان الله دائمًا يذهب إلى الأصل إلى النبع، ويجعله طاهرًا، ثم أن علاج الروح يعطي أعظم سلام وراحة للإنسان، كان الداء الوبيل للمريض، ليس الجسد الذي يعاني السقم والألم، بل كان أكثر من ذلك، كان الصراع النفسي العميق الذي يحتاج إلى الغفران، هل سمعتم عن أورستيس في خيالات اليونان الذي ارتكب الخطية، وإذا بآلهة الانتقام تطارده في الأرض كلها دون أن يجد مكانًا ولو صغيرًا يمكن أن يهدأ فيه أو يستريح، وقد سجلت أساطيرهم قصة أوديب الملك الذي قتل أباه وهو لا يعلم، وتزوج أمه وهو لا يدري، ولما أدرك بشاعة عمله، فقأ عينيه، وخرج هاربًا في الأرض لا يلوي على شيء تحت عذاب الضمير الذي لا يوصف، ويصور لنا أحد كتاب الغرب، أرثر ديمسدال رجل الدين الذي يرتكب الإثم، ثم يجلس قاضيًا ليحاكم، مع آخرين، زميلته في الفجور، ويحكم عليها بسبع سنوات في السجن، ويقضي هذه السنوات دون أن يعرف راحة أو يهدأ له بال، رغم خدماته التي أفنى نفسه فيها، حتى يعترف ، وينتظر رحمة الله وغفرانه! ثم إن علاج الروح هو العلاج الأبقي، إذ أن آلام الجسد بالنسبة للمؤمن تنتهي بنهاية حياته الأرضية، كما حدث مع المسكين لعازر، لكن الغني دخل أتون النفس في الهاوية إلى الأبد دون راحة أو قرار، ولهذا اهتم المسيح أولا وقبل كل شيء بعلاج الروح!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوليوس والمعجزة |
المفلوج والمعجزة الأيسر |
المفلوج والمعجزة الأصعب |
المفلوج والمعجزة المنشودة |
عذراء بورسعيد والمعجزة المستمرة |