رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة التواضع والوداعة وسائل الاتضاع وعلاماته "جـ" بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث 33- الإنسان المتواضع يظهر اتضاعه الروحي في اتضاع جسده أيضا: يظهر اتضاعه في ملامح وجهه,وفي نبرات صوته,وفي نظرات عينيه,فهو ينظر إلي الناس في وداعة,ليست له النظرات المتعالية ولاينظر إلي الناس من فوق وصوته هاديء:يتكلم بلطف لا بسلطان لايحتد علي أحد,ولا يتكلم بشدة ولا بنبرات متكبرة,ولا بصوت عال,ولا باحتقار أو استصغار لأحد في عدم رد..إنما بلطف يتحدث مع كل أحد. ويظهر اتضاعه أيضا في طريقة مشيه فلا يمشي في زهو أو في خيلاء,وفي جلوسه أيضا يجلس في أدب لاينتفخ في مظهره.. ويبعد عن العظمة في مستوي ملابسه وأدواته وأثاثاته وحياة الترف لايشعر الناس في منظره ومظهره أنه في مستوي عال.. ولغته تدل عليه:فهو لايتغني بأعمال قام بها,ولا يفتخر.. ولايعقد مقارنات بينه وبين الآخرين,تدل علي تفوقه ومقدار ارتفاعه عليهم وإدراكه ما لايدركون. 34- والمتضع يظهر اتضاعه أيضا في أسلوب عبادته وصلواته: فهو دخل إلي الكنيسة في خشوع حسبما قال داود النبيأما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي بيتك.وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتكمز5:7ويقف في مهابة تليق بالصلاة وبالوجود في حضرة الله.كما قيل عن الشاروبيم والسارافيم إنهم وقوف قدامه:بجناحين يغطون وجوههم وبجناحين يغطون أرجلهمأش6. يحفظ حواسه جيدا,ولاينشغل عن الصلاة بشيء ولايزاحم غيره في وقت التناول من الأسرار المقدسة بل يتقدم إليها كغير مستحق. ولايجلس في الوقت الذي ينبغي فيه الوقوف لذلك عند مباركة الطعام في مائدة بيته,لا يصلي وهو جالس...بل هو في كل مناسبة يحتفظ بمهابة الصلاة. كذلك يحتفظ المتواضع بخشوعه في فترة صومه لأنها فترة تذلل أمام الله,والتذلل يليق به الاتضاع ولنذكر في هذه المناسبة ما قيل عن صوم أهل نينوي إنهمنادوا بصوم,ولبسوا مسوحا من كبيرهم إلي صغيرهم وبلغ الأمر ملك نينوي فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطي بمسح وجلس علي الرماديون3:6,5. 35- والمتواضع إذا أخطأ,وانكشف له ذلك فإنه يعترف بخطئه: ما أصعب الاعتراف بالخطأ علي إنسان متكبر يشعر أن ذلك يقلل من قدره ومن كرامته أمام الآخرين أما المتواضع فإنه لا يحاول أن يتهرب من مسئولية أخطائه أو يغطي عليها أو يبرر ذاته بالأعذار,ولا مانع عنده من أن يقولأخطأت في هذا الأمر. يقول أخطأتأمام الله وأمام الناس وفي أعماق نفسه,بكل اقتناع إن نفسه ليست معصومة في نظره. المتواضع ليسبارا في عيني نفسهأي32:1فهو بعيد كل البعد عن البر الذاتي ويعرف عن أخطائه أكثر مما يعرفه الناس عنه. 36- من الوسائل التي تساعد علي الاتضاع:حياة التوبة الحقيقية وما يصحبها من فضائل: فالإنسان التائب هو إنسان شاعر بثقل خطاياه وخطيته أمامه في كل حينمز50يذكره متذللا أمام نفسه وأمام الله شاعرا أنه غير مستحق لشيء وهو باستمرار يلوم نفسه ويبكتها علي سقطاتها وضعفاتها ونقائصها وهو في كل ذلك يطلب صلوات وبركة كل أحد...لذلك يسلك باتضاع ولايتكبر علي أحد,لأن تذكار ضعفاته يخزيه من الداخل ويمنع عنه الكبرياء من الخارج... وكلما بعد الإنسان عن مشاعر التوبة وحرارتها ودموعها أصبح في خطر أن يفقد اتضاعه...ولذلك سعيد من يحيا في التوبة علي الدوام لايعتبر إنها مرحلة من مراحل حياته وقد عبرت.. بل هو في كل يوم من أيام حياته يخطيء وكما قال القديس يوحنا الرسولإن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا1يو1:8. 37-من وسائل الاتضاع أيضا:الصمت وعدم ادعاء المعرفة: إنه يعرف أن كثرة الكلام لاتخلو من معصيةأم10:19فيقول في نفسهتكفي معاصي السابقةويردد عبارة القديس أرسانيوس كثيرا ما تكلمت فندمتلذلك فهو يفضل الصمت ويري أن الاستماع أفضل من التكلم ففي الاستماع يستفيد معرفة.وفي التكلم يعرض نفسه للخطأ مرددا عبارة موسي النبيلست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمسخر4:10. ويتذكر قصة القديس الأنبا أنطونيوس الذي سأل بعض تلاميذه عن آية معينة فأخذ كل منهم يذكر لها تفسيرا ما عدا الأنبا يوسف الذي قاللا أعرففقال له القديس الأنبا أنطونيوس طوباك يا أنبا يوسف,لأنك عرفت الطريق إلي كلمة:لا أعرف. وبينما يجلس المتضع صامتا في وقار يحترمه الناس نري الإنسان المتكبر يحشر نفسه في كل موضوع مهما كان في غير تخصصه!ويجيب علي كل سؤال سواء كان يعرف أولا يعرف أما المتواضع-فإن اضطر إلي الكلام -يجيب في هدوء عما يوقن به.ولا مانع من أن يقول أحيانا:لاأعرف أو سأحاول أن أدرس هذا الموضوع. 38-الإنسان المتواضع يشعر أنه في حاجة إلي معونة من القديسين: لذلك فهو في كثير من الأمور لايعتمد فقط علي صلواته الخاصة.إنما يطلب من القديسة العذراء,ومن الملائكة الأبرار,ومن أرواح الشهداء والقديسين أن يسندوه في جهاده وأن يشفعوا فيه أمام الله هو وكل الذين له-ويقول للرب في صلاة الأجبية:أحطنا يارب بملائكتك القديسين لكي نكون في معسكرهم محفوظين ومرشدين.. ولايرتفع قلبه فيقول:لست في حاجة إلي وساطة من أحد هؤلاء!إن لي صلتي المباشرة بالله!فلماذا أطلب من العذراء أو من مارجرجس أو من الملاك ميخائيل؟!متذكرا أن القديس بطرس الرسول-في ليلة العشاء السري-طلب من زميله القديس يوحنا الحبيب الأصغر منه سنا,أن يسأل الرب عمن سيسلمه وكان كذلكيو13:23-25. بل المتواضع يطلب صلوات كل أحد.. وهوذا القديس بولس الرسول يطلب من شعبه في أفسس أن يصلوا لأجله بكل صلاة وطلبة في كل وقت,لكي يعطي كلاما عند افتتاح فمه ليعلم بالإنجيلأف6:19,18. 39- والإنسان المتواضع لايطلب أن يكون من أصحاب الرؤي أو من صانعي المعجزات والعجائب: إنه لايشتهي هذه الشهوة ولا يطلبها لأنه يعرف مقدار ضعفه وهبوط مستواه الروحي,بل القديسون الكبار كانوا يخشون هذا الأمر لئلا تحاربهم الكبرياء والمجد الباطل,ويذكرون قول الرب لتلاميذه عن مثل هذا الأمر لاتفرحوا بهذا...لو10:20....والمتواضع يذكر أن كثيرا من الذين صنعوا آيات وعجائب لم يدخلوا ملكوت السموات.وقال لهم الرباذهبوا عنيإني لم أعرفكم قطمتي7:23,22. لذلك فالمتواضع يسعي إلي ثمار الروحغل5:23,22وليس إلي مواهب الروح1كو12...والذين في كبرياء يحبون الرؤي والمناظر ما أسهل أن يقعوا في خداع الشياطين. والشيطان سهل عليه أن يعمل بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة,وبكل خديعة الإثم في الهالكين2تس2:10,9كما سيعمل في الأيام الأخيرة في مساندة ضد المسيح المقاوم والمرتفع علي كل ما يدعي إلها2تس2:4.والشيطان أيضا يستطيع أن يظهر في شبه ملاك من نور2كو11:14وبهذا يرضي محب الرؤي ويخدعه ويضيعه.. وهنا أذكر قصة ذلك الراهب الذي ظهر له الشيطان في هيئة ملاك وقال لهأنا الملاك جبرائيل,وقد أرسلني الله إليك.فرد عليه الراهب في اتضاع لعلك أرسلت إلي غيري وأخطأت الطريق.. أما أنا فإنسان خاطي لا أستحق أن يظهر لي ملاكفلما سمع الشيطان هذه العبارة المتضعة انقشع كالدخان واختفي. 40- الإنسان المتواضع-إذا عمل في الخدمة-لايلح علي الله أن يمنحه موهبة التكلم بألسنة ولايعلن علي الناس أن هذه هي علامة الملء!. ولاينظر باستصغار إلي من لايتكلم بألسنة علي اعتبار أنه لم يصل بعد!ولاينادي شخصا آخر,ويقول له:تعال لكي أسلمك تدريب الله,واقفا أمام الناس كمانح لموهبة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة التواضع والوداعة "8 |
حياة التواضع والوداعة 03 |
حياة التواضع والوداعة 15 |
حياة التواضع والوداعة 18 |
حياة التواضع والوداعة 24 |